الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تترات وإعلانات.. الحجار فى المقدمة.. ونانسى فى شكل جديد

تترات مسلسلات رمضان هذا العام بها العديد من الأعمال الجيدة، ولكن مَنْ منها سيبقى فى ذاكرة المشاهدين و مَنْ لا، هذا ما ستحدثنا عنه الأيام، لأننى لا أحب أن أضع نفسى مكان الزمن، ولكن كل ما أستطيع فعله هو تطبيق المعايير التى تحدثنا عنها فى المقال الأول بسلسلة مقالات «تترات وإعلانات».



وإحقاقًا للحق تتر مسلسل (جزيرة غمام) للنجم الكبير «على الحجار» متوافر به كل المعايير التى تجعله واحدًا من أهم تترات هذا العام، لأنه أولًا يعبر عن طبيعة الأحداث الدرامية داخل المسلسل، كما أنه التتر الوحيد الذى يستطيع أن نصف كلماته بـ«الشعر»، فهناك فارق كبير بين كلمات تكون مجرد عامل مساعد فى خلق حالة الغنائية بالمشاركة مع الألحان والتوزيع وأداء المغنى، وبين كلمات نستطيع أن نتذوق معانيها بمفردها؛ بل إذا قمنا باجتزاء أى جزء من كلامها فسوف يعطينا معنى كاملاً وواضحًا، مثل «وقت أما تعمى البصاير.. ما حيلتنا غير البصيرة»، والبصاير مأخوذة من النظر، أما البصيرة فهى تعبر الإدارك والفطنة واستخدام العقل بالعبرة والشواهد، وهذا ما حدث فى اللقاء الأول بين «خلدون» الغريب، و«الشيخ عرفات» ابن الجزيرة، والذى لم يكن رأى من قبل «خلدون» ولم يعلم عنه شيئًا، ولكنه أدرك بـ«البصيرة» أنه خبيث وكذاب، وهذا ما يجعلنى أصف «إبراهيم عبدالفتاح» بالشاعر وليس بكاتب كلمات غنائية.

أيضًا «شادى مؤنس» قام بصياغة جمل لحنية لا تقل فى جمالها عن جمال الكلمات، كما أنه عبَّر عن خصوصية المكان الذى تدور به أحداث المسلسل، بالناى والمزامير الصعيدية.

أما «على الحجار» فبكل انحياز، هو خارج التقييم، لأنه الملك المتوج على عرش أغانى الدراما المصرية خلال تاريخها الفنى. من أهم المعايير التى يجب أن تتوافر فى التترات الغنائية، هو أن يقدم لنا الفنان جزءًا جديدًا من شخصيته الفنية، وأن يستغل المساحة الدرامية ليعبر عن موضوعات لم يكن تطرق إليها فى الألبومات الغنائية التقليدية والتى تتميز بالطابع العاطفى، و«عزيز الشافعى» استغل هذه الفرصة وقدم لنا «نانسى عجرم» فى ثوب جديد لم نكن رأيناها بها قبل ذلك، فنحن عرفناها كمغنية «بوب»، «دلوعة» تتميز بالأغانى الإيقاعية الراقصة مثل (آه ونص، أطبطب وادلع)، فكان من الجيد أن نستمع إليها فى مسلسل (يوتيرن) وهى تقول: «الظلم ظلمات».

أيضًا فريق «المدفعجية» قدم تترًا غنائيًا يشابه فى طريقة تنفيذه تتر مسلسل (بـ100 وش)، ولكن هذه المرة مع فريق عمل مسلسل (أحلام سعيدة)، «يسرا، غادة عادل، شيماء سيف، مى كساب»، وأيضًا قدم لنا شخصية غنائية جديدة لـ«يسرا»، «المغنية»، ونفس الأمر لـ«مى كساب»، كمغنية أيضًا وليست كممثلة.

أما تتر (دايمًا عامر) فهو من التترات التى جعلتنى فى حيرة شديدة، فهو يعبر عن طبيعة الأحداث، ويعطى لنا نبذة عن أزمات التعليم المصرى كما يناقشها المسلسل، ولكننى لم أكن متفاجئًا بأداء «محمود العسيلى»، ولو كانت هذه الأغنية عرضت كـ«سينجل»، أو داخل ألبوم من ألبوماته الغنائية، فلم نشعر أن هناك أمرًا غريبًا.

أيضًا الجمهور نفسه لم يتوقف كثيرًا عند هذا العمل، خاصة أنه تفاعل مع أغانٍ داخل نفس المسلسل، ولكن فى الحلقات وليست فى التتر، مثل أغنية «محمد ثروت» التى جسد فيها شخصية يقوم بتحفيظ التلاميذ بالأغانى بدلاً عن الفهم، أو أغنية الطلاب أثناء رحلتهم إلى مدينة الغردقة، والتى لاقت تعليقات ورواجًا كبيرًا، وتظل أغنية الطفل «مهند عماد» سفير الطفولة والذى قد ظهر قبل ذلك فى احتفالية «قادرون باختلاف» أمام الرئيس السيسى، ويرجع هذا لطبيعة التوظيف الدرامى للأغنية داخل العمل وتأثيرها على الأحداث.