السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كنوز آمال العمدة..عبد المنعم مدبولى: يحيى الفخرانى مشهور ببساطته!

أستاذ الأجيال بمعنى الكلمة.. فنان حقيقى باع عمره لفنه والمقابل الوحيد كان حب الناس له، الأجمل أنه وضع فنه بين يدى الجميع ليستفيد منه تلاميذه من الأجيال التالية، فأصبح بمثابة كلية فنية تخرج منها العديد من الفنانين الكبار..



وهذا حوارى معه الذى أهديه لمجلة روزاليوسف..

آمال: أستاذ عبد المنعم مدبولي.. هل تجيد لعبة الأيام؟

عبد المنعم مدبولي: أجيدها.. لأن الإنسان يحب أن يعرف كيف يتعامل مع متغيرات الأيام من مرح وحزن.

آمال: هل تعرضت لعدم وفاء وغدر فى حياتك؟

عبد المنعم مدبولي: كثيراً.. لكنى لا أنتظر فى الوقت الحاضر أن يكون الناس جميعاً مخلصين، لكن هذه هى سمة العصر.

آمال: ما هو سلاحك الإنساني؟

عبد المنعم مدبولي: الصبر والابتسامة، فأستقبل الجميع بالصبر والابتسامة وبهذه الابتسامة يشعرون بخطئهم فى حقي.

آمال: هل خدعت فى بعض الناس؟ 

عبد المنعم مدبولي: طبعاً فكثيراً ما توسمت خيراً فى البعض وكانت النتيجة خلاف ما كنت أتوقع، فمثلاً اكتشفت أن بعض تلاميذى وزملائى يرتكبون أخطاء لم أكن أتصور أبداً أن يرتكبوها، لكن يجب أن أتحمل الخطأ، وألا أتوقف عنده كثيراً حتى يمكننى التعامل مع الحياة.

آمال: هل أضحكتك الحياة أم أبكتك؟

عبد المنعم مدبولي: لا بد للإنسان أن يبكى حتى يضحك فى النهاية، فمن الجيد أن يبكى الإنسان فى البداية لكى يضحك فى النهاية.

آمال: هل تضحك على الألم؟

عبد المنعم مدبولي: الضحك على الألم يزيد من الشعور بالألم، وهو يسمى بالضحك الأسود.

آمال: ما الذى لم يتحقق من أحلامك؟

عبد المنعم مدبولي: الفنان فى ذهنه آمال، وأحلام كثيرة جداً لا يمكن أن يحققها كلها.

آمال: وما هو أملك؟

عبد المنعم مدبولي: أن يمنحنى الله الصحة حتى أربى أحفادى،وأقدم للجمهور المزيد مما يسعدهم، وأظل فى أذهان الناس عبد المنعم مدبولى الذى يحبونه.

المادبوليزم موجودة لكن المسرح أحترق

آمال: مدرسة المادبوليزم .. ألم تثبت الأيام نجاحها؟

عبد المنعم مدبولي: ثبت نجاحها، لكن للأسف أحترق المسرح، ولم يعد يعمل المدبوليزم، لكن طالما عبد المنعم مدبولى وتلاميذه على قيد الحياة فإن المدبوليزم موجودة سواء كان فى التمثيل أو الإخراج.

آمال: ما هى مواصفات الأيام التى تحبها؟

عبد المنعم مدبولي: حينما ينجح لى عمل ويقدره الناس لا أنسى أبداً هذا اليوم، والحمد لله أنى مررت فى حياتى بهذا اليوم كثيراً.

آمال: حدثنى عن يوم أحزنك؟

عبد المنعم مدبولي: يوم وفاة والدتى،حيث لم أحضر إلا مراسم دفنها واضطررت للعودة إلى العمل، لأننا كنا متفقين على عرض مسرحية فى الإسماعيلية لقناة السويس، فاضطررت لترك العزاء والذهاب للإسماعيلية لعرض المسرحية، ولا يمكن أن أنسى هذا اليوم أبداً لأن والدتى كانت بالنسبة لى شيئاً غالياً جداً، لأنها قامت بتربيتى بعد وفاة والدى حيث لم يكن عمرى يتعدى ستة أشهر.

آمال: بم شعرت يومها وأنت على المسرح؟

عبد المنعم مدبولي: من المعروف أن الجمهور ينسى الممثل آلامه، لكنى كنت أتألم بداخلى على رحيل أمى،ولم تفارقنى صورتها طوال الليلة، لكن الممثل لا بد أن يضحى فى عمله، وحينما يشعر الممثل بأى مرض أو ألم ويفكر كيف يمكن أن يغلق المسرح يوماً بسبب مرضه ربما يمكن أن يتعرض له العمل، يجد نفسه يهب فجأة وينسى الألم بمجرد أن يشعر بتقدير الجماهير له، لكن يوم وفاة والدتى بكيت بشكل لم أعهده فى نفسى بعد العرض،والعجيب أن هذا حدث أيضاً فى وفاة اثنين من أشقائى لم أحضر عزاءهما وتعرضت لتأنيب ضميري.

آمال: هل صادفت فشلاً بكيت عليه؟

عبد المنعم مدبولي: أحياناُ يقدر الإنسان النجاح لأحد أعماله، بل قد يكون قد وضع أمالاً كبرى على نجاحه، وفجأة يجد أن هذا العمل قد فشل فشلاً غير متوقع، وأنا فى عام 1954 أخرجت مسرحية اسمها «حسبة برما» وكنت أتوقع لهذه المسرحية نجاحاً منقطع النظير، وفى اليوم الأول خرجت من مسرح الأزبكية حيث كانت تعرض، وجلست أبكى فى الشارع على الرصيف أمام باب المسرح، ولم أنم طوال الليل وكل هذا بسبب عدم نجاح المسرحية، وكانت المرة الأولى التى أتدخل فيها فى نص المسرحية وأحذف وأضيف على ما كتبه المؤلف، واستغرقت الليل كله فى التفكير، وفى اليوم التالى اجتمعت مع زملائى وراجعنا كل أركان المسرحية وقمنا بالتعديل فيها وأجرينا بروفات جديدة والحمد لله نجحت المسرحية بعد التعديلات.

آمال: يوم حلو ويوم مر فى حياتك.

عبد المنعم مدبولي: لا أنسى أبداً يوم تسجيلنا أغنية «مولد يا دنيا»، واستدعانى الأستاذ حسين كمال لأن هناك ناقداً فرنسياً رأى نسخة العرض وأعجب بأدائى فذهبت وقال لى الناقد باللغة الفرنسية إنه سعيد أن رآنى دماً ولحماً وكان يوماً جميلاً جداً لا أنساه.

آمال: هناك أكثر من فنان ممن شاركوا معك فى أعمالك سالت دموعهم على أدائك رغم أنك كومديان، والمفروض أنك تضع الابتسامة فكيف تصنع هذه التوليفة بين الابتسامة والدموع؟

عبد المنعم مدبولي: هذه التوليفة هى أصعب شئ بالنسبة للكومديان، أن يتمكن من توصيل الابتسامة والدموع، بحيث يصدقه الناس ولا يضحكون عليه، فالمشهد الذى آثار الفنانة نادية لطفى أبدو كشارلى شابلين فى الجزء الأول وأغنى وأرقص وأضحك، وفجأة ينقلب كل هذا إلى حزن ودراما ويكون فى قمة الألم، فإذا لم يكن الممثل واثقاً من نفسه ومن قدرته على توصيل هذا للناس فمن الأفضل أن يبتعد عنها، وهذه التجربة مر بها الفنان نجيب الريحانى حينما أراد منافسة يوسف وهبى ففكر فى عرض مسرحية درامية وبالفعل عرض مسرحية «ريا وسكينة» لكنه أغلق المسرح بعد ثلاثة أيام فقط، لأن الجمهور كان يضحك عليه وهو يمثل مسرحية درامية كاملة. فلابد أن تكون لدى الممثل القدرة على توصيل الابتسامة والدموع معاً وفى آن واحد وأن يصدقه الجمهور.

صداقتى مع سكينة.. صداقة عمر

آمال: طالما فتحت الحديث عن «ريا وسكينة» فلابد أن نتحدث عن سكينة أو الفنانة سهير البابلي... عبد المنعم مدبولي: صداقتى وزمالتى للفنانة سهير البابلى قديمة، فقد قدمنا العديد من المسرحيات معاً كان بدايتها مسرحية «جوزين وفرد» ثم مسرحية «مدرسة المشاغبين» ثم «ريا وسكينة» هذا إلى جانب الأعمال التلفزيونية، وأنا لابد أن أضحك حينما أتحدث عن سهير البابلى،لأن دمها خفيف جداً حتى دون تمثيل لدرجة أننا حينما نتبادل النظرات على خشبة المسرح لابد أن نضحك معاً.

آمال: هى تقول إن خفة دمها كانت عدوى منك…

عبد المنعم مدبولي: أكثر المواقف التى كنا نتبادل خلالها النظرات الضاحكة كانت حينما تخطئ على خشبة المسرح وكنت أختار المواقف التى أخطأت فيها من قبل لكى تخطئ فيها مرة أخرى ونعيد التعقيب الضاحك عليها، خاصة حينما كنا نجد بعض الصخب فى الصالة أو لجذب الجمهور، أو لشد الممثلين للعرض حينما نشعر بأن واحداً منهم عصبى بعض الشىء، وكنا نفعل كل ذلك دون الخروج عن العرض بل بتحوير الكلام واختراع إيفيهات جديدة. آمال: هذه الخبرة فى معرفة حالة زملائك الممثلين وأفراد الجمهور كيف اكتسبتها؟ 

عبد المنعم مدبولي: هناك موهبة أخرى لابد أن يمتلكها الممثل المسرحى غير موهبة التمثيل، وهى موهبة «وضع الصالة فى جيبه» بمعنى أن يسيطر على الصالة ويسكتها، فلابد أن يكون قادراً على احتواء أى موقف يحدث فى الصالة ويعيد الجمهور للتركيز فى أحداث المسرحية. وهذا يحتاج لتجارب ومران كثيرة جداً لكى يجذب الممثل انتباه الجمهور، فهناك ممثلون حينما يلاحظون وجود بعض الصخب فى الصالة يرفع صوته وهذا لا يأتى بنتيجة، ولكن أنا حينما أوضع فى هذا الموقف أخفض صوتى جداً بحيث أن الناس تضطر فعلاً لأن تنتبه لكى تسمعني. آمال: كم سنة استغرقتها لكى تضع جمهور المسرح فى جيبك؟

عبد المنعم مدبولي: كثيراً جداً طبعاً.

حسين كمال وضعنى فى برواز جديد

آمال: هل صحيح أن المخرج حسين كمال أسند لك دوراً تراجيدياً بعيد كل البعد عن الكوميديا التى تتحلى بها؟

عبد المنعم مدبولي: عملت كثيراً مع المخرج حسين كمال، وكانت البداية فى المسرح فى مسرحية «بمبة كشر» وحينما طلبنى بعد ذلك فى فيلم «مولد يا دنيا»كانت كلمة له هو تأكيده على روعة المشاهد الإنسانية التى أديتها فى «بمبة كشر» وليس المشاهد الكوميدية، وقال لى إنه اختارنى للدور بسبب ذلك، والحقيقة أننى استغربت أن يسند لى حسين كمال دوراً ليس كوميدياً على الإطلاق وهو يعلم أن الجمهور حينما يدخل السينما ليشاهد عبد المنعم مدبولى،ينتظر منه أولاً الضحك، لكن الدور لم يكن فيه أى مشهد كوميدى،وكانت مغامرة وجرأة من حسين كمال، لكنها ميزة فيه حيث يضع الممثل فى برواز جديد لم يره الناس فيه من قبل، فبالفعل لم يكن الجمهور قد رأى عبد المنعم مدبولى من قبل فى دور جاد من البداية للنهاية بل يثير دموع الناس، وهذا شأن حسين كمال فى كل أعماله.  آمال: بصراحة.. هل كل فنان كوميدى ينتزع الضحكة من الإنسان يمكنه أداء التراجيديا بنفس الكفاءة ويثير دموع الناس بنفس براعته فى انتزاع ضحكاتهم؟

عبد المنعم مدبولي: ليس كل كومديان لأن هناك كومديانات يثيرون ضحك الجمهور وهم يؤد الدراما، وعندئذ يقعون فى مشكلة كبيرة جداً، لكن ليس عيباً ألا يتمكن الممثل الكوميدى من أداء الأدوار التراجيدية ولكن العيب أن يفرض نفسه على التمثيل التراجيدى ثم يضع نفسه فى مشكلة أمام الجمهور، والحقيقة هذه المشكلة يتعرض لها فعلاً العديد من الممثلين الكوميديين الذين يعتقدون أن لديهم القدرة على الأداء التراجيدى دون أن تكون لديهم القدرة على ذلك بالفعل.

آمال: عبد المنعم مدبولى يجد أكبر نسبة من نفسه فى الكوميديا أم فى التراجيديا؟

عبد المنعم مدبولي: فى الاثنين، فقد أديت الكوميديا والتراجيديا من صغرى منذ أن كنت طالباً فى الابتدائية، فكنت أهوى تمثيل الكوميدى والتراجيدى بالتبادل دون أن يوجهنى أحد إلى ما أصلح له، وأنا أستمتع بالتمثيل فيهما بنفس الدرجة، فأنا لا أمثل لمجرد التمثيل، بل أشعر خلال التمثيل بنفس المتعة التى كانت تشعر بها أم كلثوم وهى تؤدى أغانيها، وأنا على المسرح أكون سلطاناً أستمتع أولاً ثم أمتع الجمهور.

آمال: وما أكثر عمل استمتعت به؟

عبد المنعم مدبولي: فيلم «مولد يادنيا»، وأيضاً «إحنا بتوع الأتوبيس» وهو أحد علاماتى فى السينما، ومسلسل «بابا عبده» و«أبنائى الأعزاء شكراً» وقبله مسلسل «أيام المرح» وأيضاً «لا يا ابنتى العزيزة» و «عالم عم أمين» وكلها أعمال أفخر بها واستمتعت جداً أثناء تمثيلها.

الفخرانى نجم من يومه

آمال: يحيى الفخرانى ابن بابا عبده.. ماذا يساوى كفنان وكإنسان؟

عبد المنعم مدبولي: منذ اللحظة الأولى التى رأيت فيها يحيى الفخرانى وأن أتوسم فيه النجومية، لأنه طبيعى جداً فى تمثيله، وأداؤه ليس فيه الافتعال الذى يظهر على أداء البعض، لكنه ببساطته والبراءة الموجودة فى ملامحه، وتكوينه الجسمانى المميز يجله يصل للناس بصدق. وميزة يحيى الفخراني الكبيرة أنه يستطيع أن يؤدى الأدوار الكوميدية والتراجيدية بلا معاناة وبتمكن رائع.

آمال: قال يحيى الفخرانى إنه تعلم البساطة منك.. فممن تعلمت أنت البساطة؟

عبد المنعم مدبولي: البساطة  شىء من عند الله، خاصة فى الفن، ففى الفن لا يمكن لفنان أن يعلم زميله لأنها موهبة من عند الله، ويحيى الفخرانى مشهور بالفعل ببساطته فى التمثيل، فهو طبيعى جداً، وأعتقد أن هذا من الصفات التى أوصلت يحيى ليكون نجماً كبيرا.

آمال: لو طرق بابك شاب يتطلع لأن يكون نجماً.. بمَ تنصحه؟

عبد المنعم مدبولي: أنصحه بقبول كل دور يسند إليه سواء كان صغيراً أو كبيراً، وكل الألوان التى يطلب فيها، لأن هذا سيصقله ويصنع منه فناناً متكاملاً، لكن هناك العديد من شباب الممثلين يحصرون أنفسهم فى أدوار معينة كالأدوار الرومانسية، لكن بعد عدة أعمال يجدون أنفسهم بلا عمل، لذلك أنصحهم بقبول أى دور والتنوع، وهذا هو ما جعل الفنانين الكبار مثل فريد شوقى ومحمود ياسين ونور الشريف يعدون شكلاً جديداً خلاف ما كان معروفاً عن الفتى الأول للسينما، فهم يؤدون أدوار الحب وأدوار أصحاب المهن والفقراء، وهو ما يختلف عن الفتى الأولى فى الماضى وهو الشاب الوسيم الذى يرتدى أفخر الثياب دائماً.

آمال: هل تنوع أدوارك هو سر استمراريتك؟

عبد المنعم مدبولي: لعبت الكثير من الأدوار المتنوعة، وحتى الآن أسعد بأى دور غريب يعرض عليَّ لأننى سأظهر عليه بشكل جديد.

آمال: ومن صدْق أدائك وصلت للغناء وقام بالتلحين لك أكبر الملحنين وهما محمد عبد الوهاب وكمال الطويل، رغم أن صوتك ليس صوت مطرب…

عبد المنعم مدبولي: ليس المطلوب منى أن أطرب، بل المطلوب هو أن أؤدى اللحن بلا نشاز، وأن أؤديه بإحساس، وأهم شيء مطلوب منى هو هذا الإحساس، وألا يكون الأمر مجرد كلام، فالإحساس يعجب الناس أكثر من صوتي. آمال: هناك سر قاله لنا الموسيقار الكبير كمال الطويل، فقد قال إنه اكتشف فيك خاصية ثالثة وهى الأذن الموسيقية، فكيف كان ذلك؟

عبد المنعم مدبولي: لو كان قد قال عنى ذلك فى الماضى لكنت قد تحولت إلى مطرب يغنى فى الأفراح، ولكنت أصبحت من مشهورى دنيا الطرب.. وأنا أذكر شيئاً طريفاً جداً بالنسبة لأغنية مولد يا دنيا حيث استغرقنا فترة طويلة ونحن ننتظر الموسيقار الطويل الذى كان يضع اللحن، ولكن بينما كنت أصلح سيارتى فى غمرة تقابلت مع كمال الطويل فسألته عن اللحن، فقال لى إنه انتهى منه بالفعل، ودعانى لأستمع له، وبالفعل فقد غنى اللحن بصوته ونحن نصلح السيارة، ورغم ذلك فقد شعرت بأن فى اللحن كم هائل من الإحساس، وأيضاً كان الكلام يساعد الملحن على التعمق فى اللحن، ولكن كمال الطويل قام بتركيب اللحن على عبد المنعم مدبولى وشكله الذى سيؤدى دور عربجى الحنطور الذى يعانى من أزمة مالية ويعيش فى وحدة بالعربخانة، رغم حبه للفرحة، وبالفعل وضع كمال الطويل كل هذا فى اللحن الرقص والضحك والبكاء والدموع، فملأ الأغنية بالإحاسيس المختلفة، وشعرت أنا بكل هذا حينما غناه لى ونحن فى ورشة أصلاح السيارات بغمرة.

سناء جميل عملاقة فن

آمال: تحدثنا عن البابلى والفخرانى،ماذا عن الأداء العبقرى الجميل للقديرة سناء جميل؟

عبد المنعم مدبولي: كان لى الحظ بالمشاركة مع الفنانة الكبيرة سناء جميل فى مسلسل «أيام المرح»، وكان من إخراج الأستاذ محمد فاضل، وأعتقد أنه كان عام 1974، وطبعاً الأستاذة سناء جميل لا تحتاج لى لكى أتحدث عن قدراتها وإمكانياتها ومكانتها فى المسرح والسينما والتليفزيون، لكن ما يمكننى قوله هو إنه من الممكن للممثل فى مواقف كثيرة أمام زميل له أن يؤدى دوره لمجرد أن يقول الكلام، لكن حينما يقف الممثل أمام سناء جميل فهى ترغمه على أن يمثل، مثل لاعب الكرة إلى يمنح زميله الكرة فى المكان السليم لكى يحرز منها هدفاً، فالفنانة سناء جميل من الفنانين الذين يجبرون أى ممثل أمامها على أن يعمل بجد وأن يندمج فى دوره ويعيشه معها وهذه ميزة كبيرة جداً ترفع الممثل الذى يعمل معها حتى يكون عملاقاً فى أدائه مثلها، وهذا ما يلاحظه كل من يعمل مع سناء جميل.

فؤاد فى البانتومايم لا مثيل له

آمال: لو تحدثنا عن الثنائيات الفنية مثل أنور وجدى وليلى مراد، وأيضاً شادية وكمال الشناوى، فاتن حمامة وعماد حمدى،هل من الممكن أن يتكون ثنائى فنى مماثل بين عبد المنعم مدبولى وسناء جميل؟

عبد المنعم مدبولي: هذا الثنائى يحتاج لكتابة خاصة جداً، بل يحتاج لكاتب مهندس لتفصيل الأدوار التى تشبع رغبة الناس فى مشاهده هذين الفنانين.

آمال: يقول الأستاذ فؤاد المهندس إنه تلميذ لك،فما ردك على ذلك؟

عبد المنعم مدبولي: الأستاذ فؤاد المهندس ليس تلميذاً، بل هو أستاذ كبير جداً وصاحب مدرسة ولون وأسلوب لا مثيل له فى الشرق، وأنا لا أقول ذلك من فراغ ولكن أعماله هى التى تشهد بذلك، وتشهد بأنه لون يختلف عن كل ممثلى الكوميديا قبل وبعده، ولا أريد الإكثار فى الكلام عن فؤاد المهندس لأنى سأتحدث عنه لساعات، ولن يكفى ذلك أيضاً.

آمال: لكن علاقتك به إنسانية أكثر بعيداً عن الفن.. فأنتما صديقان وهو يعترف بأن مدبولى بنى فؤاد طوبة طوبة... عبد المنعم مدبولي: لا يمكن أن أقول ذلك لأن فؤاد إمكانياته كبيرة جداً، لكن ما كان يريحنا معاً فى العمل أن كلا منا يعلم إمكانيات الآخر، وهذا ما تسبب فى إنجاح الأعمال التى أخرجتها له، فلابد للمخرج أن يدرس إمكانيات الممثل ويعلم إمكانياته بحيث يتمكن من إخراجها كلها، وأن أحفظ فؤاد المهندس بالفعل وهو يحفظنى وأعرف الأزرار التى تجعله يعمل بمنتهى القوة.

آمال: وما هى أهم أزرار فؤاد المهندس التى كنت تضغط عليها كمخرج؟

عبد المنعم مدبولي: هو فى «البانتومايم» لا مثيل له، فلديه القدرة على أداء دور بلا أى كلمة لفترة طويلة جداً ويثير ضحك الجمهور بشكل غير عادى،وهذا موجود فى معظم مسرحياته، وأنا كنت أتعمد إطالة هذه المشاهد لأنها لم تكن موجودة فى مسارحنا، فقمت باستغلالها وإخراج أشياء بديعة جداً منه. وعلاقتنا معاً أكثر من الأخوة، فقد كنا نسكن معاً فى شارع واحد وبيوتنا كانت متجاورة فى شارع السرجانى بالعباسية، فزادت أواصر المحبة بيننا، وهو صديق ومخلص، حينما أعمل معه أكون كأننى مشارك معه فى قطعة موسيقية نعزفها معاً، ونفهم بعضنا على المسرح بواسطة نظرات العين، ويعلم كل منا ما يريده الآخر، ولهذا فكنت أستريح جداً لوجوده بجوارى على المسرح.

مولد يا دنيا تفلسف الدنيا

آمال: هل أغنيتك فى فيلم «مولد يادنيا» تفلسف الأيام؟

عبد المنعم مدبولي: طبعاً، فكل من يسمعها يتذكر أيام زمان وأخلاق ومعاملة وحياة زمان وتؤثر فيهم جداً.

آمال: هل أعطتك الأيام ما كنت تريده منها؟

عبد المنعم مدبولي: الأيام أعطتنى أكثر مما كنت أتصور وأحمد الله على ذلك.