الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأصعب من انتخابات 2017.. الأزمة الأوكرانية تؤثر على الانتخابات الفرنسية «ماكرون» و«لوبان» من سيحكم الإليزيه؟!

يواجه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون تحديًا صعبًا حيث تصدر الرئيس المنتهية ولايته نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التى جرت الأحد بحصوله على 27.06 فى المئة من الأصوات، متقدمًا على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان 23.04 فى المئة التى سيواجهها فى الدورة الثانية المقرر عقدها يوم 24 إبريل.



وكشف استطلاع رأى أجراه معهد «إيفوب»، حول نوايا التصويت فى الدورة الثانية، أفضليّة ضيقة لماكرون، بحصوله على 51 بالمئة من الأصوات وفق استطلاع و54 بالمئة وفق استطلاع معهد «إبسوس»، وهى نسبة أدنى بكثير مما حصده عام 2017.

ومع ذلك، تسببت الحرب الروسية فى أوكرانيا فى زيادة كبيرة فى شعبية «ماكرون» بنسبة 5% خلال استطلاعات الرأى، واصطف الفرنسيون خلف «ماكرون» الذى أكد رفض باريس لغزو موسكو لأوكرانيا، كما أخذت فرنسا صف الغرب وفرضت عقوبات غير مسبوقة ضد روسيا. ورغم ذلك، تستمر التخوفات لدى المواطنين فى فرنسا بسبب الأوضاع الاقتصادية وزيادة التضخم التى دفعت بأسعار الطاقة والغذاء إلى مستويات مرتفعة.

 أوروبا تفضل «ماكرون»

تثير الفجوة المتضائلة بين ماكرون ولوبان المخاوف بشأن العلاقات الفرنسية الألمانية والوحدة الأوروبية، حيث شبهت صحيفة «تاغشبيغجل» الألمانية، انتخاب لوبان بـ«كارثة مماثلة لتلك التى حدثت بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى».

وسيواصل «ماكرون» المؤيد للاتحاد الأوروبى سعيه إلى تطوير ما يسميه «الاستقلال الاستراتيجى» لأوروبا فى مجالات: الدفاع، والتكنولوجيا، والزراعة، والطاقة، وتقليل اعتماد التكتل على القوى الأخرى.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، سعى ماكرون إلى إعادة توجيه الاتحاد الأوروبى نحو موقف أكثر حمائية، ومنع بعض صفقات التجارة الحرة مع الكتل الأخرى مثل ميركوسور، وإنشاء آلية تزيد من التدقيق فى عمليات الاستحواذ الخارجية على شركات الاتحاد الأوروبى الاستراتيجية.

ومن المرجح أيضًا، أن يدفع ماكرون من أجل المزيد من التنظيم لعمالقة التكنولوجيا من الولايات المتحدة، وقال إنه يريد إنشاء «ميتافيرس أوروبى» للتنافس مع فيسبوك.

أما «لوبان»، فعلى الرغم من أنها تخلت عن خططها السابقة للانسحاب من منطقة اليورو، وسداد ديون فرنسا بالفرنك، تعهدت «بقطع المساهمات فى خزائن الاتحاد الأوروبى، وستضع مثل هذه الخطوة باريس على مسار تصادمى مع المفوضية الأوروبية، وأعضاء الاتحاد الأوروبى الآخرين.

وقد نشرت مؤسسة صندوق مارشال الألمانى للولايات المتحدة مقالًا قالت فيه إن رئاسة لوبان ستكون خبرًا سيئًا لأوروبا. فقد ضغطت لوبان من أجل خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبى «فريكست»، لكن موقفها تغير بعد «البريكست»، وهى تدعو الآن إلى تحول جذرى فى الاتحاد الأوروبى تجاه «أوروبا من الأمم»، ما يعنى ضمنيًا نقل قوة الاتحاد فوق الوطنية إلى العواصم الأوروبية؛ فتدعو إلى وضع التشريعات الفرنسية فى مرتبة أعلى من تشريعات الاتحاد، وبالتالى التخلى عن أولوية تطبيق قانون الاتحاد الأوروبى الذى تراه هيكلًا فوق وطنى غير شرعى. 

كما تعارض لوبان سياسة الدفاع الأوروبى، وتريد إعادة فرض ضوابط الحدود الوطنية مع تبسيط عمليات التنقل لمواطنى الاتحاد الأوروبى. من المرجح أن تحد لوبان من التعاون الفرنسى مع ألمانيا بعدما انتقدت الهيمنة الألمانية فى أوروبا لسنوات.

 على المستوى المؤسسى، من المؤكد أن لوبان ستعطى الأولوية لمصالح فرنسا على حساب أى مبادرة مشتركة. ستعانى العلاقات عبر الأطلسى خلال رئاسة لوبان، فهى مقتنعة بأن فرنسا هى المسئولة الوحيدة عن الدفاع عن نفسها، وتعهدت بإخراج فرنسا من الناتو، والولايات المتحدة بالنسبة لها حليف وخصم فى الوقت نفسه. لكن الحرب الأوكرانية أجبرتها على التراجع بعدما كانت تضغط لزيادة التعاون مع روسيا، وتحمل حملتها الانتخابية صورًا لها وهى تصافح بوتن كمثال على جهودها لبناء علاقات مع «قادة الحركات الوطنية».

 الولايات المتحدة

وكشفت تقرير أمريكية عن تفضيل الولايات المتحدة لفوز ماكرون بولاية ثانية فهو من أكبر الداعمين لموقف حلف الناتو ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، فيما تفضل روسيا فوز لوبان التى تمثل اليمين المتطرف وسيمثل فوزها شرخًا كبيرًا فى الاتحاد الأوروبى، فسبق أن فضلت موسكو دعمهما فى انتخابات الرئاسة عام 2017 التى فاز فيها ماكرون واعتبر وقتها نصرًا لوحدة الاتحاد الأوروبى خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد وصعود اليمين المتطرف فى أوروبا.

وكشفت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية أن الولايات المتحدة تخشى فوز مارين لوبان برئاسة فرنسا، لأن هذا قد يزعزع استقرار التحالف الغربى ضد روسيا.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الرئيس جو بايدن يخشى من انتصار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى باريس فى حال فازت لوبان مرشحة حزب التجمع الوطنى والتى تمثل اليمين المتطرف.

وأكدت خوف إدارة بايدن من فوز لوبان حيث رجحت عدة استطلاعات رأى احتمال فوز لوبان وعدم تكرار سيناريو انتخابات 2017 التى فاز فيها ماكرون بأغلبية ساحقة.

وتخشى واشنطن من زعزعة استقرار التحالف الغربى ضد روسيا فى حال فوز لوبان، التى قد تفضل الحياد وعدم الانخراط فى التحالف ضد روسيا مما يعنى فقدان دور فرنسا كقوة أوروبية رائدة فى هذه الحرب ودفع أعضاء آخرين أوروبيين لتقليل دعمهم لأوكرانيا والموقف الأمريكى.

وفى المقابل تحمل لوبان موقفًا معارضًا لسياسات الولايات المتحدة، ففى تصريحات سابقة، أكدت أن الولايات المتحدة «ليست حليفًا أو دولة صديقة» لفرنسا، عقب الكشف عن فضيحة تجسس أجهزة الاستخبارات الأمريكية على مكالمات الرؤساء الفرنسيين.

وانتقدت لوبان وقتها سلبية الموقف الفرنسى تجاه واشنطن، مطالبة الحكومة الفرنسية بالرد بقوة ووضع حد لـ«لطفها» مع الولايات المتحدة والانسحاب فورًا من المناقشات الجارية بشأن معاهدة الأطلسى.

 جولة الإعادة

قالت صحيفة «تايمز» البريطانية إن جولة الإعادة بين الرئيس الفرنسى المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومنافسته اليمينية مارين لوبان ستكون تكرارًا لانتخابات الرئاسة فى 2017.

وأضافت أن «لوبان» تأمل فى أنها تستطيع تحقيق أكبر انقلاب فى التاريخ السياسى الفرنسى الحديث، بالوصول إلى الإليزيه.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن محللين قولهم: إن الجولة الثانية للانتخابات الفرنسية ستكون أكثر صعوبة مما كانت عليه فى الانتخابات السابقة منذ 5 سنوات، خاصة أن نتائج الجولة الأولى أظهرت حصول ماكرون على 28% مقابل 23% لصالح منافسه لوبان، فى الوقت الذى كانت فيه ظاهرة الممتنعين عن التصويت هى الأبرز فى الجولة الأولى، حيث بلغت نسبتهم ربع الناخبين.

وقد بدأت لوبان فى مناقشة استراتيجيتها خلال المرحلة المقبلة مع فريقها فى العاصمة الفرنسية باريس، فيما تتوقع استطلاعات الرأى تفوق ماكرون خلال جولة الإعادة.

ويقول المحللون إن أفضل فرصة لماكرون للحصول على مزيد من الأصوات هى جذب الفرنسيين الشباب والأكثر تقدمية الذين أيدوا مرشحى اليسار. ولكن من خلال زيارته إلى دينان بدا أيضًا أنه يحاول كسب الذين مالوا إلى آراء لوبان المناهضة للمؤسسات السياسية القائمة.

وقال ماكرون أثناء عرضه للإصلاحات الحكومية فى دينان إنه لا يمكن الوصول إلى الأشخاص الذين يعانون من أوضاع صعبة إلا من خلال تحسينات ملحوظة فى حياتهم اليومية، مضيفًا: «الأمر يتطلب الكفاءة، لأنه لم يعد الناس يؤمنون بالوعود».

وأوضحت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن «لوبان» تحاول تلطيف صورتها للوصول إلى جولة الإعادة للانتخابات الفرنسية.

وأشارت إلى أنه عندما التقطت مارين لوبان اليمينية المتطرفة صورة سيلفى مع مراهقة مبتسمة ترتدى حجابًا مسلمًا فى دونكيرك على الساحل الشمالى، كانت تلك نقطة تحول فى الحملة الانتخابية الرئاسية.