السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

#تريند ـ الأسبوع.. الاختيار

فرق كبير بين فن التجسيد وفن التقمص، فتجسيد فنان لشخصية مكتوبة من وحى خيال المؤلف تطلق العنان لخيال وإبداع وإضافات الممثل، أما التقمص فهناك شخصية عامة معينة مشهورة لدى الكثير من الناس بتفاصيل ملامحها ولغة الجسد الخاصة بها والتفاعل مع الأحداث تعتبر مرجعًا للممثل الذى يثبت إبداعه وعبقريته مع كل مرة يقترب فيها من الشخصية الأساسية لحد كونه مرآة له شكلًا ومضمونًا. وتلك أصعب أشكال الأداء التمثيلى.



فى مسلسل (الاختيار) الجزء الثالث، هناك تحدٍى صعب أمام عدد من الفنانين لتقمص شخصيات عامة شهيرة يعرفها الناس وعايشوا تفاصيلها من حيث الشكل والنفسية؛ أى التصرفات وذلك منذ سنوات قريبة. تحدٍ يخلق معايشة حقيقية لأحداث المسلسل واندماجًا تامًا معه ومع شخصياته، تلك المعايشة التى بالطبع تخلق تنوعًا فى وجهات النظر، مما يثبت فى كل الأحوال نجاح العمل الفنى فى الوصول للجمهور والتأثير به. فعلى سبيل المثال يؤدى «ياسر جلال» شخصية السيد الرئيس «عبدالفتاح السيسى» بإبداع، فترى الرسم الجسمانى للشخصية الأقرب للحقيقة من شكل الشعر ولون البشرة ونبرة الصوت وتعبيرات الوجه، خاصة نظرة العين مع لغة الجسد وحركة الأيدى، إلى جانب البُعد النفسى للشخصية من الهدوء والرزانة والذكاء والكلام المحسوب، حيث اتفق أغلبية المشاهدين حتى الآن على براعة الأداء التمثيلى للشخصية.

أما عن «خالد الصاوى» فى تقمص شخصية «خيرت الشاطر»، فقد اقترب كثيرًا لشكل الشعر والذقن، مع أداء «الصاوى» لخبث الشخصية وملاوعتها ومحاولته الاقتراب من نظرة العين وتعبيرات الوجه من وجه «الشاطر» الملىء بالغضب والكراهية، إلى جانب «صبرى فواز» الذى يتقمص شخصية «محمد مرسى» فاقترب له شكلا كتعبيرات وجه فقط أما عن الجسم فكان من المفترض أن يكون ممتلئًا مثل الشخصية الأساسية، و«عبدالعزيز مخيون» فى شخصية المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية آنذاك عام 2012 ، «محمد بديع»، فقد اقترب بشكل جذاب للشخصية شكلا مثل الذقن والعِمة والنظارة، ومضمونًا من حيث طريقة الكلام والنظرة الحادة.

وبعيدًا عن تقمص الشخصيات، اختيار صناع العمل المؤلف «هانى سرحان» والمخرج «بيتر ميمى» لطريقة المزج بين المشاهد الدرامية والتسجيلية، مما أضاف كثيرًا  لعمل فنى مثل (الاختيار)، فالمشاهد الدرامية تخلق حالة المعايشة الدرامية للأحداث وتسلسلها فى قالب فنى ممتع، أما المشاهد التسجيلية فتخلق الواقعية وتعزز المصداقية وتجعلك كمشاهد تندمج أكثر مع الأحداث التى إما عايشتها بنفسك وكنت جزءًا منها فتسترجع مشاعرك آنذاك، أو كنت تتابعها من خلال نشرات الأخبار وعناوين الصحف، أو حقائق لم تعرفها من قبل وتفاجأت بها مثل مشاهد تسريبات «خيرت الشاطر» ومرشد الجماعة التى تكشف الكثير عن دناءة وخبث ونية تخريبية لجماعة الإخوان الإرهابية، ذلك المزج يُشبعك كمشاهد فنيًا ونفسيًا ويُضفى على نفسك الطمأنينة لما آلت إليه الأحداث فى وطنك.