الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كلنا واحد تانى

«بقى معقولة حد يسيب قعدة الكنبة المريحة دى عشان ينجح النجاح الفاشل ده»، كم شخصًا منا يردد داخله هذا الكلام شبه يوميًا وخاصة من هم فى سن الشباب، فبدلاً من تمتعهم بروح المغامرة والشغف وتحقيق الذات بالعمل الدءوب.. يسيطر عليهم الكسل واليأس والإحباط من تحقيق أى من الأحلام التى كانت المحرك الأساسى يومًا ما أثناء الدراسة وبداية رحلة العمل. 



وبالتالى تصبح (واحد تانى)، كالذى يجسده «أحمد حلمى» فى فيلم موسم عيد الفطر المبارك.

فيلم (واحد تانى) يصنف ككوميدى فانتـازى، يطـرح فكـرة مختـلفة فـى شكـلها مكـررة فـى مضـمونها، وهـى البحث عن الشغف الغائب أو بمعنى أصح النائم بداخلك، الذى يكشف عنه وعن صراعك بينه وبين التكاسل والإحباط «لبوسة الشغف»، فهى بمثابة كشف الغطاء عن حقيقتك التى تناسيتها، كونك فى الماضى كنت شخصًا نشطًا تملك مواهب وتعمل فى أكثر من مجال وبمرور السنين والمـواقـف، فشـلت مــرة أو اثنتـين فقـررت الاستسلام لـ«المنطقة الآمنة، comfort zone» أيًا كانت سواء عملاً لا تحبه أو علاقة لا تشبهك وجلست على الأريكة كإعلان عن رفعك الراية البيضاء، ومن هنا تصل للرسالة التى يريد العمل الفنى إيصالها وهى البحث الدائم عن ذاتك الحقيقية مهما كلفك الأمر لتصنع كيانًا مميزًا يضيف للمجتمع قبل نفسك، وبالطبع فكرة (واحد تانى) فى حد ذاتها كوميدية تحمل الكثير من الإيفيهات والمواقف المعتمدة على الإيحاءات «الخارجة» نوعًا ما، ولذلك فكان من المفترض أن يصنف جمهور (واحد تانى) لمن هم فوق الواحد وعشرين عامًا، ففى كل الأحوال تلك الفكرة موجهة للشباب وليس الأطفال أو المراهقين، وكوميديا العمل تعتمد على المواقف أكثر من الإيفيهات مما يرسم على وجهك كمشاهد ابتسامة طوال الأحداث وليس الضحك الصارخ الذى انتظره البعض من مشاهدة العمل، وبالتالى شعروا بالإحباط منه، كما أن تقديم «أحمد حلمى» شخصيتين، هما «مصطفى وإكس» وجها الصراع يذكرك بشخصية «سمسم» و«البرنس» من فيلم (كده رضا)، الشخصية المسالمة الضعيفة المستسلمة والشخصية القوية المغامرة التي بداخلها مكر وشر نوعًا ما، وكالعادة جسّدهما «أحمد حلمى» بصدق وإبداع يجعلك كمشاهد تتعايش مع صراعه داخل نفسه وتأخذ صفة شخصية على أخرى، وبالتالى تندمج أكثر مع الأحداث رغبة منك لمعرفة أى منهما سينتصر ويسيطر على الآخر، إلا أن ظهور «سيد رجب» فى شخصية الطبيب و«عمرو عبدالجليل» فى شخصية «القط» و«الزط» كان باهتًا لا بصمة له.

إن أردت مشاهدة عمل فنى خفيف يحرك المياه الراكدة داخلك ويملؤك حماسًا، فـ(واحد تانى) سيكون الخيار الأمثل والأمتع لك، ولا عزاء لمحبى الأريكة وفاقدى الشغف.