الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تترات وإعلانات.. أنغام تتألق.. ومدحت صالح يبدع

من المهم جدًا أن يستخدم المغنى المساحة الدرامية الواسعة فى المسلسلات؛ للتعبير عن موضوعات غنائية لم يكن يتطرّق إليها فى أغانى الألبومات التقليدية، والتى تتناول فى الغالب موضوعات عاطفية تعتمد على الغزَل أو الهجر والفراق والعتاب وما إلى ذلك.



وهذا ما فعلته النجمة الكبيرة «أنغام» فى أغنية مسلسل (فاتن أمل حربى)، وهو أكثر مسلسل خَلق حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعى بسبب الآراء التى يطرحها كاتبه الأستاذ الكبير «إبراهيم عيسى»، وأيضًا رأينا هناك حالة من التفاعل من المؤسّسات القانونية والحقوقية لدعم المرأة والتنويه عن المواطنات المصريات فى حالة تعرضهن لأحداث مشابهة لما ظهرت فى المسلسل، على كيفية التعامل بشكل سليم.

إذا نظرنا إلى أشهَر أغانى «أنغام» فى السنين الماضية فسنجد (أكتب لك تعهد) هى الأشهَر ربما، وكانت تقول فيها «أنغام» من كلمات بهاء الدين محمد: «أنا ممكن أكتب لك تعهد منّى إنى هعيش لوحدى..باقى عمرى بس أعيشه باحترام»، وكأنها ترضى بالأمر الواقع، ولكن «أنغام» التى استمعنا إليها فى (فاتن أمل حربى)، فكانت تغنى بلسان «تونة»، فهى لم ترضَ بالأمر الواقع، ولم تكتب تعهدًا على نفسها كى تبتعد عن شر الطرَف الآخر فى العلاقة؛ بل على العكس تمامًا، هى تريد تغيير قانون الأحوال الشخصية برمته، وتشتبك مع المؤسّسات الدينية والقانونية وتتجادل من الجميع كى تنال حقها الكامل دون نقصان أو أى مواءمات من أى نوع.

ولأن الموضوعات الجدلية النقاشية فى هذه الأمور تفضل فيها أحيانًا اللغة المباشرة، وهذا ما اعتمد عليه «إبراهيم عيسى» فى كتابة الحوارات بين الأبطال؛ فـ«د.مدحت العدل» هو الآخر اعتمد على نفس الصيغ والمعانى المباشرة فى كتابة كلمات الأغنية، ونجح «أحمد العدل» فى تأليف جُمل لجنية تناسب الإمكانيات الصوتية الكبيرة لـ«أنغام»، أمّا الموزع الموسيقى «نادر حمدى»؛ فصنع توزيعًا موسيقيًا متميزًا، وسر التميز هو إعطاء المساحة اللازمة لـ«أنغام» وصوتها فى التعبير عن الكلمات، دون التأثير عليها بآلات موسيقية أخرى قد تشوش على المستمعين؛ لأن من الضرورى جدًا التركيز على محتوى الكلمات، وأن يكون صوت المُغنى فى هذه الحالة هو البطل الرئيسى؛ لأهمية الموضوع المطروح فى الكلمات.

ومن الأعمال المتميزة بشدة هذا العام، أغنية مسلسل (راجعين يا هوى)، والتى تنطبق عليها كل معايير التتر المميز التى طرحناها فى أول مقالات هذه السلسلة، فهى تعبر عن طبيعة الأحداث، وتعطى لنا نبذة عن الموضوع المراد مناقشته فى المسلسل، بالاضافة إلى أنها تمتلك كل مقومات الأغنية «التجارية»، وهذا يرجع لأن صناعها هم من أهم صناع الأغانى الـ«pop» فى مصر، ونحن نتحدث عن «تامر حسين» فى الكلمات، وألحان «عزيز الشافعى»، والتوزيع الموسيقى لـ«نادر حمدى»، كما أن الأغنية أيضًا مناسبة لأجواء رمضان «اللمّة، الحنين إلى الماضى»، واختيار «مدحت صالح» موفق لأن الأغنية تتتحدث بلسان بطل العمل «خالد النبوى»، فالفوارق السّنية بين المُغنى والممثل البطل تكاد تكون متقاربة.

أيضًا شركة «العدل جروب» المنتجة لمسلسل (أحلام سعيدة) حاولت استنساخ حالة النجاح التى حققها فريق المهرجانات «المدفعجية» فى مسلسل (بـ100 وش)، ولكن هذه المَرّة مع «يسرا وغادة عادل وشيماء سيف ومى كساب»، وطبقًا للأرقام والتفاعل الجماهيرى؛ فنسخة «المدفعجية» مع «يسرا» هى الأقل، ولكن كان من الجيد أن نستمع إلى «يسرا» وهى تتغنى على طريقة «المهرجانات»، كى تعطى شرعية مستحقة لهذا النوع من الغناء فى وجه الأوصياء على الذوق العام، بما تحمله «يسرا» من مكانة كبيرة فى مجال الفن.

أمّا الأغنية الأنجح على المستوى الجماهيرى هذا العام فهى بلا شك (ستو أنا) من مسلسل (مكتوب عَليّا)، والتى تصدرت الكثير من المنصات مثل «تيك توك»، وانتشرت بسرعة البرق فى «ستوريهات» إنستجرام وفيسبوك.

وفى كل مَرّة يقدم «أكرم حسنى» أغنية للجمهور، ينجح باقتدار فى الوصول للمستمعين بكل خفة دم، بفضل الكلمات التى يكتبها بنفسه، وفى هذه الأغنية كان الكورال النسائى هو بطل الأغنية الرئيسية، والملاحظة السلبية الوحيدة فى هذا العمل هى طريقة غناء «أكرم حسنى» لجملة السينيو، فلم تكن الجملة اللحنية مناسبة لإمكانياته الصوتية، ولكن النجاح المدوى لمدخل الأغنية، غطى على أى ملاحظة تُذكر، وهذا الأهم.