الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رئيس المهرجان القومى للسينما يتحدث: كمال رمزى: نطالب بزيادة الجوائز المالية للأفلام الفائزة

اختتمت فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من المهرجان القومى للسينما المصرية يوم الاثنين الماضى على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، والذى يترأسه الناقد «كمال رمزى»، وبحضور كل من «د.إيناس عبدالدايم» وزير الثقافة، و«فتحى عبدالوهاب» رئيس صندوق التنمية الثقافية.. وحملت الدورة الرابعة والعشرون شعار «السينما إبداع لا يتوقف».



 وقد قام المهرجان هذا العام بتكريم الفنانين القديرين «عبدالعزيز مخيون، ورجاء حسين»، المخرج «كامل التلمسانى» والمونتيرة «رحمة منتصر». وقد نالت جوائز المهرجان عددًا من الأفلام التسجيلية والقصيرة وأفلام التحريك منها (لما أكبر، لما كان البحر أزرق، خط فى دائرة، أوهام الغرفة الموصدة، الترومبون الذى أنقذنى، درامز، يُحكى أن، من وإلى مير، تمساح النيل). 

وفى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة جاءت الجوائز كالتالى: أفضل إنتاج، الجائزة الأولى لفيلم (العارف)، والذى نال أيضا جائزة أفضل صوت، مونتاج، مخرج لـ«أحمد علاء الديب» وممثلة دور أول لـ«كارمن بصيبص»، أما الجائزة الثانية فكانت لفيلم (أبو صدام) الذى نال أيضا جوائز أفضل إخراج عمل أول لـ«نادين خان»، أفضل ممثل لـ«محمد ممدوح» وأفضل ممثلة دور ثان لـ«زينة منصور»، وكانت الجائزة الثالثة من نصيب فيلم (للإيجار) الذى نال أيضا جائزة أفضل سيناريو. بينما نال فيلم (الإنس والنمس) جوائز الموسيقى لـ«مودى الامام»، والملابس، وفيلم (موسى) جائزتى أفضل تصميم فنى وأفضل تصوير. 

كما منحت لجنة التحكيم جوائزها الخاصة لفنانين كبار لقبولهم أدوارا صغيرة أدوها بتميز عال وهما النجمتان «ليلى علوى»،و «إسعاد يونس» وذلك عن دورهما فى فيلم (200 جنيه). 

عن المهرجان وأفلامه وحال السينما بشكل عام كان لنا حديث مع الناقد الكبير «كمال رمزى» رئيس المهرجان القومى للسينما.. 

 ماذا عن عدد المشاركات فى الدورة الرابعة والعشرين هذا العام؟ 

- الإنتاج السينمائى هذا العام يكاد يتجاوز 25 فيلما، لكن ما تم تقديمه على سبيل المثال فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 15 فيلما. بينما فى مسابقة التسجيلى والقصير وأفلام التحريك عدد كبير جدًا.. 

هل تتوقع فى الدورات المقبلة زيادة عدد الأفلام؟ 

- فى تقديرى أن حماس الشباب من جيل المخرجين، يستطيع عمل سينما جديدة وجميلة، رغم ظروف الإنتاج التى يمر بها.. ولذلك نتمنى أن يتم تضاعف قيمة الجوائز المالية.. فالقيمة الإجمالية الآن مليون جنيه فقط، وقد يبدو للوهلة الأولى أنه مبلغ ضخم، لكنه فى الحقيقة قليل جدًا فى مقابل ما يتم صرفه على عملية الإنتاج.. فمثلًا الفيلم الفائز بالمركز الأول يحصل فقط على 300 ألف جنيه، وهو مبلغ ضئيل للغاية.. فى حين أن أجر الممثل الواحد فقط قد يصل إلى ثلاثة أو أربعة ملايين جنيه.

 هل سبق وأن تحدثت مع وزارة الثقافة حول زيادة قيمة الجوائز؟ 

- أثناء حفل توزيع الجوائز فى الدورة الماضية، ذكرت «د.إيناس عبدالدايم» وزيرة الثقافة، أنه من الضرورى زيادة القيمة المالية للجوائز. وكان ذلك بحضور «د.فتحى عبدالوهاب» رئيس صندوق التنمية الثقافية ومندوب من وزارة المالية، وكلهم جميعًا وافقوا وتفهموا ذلك، على أن تكون الزيادة بنسبة معينة، لكن للأسف ميزانية الدولة لا تسمح.

 تقييمك لإنتاج السينما المصرية فى السنوات الأخيرة، وخاصة بعد جائحة كورونا؟ 

- للأسف الشديد، الإنتاج المصرى أصبح قليلا جدا عما كان منذ عقدين سابقين. ولا يقتصر ذلك على مصر فقط، بل يشمل العالم بأكمله. فعدد الأفلام المنتجة أصبح أقل فى العامين الماضيين. وربما يكون بسبب جائحة كورونا، لأن دور العرض أصبحت تستوعب أقل مما كانت عليه من قبل. فأصبحت أصغر وأقل عددًا إلى جانب تطبيق سياسة التباعد الاجتماعى.

 وما تفسيرك لقلة الإنتاج؟

- دورة رأس المال للفيلم السينمائى أصبحت متغيرة إلى حد كبير.. بمعنى أنك كمنتج تصرف على الفيلم، وفى المقابل تكون فى انتظار العائد. فيما أن بعض دراسات الجدوى أثبتت أن العائد قد لا يغطى التكاليف الفعلية للفيلم... بمعنى أن ما يصرفه المنتج على الفيلم لا يغطى تكاليفه. فبالتالى تكاليف الإنتاج أصبحت أكبر من العائد. وهنا كصانع فيلم يجب أن تفكر أكثر من مرة لأخذ خطوة جدية لإنتاج فيلم جديد.. 

 هل كان هناك مؤشر واضح فى العشر سنوات الأخيرة لذلك؟

- المفاجآت التى حدثت خلال العامين الماضيين مثل جائحة كورونا التى أثرت على العالم بأكمله وليس مصر فقط... فما قبل تلك الفترة كان هناك توازن فى الإنتاج.

هذا بالإضافة إلى أن ظهور المنصات والتى أصبحت جزءا كبيرا من عملية الإنتاج قلل من نشاط الإنتاج الفيلمى.. وبالتالى الطاقات الإبداعية اتجهت لإنتاج الدراما التليفزيونية وهو ما أثر على حجم الإنتاج السينمائى.

هل تعتقد أنه فى ظل طغو وزيادة المنصات من الممكن أن تنزوى وتختفى دور العرض السينمائى تدريجيا مقابل المنصات؟ 

- هى اختفت بالفعل! ففى فترة من الفترات كان هناك العديد والكثير من دور العرض السينمائية فى عدد كبير من مدن ومحافظات مصر، من سينما شتوى وصيفى. أسيوط على سبيل المثال كان بها ما يقرب من ثلاث سينمات والمراكز المحيطة بها كانوا يعتادون الذهاب إلى السينما.. اليوم الوضع اختلف تمامًا.. الآن قاعات السينما فى المحافظات تضاءلت جدا.. وفى القاهرة كان هناك عشرات من صالات السينما الصيفية، اليوم لا يوجد هذا النوع إلا عدد قليل. والسبب يرجع إلى تغيير الطراز المعمارى والذى أصبح يعتمد على البناء الرأسى، ونجد أنه مكان السينما الصيفى التى كانت تتميز بأنها يعلوها السماء فقط، قد حل محلها مبانٍ شاهقة الارتفاع.. لأن العائد لهذا النوع من السينمات أكبر من عائد سينما من قاعة دار عرض واحدة، مفتوحة وفى الهواء الطلق.

وبالتالى يؤدى إلى خفض عدد الأفلام.. 

 الآن عدد الإنتاج السينمائى أصبح ضئيلا، هل فى رأيك أن حركة النقد أيضًا أصبحت فى تراجع؟

- مستوى النقد ونشاطه يرتبط بالضرورة بحركة وحجم الإنتاج السينمائى.. طالما أن السينما ليست فى أحسن حالاتها، فكذلك النقد.. ولكن هناك أسباب ثانوية، ففى فترة من الفترات كان هناك عدد لا يستهان به من مجلات السينما المتخصصة. فى مصر وخاصة خلال الأربعين عامًا الأخيرة كانت تظهر مجلات وتختفى.. لكن اختفت! والسبب مرتبط بحركة الصحافة بشكل عام، بالإضافة إلى أن الصحف لم تعد تحتفى بالنقد السينمائى. 

 كواحد من أهم نقاد السينما فى مصر والوطن العربى، كيف ندعم حركة النقد لخروج جيل جديد وقوى من النقاد لدعم صناعة السينما؟ 

- فى كل التجمعات التى أراها هناك جيل من الشباب الجديد لديه قدرة نقدية هائلة لكنه يحتاج إلى نوافذ.. والأزمة هى نوافذ الكتابة النقدية.. فمثلًا المجلات لم تعد ترحب بتعيين ناقد سينمائى، ويعتمدون على أنه يكتب من الخارج، وقليل ما نجد إصدارًا صحفيًا سواء جريدة أو مجلة مهتمة بالكتابة السينمائية الآن.