كامل الاعتذار لصديقى الحمار

أحيانًا بيكون فى أيام فى السنة لها احتفال أو رمزية لشىء ما، مرة عيد الأم ومرة يوم الأب واليوم العالمى للمرأة وعيد الحب ويوم الطفل ويوم الصحة ويوم الأرض.. وفى كمان اليوم العالمى للحمار.

أيوه- الحمار له يوم، الموافق 8 مايو من كل عام.

سبحان الله يا جدع.. الحمار له يوم يتم الاحتفال بيه واحنا عندنا ثقافة واسعة وانطباع راسخ أن الحمار ده رمز لكل الحاجات السلبية وأولها الغباوة.

أهو الحمار اللى مش عاجبنا بيتعمله مسابقات جمال والحمير بييجوا من جميع المناطق علشان يشتركوا واللى بيكسب بياخد لقب أجمل حمار، المسابقة دى بتتعمل فى المكسيك على فكرة.

كل المهتمين بحقوق الرفق بالحيوان بيعملوا حملات توعية فى اليوم العالمى للحمار علشان يغيّروا النظرة الدونية عنه فى مجتمعات كتير خصوصًا أن فى ثقافات واسعة بتوظف اسمه كشتيمة وانتقاد للناس.

أزيدكم من الشعر بيتًا، للحمار دور اقتصادى كبير فى النقل والزراعة ويُعتبر وسيلة مواصلات، كمان هو كائن أليف بيخدم الإنسان مش الإنسان اللى بيخدمه.

نخش على الصناعة، قالك جلد الحمير بيستخرج منها الچيلاتين اللى بنستعمله فى الحلويات وكمان بيستخلص منه الكولاچين ودى المادة الأساسية اللى بتتحط فى الأدوية اللى بتعالج تجاعيد الوش والجسم. أما دهون جلد الحمير دى فبتستخدم فى بعض مستحضرات التجميل.

وبخصوص لبن الحمير فحدّث ولا حرج، بتتعمل منه أغلى جبنة فى العالم والكيلو منها معدى الـ500 دولار، ومفيش غير مزرعة واحدة بس فى العالم اللى بتعملها فى صربيا فى منطقة اسمها «زاسافيكا».

بالإضافة لكل ما سبق خدوا التقيلة، الحمار يُعتبر حيوان ذكى وبيحفظ أى طريق بمجرد أن يمشى فيه مرة واحدة، كمان هو مسالم ومشهور بصبره وقوة تحمّله البدنية وبيشتغل كتير بدون أى استياء.

على مَرّ التاريخ فى حمير اشتهرت منها حمار سيدنا عيسى عليه السلام اللى كان راكبه لما دخل أورشليم وحمار العزيز والحمار الفرعونى فى الحضارة المصرية القديمة وهو رمز للإله «ست» وحمار الحاكم بأمر الله اللى كان لونه رمادى وكان بيتنكر ويركبه ويسمع شكاوى العامة ويراقب الموازين، وطبعًا مينفعش ننسى حمار جحا وقصصهم مع بعض ونوادر جحا اللى دايمًا كان البطل معاه فيها هو حماره.

أدى الحمار اللى مش عاجبنا وقايمين نايمين بنتّريق عليه ونشبّه أى حد مش عاجبنا بيه، طلع محورى فى الاقتصاد والزراعة والطب والتجميل والصناعة وحَمّول وطيب وبتاع شغل ومش بتاع فشخرة كدابة.

الدرس المستفاد من الحمار هو أننا يا ريت منعلمش على حد أو حاجة بشىء لا يمت لها بصلة حتى لو ناس كتير بترددها، كثرة ترديد الأشياء لا تعطيها صفة المصداقية.

مما سبق واضح أن الانطباعات المأخوذة عن الحمار كلها عكس المعلومات الحقيقية؛ لذا أقدّم كامل الاعتذار لصديقى الحمار.