الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خمسة رياضة!

إذا كانت الدول كالنساء.. فمن المؤكد أن فرنسا هى اللعوب.. وإيطاليا مثقفة.. وبريطانيا محافظة.. وألمانيا العاملة.. وإسبانيا الفلاحة.. أمّا سويسرا فهى الأرستقراطية ذات الحَسَب والنسَب والأصول والتقاليد والمال أيضًا!



تحتل سويسرا البريمو دائمًا، فهى أغنى دولة فى العالم ومستوى المعيشة عندهم أفضل من أمريكا واليابان والسويد وفرنسا.. وهى أكثر دول العالم ادخارًا، وأغلاها استثمارًا.

وهى الدولة الأكثر ضمانًا لسكانها الذين يتمتعون بشبكة تأمينية لا حدود لها.. والعامل السويسرى هو الأكثر دخلاً.. والحد الأدنى للدخل عندهم يساوى ثروة فى نظر سكان العالم الثالث.. أمّا الحد الأعلى فهو مقترح ويصل إلى أرقام فلكية.

إذا كان الحال كذلك.. فما الذى دفع المجتمع السويسرى، مجتمع الرفاهية والوفر لكى يحتل المركز الأول فى حالات الانتحار؟!

هناك جسر شهير فى مدينة لوزان الصغيرة، هذا الجسر بالذات يجذب الشباب والكهول للتخلص من الدنيا الفانية بالقفز من فوقه إلى الطريق السريع.. يعنى الانتحار مضمون.. فإمّا الموت قفزًا من ارتفاع عالٍ.. وإمّا دهسًا بالسيارات لمن يسقط سليمًا فوق الجسر!.. مسألة غريبة بالفعل! وكأنهم زهقوا من الأموال والرفاهية وراحة البال فقرروا الاحتجاج بالتخلص من الحياة.

وحتى رياضة السويسريين الذين اشتهروا بها، فيها مغامرة ومخاطرة وتهور واندفاع، والرياضة الشعبية هناك «دلتا» أو «الطيران» بالقفز من أعلى الجبال وأنت تمسك بهيكل بلاستيكى ذى جناحين، والجبل ارتفاعه خمسة آلاف متر.. وتتولى سعادتك تحريك الجناحين البلاستيك إلى أن تصل إلى الأرض بسلام، والجميل أنك تستطيع ببعض المهارة والتدريب أن تحدد مكان هبوطك بالضبط، ويا ويلك يا سواد ليلك إذا حدث عطل بالجناحين، أو تعطل الجهاز بسبب سوء الإنتاج.

وفى سويسرا يلعبون «الكانيونى» وهى رياضة سهلة لا تتطلب أجهزة أو معدات وفيها يقفز الشخص وهو فى كامل قواه العقلية بين صخور الجبال إلى النهر الصغير عند السفح، من ارتفاع اثنين أو ثلاثة كيلومترات، ليتولى النهر حمل حضرة الرياضى إلى البحيرة الكبيرة بعد ذلك، والخطأ فى حسابات القفز يحوّل صاحبنا إلى كفتة أو كبّيبة طبقًا لمزاج أهلنا فى الشام!

وهناك رياضة «الكاياك» حيث يربط الرياضى قاربًا مطاطيًا صغيرًا حول وسطه، ثم يقفز فى مناطق الشلالات والدوامات الهادرة، وحيث الصخور الناتئة وبمجراف واحد تتولى سيادتك توجيه القارب يمينًًا وشمالًا حتى تصل للمجرى الطبيعى والهادئ، ونسبة الخسارة فى تلك الرياضة لا تزيد على 10 فى المائة من مجموع الممارسين، ويتحولون لطعام مناسب للأسماك والطيور الجارحة.

 ثم أغرب الرياضات وأسهلها على الإطلاق، وهى رياضة «الإيستك»؛ حيث يربطون حضرتك بحبل مطاطى طويل من إحدى قدميك، والطرف الآخر للحبل يربط بأحد الجسور العالية؛ لتقفز من أعلى، بحيث تقترب تمامًا من الأرض، من دون أن تصل إليها، ويقولون إن تلك الرياضة بالذات من الرياضات الممتعة فيها مغامرة، وفيها إحساس بالخطر، ومن دون أن تعرّض حياتك لخطر حقيقى، اللهم إلا بعض السكتات القلبية المحدودة.

لماذا يلعب السويسريون هذه الألعاب؟! لا أعرف والله.. ولكن من المؤكد أنه الزهق والمَلل والإحساس بالتخمة والشبع!

أنا شخصيًا.. من بين رياضات الدنيا أفضّل رياضة الفرجة على التليفزيون، ومن الوضع راقدًا تحت اللحاف فى غالبية الأحيان!!