150 رائدة أعمال و40 شركة ناشئة تنضم للمبادرة: «هى تقود»... نجحت فى تأهيل فتيات التعليم الفنى للقيادة
نعمات مجدى
عانى التعليم الفنى لسنوات طويلة من الإهمال رغم أنه من أهم أسباب التقدم الصناعى للدول المتقدمة، ومصر كان لها السبق فى الاهتمام بالتعليم الفنى؛ خصوصًا الصناعى، حتى إننا وضعنا خطة للإصلاح الزراعى والصناعى فى الستينيات، وكان طلاب التعليم الفنى العمود الفقرى للنهضة الصناعية وشهدت مصر بناء قلاع صناعية كبرى كمجمع مصانع الألمونيوم فى نجع حمادى، ومصانع الغزل والنسيج.
أصبح للتعليم الفنى دور محورى فى دفع مسيرة التنمية.. باعتباره الطاقة المحركة لعَجلة الإنتاج، والانطلاق نحو صناعة مستقبل أكثر إشراقًا.. يستوعب الأجيال القادمة ويحولها إلى طاقات خلاقة داعمة للاقتصاد القومى، ولاهتمامنا بمنظومة التعليم الفنى وبدخول الفتيات هذا المجال، كان علينا أن نبرز أهم البرامج التى تهتم بتفعيل دور طالبات «هى تقود».. أحد برامج مؤسّسة شباب القادة لدعم التعليم الفنى... وتهدف المبادرة إلى تفعيل دور طالبات التعليم الفنى وتعليمهن وتدريبهن وتأهيلهن، فى إطار تمكين المرأة اقتصاديًا عبر الاهتمام بملف المشروعات الصغيرة متناهية الصغر.
كان لنا هذا الحوار مع الدكتورة صفاء حسنى مديرة برامج بمؤسّسة شباب القادة والتعليم الفنى والمسئولة عن برنامج «هى تقود».
لو تكلمينا فى البداية عن مبادرة «هى تقود»؟
- برنامج «هى تقود»، هو الأول من نوعه فى مصر؛ حيث يدعم البرنامج طالبات التعليم الفنى من خلال تطوير مهاراتهن وأفكارهن وتحويلها لمصادر دخل ثابتة، عن طريق تدريبات حديثة مصممة لتنمية مهاراتهن الشخصية والعملية وتكوين حلقة وصل بين الطالبات والقطاعين الحكومى والخاص و بجانب الإعلام، ودعم وتسليط الضوء على مشروعاتهن.
ونعمل من خلال وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى والمجلس القومى للمرأة، ووزارة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج.
ما هو الدور الذى تقوم به مؤسّسة شباب القادة؟
- مؤسّســـة شـباب القــادة هى مؤسّسة أهلية غير حكومية وغير هادفة للربح، تعمل على البحـث عن قــادة من الشبـاب لتنمية مهاراتهم والعمل على إيجاد حلول لتنمية المجتمع وخَلـق أجيـال جديـدة قادرة علـى القيـادة المجتمعية والسياسية والإدارية من خلال تأهيل هذه الكوادر من الشباب على القيـادة فى مجالات مختلفة لتحقيق تنمية حقيقية ومستدامة، من خلال تنمية قدراتهم العلمية والنظرية باستخدام أحدث وسائل وأدوات التقييم والتنمية المعتمدة دوليًا، وتعمل المؤسّسة من خلال ثلاثة برامج رئيسية؛ وهى برنامج القادة لدعم طلاب الجامعات المصرية أصحاب المهارات القيادية. منصة الأنشطة الطلابية لدعم الأنشطة الطلابية وأنشطتهم التى تساهم فى تحقيق التنمية المجتمعية تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر2030.
كيف يتم تعزيز وتمكين المرأة اقتصاديًا من خلال برنامج «هى تقود»؟
- هدفنا من برنامج «هى تقود» هو تنشئة جيل جديد من رائدات الأعمال من مدارس التعليم الفنى يتمتعن بالتمكين الاقتصادى، يدرسن فى أقسام مختلفة كالكهرباء والأجهزة الدقيقة ولديهن القدرة على تحويل أفكارهن إلى مشروعات ناشئة، حتى أصبح لدينا 150 رائدة أعمال و40 شركة ناشئة فى عامين، فالعام الماضى شاركت 50 طالبة وتحولت أفكار الفرق إلى مشروعات على أرض الواقع وشاركت فى معارض وفعاليات مختلفة، وتوسع برنامج «هى تقود» فى بحثه عن رائدات أعمال المستقبل.
وما المجالات التى تعمل فيها مؤسّسة شباب القادة؟
- إن المؤسّسة لديها 3 مجالات رئيسية فى مبادرة «هى تقود»، منها الابتكارات التقنية فى الميكانيكا والكهرباء والأجهزة الدقيقة ونتج عنها جهاز قارئ يساعد المكفوفين وجهاز لتنقية وتعقيم الهواء، وأجهزة متعددة تساعد ذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن، وإعادة التدوير والأعمال الفنية الذى ينتج اللوحات والمنتجات بشكل يحافظ على البيئة بالتماشى مع اتجاه الدولة فى الحفاظ على البيئة، ومجال الملابس وخطوط الإنتاج بفكر عصرى مختلف يخدم فئات متعددة فى المجتمع.
إلى أى مدى نجحت المؤسّسة فى تغيير نظرة المجتمع تجاه التعليم الفنى؟
- نجحنا بشكل كبير فى تغيير نظرة المجتمع تجاه التعليم الفنى؛ خصوصًا بعد السنة الثالثة من العمل، حتى إن نظرة ولى الأمر بدأت تتغير تجاه التعليم الفنى، ويكفى أن 77 % من أوائل الثانوى الصناعى هن طالبات وهو مادفعنا للتركيز عليهن ووضع برنامج تدريبى مخصص يمنحهن الفرصة لتحقيق أحلامهن وتأهيلهن لسوق العمل بشكل مختلف كى يصبحن من رائدات الأعمال».
