السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الملك فيليب يُثمّن الدور المصرى فى تحقيق التعايش بين الأديان ومكافحة الهجرة غير الشرعية أبرز رسائل الرئيس خلال قمة الاتحاد «الإفريقى - الأوروبى»

للأسبوع الثانى على التوالى وبعد المشاركة المهمة للرئيس السيسى فى قمة «محيط واحد» بدعوة رسمية من الرئيس الفرنسى «ماكرون»، قام الرئيس بزيارة أخرى إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة فى الدورة السادسة لقمة المشاركة بين الاتحاد الإفريقى والاتحاد الأوروبى والتى عقدت على مدار يومى 17 و18 فبراير الجارى بمقر الاتحاد الأوروبى .



 القمة «الإفريقية-الأوروبية» تعقد هذا العام تحت عنوان «إفريقيا وأوروبا: قارتان برؤية مشتركة حتى 2030»، حيث عُقِدت أولى دوراتها فى القاهرة عام 2000، والتى شهدت تأسيس آليات المشاركة بين الجانبين من خلال «خطة عمل القاهرة»، أخذًا فى الاعتبار أن الجانب الأوروبى يعد من أبرز الشركاء الدوليين الذي يحرص الاتحاد الإفريقى على تعزيز أواصر العلاقات معه لا سيما فيما يتعلق بملفات التنمية وصون السلم والأمن الدوليين، فضلًا عن التشاور المستمر بين الجانبين حول كيفية التصدى للتحديات المشتركة.

وقد حرص الرئيس السيسى خلال أعمال القمة «الإفريقية-الأوروبية» على  مختلف الموضوعات التى تهم الدول الإفريقية، خاصةً ما يتعلق بتعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماجها فى الاقتصاد العالمى، بالإضافة إلى تأكيد ضرورة تقديم المساندة الفعالة لهذه الدول فى سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ونقل التكنولوجيا للدول النامية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبى إليها، وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مع استعراض استعدادات مصر لاستضافة قمة الأمم المتحدة القادمة للمناخ فى نوفمبر 2022، والجهود المصرية فى هذا الإطار لخروجها بنتائج متوازنة وقابلة للتنفيذ، وكذا الدفع نحو أهمية بلورة رؤية مشتركة لدعم وتمويل القارة الإفريقية خلال جائحة كورونا، مع تسهيل النفاذ والتوزيع العادل لمختلف التقنيات المرتبطة بالجائحة، خاصةً ما يتعلق بإنتاج اللقاحات.

وخلال زيارة الرئيس لبروكسل عقد السيسى - وحتى كتابة هذه السطور وقت مثول المجلة للطبع - مباحثات قمة مع كل من الملك لويس فيليب ليوبولد، ملك بلجيكا، والسيد ألكسندر دى كرو، رئيس وزراء بلجيكا، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلًا عن التشاور والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. 

كما عقد الرئيس لقاءً مع نخبة من مجتمع رجال الأعمال البلجيكى لبحث سبل دفع التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين.

بخلاف اجتماع سيادته على هامش القمة بقيادات الاتحاد الأوروبى، وكذا عدد من رؤساء الدول والحكومات، وذلك للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائى والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

قمة مصرية - بلجيكية

 قام ملك بلجيكا «لويس فيليب» باستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقصر الملكى البلجيكى ببروكسل، حيث رحب الملك فيليب بالرئيس فى زيارته الأولى لبلجيكا، مشيدًا بالعلاقات التاريخية الممتدة التى تجمع بين البلدين الصديقين على المستويين الرسمى والشعبى، ومؤكدًا حرص بلاده على تنميتها فى مختلف المجالات، خاصةً فى ظل الطفرة التنموية الملموسة التى تشهدها مصر، كما أشاد الملك فيليب بالدور المحورى الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصةً فى إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمى.

من جانبه، أعرب الرئيس عن التقدير لحفاوة الاستقبال البلجيكى، مشيدًا بعلاقات الصداقة المصرية - البلجيكية المتينة والممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعربًا عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادى والتجارى من خلال تعظيم حجم الاستثمارات البلجيكية فى مصر.

رسائل السيسى لرئيس المجلس الأوروبى 

كما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع السيد شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبى، وذلك بمقر المجلس بالعاصمة البلجيكية بروكسل.

حيث رحب السيد ميشيل بالزيارة التاريخية الأولى للسيد الرئيس إلى بروكسل ومقر الاتحاد الأوروبى، مثمنًا العلاقات المتميزة التى تجمع الاتحاد مع مصر، ومؤكدًا فى هذا الصدد اهتمام الجانب الأوروبى بتعزيز تلك العلاقات على مختلف الأصعدة، خاصةً فى ظل كون مصر همزة الوصل بين العالمين العربى والأوروبى، وبالنظر إلى الثقل السياسى الذى تتمتع به دوليًا وإقليميًا.

من جانبه، توجه الرئيس بالشكر على حفاوة الاستقبال، مؤكدًا سيادته المكانة المهمة التى يتمتع بها الاتحاد الأوروبى فى إطار السياسة المصرية، والتى ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل وذلك فى ضوء الروابط المتشعبة التى تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التى تواجههما على ضفتى المتوسط.

وأوضح المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية السفير بسام راضى أن اللقاء تناول استعراض مختلف جوانب العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبى؛ حيث تم الإعراب عن الارتياح إزاء مجمل التطورات التى يشهدها التعاون المؤسسى بين الجانبين، سياسيًا واقتصاديًا وتنمويًا وتعزيز الحوار المتبادل فى هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما فى ضوء المصالح والتحديات المشتركة.

كما تطرق الاجتماع إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى حول العديد من القضايا الإقليمية المهمة فى المحافل الدولية؛ خاصةً تطورات الأوضاع فى ليبيا، حيث تم التوافق بشأن ضرورة تعزيز قنوات التشاور بين الجانبين فيما يتعلق بهذا الملف المهم، مع استمرار العمل على دعم مسار التسوية السياسية.

وأضاف المتحدث الرسمى أن السيد ميشيل حرص على الإشادة بجهود مصر فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكدًا تقدير الاتحاد الأوروبى لهذه الجهود فى التعامل مع ذلك الملف، خاصةً مصر تعد نموذجًا ناجحًا فى المنطقة فى هذا الصدد تحت القيادة الحاسمة والحكيمة من الرئيس. كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبى فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وفقًا لمقاربة شاملة تعالج الجذور الرئيسية للإرهاب والتطرف.

الرئيس يلتقى أعضاء تحالف الشركات البلجيكية

وعلى هامش مشاركة الرئيس خلال قمة الاتحاد «الإفريقي-الأوروبي» استقبل السيسى الرؤساء التنفيذيين لعدد من الشركات البلجيكية، وهي شركة «ديمى» لأعمال التكريك، وشركة ميناء «أنتويرب»، وشركة «فلوكسيس»، وذلك بمقر إقامة سيادته فى بروكسل، وبحضور السيد الفريق أحمد خالد قائد القيادة الاستراتيجية، والسيد السفير المصرى فى بروكسل وعدد من مسئولى تلك الشركات.

اللقاء تناول متابعة التعاون فى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر لتوليد الطاقة؛ حيث أكد الرئيس على استراتيجية مصر الوطنية لتعزيز الاستخدامات من الوقود البديل والاتجاه إلى الطاقة الخضراء النظيفة، مع التركيز فى هذا الإطار على إنتاج الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع الشركاء الأجانب وفقًا لرؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، معربًا عن التطلع فى هذا الصدد لدخول الشركات البلجيكية العاملة فى ذلك المجال إلى السوق المصرية كشريك دولى عريق وموثوق، وذلك لتعظيم الفوائد على الدولة من خلال تنويع مصادر الطاقة ونقل المعرفة وتدريب الكوادر وتشجيع الصناعة المحلية.

من جانبهم، أعرب أعضاء تحالف الشركات البلجيكية عن تشرفهم بلقاء الرئيس، مثمنين حرص مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى مجال توليد الطاقة الجديدة والمتجددة باعتبارها مستقبل هذا المجال، خاصةً مع تقديم الحكومة المصرية للعديد من الحوافز الاستثمارية لزيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر، وكذا تمتع مصر بخصائص ومقومات طبيعية وجغرافية مثالية لإنجاح هذا التوجه، ومؤكدين حرصهم على التعاون مع مصر فى هذا المجال فى إطار الالتزام بالأهداف العالمية لحماية البيئة ومكافحة الاحتباس الحرارى، وكذا مساعدة مصر على استغلال الموارد الطبيعية المتنوعة بها على أفضل نحو لصالح استخدامات التنمية.

كما أشاد الرئيس التنفيذى لشركة «جان دو نول» السيد «بيتر جان دو نول» بالفرص الواعدة للاستثمار فى مصر، وذلك للاستفادة من تحسن المناخ الاقتصادى وجهود تطوير البنية التحتية التى اضطلعت بها الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى حجم المشاريع القومية العملاقة الجارى تنفيذها فى مصر، والذى أصبح يمثل فرصة كبيرة لاستقبال كبرى الشركات الأجنبية للاستثمار فى مختلف المجالات التنموية.

كما أعرب السيد «جون لوك مورانج» عن حرص شركة «جون كوكريل» على التعاون مع مصر، خاصةً فى ظل أهمية دورها فى تدعيم أسس الاستقرار والأمن فى منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الإفريقية، فضلًا عن الدور المصرى البارز فى إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.