الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لجوء سياسى..!

اقتحم الغزو الروسى لأوكرانيا عش الزوجية الآمن المستقر وقد اجتذب انتباه المدام المشغولة دوماً بالمسلسلات والمنوعات الراقصة وأغانى المهرجانات.. فهجرت المطبخ وشغل البيت وقاطعت تمامًا قنوات الرقص والغناء وتسمرت أمام شاشة التليفزيون تتابع أخبار الغزو ولا تكتفى.. بل استضافت الجارات والصديقات يتابعن دومًا أحداث الساعة فى ندوة شبه يومية.. يتبادلن الآراء ويحللن خفايا الموقف ويتكلمن فى شئون الحرب والسياسة.



وبالأمس جلست المدام فشر خبير استراتيجى محترف تفسر ما خفى من بواطن الغزو.. وراحت تخاطبنى على اعتبار أننى الممثل الشرعى والوحيد لجنس الرجال.. قالت إنكم معشر الرجال قليلو الأصل.. تستمتعون بتعذيب البشر وتجريح الشعوب، تمارسون السادية فترسلون الجيوش إلى ساحات الحروب بما يعنى أن داخل كل رجل نيرون حقيقى يهوى إشعال الحرائق ويستمتع بدوى القنابل.. وعندكم الخواجة بوتين بجلالة قدره.. يستعد لإعادة الإمبراطورية الروسية.. ويتسلى بتجهيز البارجات والقاذفات.. وقد اخترع خصيصًا الصواريخ الفتاكة لدك أوكرانيا المسالمة وتدميرها تماماً.. وبدلاً من أن يتصدى له العقلاء من زعماء العالم.. إذا بالجميع يكتفى بالصمت وعبارات الاستنكار وخلاص..!!

قالت إحدى الجارات وهى تضع يدها على خدها فى حسرة وأسى.. أن صنف الرجال يهوى الحروب.. ولو كانت امرأة تحكم روسيا ما حدث ما يحدث الآن من قتل وتخريب ودمار.. لأن المرأة لا تخرب أبداً وهى حريصة على استقرار العالم وهدوئه تماما كحرصها على هدوء بيت العائلة واستقراره.. والمرأة عندما تحكم تمارس الروح الإنسانية فى حكم البشر.

قلت للسيدات المجتمعات أوقفهن عند حدود الأدب: إن المرأة الحديدية مارجريت تاتشر حكمت إنجلترا وقادتها للحرب فى جزر الفولكلاند.. وكانت تسعى للقتل والتدمير كقاتل محترف وسفاح هارب من حبل المشنقة.

دقت زوجتى المائدة أمامها مؤكدة أن تاتشر بالذات لا تمثل جنس النساء.. وكما أنه وراء كل رجل عظيم امرأة.. فإن وراء كل امرأة ديكتاتورة رجلا أفسدها ولعب فى أزرار انتمائها للجنس الناعم.. فتصرفت كرجل بشنبات يقف عليها الصقر!!

اندفعت صديقة المدام تصرخ بعصبية: إن الرجال هم أصل الفساد وسبب المشاكل وعلينا التخلص منهم حتى يعيش الكون فى سلام ووئام وأمن حقيقى.

فجأة هتفت إحدى الجارات: بالطول بالعرض هانجيب الرجالة الأرض!!

وتبعتها الصديقات بالهتاف وقد اندفعن ناحيتى يبغين القتال والنزال.. لكننى جريت أهرب بجلدى من باب الشقة.. حيث طلبت اللجوء السياسى فى المقهى المجاور.. وحيث أكتب الآن!!