السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«بايدن» يهدد بإشعال حرب.. والصين وروسيا تجريان مناورات عسكرية حول تايوان من يلعب بالنار ؟

فى أول جولة آسيوية له كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، حذّر «بايدن» من أن الصين «تلعب بالنار» فى مسألة تايوان، وتعهّد بالتدخل عسكريًا لحماية الجزيرة إذا تعرضت لهجوم.



وخلال كلمة ألقاها أثناء زيارته لليابان، بدا «بايدن» على خلاف مع سياسة الولايات المتحدة المتبعة على مدى عقود فى هذا الشأن، رُغْمَ إصرار البيت الأبيض على عدم وجود أى تغيير.

 

وشبّه الرئيس الأمريكى أى غزو صينى لتايوان بغزو روسيا لأوكرانيا، الأمرُ الذى أثار انتقادات غاضبة من بكين التى تَعتبر تايوان مقاطعة صينية يجب إعادة توحيدها مع البَرّ الرئيسى الصينى.

وقد تفاجأ عددٌ من مساعدى الرئيس الأمريكى، چو بايدن، بتصريحاته حول عزم أمريكا حماية تايوان عسكريًا إذا ما قررت الصين غزوها، حسبما قال مساعدون للرئيس الأمريكى لشبكة «سى إن إن» الأمريكية.

وتجاوز بايدن سياسة إدارته المعلنة إزاء الوضع فى تايوان مثلما فعل فى حوار مع CNN الخريف الماضى، ما دفع مساعديه حينها للتراجع عن موقفه.

وخلال زيارته إلى العاصمة اليابانية طوكيو، وضع بايدن مساعديه بالحرج نفسه، ما دفعهم للتأكيد بشكل فورى على أن موقف الإدارة لم يتغير تجاه الوضع فى تايوان.

ولم يتوقع هؤلاء المساعدون أن يكون بايدن صريحًا إلى هذا الحد خلال المؤتمر الصحفى الذى تحدّث فيه عن الأمْر.

ومع ذلك، أكد رئيس الأركان الأمريكى، مارك ألكسندر ميلى، أن البنتاجون لديه خطط طوارئ للتحرك إذا وقع هجوم على تايوان.

 المرة الثانية

وتصريحات بايدن فى طوكيو هى المرّة الثانية التى يصرح فيها، خلال الأشهُر الماضية، بشكل لا لبْس فيه أن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا هاجمتها الصين، الأمْرُ الذى يُنظر إليه على أنه تغيير فى اللهجة.

وتنتهج الولايات المتحدة سياسة تُعرَف باسم «الغموض الاستراتيچى» بشأن قضية الصين وتايوان، أى ترك الغموض يكتنف ما ستتخذه من إجراءات فى موقف كهذا.

فالولايات المتحدة تسير دومًا بحذر دبلوماسى بسبب التزاماتها تجاه كل من الصين وتايوان.

وإن كانت واشنطن لا تربطها علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان؛ إلّا أنها تبيع لها أسلحة كجزء من قانون العلاقات مع تايوان، الذى ينص على أن الولايات المتحدة يجب أن تزود الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.

فى الوقت ذاته تحافظ على علاقات رسمية مع الصين وتُعترف دبلوماسيًا بموقف الصين المتمثل فى وجود حكومة صينية واحدة فقط، وهو ما يُعرف بسياسة الصين الواحدة.

 تدارك الموقف

أوضح البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكى چو بايدن، عندما تحدّث عن الاستعداد للمشاركة العسكرية فى الدفاع عن تايوان، كان يقصد توريد أسلحة لتايوان للدفاع عن نفسها.

وجاء بيان البيت الأبيض، الذى أثار موجة من الغضب فى الصين، خلال زيارة بايدن لليابان، ووفقًا لشبكة إن بى سى، قال مسئول فى البيت الأبيض لم يذكر اسمه، إن «سياستنا لم تتغير، ونؤكد مجددًا على سياسة الصين الواحدة والتزامنا بالسلام والاستقرار على جانبَى مضيق تايوان. كما نؤكد مجددًا التزامنا بموجب قانون العلاقات مع تايوان بتزويد تايوان بالوسائل العسكرية للدفاع عن النفس».

كما قال وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، إن السياسة الأمريكية حيال تايوان «لم تتغير» بعدما أكد الرئيس چو بايدن أن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن الجزيرة عسكريًا فى وجه أى هجوم صينى. وأكد أوستن للصحفيين بعدما سُئل عن معنى كلام بايدن: «سياستنا لم تتغير».

 تدريبات روسية صينية مشتركة

ردًا على تلك التصريحات، أعلن الجيش الصينى إجراء مناورات عسكرية حول تايوان​ كتحذير جاد فى مواجهة التنسيق الأمريكى التايوانى. كما أوضح أن «التدريبات العسكرية الجوية الاستراتيجية المشتركة بين الصين و​روسيا​ لا تستهدف جانبًا ثالثًا».

وأفادت وزارة الدفاع الروسية، بأنّ المقاتلة الروسية (تو 95 إم سى) والقاذفات الاستراتيجية الصينية (هون بى كى)، قامتا بدورية لمدة 13 ساعة فوق بحر ​اليابان​، وبحر الصين الشرقى.

كما ردّت الصين على تصريحات الرئيس الأمريكى چو بايدن فى اليابان، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين: إنه «يتعين على الولايات المتحدة عدم الدفاع عن استقلال تايوان». وأضاف إنه «لا مجال للتهاون أو تقديم تنازلات فى أمور تتعلق بسيادة الصين ووحدة أراضيها».

وشدّد على أن بكين «مستعدة للدفاع عن مصالحها الوطنية فيما يتعلق بتايوان.. لا ينبغى لأحد أن يسىء تقدير عزيمة الشعب الصينى الحازمة وإرادته القوية فى الدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة أراضى الصين».

واعتبرت الصين، على لسان وزير خارجيتها، أن «الاستراتيچية الدبلوماسية الأمريكية فى آسيا محكوم عليها بالفشل».

وقال وانغ يى: إن «ما يسمى باستراتيچية المحيطيْن الهندى والهادئ» التى تعتمدها الولايات المتحدة «هى فى جوهرها استراتيچية لإثارة الانقسام والتحريض على المواجهة وتقويض السلام، وبغض النظر عن كيفية تغليفها أو إخفائها؛ فإنها ستفشل حتمًا فى النهاية».

كما أكد وزير الخارجية الصينى فى تصريحات صحفية، على أن الصين ليس لديها مجال للمساومة أو التنازل على حساب المصالح الأساسية للسيادة ووحدة الأراضى. وحذّر من أنه «يجب ألّا يقلل أى شخص من شأن العزيمة القوية والإرادة الحازمة والقدرات القوية للشعب الصينى».

ودعت وزارة الخارجية الصينية بايدن إلى عدم إساءة التقدير أو «التقليل من تصميم بكين الراسخ على حماية سيادتها وشئونها». وحَث وانغ وين بين، المتحدث باسم الخارجية، الولايات المتحدة على تجنب إرسال إشارات خاطئة إلى القوَى التى تشجع الانفصال فى جزيرة تايوان.

 تايوان ترحب

على الجانب الآخر، رحّبت الحكومة التايوانية بتصريحات بايدن. وأعربت الخارجية التايوانية عن ترحيبها وتقديرها لكل من الرئيس چو بايدن والحكومة الأمريكية على التأكيد مجددًا للالتزام الأمريكى الراسخ تجاه تايوان.

وأكدت على أن تايبيه لا تزال عازمة على الدفاع بحزم عن حريتها وديمقراطيتها وسلامتها، وسط المَخاوف الدولية إزاء التهديدات الأمنية التى تشكلها الصين.

وقالت إن تايوان سوف تواصل تحسين قدراتها للدفاع الذاتى وتعميق التعاون مع الدول ذات التفكير المشابه، مثل الولايات المتحدة؛ للدفاع المشترك عن أمن مضيق تايوان والنظام الدولى المرتكز على القواعد.

 حُكم ذاتى

يُذكر أنه رُغْمَ عدم اعتراف واشنطن باستقلال الجزيرة وانفصالها كليًا عن بكين؛ فإنها التزمت بنظام حُكمها الذاتى منذ إقرار قانون العلاقات مع تايوان عام 1979، الذى ينص على تزويد تايبيه بوسائل الدفاع عن نفسها ضد أى عدوان من بكين.

كما عمدت الإدارة الأمريكية خلال الفترة الماضية إلى إجراء تدريبات عسكرية ومناورات معها، ما أغضب المارد الصينى.

لا سيما أن الصين تَعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وقد كثفت خلال العامَيْن الماضيَيْن الضغوط العسكرية والدبلوماسية لتأكيد مَطالبها بالسيادة على الجزيرة، ما أثار الغضب فى تايبيه والقلق فى واشنطن.

ويرى خبراء أن أمريكا تعمل على خَلق بؤر ملتهبة فى أوكرانيا بجوار روسيا، وتايوان بجوار الصين؛ خصوصًا أن بكين تُعتبر الخصم الاستراتيچى الأول لأمريكا سواء فى عهد ترامب أو بايدن.

وأوضحوا أن أمريكا تحاول أن تنهك الصين وروسيا من خلال استخدام الدول المجاورة؛ خصوصًا أن أمريكا لن تدخل فى مواجهة مباشرة سواء مع الصين أو روسيا. مضيفا إن بايدن يحاول أن يستخدم تايوان كورقة لإنهاك الصين.