الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حادث «غرب سيناء» الإرهابى.. لماذا الآن؟ كيف أثارت نجاحات الدولة المصرية «سُعار» جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانها؟

لم تستطع الجماعة الإرهابية ومَن يدعمها والموالون لها أن تخفى وجهَها القبيح أو تتمالك نفسَها وهى ترى الوطن مصر مستقرًا فى ظل تغيرات إقليمية وعالمية عاصفة، لتمارس الشىء الوحيد الذى تجيده وهو القتل، ظنًا منها أن ذلك قد يشيع بعضًا من الفوضى فى بلد اختار أن يلتف شعبه حول قيادته السياسية لقطع جذور التطرف نهائيًا والسير معه فى بناء جمهورية جديدة.



 

النجاحات التى حققتها مصر خلال الفترات الماضية كانت كفيلة أن تزيد «سُعار» قُوَى الشر لينتهى بها الأمرُ بعمل إرهابى خسيس هو الأول منذ نحو 5 سنوات تقريبًا فى سيناء؛ حيث خرج علينا المتحدث الرسمى للقوات المسلحة بداية الأسبوع الماضى (يوم السبت) معلنًا استشهاد 11 من أبطالنا رجال الجيش (ضابط و10 جنود) وإصابة 5 آخرين، بعد نجاحهم فى التصدى لهجوم إرهابى حاول استهداف إحدى محطات رفع المياه شرق القناة بغرب سيناء.

اقتلاع جذور الإرهاب

الرئيس عبدالفتاح السيسى وبََعد ساعات قليلة من وقوع الحادث قال: «ما زال أبناء الوطن من المخلصين يلبون نداء وطنهم بكل الشجاعة والتضحية مستمرين فى إنكار فريد للذات وإيمان لن يتزعزع بعقيدة صون الوطن».. وأكد الرئيس السيسى أن تلك العمليات الإرهابية الغادرة لن تنال من عزيمة وإصرار أبناء هذا الوطن وقواته المسلحة فى استكمال اقتلاع جذور الإرهاب».. وتقدّم الرئيس السيسى، لشعب مصر العظيم وقواته المسلحة ولجميع أسَر الضحايا بخالص العزاء، ومتمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، داعيًا الله عز وجل أن يحفظ مصر وشعبها.

وفى صباح اليوم الثانى لحادث محطة رفع المياه ترأس الرئيسُ عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى عقد صباح اليوم؛ حيث تناول الاجتماع استعراض تداعيات الحادث الذى استهدف عددًا من شهداء الوطن من رجال القوات المسلحة خلال أدائهم الواجب الوطنى، وكذلك الإجراءات المنفذة لملاحقة العناصر التكفيرية الهاربة والقضاء عليها.. ووجّه الرئيس بقيام عناصر إنفاذ القانون باستكمال تطهير بعض المناطق فى شمال سيناء من العناصر الإرهابية والتكفيرية، وكذلك الاستمرار فى تنفيذ جميع الإجراءات الأمنية التى تسهم فى القضاء على الإرهاب بجميع أشكاله.

 أهالى سيناء الشرفاء

‏‎وأشاد الرئيسُ خلال الاجتماع بالجهود التى تقوم بها القوات المسلحة فى تجفيف منابع الإرهاب، واقتلاع جذوره من شبه جزيرة سيناء بالتعاون مع الأهالى الشرفاء، بالإضافة إلى جهودها فى إنجاز المشروعات القومية العملاقة بالتعاون مع جميع مؤسّسات الدولة.. مشيرًا إلى تقدير الشعب المصرى للتضحيات التى يقدمها رجال القوات المسلحة والشرطة للحفاظ على أمن الوطن وصون مقدساته، كما تمت مناقشة عدد من الملفات والموضوعات المتعلقة بأنشطة ومهام القوات المسلحة وجهودها فى حماية الأمن القومى المصرى على جميع الاتجاهات الاستراتيچية للدولة.

حادث محطة رفع مياه الإرهابى.. من شأنه أن يطرح العديد من الأسئلة، أبرزها توقيت قوعها وسبب اختيار مكان تنفيذ الهجوم الذى تم انتقاؤه بعناية.. والانتقال من مواجهة القواعد والكمائن الثابتة إلى استهداف البنية التحتية الحيوية مسئولة عن التنمية الشاملة فى سيناء.. فالجماعات الإرهابية تريد أن تفرّغ «غلها» ضد عمليات البناء والتعمير التى تشهدها أرضُ سيناء لأول مرّة منذ مئات السنين تنفيذًا لرؤية الرئيس السيسى القائمة على أن التنمية هى خير سبيل لمواجهة الإرهاب، وهو ما تحقق بجدارة وعادت الحياة لطبيعتها بكل شبر من أرض الفيروز.

 تنمية أرض الفيروز

وبلغة الأرقام فإنه تم إنفاق أكثر من 400 مليار جنيه لتحقيق حياة كريمة لأهالى سيناء منذ عام 2014 حتى الآن فى صورة توفير خدمات على جميع المستويات منها الإسكان والبنية التحية والزراعة والطرُق ومحطات المياه وغيرها.. مما جعل أبناء سيناء يشعرون فعلاً أنهم جزءٌ من نسيج هذا الوطن بعد إهمال وتجاهُل لسنوات طويلة.. وهو الأمرُ الذى قطع الطريق على الجماعات الإرهابية لبث سمومها وتسويق أفكارها بأن سيناء خارج حسابات واهتمامات القائمين على بناء الجمهورية الجديدة.

الحادث الإرهابى- فى هذا التوقيت- جاء بعد سنوات طويلة من عمليات عسكرية متتالية منذ عام 2011 بعدما ظنت قوى الشر أن سيناء أرض مستباحة للجماعات الإرهابية لإقامة (إمارة) بها، مستغلين انشغال الجيش بتأمين الجبهة الداخلية عقب أحداث ثورة 25 يناير.. دون أن يدركوا أن عقيدة القوات المسلحة هى الموت من أجل حماية كل حَبّة رمل من أرض هذا الوطن.. ونجح رجالنا البواسل فى القضاء على كل البؤر التكفيرية بما تحويه من مسلحين من الداخل والخارج وأسلحة متطورة منها المضاد للطائرات.. ولكن بقيت بعض الفلول وبقايا الإرهاب الأسود بدعم من جماعة الإخوان الإرهابية والتى نفذت حادث «محطة رفع المياه غرب سيناء» الأخير.

 عدد شهداء الجيش

الرئيس عبدالفتاح السيسى وخلال حفل إفطار الأسرة المصرية رمضان الماضى، كان واضحًا وصريحًا عندما أعلن أن عملية تطهير سيناء لا تزال مستمرة وأن إعلانها منطقة خالية من الإرهاب تحتاج بعض الوقت للقضاء على ما خلفته الجماعات المسلحة الإرهابية على أرض الفيروز ومنها العبوات الناسفة والألغام على سبيل المثال، وهو ما يعنى مزيدًا من التضحيات خلال الفترة المقبلة يقوم بها رجال جيشنا نيابة عن الشعب.. رجال الجيش الذى سقط منهم منذ عام 2013 حتى الآن 3277 شهيدًا، إضافة إلى 12 ألفًا و280 مصابًا.

بَعد تصريحات الرئيس- أرادت الجماعات التكفيرية- أن تثبت أنها لا تزال موجودة وأن سيناء لا يزال بها «إرهاب» وأن استهداف مصر ومقدرات شعبها هو شغلها الشاغل..فقامت بتنفيذ هذا الحادث الإرهابى الغادر..أرادت تلك الجماعات أن تثبت لمن يقومون بتمويلها أنها تستطيع أن تعود مرّة أخرى لأعمالها الإجرامية وأنها فقط تريد مزيدًا من المال.

ضبط كميات من الأسلحة

والدليل على أن الحرب مستمرة ومخططات قوَى الشر قائمة هو ما تم ضبطه من أسلحة متنوعة وعقب وقوع حادث غرب سيناء مباشرة، فعلى الاتجاه الآخر من الحدود المصرية.. أعلن المتحدث العسكرى يوم الاثنين الماضى تمكّن قوات حرس الحدود فى الاتجاه الاستراتيچى الغربى، وأثناء تنفيذ مهامها بمنطقة بحر الرمال الأعظم جنوب واحه سيوة، من إحباط عملية تهريب شحنة كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المخدرة؛ حيث تم ضبط (2) عربة دفع رباعى بدون لوحات معدنية، تستخدمها العناصر الإرهابية فى أعمال التسلل والتهريب.

كما تم ضبط (7) بندقية قناصة (FN)، و(2) رشاش كلاشنكوف، و(13) بندقية آلية و(5) بندقية بريتا، وآر. بى. چى، ورشاش عيار 12,7، و(2) رشاش عيار 14,5 و(8) خزنة آلية و(7) خزنة قناصة (FN) و(2) دانة «آر. بى. چى»، فضلًا عن ضبط (1162) طلقة مختلفة الأعيرة، وهاتف للاتصال عبر الأقمار الصناعية.

على صعيد آخر؛ فإنه لا يخفَى على أحد التحديات الاقتصادية العاصفة التى تأثرت بها الدول الكبرى.. ولكن فى مصر فإن اقتصادها أكثر ثباتًا.. وهو ما تسبب فى جنون الجماعات الإرهابية التى تريد لمصر «الإفلاس» وإظهارها أمام العالم أن الإرهاب لا يزال موجودًا على أراضيها.. فبلغة الأرقام 

 نجحت مصر وخلال الفترة الاخيرة، فمؤسّسة «ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتمانى ثبتت تصنيف مصر عند «B.B» مع نظرة مستقبلية مستقرة، وصندوق النقد الدولى رفع تقديراته لنمو اقتصاد مصر فى نهاية العام المالى الحالى 2021 - 2022 إلى 5.9%، واحتياطى النقد الأجنبى فى مصر ارتفع فى نهاية شهر أبريل 2022 إلى 37.123 مليار دولار، ومتوسط عمر الدَّيْن 3.5 عام فى 2022 بدلًا من عامين فى 2016 وهو مؤشر إيجابى.

 مسلسل (الاختيار 3)

علاوة على كل ما سبق؛ فقد كان مسلسل (الاختيار 3) هو الكاشف الموثق لإرهاب جماعة الإخوان وأعوانها بالصوت والصورة، وهو ما فضح ممارستهم أمام العالم كله وأمام الجهات التى كانت ولا تزال لديها وجهة نظر أن تلك الجماعة بريئة من دم المصريين.. ولم تتمالك الجماعة وأعوانها من عصابات «داعش» أعصابها سوى بتنفيذ حادث غرب سيناء الإرهابى.

فى النهاية؛ فإن الشعب لديه الثقة الكاملة فى ثأر جيشنا لضحايا الحادث الإرهابى وهى العمليات التى تمّت وتتم حاليًا بالتوازى مع عمليات التنمية فى سيناء التى لا تتوقف يومًا واحدًا، مع وضع خطة جديدة لتطهير الأرض هناك من مخلفات الإرهاب المتمثلة فى العبوات الناسفة والألغام، والحادث الأخير يثبت أن مصر لا تزال هى الهدف الأكبر لقوَى الشر، وهو الأمر الذى يتطلب المزيد من التفاف الشعب حول قيادته السياسية لتدشين الجمهورية الجديدة خالية من الإرهاب.