السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مختبرات أمريكا البيولوجية فى أوكرانيا سلاح واشنطن السرى ضد روسيا الحرب العالمية الثالثة بدأت بالسلاح الصامت

تتخذ الحرب أشكالا عديدة، إلا أن الحرب البيولوجية هى بالقطع أبشعها على الإطلاق، وخلال الحرب الدائرة حاليا فى أوكرانيا اتخذت الأحداث منحنى خطيرًا؛ بعدما اتهمت وزارة الدفاع الروسية، الولايات المتحدة بإقامة 30 مختبرا بيولوجيا فى أوكرانيا، تنتج فيروسات تسبب أمراضا خطيرة، مشيرة إلى تدمير القوات الروسية بعضها.



طيور مرقمة: 

كما كشفت الوزارة القبض على طيور مرقمة تم إطلاقها من تلك المختبرات البيولوجية فى أوكرانيا فى منطقتى إيفانوفو وفورونيج الروسيتين، لافتة إلى الهدف من الأبحاث البيولوجية التى كانت تمولها الولايات المتحدة فى أوكرانيا وهو إنشاء آلية سرية لنشر مسببات الأمراض الفتاكة. 

ووفقا للوثائق التى نشرتها الاستخبارات الروسية، فإن عشرات المعامل البيولوجية فى أوكرانيا تشغل بأوامر من وزارة الدفاع الأمريكية. وقد خصصت الولايات المتحدة  أكثر من 200 مليون دولار لتمويل هذه الأنشطة المختبرية. وشارك العديد من مقاولى البنتاغون فى بناء المعامل ذات الصلة. ومنذ عام 2021، استثمر الجيش الأمريكى 11.8 مليون دولار لإجراء دراسة عن الأمراض المعدية فى الجيش الأوكرانى، وجمع عينات من سلالات الأمراض المعدية المختلفة بالإضافة إلى عينات بيولوجية من 4000 جندى أوكرانى، وتم شحنها إلى معهد «والتر ريد» للبحوث التابع  للقوات الامريكية. 

كما شهد عام 2019 نشاطا مكثفا بحسب الاتهامات الروسية من جانب الولايات المتحدة فى مجال المعامل البيولوجية، حيث أقامت واشنطن مختبرين فى مدينتى كييف وأوديسا، وهما المدينتان اللتان بادرت روسيا بقصفهما مع بداية عملياتها العسكرية فى أوكرانيا، بالإضافة إلى مختبرات أميركية أخرى فى مدن وضواحى فينيتسا، ولفيف، وخيرسون، وتيرنوبيل، ومناطق أخرى محاذية لحدود شبه جزيرة القرم. 

جلسة ساخنة 

وانطلاقا من هذا التحول الخطير فى مسار المواجهة بين موسكو وواشنطن، شهدت جلسة مجلس الأمن الدولى الطارئة، والتى انعقدت الأسبوع الماضى بطلب من روسيا سجالًا روسيًا أمريكيًا ساخنًا بشأن الأسلحة البيولوجية فى أوكرانيا، حيث أكدت موسكو أن حكومة كييف تدير بالتعاون مع واشنطن مختبرات فى أوكرانيا بهدف إنتاج أسلحة بيولوجية، وقال فاسيلى نيبينزيا، مندوب روسيا لدى مجلس الأمن، إن لدى بلاده وثائق تؤكد أن شبكة خطيرة تشتمل على أكثر من 30 مختبرا بيولوجيا فى أوكرانيا. 

وأضاف: «نشهد واقعا صادما بشأن برنامج بيولوجى تنفذه أوكرانيا بعلم الولايات المتحدة».

ولفت المندوب الروسى إلى أن نتائج الاختبارات البيولوجية فى أوكرانيا كانت ترسل باستمرار إلى مؤسسات بحثية فى الولايات المتحدة، مؤكدا أن الجيش الروسى كان على علم بمشروع «يو-بى 4» الذى كان ينفذ فى أوكرانيا ويهدف إلى نشر الأمراض المعدية عبر الطيور المهاجرة. 

كما أشار مندوب روسيا إلى أن الولايات المتحدة تعمل بفعالية كبيرة على تمويل مشاريع بيولوجية خطيرة فى أوكرانيا، موضحا أن الأخيرة لديها موقع متفرد يدعم نشر الأمراض الخطيرة وأن هذا التهديد البيولوجى سيطال الجميع،  حيث لا نطاق له. 

نفى أمريكى 

ومن جانبها، ردت ليندا توماس جرينفيلد، المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن، على الاتهامات الروسية، مؤكدة أن «موسكو تحاول بث الشائعات والأكاذيب فيما يتعلق بوجود أسلحة بيولوجية فى أوكرانيا». 

وقالت المندوبة الأمريكية، فى كلمتها خلال الجلسة: «روسيا لديها سجل طويل فى استخدام الأسلحة البيولوجية وانتهاك القوانين الدولية». 

وأشارت إلى أن «دعوة روسيا لجلسة مجلس الأمن اليوم هى ذريعة، وقد تشن عمليات هجومية بيولوجية أو كيميائية ضد الشعب الأوكرانى». 

وبدوره، اتهم سيرجى كيسليتسا، ممثل أوكرانيا لدى الأمم المتحدة، روسيا بـ«مواصلة الأكاذيب بشأن وجود أسلحة بيولوجية». 

أنشطة مشبوهة 

وبالرغم من أن الاتهامات الروسية الموجهة لأمريكا فيما يتعلق بتطوير أسلحة بيولوجية ضدها ليست بجديدة، فقد سبق أن أعربت موسكو مرارا خلال السنوات الماضية عن قلقها العميق إزاء الأنشطة العسكرية البيولوجية المشبوهة التى يقوم بها خبراء أمريكيون فى أراضى الاتحاد السوفيتى السابق  وأبرزها  فى مختبر «لوغار» بجوروجيا، المخصص لبحوث مسببات الأمراض الوبائية الخطيرة. 

إلا أن فضح موسكو علانية هذه الخطط بعد أكثر من أسبوعين فقط  على بدء العمليات العسكرية الروسية فى أوكرانيا، كان له الكثير من ردود الفعل العالمية التى ساورها القلق إلى جانب اهتمام الخبراء المختصين بتلك الوثائق التى حصل عليها الجانب الروسى والتى  بدت منطقية مع المعاناة التى عايشها الملايين من البشر خلال العاميين الماضيين وإلى الآن على أثر  تفشى وباء  كورونا فى العالم. 

الكثير من المراقبين تحدثوا أيضا عن أن الولايات المتحدة الأمريكية تقود نوع من الحروب القذرة خارج حدودها تستهدف من خلالها دولا بعينها بمسببات الأمراض القاتلة مثل الطاعون والجمرة الخبيثة والكوليرا

حقل تجارب

ومع إشارة إحدى الوثائق التى نشرتها وزارة الدفاع الروسية بأن المعامل البيولوجية الأمريكية لا تنتشر فى أوكرانيا فحسب ولا تهدد روسيا وحدها، بل إن هناك نحو مائتى معمل أمريكى  فى 25 دولة حول العالم يتركز أغلبها قرب روسيا والصين وإيران.

وتأكيد تقارير الاستخبارات الروسية أيضا بأن دولا مثل سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وغيرها من دول فى الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، كانت حقل تجارب للأسلحة البيولوجية الأمريكية وأدت إلى ظهور أمراض ومقتل المئات بالاوبئة وإرتفاع معدلات التشوهات الخلقية عند الأجنة. 

الصين على خط  الأزمة 

دخلت دولا مثل الصين على خط الأزمة مؤيدة الجانب الروسى، مؤكدة أن أمريكا تسيطر على 336 معملا بيولوجيا فى 30 دولة حول العالم. 

وطالبت الخارجية الصينية الولايات المتحدة توضيح أنشطتها العسكرية والبيولوجية فى الخارج بشكل كامل، بما فى ذلك على الأراضى الأوكرانية. 

السر الذى تخفيه أمريكا 

وتساءلت الصحيفة عن السر الذى تخفيه الولايات المتحدة حول الأمر، لافتة إلى أن هناك المزيد من الأدلة على أن المختبرات التى تسيطر عليها الولايات المتحدة تضر بالشعوب.

وأنه منذ عام 2009  وحتى عام 2015، نقل الجيش الأمريكى بكتيريا الجمرة الخبيثة للجيش الأمريكى المتمركز فى كوريا الجنوبية 15 مرة، وأصيب 22 شخصًا فى حادث واحد. 

وأكدت الصحيفة نقلا عن وسائل إعلام تابعة لكوريا الجنوبية  أنه  فى عام 2020، أنشأ  الجيش الأمريكى المتمركز فى كوريا الجنوبية أربعة مختبرات للأسلحة الكيميائية الحيوية من عصيات الجمرة الخبيثة فى كوريا الجنوبية، وأجرى العديد من اختبارات عصيات الجمرة الخبيثة. وأنه فى العام الماضى، رفعت جمعية شعبية فى كوريا الجنوبية دعاوى قضائية ضد مختبر الكيمياء الحيوية التابع للجيش الأمريكى فى كوريا الجنوبية وفورت ديتريك، مطالبين المحكمة بالتحقيق حول نقل الجيش الأمريكى المتمركز فى كوريا الجنوبية بشكل متكرر مواد شديدة السمية والضارة إلى كوريا الجنوبية بين عامى 2017 و2019. 

كما نوهت إلى خلق المعامل البيولوجية الأمريكية الكثير من المشاكل حتى على الأراضى الأمريكية  نفسها، وان مختبر فورت ديتريك أحد الأمثلة على ذلك،  حيث لدى الأخير سجل تاريخى أسود لا حصر له، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالوحدة 731 اليابانية التى غزت الصين، وقد كانت القاعدة الرئيسية لبرنامج التحكم بالعقل «إم كيه ألترا»، البرنامج غير القانونى للتجارب على البشر التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

وقد وقعت العديد من حوادث الأمن البيولوجى فى التاريخ. وفى يوليو 2019، أمرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها «CDC» بإغلاق المختبر، وبعد الإغلاق، اندلع مرض تنفسى يشبه كوفيد - 19 بالقرب من فورت ديتريك، ولم يتم الإعلان عن السبب الحقيقى والحالات المحددة. وفى العام الماضى، طلبت الصين من منظمة الصحة العالمية التحقيق فى فورت ديتريك، ووقع أكثر من 25 مليون شخص على عريضة تطالب منظمة الصحة العالمية بالتحقيق فى فورت ديتريك. كما أطلق عدد من العلماء فى الفلبين عريضة على الإنترنت تدعو إلى إجراء تحقيق. وفى مواجهة ضغوط الرأى العام الدولى، لعبت الولايات المتحدة، التى اعتادت أن تصرخ «بنظرية التسرب المختبرى» لفيروس كوفيد - 19، «الكيل بمكيالين»، وأغلقت الباب أمام التحقيق الدولى فى فورت ديتريك. 

الحرب العالمية الثالثة 

فيما رأى مراقبون إن العالم بات بالفعل على أعتاب حرب بيولوجية ضخمة، إن لم يكن خاضها بالفعل منذ بداية ظهور فيروس كورونا عام 2020.

وأن الكشف الروسى الأخير عن مواقع الأبحاث والمختبرات البيولوجية فى أوكرانيا فى أعقاب الحرب على أراضيها كشف  الكثير عن  ملامح  الحرب العالمية الثالثة  التى تدار  الآن بأدوات وأسلحة مختلفة.