السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فصح عن نوايا «خلدون» وأمنيته لتجسيد «معاوية»: طارق لطفى: أعشق تحدى نفسى وأبحث عن شخصيات تحمل توقيعى

يعتبر الفنان طارق لطفى من أهم فنانى جيله موهبة؛ حيث إنه استطاع أن يخرج من دور الشاب الطيب والذى تم حصره فيه لسنين، إلى أقصى الحدود وكأنه استطاع كسر كل قيود التمثيل وخرج على كل القوانين. فيختار دومًا الأدوار التى «تلبسه ويلبسها» مستخدمًا فى أدائه أسلوب السهل الممتنع والذى يتحكم به من خلال نظرات عينيه ونبرات صوته وملامح وجهه التى تكون طوع الشخصية. 



هذا العام فاجأ «لطفى» الجمهور بتقديم شخصية مركبة وصعبة وهى شخصية الغجرى «خلدون» الذى يدخل لـ(جزيرة غمام) مقررًا تدميرها.. وفى حواره مع «روزاليوسف» يكشف كواليس اختياره وتحضيره للشخصية.

 قلت أنك من تحمست لبطولة مسلسل (جزيرة غمام) حدثنا عن كواليس اختياره.

- الأمر جاء وليد الصدفة، فقد كنت أحضر لخوض السباق الرمضانى بمسلسل آخر وعندما سمعت الكاتب «عبدالرحيم كمال» يحكى عن الرواية طالبت المشاركة بها.. وتحديدًا شخصية «خلدون» فقد كنت أنجذب بشكل كبير لقصة الغجر وتركيبتهم المختلفة. وهو شخص غريب ولديه بعد درامى مختلف عما قدمته من قبل وتصرفاته مختلفة تمامًا.. وفكرة أنه يستخدم كل ما لديه من طرق ليصل إلى هدفه أثارت إعجابى منذ سماعى القصة لأول مرة ورغبت فى تقديمها.

 هل بحثت لمعرفة تاريخ الصعيد القديم أو تاريخ الغجر؟

- بالفعل قرأت قليلًا فى تاريخ الغجر لمعرفة أبعاد الشخصية التى أقدمها وكيفية التعامل معها وتعاملها مع من حولها، كما أن أسرة العمل وفروا لنا جلسات مع باحث بالجامعة للتحدث معنا عن الحقبة التاريخية والصعيد وقتها. بينما أهدانى بشكل شخصى 3 ملازم تحتوى على قواعد ومصطلحات للهجة الغجر وقتها ومعانيها فى اللهجة التى نستخدمها حاليًا.

ما أكثـر المشاهد الصعبة التى واجهتك بالعمل؟

- المسلسل كله صعب ويحتاج لتركيز شديد أثناء الأداء، وذلك لسببين أولهما اللهجة وكيفية الحفاظ عليها، وثانيهما الأداء لأنه لا توجد جملة حوارية واحدة لشخصية «خلدون» بسيطة ولا تحمل طبقات مختلفة. فمثلا لو كان يتحدث بطريقة لطيفة ليطلب طلبًا ما وأحدهم يقوم بإهانته، فيخضع أكثر بالقول وغيرها من تغيرات تتماشى مع ما يقال له.. وذلك كله مبنى على نصيحة عجوز الغجر له فى الحلقة الأولى والتى قالت له روشتة لخراب الجزيرة، حيث قالت له: «أولها تطاطى، وثانيها تخربها، وثالثها تركبها وتمسك قرونها».

 كم من الوقت استغرق تدريبك على اللهجة الصعيدية؟

- الكثير من الوقت فقد بدأت التدريب عليها منذ تسلمى للسيناريو ولدينا فى الاستوديو مدرب أمين جدًا على لهجته الأم، دربنا جيدًا ولا يزال يحضر التصوير ليراجع وراءنا كل حرف وكلمة.. والحقيقة أن اللهجة الصعيدية صعبة جدا وهذه أول مرة أقدمها ولم أكن أعلم أن نطقها صعب ويحتاج لتركيز شديد، فأغلب الكلمات تقريبًا تنطق «بالفتحة» بينما أهل القاهرة والفلاحين تنطقها «بالكسرة».

 قدمت من قبل شخصية الغجرى «كيم» فى مسلسل (جبل الحلال) فهل كنت تبحث عن شخصية تعيدك لهذا العالم؟

- لا إطلاقًا، خاصة وأن كلتا الشخصيتين مختلفتان تمامًا. ولكن لأكون صادقًا أحب جدًا هذه اللعبة، وهى أن أقدم شخصية ما قدمتها من قبل بشكل وروح مختلفة ولا أكرر نفسى بها. فأعشق تحدى نفسى بأن أقدمها دون وجود أى تشابه.

 هل شخصية «خلدون» تعتبر إسقاطًا على أى محاولات خارجية إرهابية تحدث فى الوقت الحالى؟

- كل ما يمكن أن تتصوريه صحيح، فهذه الشخصية ثرية جدًا وتحمل العديد من الإسقاطات على ما تمر البلاد فى الوقت الحالى. ونحن تعمدنا أن نتركها مفتوحة ولا ترمز  لشىء معين. فهى تسلط الضوء على التاريخ وما ترتب عليه من واقع حالى ومن مستقبل ننتظره. ﻷنه يمثل العامل الأساسى لزعزعة أمان واستقرار أى بلد، وهذا هو النهج الذى يتبعه أى أحد مثل «خلدون» على مر  التاريخ.

 هل كنت تتوقع ردود الفعل حول نجاح المسلسل؟

- كنت متخيلًا نجاحه ولكن الناس أكرم بكثير مما توقعت، فالجمهور «طاير» بالمسلسل وأتلقى ردود أفعال إيجابية كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعى أو فى الشارع، سواء على مستوى الفنانين زملائنا أو النقاد، أو الجمهور العادى. فكل مرة الجمهور يدهشنى بأنه يقف بجانب العمل الجيد ويدعمه بشكل كبير لأنه يحتاج لأعمال متقنة.

 ألم تتخوف من المنافسة، حيث تقدم مسلسلًا تاريخيًا وسط أعمال كلها تمس أرض الواقع؟

- كنا نفكر كثيرًا بالمنافسة ولها حساباتها لدينا. ولكن صدقينى وعن تجربة، الجمهور مدهش، وعندما نعرض له عملًا جيدًا من كل الجهات فى القصة والإخراج والممثلين والديكور والتصوير وغيرها من عوامل النجاح، ونعطى له فكرًا مختلفًا يحترم تفكيره ويدخله لعالم جديد وبصدق، فرد فعله سيكون مدهشًا.

 هل تفضل دخول المباراة التمثيلية بالبطولات الجماعية؟

- جدًا، فهذه المنافسة اللطيفة داخل العمل تعلى من قدره ونجاحه، وتجعل العمل أكثر متعة بالنسبة لنا وبالنسبة لى أنا شخصيًا والجمهور فى النهاية هو الرابح. فقديمًا لم تكن الظروف الإنتاجية تسمح بأن يكون هناك ممثل «نجم» وشاطر جدا فى كل دور بالعمل فكان المسلسل يقوم على اسم نجم واحد وباقى الأدوار لا يقدمها أصحاب المواهب الحقيقية.. بينما حاليا الأمر أصبح متاحًا، ويتم ترشيح الممثل «القوى» للدور القوى، فأنا منذ بداياتى أفضل فكرة وجود ممثلين أقوياء لكل دور، لأن المشهد الواحد إذا كان يحتوى على ممثل ضعيف الموهبة فسوف يؤثر بالسلب على الآخرين الذين يقفون أمامه، ويؤثر بالسلب على العمل ككل.

هناك بعض الأسماء من الممثلين ممن تعاونت معهم سابقا، فهل تتدخل فى اختيارات الأسماء التى عملت معك من قبل؟

- أنا لا أتدخل فى دور أحد ولا أهتم سوى بعملى، ولكن هناك أسماء يتم إبلاغى بها وأثنى على الاختيارات التى تخص فى النهاية الرؤية الإخراجية والعامل الاقتصادى المتمثل فى شركة الإنتاج. وهناك بعض الأسماء التى أحاول لفت النظر أنها لا تصلح للدور، أو أن الدور يحتاج ممثلًا أقوى، ولكن الأمر لا يتعدى الاقتراح فقط والرأى النهائى للمخرج والمنتج. فأنا من الجيل الذى تربى على أن المخرج والمؤلف والمنتج لهم دور معين لا أتدخل به وأنا مجرد استشارى. وبالمناسبة أنا ممثل محترف بمعنى أنه مهما كان الممثل الذى يقف أمامى فمجرد أنه شخص محترف أيضًا سنصل بالمشهد لنتيجة جيدة، سواء كانت بيننا «كيمياء» معينة أو لا.

 هل تهوى اختيار الشخصيات غريبة الأطوار أو الخارجة عن المألوف؟

- جدًا، وأبحث عنها دومًا لأنها خارجة عن المألوف كما ذكرت وأتمنى بعد مرور السنين أن أصبح أول من قدمها ومثالًا لأى ممثل يقدمها فيما بعد. بمعنى أنه عندما يتلقى أى ممثل من الأجيال القادمة عملا يحمل شخصية «غجرى» فيجد أن «طارق لطفى» قدمها بأكثر من طريقه فيعود للأعمال التى قدمتها ليراها. وكأنها شخصيات تحمل اسمى مع مرور الزمن. لذلك فبحثى عن الأدوار المتميزة نابع من طمعى فى أن أترك 6 أو عشرة أدوار على الأقل تحمل توقيعى.

 ألم تتخوف من حصرك فى تلك الشخصيات، مثلما تم حصرك فى دور الشاب الطيب ببداياتك؟

- لا، فأنا كل فترة أتوقف عن تقديم تيمة معينة وأبحث دومًا عن المختلف والجديد. وفعلا قديمًا كان يعرض علىَّ أدوار الشاب المحترم فقط، ولكنى توقفت وحاولت ألا أعيد نفسى بأى طريقة. فإما أن أبتكر مشروعًا جديدًا أو أن أنتظر حتى يعرض علىَّ دور استثنائي فأقدمه. وحمدا لله فأصبحت معروفًا فى الوسط بأننى يمكننى تحمل مسئولية أى شخصية وتقديمها.

 هل تستطيع أن تخرج من الأدوار المركبة نفسيًا سريعًا؟

- نعم، ففكرة أن يتعايش الممثل مع الشخصية لحد استمرارها بحياته خطر كبير عليه. وكما تعلمنا فى بداية مهنتنا أن كل شخصية نقدمها نبدأ فى ارتداء ملابسها ووضع المكياج الخاص بها وغيرها من التفاصيل التى تعتبر «طبقات» تساعدنا للدخول فى تلك الشخصية.. وبعد انتهاء العمل بالكامل نقوم بخلع تلك الطبقات لنعود لطبيعتنا.. ولكن لأكون صادقًا فهناك القليل من التأثير الذى تتركه بعض الشخصيات. فمثلا شخصية «خلدون» فوجئت بنفسى أقرأ شعرًا لـ«صلاح جاهين» بلهجة صعيدية، ووجدت أن «طعمها» حلو جدًا.

 هل ستعود لتحضيرات المسلسل الذى أجلته بسبب (جزيرة غمام) للعرض خارج رمضان؟

- لا لن نعرضه خارج الموسم، فلو عدت للعمل عليه سوف أحضره للموسم الرمضانى القادم، أو سنبحث عن مشروع غيره إذا لزم الأمر.

 وما الأعمال الجديدة التى تعاقدت عليها للفترة المقبلة؟

- كلها مشاريع قيد التنفيذ، ولكن أولها سيكون عرضًا مسرحيًا بقلم الكاتب «عبدالرحيم كمال» على خشبة المسرح القومى، ولكن لا أدرى موعد انطلاقه بشكل محدد. وهناك فيلم أيضًا أقوم بالتحضير له. بالإضافة إلى مشروع درامى لإحدى المنصات الإلكترونية.

 

ما الأدوار المختلفة التى لا تزال تبحث عنها؟

- أنا فى حالة انتظار وترقب لكل ما هو جديد، ولكنى أتمنى تقديم الأعمال التاريخية، لأننا بمصر لدينا تاريخ عريق فى جميع الأزمنة ويحمل الكثير من الشخصيات والحكايات المهمة، ومنها قصة حياة «معاوية بن أبى سفيان»، وأيضًا قصة «حسن الصباح» وجماعة الحشاشين المشهورة تاريخيًا.. ولكن المشكلة أن هذه الأعمال تحتاج إلى إنتاج كبير وظروف ملائمة لتقديمها. فمثلا مشروع مثل (جزيرة غمام) احتاج لميزانية ضخمة وتم بناء ديكور كامل للجزيرة بمدينة الإنتاج الإعلامى، وأتمنى أن تظل الديكورات قائمة بعد انتهاء التصوير كمزار ﻷنها تعبر عن مرحلة تاريخية مهمة.