الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دعوات دولية لإبقاء الأسواق الغذائية مفتوحة شبح «الجوع» يهدد العالم

يسارع زعماء دول العالم لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لحماية الأمن الغذائى الذى يهدد البشرية، فالجوع بدأ يقلق 7 من كبار قادة العالم الذين سارعوا للاجتماع لوضع خطة طوارئ تنقذ شعوبهم من شبح الجوع وذلك عقب أن حذرت منظمة الفاو من حدوث خلل فى الأنشطة الزراعية لروسيا وأوكرانيا على وقع الحرب، والتى ستؤدى حتماً إلى انعدام الأمن الغذائى على مستوى العالم بشكل خطير.



وفى مواجهة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائى فى العالم، قررت العديد من الدول اتخاذ إجراءات أكثر حزما، لتأمين مخزونها من السلع الاستراتيجية واحتياجاتها الغذائية.

وفى مصر، قررت وزارة التجارة والصناعة، حظر تصدير «الفول الحصى والمدشوش، والعدس، والقمح، والدقيق بجميع أنواعه، فضلا عن المعكرونة بأنواعها»، وذلك لمدة 3 أشهر، ويأتى ذلك ضمن «قرارات استباقية»، فى ظل مخاوف من أزمة اقتصادية وموجة تضخم بدأت تتأثر بها الأسواق، عبر ارتفاعات كبيرة فى أسعار السلع والأغذية فى السوق المحلية.

وقد رصد تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية، بعنوان «الحبوب: الأسواق العالمية والتجارة»، تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على واردات القمح والحبوب فى العالم، وتسبب الصراع المستمر فى أوكرانيا وروسيا فى مخاوف تتعلق بإمدادات القمح والأمن الغذائى.

وكشف التقرير، أن الحرب تؤثر على مستوردى القمح الرئيسيين الذين يعتمدون على إمدادات البحر الأسود، حيث إن 8% من واردات مصر من القمح تأتى من روسيا وأوكرانيا.

ورصد التقرير مجموعة من الأسباب التى تساعد مصر على تخطى الأزمة فى الوقت الحالى منها أن احتياطيات القمح فى مصر تكفى 4.5 أشهر من الاستهلاك على الأقل.

وأشاد التقرير بمواصلة مصر بناء صوامع جديدة وتوسيع سعتها التخزينية، وقيامها بإصلاحات برنامج دعم الخبز لخفض الطلب على الواردات.

 إعصار الجوع

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تداعيات الغزو الروسى لأوكرانيا، داعيا إلى بذل جهود «لتجنب إعصار الجوع وانهيار نظام الغذاء العالمى».

وقال غوتيريش إن أوكرانيا تشتعل ويجب بذل قصارى الجهد لتجنب إعصار الجوع وانهيار نظام الغذاء العالمى.

واعتبر غوتيريش أن حظر تصدير المنتجات الزراعية فى أوكرانيا وروسيا، من شأنه أن يؤدى إلى تداعيات ستصيب «الأشد فقرا وتزرع بذور عدم الاستقرار السياسى والاضطرابات فى جميع أنحاء العالم». وقال الأمين العام: «إن هذه الحرب تتجاوز أوكرانيا. كما أنها تُعدّ هجوما على الأشخاص والدول الأكثر ضعفا فى العالم».

وقد تجاوزت أسعار الحبوب بالفعل المستويات التى سجّلتها فى بداية الربيع العربى واحتجاجات الأغذية فى 2007-2008.، وقال الأمين العام: «وصل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة لأسعار الغذاء العالمية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق».

النقد الدولى

كذلك حذر صندوق النقد الدولى من أن الصراع الدائر فى أوكرانيا سيعرض الأمن الغذائى العالمى للخطر، وقالت كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة للصندوق، أن «الحرب فى أوكرانيا تعنى الجوع فى أفريقيا». 

وأوكرانيا هى «سلة الخبز لأوروبا» بينما تعد روسيا من أكبر الدول المصدرة للقمح، وهما تستحوذان معا على ثلث التجارة العالمية لهذه الحبوب. وأشار «برنامج الأغذية العالمى « إلى أن بعض الدول مثل مصر -التى تعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب من روسيا وأوكرانيا- ستتأثر بصورة فورية من هذا الصراع.

وقالت كريستالينا غورغييفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولى «الحرب فى أوكرانيا تعنى الجوع فى أفريقيا». فيما أظهر تقرير لصندوق النقد الدولى أن الحكومة الأوكرانية فعالة والنظام المصرفى مستقر والديون قابلة للاستيفاء على المدى القصير، لكن الحرب التى شنتها روسيا أغرقت أوكرانيا فى ركود غير مسبوق، كما أن هذا الصراع يعرض الأمن الغذائى العالمى للخطر.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية والاقتصادية، يشعر صندوق النقد الدولى بالقلق إزاء تداعيات الحرب على كل أنحاء العالم. فخلال أقل من ثلاثة أسابيع من الصراع، ارتفعت أسعار الطاقة والمواد الخام والزراعة بشكل حاد. وبالنسبة إلى سلع مثل القمح، قد تكون التأثيرات أكبر، كما حذرت المؤسسة ومقرها واشنطن.

 الدول العربية

تعد اليمن، أول بلد عربى مهدد بتأزيم وضعه الغذائى أكثر مما هو عليه. وقال المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى الموجود فى اليمن ديفيد بيسلي: «كنا نظن أننا وصلنا إلى القاع، لكن لا، الحال أسوأ، نحن نحصل على نصف طلباتنا من الحبوب من روسيا وأوكرانيا، سيكون لهذه الحرب تأثير مأساوى».

أما فى لبنان الذى يتخبط فى أزمة اقتصادية خانقة منذ سنوات قد تتأزم الحياة المعيشية لمواطنيه أكثر. وقد كشف ممثل مستوردى القمح فى لبنان أحمد فى تصريحات صحفية أنه «لدينا خمس بواخر فى البحر حاليا محملة بالقمح، جميعها من أوكرانيا. المخزون الحالى بالإضافة إلى البواخر الخمس يكفى لشهر ونصف». فقط. وأضاف أن «لبنان يستورد بين 600 و650 ألف طن سنويا، ثمانون فى المئة منها من أوكرانيا».

على غرار اليمن ولبنان، قد تواجه البلدان المغاربية أزمة غذائية أيضا بسبب الحرب فى أوكرانيا. ويبدو أن حكومات المنطقة واعية بالخطر المحذق بها، وتحاول أن تسابق الزمن لاتخاذ خطوات استباقية تحميها من هزات اجتماعية. فالمغرب مثلا، الذى التهبت فيه الأسعار قبل اندلاع الحرب الأوكرانية، قام بزيادة مخصصات دعم الطحين إلى 350 مليون يورو، وعلقت الرسوم الجمركية على استيراد القمح.

لكن تونس لم يكن بوسعها القيام ذلك. ففى ديسمبر، رفضت البواخر تفريغ حمولتها من القمح لعدم دفع ثمنها، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن الإعلام المحلى، حيث يتزايد الدين مع ذوبان احتياطات العملات الأجنبية. وتستورد تونس 60 % من القمح من أوكرانيا وروسيا، ولديها مخزون يكفى حتى يونيو، كما أكد عبد الحليم قاسمى من وزارة الزراعة.

وفى الجزائر، ثانى مستهلك للقمح فى أفريقيا وخامس مستورد للحبوب فى العالم، يكفى المخزون ستة أشهر على الأقل. أما مصر، فتعتبر أكبر مستورد للقمح فى العالم وثانى أكبر مستورد من روسيا، واشترت 3,5 مليون طن من القمح حتى منتصف يناير.

 تحركات عاجلة

وحثت مجموعة السبع جميع الدول على عدم تقييد صادراتها الغذائية بسبب الحرب فى أوكرانيا بعد اجتماع لوزراء الزراعة فى المجموعة لمناقشة الأزمة فى برلين.

ودعا الوزراء جميع الدول إلى إبقاء أسواقها الغذائية والزراعية مفتوحة واتخاذ الاحتياطات ضد فرض قيود غير مبررة على الصادرات.

وقال وزير الزراعة الألمانى جيم أوزدمير، الذى تتولى بلاده حاليا رئاسة مجموعة السبع، إنه قلق للغاية بشأن التأثير المحتمل فى حال تم تقليص الصادرات، الأمر الذى قد يتسبب فى ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى.

وشهدت أسواق السلع العالمية اضطرابات واسعة منذ بدء غزو روسيا لأوكرانيا فى 24 فبراير الماضى، ووصلت أسعار الحبوب والمعادن والنفط لمستويات قياسية.

وفيما حظرت الولايات المتحدة واردات الطاقة الروسية بما يشمل النفط والغاز، لتعزز حملة ضغوط على موسكو رداً على غزو أوكرانيا، حظرت عدة دول منها أوكرانيا تصدير القمح والشوفان والسكر وغيرها من المواد الغذائية الأساسية لضمان قدرتها على توفير الطعام للمواطنين خلال الحرب مع روسيا.

وأوقفت روسيا صادرات الحبوب إلى دول الاتحاد الأوروبى. كما حذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، من ارتفاع أسعار الغذاء فى العالم أكثر إذا زادت العقوبات على روسيا.