الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى ظل ارتفاع الأسعار فى رمضان: روشتة اقتصادية لكل امرأة مصرية لتعبر بأسرتها إلى بر أمان

تدخل البيوت المصرية شهر رمضان الفضيل وسط تغيرات كبيرة فى الأسعار عن رمضان العام الماضى، لعل الأسباب كثيرة، البداية كانت مع وجود وباء الكورونا ومعه كان العالم فى سُبات وإغلاق ثم تأتى تبعاته رويدًا رويدًا ليجتاح العالمَ تضخمٌ كبيرٌ نتج عن توقف أغلب المصانع والشركات العالمية لتأتى الحرب الروسية على أوكرانيا تزيد الأمور سوءًا،  الأمر الذى دفع بالكثيرين تشبيه الأمر بالأزمة الاقتصادية فى 2008 وإن كانت تبعات هذه الأزمة ستكون أكثر تعقيدًا.



اليوم أمام جميع السيدات اللاتى يمسكن بزمام مصاريف بيوتهن الكثير من التحديات، والحقيقة لا بُد أن تختار كل زوجة وأم الأهم ثم المهم لتستطيع أن تسير بالمَركب إلى بَر أمان دون أن تدخل فى مشكلات تجرح كرامة بيتها وأسرتها!

لذا لم يعد من قبيل الكلام أن أهمس فى أذن كل زوجة وأم وأنصحها بل وأنصح نفسى معها بالابتعاد عن كل مَظاهر الاستعراض والمباهاة والمغالاة فى العزومات والولائم سواء داخل البيت أو فى المطاعم لأن ببساطة لم يعد توجد هذه الرفاهية فى الإسراف فى صنع الولائم ثم سكبها فى القمامة والتخلص منها بالهدر!

وحسب آخر إحصائيات لمنظمة الفاو (منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة) فإن نصيب الفرد فى مصر من هدر الطعام يتجاوز 50 كيلو جرامًا فى السنة.

هذا وقد كشفت عدة إحصاءات أخرى أن الهدر الغذائى للمحاصيل الزراعية يصل سنويًا إلى 55 % من الإنتاج السنوى!

أود اليوم أن أقدّم لكل سيدة ورجل يحمل على كاهله عبء منزل وأسرة وأولاد خريطة أو ربما تكون روشتة اقتصادية قد تعطينا بعض نقاط من كيفية التعامل اليوم فى ظل هذه الأزمة الاقتصادية العالمية التى ألقت بتبعاتها علينا ومع دخول كل بيت لمناسبات وأعياد مختلفة على مسلمى ومسيحى مصر أعاد الله علينا رمضان وجميع أعيادنا بالخير دون نقصان أو هلع أو حزن.

تحدثت مع الدكتور فى علم الاقتصاد «ماجد عبدالعظيم» أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم بالسادس من أكتوبر؛ ليضع لنا بعض الحلول لعلها تكون مَخرجًا لنا فى إدارة بيوتنا اقتصاديًا ليمر كل شىء علينا بسلام، ويقول د.«ماجد» فى روشتته الاقتصادية الآتى: 

رمضان هو ذلك الشهر الذى ينتظره الجميع كل عام، وما يمثله من حراك فى سوق السلع والمنتجات، ولكنه يأتى هذا العام وسط حالة من القلق والترقب مع الموجة التاريخية من الارتفاعات فى أسعار جميع السلع، والتى يشهدها العالم لأسباب متنوعة من أزمة سلاسل الإمداد وتداعيات الحرب «الروسية -الأوكرانية» وغيرها.

وفى ظل ما اعتاد عليه المصريون من إمضاء هذا الشهر الكريم بشكل مختلف عن جميع الشهور؛ حيث نرى موائد الإفطار والسحور تضم تشكيلات متنوعة من الأطعمة والمشروبات والحلويات؛ بخلاف كثرة العزومات والمجاملات المرهقة ماديًا؛ فإنه تزداد التساؤلات المشروعة حول كيف يمكن للأسر المصرية أن تمر من هذه الفترة الضاغطة اقتصاديًا عالميًا ومحليًا، وهو تساؤل صعب.

وإذا كانت الأديان السماوية جميعها قد دعت إلى الإنفاق المنضبط دون إسراف أو تبذير؛ فإن القواعد الاقتصادية تؤكد أن الثبات على نفس النمط الإنفاقى الذى اعتدنا عليه فى السنوات الماضية لم يعد أمرًا منطقيًا وعقلانيًا مع تغير الظروف المحيطة عالميًا ومحليًا؛ خصوصًا أن ذلك يفتح الباب لمزيد من الأزمات فى الأسواق مع طمع التجار واتجاه البعض منهم إلى الاحتكار.

ويتعجب الكثير من ثقة القيادة السياسية فى المرأة المصرية وقدرتها على إدارة المواقف والمرونة فى مواجهة الظروف والتكيف مع المتغيرات، ولكنى أتفق مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ذلك مع متابعتى اليومية لمعيشة بعض المحيطين وحواراتهم؛ فرَبّات المنازل فى مصر هن وزيرات مالية الأسرة المصرية، وهن سلاح الردع لأى محاولات للاحتكار والطمع من قبَل التجار.

ورُغم أن علم الاقتصاد ملىء بالكثير من الدروس والقواعد لتنظيم الحياة الاقتصادية العامة والخاصة؛ فإننى أرى أن قدرات المرأة المصرية وتدبيرها يفوق الكثير من الاقتصاديين، ولذا أهمس وأنا متأكد من قيامهن بذلك، يا سيدتى أعلم أنك ستكتبين فصلًا تاريخيًا جديدًا فى مسيرة الوطن، وأتوقع منك الإبداع فى تدبير نفقات الأسرة ومواردها، وحتى لا تصل الأسرة إلى حالة عجز مالى وتضطر للجوء إلى الاستدانة؛ عليها أولًا اللجوء إلى ترشيد النفقات والاستهلاك. وأحاول هنا التفكير بصوت عالٍ للوصول إلى بعض العناصر المتاحة لتشكيل روشتة للأسرة؛ لا سيما سيدات مصر حتى يمررن بأسرهن من الظروف الاقتصادية الراهنة بأفضل الأوضاع، منها:

- ضرورة تسجيل جميع النفقات فى دفتر خاص، وتقسيمها إلى نفقات أساسية ونفقات كمالية ونفقات ثابتة، مثل: الأقساط (مدرسة/ شقة/ سيارة)، ونفقات متغيرة، مثل: فواتير الكهرباء والمرافق والهاتف. مع تحديد مصادر الدخل الثابتة والمتغيرة، مع الاعتماد على الدخل الثابت فقط فى إعداد ميزانيتها؛ لكَوْن الدخل المتغير غير مضمون.

-  العمل على بنود المصروفات من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية؛ بحيث تخصص مصروف كل بند من الإنفاق فى الظروف المختلفة.

- تقليل مخصصات الترفيه والرحلات والأطعمة الجاهزة وما شابهها، مع تقليل مصروفات المواصلات بالاعتماد على وسائل التنقل الجماعية، بدلًا من النقل الخاص.

- ترشيد استهلاك الكهرباء والطاقة عمومًا، مع الاعتماد على شراء الأجهزة ومصابيح الإضاءة الأكثر توفيرًا لاستهلاك الطاقة.

- تحديد الاحتياجات بدقة قبل الذهاب للتسوق، حتى لا يتم شراء سلع غير ضرورية، مع مراعاة عدم التهافت على العروض وعدم ترك الميزانية مفتوحة، ومراعاة الجودة والصلاحية.

- الاعتماد على الشراء من الأسواق، ومنافذ البيع والهايبر ماركت والمَعارض السلعية كمَعرض «أهلًا رمضان»؛ لتميزها بوجود أسعار تنافسية ومتعددة الأسعار.

- لا بُد من احتجاز جزء من مصروف المنزل لأى أحداث طارئة أو لغرض التوفير.

- الاتصال بالجهات الرقابية كجهاز حماية المستهلك ومباحث التموين، والإبلاغ عن التاجر الذى يرفع السلع الغذائية بصورة مُبالغ فيها.

- التعرف على أخبار الاقتصاد من النشرات الإخبارية ومصادرها الرسمية، وعدم الانسياق وراء الشائعات المذبذبة للأسواق. 

ولأن مصر بلدُ الخير؛ فسيظل شهر رمضان رُغم كل الظروف فرصة عظيمة للتكافل الاجتماعى لمراعاة الأسر الأكثر فقرًا، فلا ضرر أن نُخصص جزءًا ولو بسيطًا من ميزانية الأسرة للتصدق عليهم؛ ليمر الشهر الفضيل على الجميع بالخير واليُمْن والبَركات.