الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إهانة المرأة فى الإسلام.. أكذوبة العصر روزاليوسف تفند شبهات التأويلات الخاطئة للنصوص الدينية حول النساء

لاشك أن مكانة المرأة فى المجتمع دليل وعى هذا المجتمع أو جهله بأهمية المرأة، ولقد استطاع الإسلام أن يجعل للمرأة مكانة عالية فى المجتمع ويعيد لها الكثير من الحقوق بعد أن كانت مهدرة، إلا أنه ومع تطور العصر، وظهور عدد من الممارسات الخاطئة، بالإضافة إلى التفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية  ظهرت العديد من الاتهامات للإسلام من قبل المناهضين للدين والمتفلتين  كإهانة  الدين للمرأة والتقليل من شأنها، ومنع تولى المرأة عددًا من المناصب القيادية، وجواز  ضرب المرأة وتحديدا الزوجة.



ويعد ضرب المرأة   أهم ما أثير مؤخرا من أن الإسلام يجيز ضرب الزوج لزوجته، وهو ما يعد إهانة لها، واعتداء على طبيعتها الإنسانية، وما زاد من تعقيد الموضوع  تداول  بعض وسائل الإعلام من تصريحات منسوبة إلى الإمام الأكبر، شيخ الأزهر  تجيز (ضرب الزوجات)، الأمر الذى دفع مؤسسة الأزهر والإفتاء إلى الرد عليه بصورة  واضحة ومفصلة، حيث أصدرت لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف  بيانا أكد: أنه من المعلوم شرعًا أن العلاقة الزوجية تقوم على السكن والمودة والرحمة، وتوجب على الـزوج أن يعاشـر زوجته بالمعروف، وأن يبالــغ فى إكرامها وحسـن عشرتها، كما قـال النبــى: (ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم)، ولهذا كان ضرب الزوجات محظورًا بحسب الأصل، ولا يجوز اللجوء إليه إلا إذا فرضته ضرورة إنقاذ الأسرة من الضياع بسبب نشوز الزوجة واحتقارها لزوجها بالتعالى عليه والتجاوز فى حقه لتكون إباحته فى تلك الحالة من باب اختيار أهون الشرين وأقل الضررين.

وتابعت اللجنة: إذا كان القرآن الكريم قد أشار إلى ذلك، وبيَّن حدود الإباحة فى هذا التصرف، فإن السنة النبوية قد ضبطته بما يحقق حفظ الأسرة من الضياع وبما لا يمس كرامة الزوجة أو يترك فى نفسها أثرًا منه أو الخروج على حدود العشرة التى أمر بها الشرع وأقرها القانون.

وأشارت اللجنة إلى أنه لا مانع من مناقشة قضية الضرب عمومًا بما يمنع هذا التصرف الشائن، وكما قال شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب «أتمنى أن أعيش لأرى ضرب الإنسان جريمة يُعاقب عليها الضارب معاقبة المجرم».

كما أكدت دار الإفتاء أن إهانة الزوج لزوجته واعتداءه عليها - سواء كان بالضَّرْب أو بالسب - أمر محرم شرعًا، وفاعل ذلك آثمٌ، ومخالف لتعاليم الدين الحنيف.

وأوضحت أن الحياة الزوجية مبنية على السكن والمودة والرحمة، وقد أمر الشرعُ الشريف الزوجَ بإحسان عِشْرة زوجته، حتى جعل النبى صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية فى الأزواج قائمًا على حُسْن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي».

نقصان العقل والدين 

وردا على دعوى  إهانة  المراة فى الإسلام  يوضح د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب أن المرأة فى الإسلام كالرجل فى أصل التكليف، وأصل الحقوق والواجبات وأن الاختلاف الذى بينهما فى ظاهر الحقوق والواجبات من قبيل الوظائف والخصائص، وليس من قبيل تمييز نوع على آخر، فلا يعد اختلاف الوظائف والخصائص انتقاصًا لنوع.

أضاف: إن المرأة تمتاز بخصائص فكرية وعاطفية وفسيولوجية، وتقوم بوظائف تناسب طبيعتها وتكوينها، فهى الزوجة التى تحمل الحياة، وهى الأم التى تربى المولود وترضعه وتحنو عليه، وهذه الوظائف تتناسب مع خصائصها الفكرية والعاطفية والفسيولوجية، فى توافق مبهر مع طبيعة الحقوق التى تتميز بها، والواجبات التى تلزم بها فى منظومة متكاملة، تبرز تميز كل نوع عن الآخر، كما تجعله متكاملا معه، مندمجا، ومكونًا معه أولى لبنات المجتمع وهى الأسرة.

وقال د. على جمعة إنه على الرغم من وضوح صورة المرأة فى نصوص الشريعة الإسلامية سواء فى القرآن الكريم، أو السنة النبوية الشريفة إلا أن بعضهم يتعمدون إلقاء الشبه وما فى نفوسهم من موروث العادات القديمة على بعض النصوص النبوية، فى محاولة منهم للتضليل والتحريف لمقاصد الشرع، ومن ذلك ما ثار حول حديث «ناقصات عقل ودين»، فالحديث يفيد معنى جمال المرأة، وقدرتها على التأثير على عقل الرجل؛ حيث قال: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذى لب منكن، قالت: يا رسول الله؛ وما نقصان ديننا وعقلنا؟ قال: أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالى ما تصلى وتفطر فى رمضان فهذا نقصان الدين».

وأوضح أن الحديث فى بدايته تدليل وتعجب من قدرة المرأة على التأثير على عقل أحكم الرجال، ثم عندما ظنت إحدى النساء أن المعنى فيه إساءة للنساء سألت النبى عن معنى ذلك النقصان الذى أطلقه النبى فى بداية حديثه، فأخبرها النبى أن هذا النقصان لا يعنى دنو منزلة المرأة فى العقل والدين عن الرجل، وإنما يعنى ضعف ذاكرة المرأة غالبًا فى الشهادة على الأمور المالية لقلة اشتغالها بها.

ولفت د. على جمعة إلى أنه ينبغى كذلك أن يفسر كلام النبى فى حدود ما فسره هو بنفسه لا نزيد ولا ننقص، فليس فى هذا الحديث ذم لعقل المرأة أبداً، ولا دينها، وإنما هو -كما أوضحنا- إقرار لما قد يطرأ على ذاكرة كثير من النساء من نسيان فى نقطة واحدة هى مجال الأعمال التى غلب عليها الرجال كالتجارة والأموال، وكذلك إشارة إلى تخفيف الشرع على المرأة فى أيام تنتابها متاعب صحية وتقلبات مزاجية، وكل ذلك على حد دلالها والتلطف بها ومجاملتها وتطييب خاطرها، وهو من حسن الخلق ومن علامات تهذيب الرجال معاملة النساء هذه المعاملة.

كرامة المرأة 

كما يرى د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الإسلام كرم المرأة أمًا، وأختًا، وبنتًا، وزوجة، ومشاركة فى الحياة وبناء الأوطان، فأوصى بها فى كل الأحوال، فالأم محل الإكرام والتقدير، وعندما جاء رجل يسأل النبى (صلى الله عليه وسلم) مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِى ؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : «أَبُوكَ» ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم ) : “مَنْ كَانَتْ لَهُ أُنْثَى فَلَمْ يَئِدْهَا وَلَمْ يُهِنْهَا وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ”، ، ويقول(صلى الله عليه وسلم): «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ أَوْ لِيَسْكُتْ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا… »، ويقول الحق سبحانه فى كتابه العزيز : «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ».

شبهة القوامة 

فيما قال الدكتور شوقى علام -مفتى الجمهورية، إن البعض يرى أن المرأة  شأنها أقل من الرجل فى الإسلام، ويستندون لأمور منها القوامة مع  أن اللغة لا تساعد على استنتاج معنى التسلط من لفظ القوامة المذكور فى الآية الكريمة، لأن (قوَّام) بالتشديد يعنى القائم على حقوق الله تعالى؛ كما جاء فى القواميس والمعاجم كـ «القاموس المحيط»، والـ (قوَام) بالتخفيف يعنى العدل والوسط بين الطرفين؛ كما جاء فى «القاموس» أيضًا، فعلى هذا كله لا تنتج القوامة تسلطًا واستعلاءً، بل تنتج قيامًا على الحق وعدلًا فى تولى الأمر.

وأشار إلى أن كل هذه المعانى الواضحة تدخل فى مضامين المسئولية والولاية، لأنه لا يعقل أن القائم على حقوق الله تعالى أو على الحقوق جميعًا يمكن أن يكون متسلطًا على هذه الحقوق، بل الأدق أن يقال إنه أضحى مسئولًا عن هذه الحقوق بكل تفاصيلها.

وعن حقوق المرأة  لفت د. شوقى إلى أن الإسلام لم يتقوقع، بل نجد أنه أعطى المرأة والرجل جميع الحقوق ليعمروا هذا الكون محققين المصلحة فى الدنيا والآخرة، وقد ساوى بين الرجل والمرأة فى هذه الحقوق كغيرها من التكليفات الشرعية؛ فهى على العموم تشمل الرجل والمرأة، إلا إذا دل دليل على أن هذا الخطاب خاص بفئة معينة فيبقى خاصًّا بها كبعض التكليفات الخاصة بالمرأة نظرًا لطبيعتها الخاصة الأنثوية ويظهر هذا الأمر أكثر فى جانب العبادات.