الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تخاريف الفالنتين..

المشكلة الحقيقية أن الحب ممنوع على البنات فى مجتمعاتنا الشرقية المحافظة بحكم التقاليد الصارمة.. وبحكم أنهن محصنات مصونات ضد تجارب العشق والغرام.. وسى السيد الوالد يضع تصرفات البنات تحت ميكروسكوب عيونه الفاحصة.. وسى السيد الشقيق يراقب التليفون.. وسى السيد ابن الجيران يراقب تحركاتهن فى الرايحة والجاية..



ويا ويلها ويا سواد ليلها لو وقعت فى غرام قيس أو زيد أو عبيد.. تقوم الدنيا ولا تقعد أبدًا.. وقد وقعت ليلى فى المحظور.. وارتكبت الخطيئة الكبرى.. وخرجت عن الخطوط الحمراء.. لأن البنت فى مجتمعاتنا محكوم عليها بالجلوس فى البيت.. ونسمح لها بالفرجة على الأفلام والتمثيليات وقصص الحب والغرام التى تحدث لبنات جنسها.. بل ونسمح لها بالاحتفال بعيد الفالنتين أو عيد الحب.. دون أن تتعرف عليه وتقترب منه..!

الحب ممنوع على البنات فى مجتمعاتنا المحافظة والمؤدبة.. لأنها من بيئة شرقية وعليها أن تعيش كالنعامة وتدفن رأسها فى الرمال..!

وليس الحب كالحرب.. وإن اتفقت الأفعال وتشابهت الحروف.. الحرب فيها عنف واحتلال وامتلاك وسيطرة وقتل وتدمير.. وفى الحرب نحن نسعى للاستقلال التام أو الموت الزؤام.. نحن ننحاز لمن نختار بكامل إرادتنا الحرة المستقلة.. وطبقًا لاستفتاءات عاطفية حرة.. لا مكان فيها لتزوير أو تلاعب.. وفى الحب لا توجد مناطق نفوذ عاطفى.. وأنت لا تستطيع أن تمارس سياسة الحياد العاطفى وإلا اتهمت بالبرود.. لكنك تفرض على البنت أن تجمد عواطفها فى الديب فريزر.

و..أخيرًا يأتى الفرج ويظهر العريس المرتقب.. ليس على حصان أبيض.. وإنما بسيارة آخر موديل.. اشتراها بتحويشة العمر وبعد العمل المضنى فى بلاد الله لخلق الله.. وقد أمضى زهرة العمر يكد ويشقى من أجل تحويش المهر والشبكة والشقة والعفش والتكييف..!

يتزوج صاحبنا وقد ودع مراحل الشباب والفتونة ودخل فى مرحلة الحكمة والتعقل.. فى حين أن ليلى التى تدخر عواطفها وتدفن رأسها فى الرمال ولم تتعرف على الحب أبدًا.. ليلى مازالت تحلم بالجرى والصرمحة وتقليد روبى والبكاء والغناء على أنغام حماقى وتامر حسنى..!

و.. يصطدمان بسرعة.. قيس يشعر أنه اشترى ليلى بفلوسه.. وأنه اختارها من بيت محافظ لا تعرف الخروج والسهر ولم تمارس المشى على حل شعرها..

وليلى تشعر أنها تزوجت سى السيد من جديد.. وأنه صورة طبق الأصل من الوالد والشقيق وابن الجيران.. فتشعر بالإحباط وتتمنى الهروب قبل التورط فى مسائل الحمل والولادة.. فيحدث الانفصال العاطفى قبل أن يتحقق الطلاق والهجر والفراق..

لا يستمر الزواج غالبًا.. ولو استمر بحكم ضغوط الأهل والأقارب.. فإنه مجرد زواج على ورق حيث يبتعد كل منهما عن الآخر.. فتحدث هرشة السبع سنوات وهى الفترة التى يحددها علماء الاجتماع لوضع كلمة النهاية لعلاقة الوجد والهيام.. سبع سنوات لا تزيد.. وأحيانًا تقصر إلى مجرد سبعة أيام..!

وفى تقديرى.. فإن الأزواج الجدد فى حاجة للالتحاق بمدرسة مخصوصة.. مدرسة للحب والزواج.. يتعلمون فيها الفارق بين الحب والحرب.. فى الحرب أنت تضع الحواجز والعراقيل لتسمح بمرور من ترغب فى مروره.. وتمنع من يتسبب لك فى المشاكل والمنغصات.. وفى الحب أنت أيضًا تضع الحواجز والأسلاك الشائكة لتمنع المتطفلين من الاقتراب والتصوير.. ولتسمح بمرور العواطف والمشاعر بسلاسة ودون اقتحام وحتى يحدث التوحد والتزاوج والتناسل والإنجاب بما يؤدى فى النهاية إلى تحديد الإقامة فى بيت الزوجية.. تمامًا كأسرى الحرب.. وحين أكتب هذه التخاريف..!