الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى الدورة السادسة لمهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة: مشروعات ثقافية لدعم إبداعات المرأة

تعددت وتنوعت الأفلام السينمائية، والمسلسلات الدرامية، التى تنتمى لصانعات المحتوى، بعد أن أصبحت المرأة هى الممثلة، والكاتبة، والمخرجة، واقتحمت هذا المجال؛ لتثبت مكانتها فيه، وتضيف لمساتها له وتنتج أعمالًا تعبر بها عن ذاتها، طموحها، آمالها، مشاكلها؛ لتشارك بأعمالها فى المهرجانات السينمائية، وتحصد الجوائز، وتقدم كنماذج يقتدى بها. 



كما خصصت المجلات التى تختص بشئونها، وتأسس مهرجان أسوان لأفلام المرأة، والذى من هذا المقرر أن تنطلق دورته السادسة فى الفترة من 23 إلى 28 فبراير 2022 برئاسة السيناريست محمد عبدالخالق، كما يضم فريقه الفنى خبيرة المحتوى الرقمى دينا العليمى، الممثلة والمخرجة التونسية مريم الفرجانى، الكاتبة منة عبيد، الأكاديمية مريم حمدى، وذلك تحت إشراف الناقد أحمد شوقى المستشار الفنى للمهرجان؛ حيث قامت «روزاليوسف» بإجراء مجموعة حوارات مع الفريق الفنى للمهرجان لتتناول التجربة النسائية لهن.

 عنصر قوة

خبيرة المحتوى الرقمى دينا العليمى ترى أن اختيارها ضمن الفريق الفنى لمهرجان أسوان تجربة بنتعلم منها الكثير، وبشكل عام أحب العمل فى مهرجانات السينما وبستمتع بها كثيرًا، وتختلف المهام وفق كل مرحلة من عمر المهرجان، حاليًا معظم المهام تكمن فى مشاهدة، واختيار الأفلام لبرنامج المهرجان، وبشكل شخصى الجزء الذى أعمل عليه زيادة عن دا هو التواصل مع شركات التوزيع، صناع الأفلام.

وعن كيفية تقييم الأفلام تؤكد: «تقييم الأفلام بيختلف من شخص لآخر وفقًا لذائقته الفنية الخاصة وخبرته الشخصية أو المكان الذى أتى منه فى صناعة السينما أو دراستها، لذلك الفرق الفنية للمهرجانات ولجان التحكيم بتتكون من شخصيات مختلفة بخلفيات متنوعة، لكى يغطى التقييم جميع جوانب العمل الفنى، وأرى أن الفن مهم إنه يجعلنا نشعر، حيث نشاهد فيلمًا ونشعر بإحساس الشخصيات بداخله، وبينجح إنه يورطنى معاهم حتى لو السرد بتاعه مش سرد كلاسيكى، بشوفه فيلم ناجح». 

وتضيف: «أعتقد وجود سينمائيات ستات فى فريق المهرجان بشكل أكبر من الدورات السابقة عنصر قوة لهذه الدورة، كما أرى إن مهرجان أسوان هو منصة لصانعات الأفلام إنهم يأخدوا مساحة خاصة بيهم وحدهم ولو صغيرة من صناعة بيسيطر عليها الرجال بشكل كبير». 

وترى: «بشكل شخصى لا أرى الرسائل مكانها الأفلام، السينما فن والفن اتعمل لكى يعبر الناس من خلاله عن أنفسهم، وبالتالى لا أحب أن أجده موجها إلى الوعظ، أو تقديم دروس مستفادة، لكن أحب أشوف صانعات أفلام ستات بياخدوا فرص أكتر وبيعبروا عن الحكايات بداخلهم، من أول صناعة أفلام تجارية لحد أفلام ذاتية وتجريبية».

 وعن متطلبات صناعة أفلام المرأة تقول: «محتاجة فرص أكبر وثقة أكتر فى قدرة الستات على صناعة أعمال سينمائية جيدة فى ظروف صناعة هى صعبة ومرهقة ذهنيًا وجسديًا لكن الستات بيثبتوا طول الوقت إنهم قادرون يقدموا محتواهم الفنى زى ما هما شايفينه وبالجودة التى ترضيهم».

 ظاهرة إيجابية 

بينما ترى الكاتبة منة عبيد أن المكتب الفنى لمهرجان أسوان لأفلام المرأة يتميز بطبيعة خاصة، نظرًا لصغر عدده وتعدد مهامه بدءًا من اختيار الأفلام، عمل القوائم النهائية لها، تجهيز الجداول، الكتالوج الخاص بالمهرجان، دعوة الضيوف المشاركين، اختيار لجنة التحكيم.

وتشير إلى أن المسلسلات الاجتماعية ظاهرة إيجابية تواجه المشاهد بالأشياء التى يدركها، ولا يريد أن يبذل مجهود فى حلها، كما أنها تذكره بأهميتها، وتضعها نصب عينيه، وتعمل على تنمية إدراكه بالطرق الآمنة لحلها، وتنمية وعيه بها.

 رؤى متنوعة

وتفسر الأكاديمية مريم حمدى أن تقيم الأفلام يعتمد على عده محاور أبرزها: تأثير القصة على المشاهد، فضلًا عن توافر عناصرها التى تجعل منها قصة مكتملة، يتأثر بها المشاهد ويتفاعل معها، بالإضافة إلى اللغة السينمائية المستخدمة فى الفيلم، التمثيل الجيد، الإنتاج التنفيذى المنظم، والإخراج المرتب، وذلك من أجل إنتاج محتوى متكامل، كما أن ارتباط القصة بالشخص، وقربها من مكانه، ملائمتها لثقافته تزداد فرص تأثره بها فنيًا اجتماعيًا.

وتضيف أن الفريق الفنى لمهرجان أسوان هذا العام يتميز بكونه فريقا نسائيا، يضم خلفيات ثقافية مختلفة، ورؤى متنوعة، ووجهات نظر متعددة، تسهم فى إثراء اختيار الأفلام، بدلًا من الرؤية الموحدة فى الاختيار، كما يتمثل دور الفريق الفنى فى مشاهدة، مناقشة الأفلام، ومن ثم التصويت عليها.

وتشير إلى أن صناعة المضامين الخاصة بالمرأة تختلف عن إنتاج المضامين الأخرى،ويرجع ذلك لاحتياج هذه الصناعة إلى الدراية الكافية، والإلمام بمشكلات المرأة، وكيفية التعامل معها، وصولًا إلى تقديم حلول لها، لاستفادة المشاهد بها.

 مهام متعددة 

 توضح الممثلة والمخرجة التونسية مريم الفرجانى «مهامى لا تختلف عن مهام بقية عضوات الفريق الفنى: نحن نشاهد الأفلام، نجتمع دوريًا لمناقشتها واختيار أفلام توفق بين مواضيع مختلفة وضرورية،التجربة كانت ممتعة جدًا، شاهدت أفلامًا جميلة ومؤثرة وأنا ممتنة جدًا للامتياز الذى حظيت به لمشاهدة كل هذه الأفلام». 

وتضيف: «يعتمد تقييم الأفلام على جودتها تقنيًا، سواء كإخراج أو كتابة أو تمثيل، أحيانًا تكون قضية الفيلم مهمة ولكن الكتابة ضعيفة، وأحيانًا يكون الإخراج جيدًا ولكن المعالجة غير مقنعة، وهى تفاصيل تقلل من فرص الفيلم فى اختياره للبرنامج النهائى، لا تفضيل لى لرسالة على أخرى تعالج مشاكل المرأة، كل الرسائل مهمة جدًا ومرحب بها طالما تنصف المرأة فى كل صراعاتها، الكبيرة منها والصغيرة». 

وتفسر: نظرًا لكثافة الإنتاج السنوى، بعض الأفلام قد لا تخوض مسابقات المهرجانات الكبيرة ولكن ذلك لا يعنى عدم جودتها فنيًا، مهمتنا كانت فى أن نصطاد الأفلام الجيدة والذكية، بغض النظر عن ضخامة إنتاجها، حاولنا فى هذه الدورة أن نقدم للجمهور أفلامًا من مختلف أنحاء العالم وتعالج قضايا مختلفة ومتنوعة، وأحيانًا بسرد مبتكر». 

وتؤكد «الصدق ثم الصدق ثم الصدق، يعد من أهم متطلبات صناعة المحتوى السينمائى الخاصة بالمرأة، أسوأ ما أتعرض له كمشاهِدة، بصفة عامة، هى الأفلام التى لا ألتمس فيها تعاطفًا صادقًا أو إيمانًا حقيقيًا بأهمية الموضوع المتداول، اعتبر الابتذال أول أعداء الفن سواء الذى يخص المرأة أو غيرها، واعتقد أن الابتذال نتيجة حتمية عندما لا يكون الصّدق هو المحرك الأساسى».