الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

#تريند ـ الأسبوع.. مربوحة والكبير

«هل مربوحة تعوض غياب هَدية»، «هل مربوحة أفضل من هَدية»، وغيرهما من الأسئلة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، فى تصميم شبه عام على مقارنة شخصية «مربوحة» التى تجسدها «رحمه أحمد» بشخصية «هَدية» التى جسدتها «دنيا سمير غانم» فى الأجزاء السابقة من مسلسل (الكبير) لـ«أحمد مكى».



والغريب فى الأمر أن أساس الكوميديا هو التحرر كما قال «الارديس نيكول»، إن «السبب الرئيسى فى الضحك يبدو  أنه يكمن  فى إحساسنا بالتحرر.. تحرر الإنسان من قيود الأنمطة الاجتماعية». أى «الخلف خلاف» و«كسر نمطية المكان والزمان والشخصيات بصفاتها المعتادة»، ومن هنا أعود مرة أخرى لشخصية «مربوحة» التى لا تمت بصلة لشخصية «هَدية»، مما يجعل الكتابة غنية ويبتعد بها عن التكرار وبالتالى شعور المشاهد بالملل، فقد تم رسم شخصية «هَدية»  و عمل ما يسمى بـ characterization، أى رسم صفات معينة خاصة بالشخصية وحدها، مثل الجهل التام بأشياء بدائية فى الحياة اليومية، والهيام فى شخصية «الكبير» لدرجة الطاعة العمياء والتضحية فى أوقات كثيرة، ولذلك خرجت الكوميديا من مشاهد تنقل لك كمتفرج تلك الصفات خاصة فى الحلقات الأولى التى ظهرت بها حتى تؤسس للشخصية، فهى زوجته الثانية أى شخصية أخرى بعيدة تمامًا عن الزوجة الأولى، فكيف تتعامل مع الكبير وأولاده وكيف تستوعبهم وتتصرف فى المواقف الغريبة التى تتعرض لها معهم.

تشاهد كل ذلك فى إطار كوميديا «الفارص» التى تعتمد على المفاجآت والصدفة والمبالغة فى أحيان كثيرة، فهى تسلية من أجل التسلية والإضحاك فقط دون تعمق فى شخصيات أو رسم حبكة أو منطقية فى الأحداث، ولذلك تسمع انتقادات كثيرة من نوعية «الجزء ده عبارة عن سكتشات» جهلًا بتلك النوعية من الكوميديا التى فى حقيقة الأمر تحتاج لموهبة كبيرة فى الكتابة وتلقائية وسلاسة فى الأداء التمثيلى، وذلك ما حدث بالفعل فى الجزء السادس الذى عاد للشاشة بعد غياب سبع سنوات بقوة ليُشبع تعطش الجمهور لكوميديا سلسة غير مفتعلة لا تعتمد على إفيهات الفيسبوك كما تابعنا فى أعمال كثيرة من قبل، ولذلك يلتف حول المسلسل الكثير وقت الإفطار للمتعة خاصة جمهوره الذى ينتظره منذ سنوات وتعلق بالشخصيات والحالة ونوع الكوميديا المُقدمة، ويبقى الهدف الأهم وهو الضحكة الحقيقية وليس نصف الابتسامة التى ترتسم على وجوهنا أثناء مشاهدة أعمال كوميدية ليست قليلة.