الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تقرير موثق يثبت تبنى الإرهابية العنف والقتل منذ نشأتها باعتراف مرشدها مصطفى مشهور الإفتاء تفضح الفكر الإرهابى للإخوان أمام مجلس العموم البريطانى

فى إطار دورها الريادي فى توثيق جرائم الجماعات المتطرفة وتتبع أفكارهم المنحرفة، قدمت دار الإفتاء المصرية لمجلس العموم البريطانى تقريرًا موثقًا حول جرائم جماعة الإخوان فى مصر خلال زيارة مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام الأسبوع الماضى للبرلمان البريطانى.. حيث قام مفتى الجمهورية بتوزيع تقرير مهم وموثق باللغة الإنجليزية على جميع أعضاء مجلسَى العموم واللوردات البريطانى، يكشف جذور العنف لدى جماعة الإخوان الإرهابية ويبين تاريخهم الدموى، وذلك على هامش كلمته التاريخية التى ألقاها أمام أعضاء مجلس النواب البريطانى. 



 

التقرير الموثَّق الذى وزعه فضيلة المفتى على أعضاء البرلمان البريطانى يفضح جماعة الإخوان الإرهابية ويكشف عن منهجها المتطرف منذ نشأتها وارتباطها بالتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش»، و«حسم» وغيرهما، وأهم الأفكار المتطرفة التى تتبناها الجماعة، والشخصيات التى أسست ونظَّرت للعنف داخلها منذ إنشائها. 

ويضم التقرير كذلك نشأة جماعة الإخوان المسلمين التى كانت نتاجًا للسياق السياسى فى ذلك الوقت واستجابة للمشاعر المعادية للاستعمار فى مصر، وكان خطابها مغايرًا للخطابات الأصولية المعادية للاستعمار، حيث اتبعوا أسلوب المقاربة واستغلت الإسلام والنصوص الدينية كأداة ضد المجتمع من أجل تحقيق مكاسب سياسية تصب فى صالح الجماعة بدلًا من نفع الأمة. 

وذكر التقرير أن جماعة الإخوان الإرهابية تبنت نهج الإرهاب والعنف منذ نشأتها باعتراف مرشدها الأعلى، مصطفى مشهور فى ذلك الوقت، الذى قال بضرورة استخدام العنف والقوة المسلحة، ونظَّر لذلك فى محاضراته، فقال فى إحداها: «لن نحقق النصر إلا من خلال الإرهاب والتخويف، ويجب ألا نستسلم للهزيمة النفسية». 

وأشار التقرير إلى أن جماعة الإخوان كانت تعمل بوجهين، الأول هو الوجه الظاهر لعامة الناس والجماهير حيث قدموا أنفسهم كمصلحين اجتماعيين وكقوة معارضة، أما الوجه الثانى فتمثل فى إنشاء «الجهاز السري» للجماعة الذى كانت مسئوليته تنفيذ العمليات الإرهابية والاغتيالات، ونشر الخوف، والاستيلاء القسرى على حكم البلاد فى أقرب فرصة فيما يسمونه بالتمكين. 

 جذور العنف الإخواني

وعن «جذور ومنهجية العنف» عند جماعة الإخوان الإرهابية بيّن التقرير أن مؤسس الجماعة حسن البنا الذى أسس لهذه الجماعة الراديكالية العنيفة منذ عشرينيات القرن الماضى، قدم نفسه وجماعته على أنها حركة إصلاحية، فإنه شرع للعنف وأعطاه صبغة دينية تحت ذريعة «الجهاد، ضرورة إقامة دولة إسلامية، وإحياء الخلافة، وتطبيق الشريعة الإسلامية». 

وكشف التقرير أن جماعة الإخوان تبنت منهج العنف تحت ستار الجهاد الذى يعد مفهومًا لا غنى عنه فى أيديولوجية البنا، وهو الأمر الذى كان له النصيب الكبير من خطبه وكتاباته، لذا كان البنا حريصًا على إنشاء مجموعة قوية قادرة على استعادة الحكم الإسلامى وتطبيق الشريعة الإسلامية؛ لذلك اندمجت قوتان لا غنى عنهما عند حسن البنا وهما: قوة الوعظ وقوة السلاح، من ثم دعا الجماعة إلى اعتناق القوة كهدف ووسيلة. 

كما أوضح أن حسن البنا وجد أنه من الضرورى توجيه رسالته فى البداية إلى الحاكم والنخبة الحاكمة بشكل سلمى، فى حالة فشلهم فى تطبيق قيم الحكم الإسلامى، فإن جماعة الإخوان سيشنون حربًا دموية ضدهم، وهو ما جاء فى افتتاحية الطبعة الأولى من مجلة «الناظر»، حيث طالب البنا أتباعه بتطبيق هذا الأمر مؤكدًا أنهم «سيشنون حربًا على كل زعيم، رئيس حزب، وسلطة لا يعمل من أجل نصرة الإسلام»، وتعهد بإعادة حكم الإسلام ومجده، قائلًا إنه إذا ما تخاذل الحكام عن ذلك: «سنعلن عداوة طويلة الأمد، وليس سلامًا، حتى يمنحنا الله النصر عليهم». 

فيما تناول التقرير سيد قطب المنظر والمؤسس لجماعات العنف والذى قدم الإطار النظرى الذى يبرر العنف داخل المجتمعات الإسلامية بحجة أن الناس ليسوا مسلمين لأنهم يعيشون فى «جاهلية»، لأنهم تخلوا -فى رأيه- عن الإطار الدينى والعقدى السليم الذى وضعه الله سبحانه وتعالى واستبدلوه بقوانين من صنع الإنسان. 

وذكر أن سيد قطب قد نظَّر لتبرير استخدام العنف انطلاقًا من فكرة جاهلية المجتمع التى تتبناها سلطة سياسية حاكمة فى البلدان، وأنه على الإخوان المسلمين أن يتحملوا مسئولية مواجهة هذه الجاهلية من خلال الإصلاح والتغيير، وتحويل المجتمع إلى مجتمع إسلامى حقيقى وإخراجه من الجهل. 

وحول دعم الإخوان للجماعات الإرهابية ذكر التقرير أن ذلك يعود إلى بداية الثمانينيات، حيث تبنت جماعة الإخوان خطابًا ثنائيًّا متناقضًا، وهو تمسكها الشديد بأجندتها الأساسية التى ترفض النظم الحديثة، بالتزامن مع اعتناق الإصلاح وقيم الديمقراطية. 

وأضاف أنه فى هذا الوقت، بدأت جماعة الإخوان الإرهابية طريقًا جديدًا تمثل فى دعم الجماعات المتطرفة والإرهابية التى تنشر العنف تحت لواء ما أسموه «الجهاد المقدس»، وضمنوا استراتيجيتهم فى وثيقة سرية صيغت فى عام 1982، وتضع الوثيقة خطة طويلة الأجل لإقامة دولة إسلامية بالإضافة إلى استراتيجية متعددة المراحل للسيطرة على مواقع القوة الإقليمية من خلال التسلل إلى مراكز قيادية داخل مؤسسات الدولة فيما يعرف بـ «التمكين». 

كما دعت الجماعة الإرهابية إلى حماية دعوتها بالقوة اللازمة لضمان أمنها على الصعيدين المحلى والدولى، والتواصل مع جميع الحركات الجديدة المشاركة فى الجهاد، فى كل مكان على هذا الكوكب، ومع الأقليات المسلمة، وإنشاء روابط حسب الحاجة لإقامة ودعم التعاون، والحفاظ على واجب الجهاد فى جميع أنحاء الأمة الإسلامية. 

واستعرض التقرير كذلك أذرع جماعة الإخوان المسلحة بداية من «جوالة الإخوان» التى أسسها حسن البنا وضمت حوالى 45 ألفاً من الشباب الذين تم تدريبهم عسكريًّا، وذلك بالمخالفة للقانون المصرى لسنة 1938م الذى يحظر إنشاء كيانات شبه عسكرية. 

وفى عام 1940م، وفقًا لتقرير الإخوان، شكّلت جماعة الإخوان الإرهابية جناحها السرى المعروف باسم «الجهاد الخاص» أو «الجهاز السرى»، وكانت المهمة الأساسية لهذه الوحدة وفقًا لمحمد مهدى عاكف هى تدريب مجموعة مختارة من أفراد الجماعة للقيام بمهام خاصة، والتدريب على العمليات العسكرية ضد العدو الخارجى. 

 العلاقة بداعش والقاعدة

وقدم التقرير العديد من الأدلة على علاقة جماعة الإخوان بداعش والقاعدة من بينها انضمام عدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية إلى صفوف تنظيم «داعش» خاصة بعد إعلان محمد مرسى عن تأييده للجهاد فى سوريا، وكذلك تصريح محمد البلتاجى العضو البارز فى جماعة الإخوان المسلمين عقب ثورة 30 يونيو، أن العنف المستمر فى شبه جزيرة سيناء سينتهى بمجرد رجوع محمد مرسى. 

وعقب الإطاحة بمرسى وظهور داعش، أكدت تقارير ميدانية عديدة وجود الكثير من شباب الإخوان المسلمين فى صفوف داعش فى كل من سوريا والعراق، وعندما ألقى القبض على الإرهابى هشام عشماوى الذى كان هاربًا وتسلمته مصر بعد اعتقاله فى ليبيا وقامت بمحاكمته محاكمة عادلة وقضت بإعدامه. كان عشماوى يخاطب مؤيدى جماعة الإخوان المسلمين فى رسالة فيديو بعنوان «لكى لا تأسوا ولا تحزنوا» حيث حثهم على استخدام العنف وشن الحرب ضد الدولة المصرية، كما حثهم عشماوى على ضرورة استهداف رجال الشرطة والجيش، وشرح لأعضاء جماعة الإخوان كيف يقومون بالتواصل مع الجماعات الإرهابية سواء للانضمام إلى صفوفها أو لتنفيذ هجمات فردية كذئاب منفردة. 

وكشف التقرير أيضًا أن جماعة الإخوان الإرهابية حاولت خلال السنوات الماضية اختطاف مكاسب  أحداث 25 يناير بعد عام 2011، فبذلوا وسعهم للتسلل إلى مؤسسات الدولة للاستيلاء على السلطة عن طريق الاحتيال والخداع الانتخابى. وعندما فازوا فى نهاية المطاف بالانتخابات الرئاسية، أكد مكتب الإرشاد التابع لجماعة الإخوان سلطته من خلال اتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية التى عزلت الناس تمامًا ودفعتهم إلى القيام بثورة ثانية ناجحة ضد جماعة الإخوان الحاكمة ومكتب الإرشاد التابع لها. 

وحاولت جماعة الإخوان استعادة حكمهم، عن طريق إثارة الفوضى والعنف والإرهاب، وظهرت فى نهاية المطاف العديد من الحركات المتطرفة والإرهابية كفروع للإخوان الإرهابية، ومن بينها حركة «لواء الثورة» عام 2016، التى قامت بعدد من العمليات الإرهابية الانتقامية منها اغتيال العميد عادل رجائى، قائد الفرقة 9 مدرعات بدهشور، ومحاولة تفجير مركز تدريب للشرطة فى مدينة طنطا. 

كما تحدث التقرير عن «حركة حسم» إحدى الأذرع الإرهابية لجماعة الإخوان التى ظهرت عام 2014، وقامت باستهداف عدد من قوات الأمن والشخصيات العامة والقضائية، ومنها محاولة الاغتيال الفاشلة لفضيلة الدكتور على جمعة مفتى مصر السابق عام 2016، ومساعد النائب العام زكريا عبدالعزيز فى العام نفسه.