الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قدمت خدماتها لـ 2436 طفلاً قاموا بـ 13 ألف إعارة خارجية المكتبات المتنقلة تنشر الوعى بين أطفال المناطق المحرومة

فى زمن هوس الإنترنت، وعزوف الأطفال عن القراءة، حرصت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية فى الآونة الأخيرة، على تفعيل دور المكتبات المتنقلة التى تستهدف المناطق النائية، والأحياء المتطرفة، محدثة بذلك انتشارًا أوسع للتثقيف والتعلم، مستهدفة مختلف الفئات، وبشكل خاص الأطفال، حيث لا تتوقف هذه المكتبات على القراءة، بل تمتد إلى ممارسة الأنشطة الثقافية، وتنمية المهارات، مما يجعل تلك المكتبات المتنقلة بمثابة النافذة للطفل التى يطل منها ليرى ذاته، ويحدد قدراته، ويكتشف مواهبه.



 

ويؤكد القائمون على المشروع لـ «روزاليوسف» أن المكتبات المتنقلة تعمل على تنمية القدرات العضلية، والعصبية لدى الطفل، وهى خطوة إيجابية، وفعل مناسب من أجل تشجيع الأطفال على القراءة وتحفيزهم من خلال الأنشطة والفعاليات المصاحبة وإجراء المسابقات وتنظيم الورش التفاعلية معهم بالرسم والتلوين والحكى والغناء.

أنشطة ممتدة

يوضح قدرى عبدالرحمن، مدير إدارة المكتبات المتنقلة بدار الكتب والوثائق القومية، أن المكتبات المتنقلة تستهدف القرى التى تفتقر إلى الثقافة، بالإضافة إلى التوجه إلى أحياء القاهرة الكبرى، كما تمتد أنشطتها وخدماتها إلى مختلف المحافظات، ومن الأحياء التى تمت زياراتها أخيرًا حى الأسمرات، بالإضافة إلى قرية الشيخ عتمان وقرية أم خنان ومركز شباب الساحة بمنطقة الحوامدية بمحافظة الجيزة ومنطقة المرج بالقاهرة والعمرانية بالجيزة، وقرية غزالة الخيس بالشرقية، والقناطر الخيرية بمحافظة القليوبية.

ويشير إلى تنوع محتوى المكتبات المتنقلة حيث تضم العديد من الكتب المتنوعة فى المجالات المختلفة وتعمل على نشر المعرفة وإثراء الجانب الثقافى، كما تستهدف الجمهور العام من القراء، وتقدم الأنشطة المختلفة للأطفال من رسم، تلوين، وقراءة، حيث تتركز فى الوقت الحالى بحديقة الحيوان، كما أنها تسمح بمشاركة الرحلات المدرسية التى تجوب الحديقة.

وتقول ميادة مدحت، مدير المكتب الإعلامى بدار الكتب والوثائق القومية: «إن جميع الأنشطة التى تقوم بها المكتبات المتنقلة جاءت فى إطار دور دار الكتب والوثائق القومية وغيرها من مؤسسات وزارة الثقافة باستهداف تحقيق مبدأ العدالة الثقافية، وذلك التزامًا بخطة الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى توصيل الخدمات الثقافية المتنوعة لمستحقيها من الفئات كافة.

وتضيف: «يعد الدور التنويرى الذى تقوم به المكتبات التابعة لدار الكتب والوثائق القومية سواء المكتبات الفرعية أو المتنقلة تفعيلًا لمفهوم الدور الاجتماعى للمؤسسات الثقافية وترسيخ الهوية فى نفوس الأطفال والشباب».

تنوع المحتوى

من جهته يوضح رياض طاهر، مدير مكتبة مصر العامة، أن عدد الأطفال المشاركين بمكتبات مصر العامة المتنقلة بلغ 2436 طفلاً، حيث نظمت المكتبة 33 زيارة خلال أربعة شهور بدءًا من يوليو حتى نهاية أكتوبر، كما بلغت عمليات الإعارة الخارجية 13 ألف إعارة، ووصل عدد الاشتراكات الجديدة 493 اشتراكًا، كما تقوم تلك المكتبات على عدة محاور منها: خدمة السياحة والوعى الأثرى، وخدمة المجتمع، والتعليم.

ويقول د. أحمد أمان، المنسق العام لمكتبات مصر العامة: أن مكتبات مصر العامة المتنقلة تستهدف الأطفال من خلال المدارس، مراكز الشباب، الأندية الرياضية، والتجمعات السكانية فى المناطق الشعبية مثل الصف، التبين، الهرم، فيصل عزبة النخل، حيث تصل نسبة الكتب المخصصة للطفل 80 ٪ من نوعية الكتب التى تحتويها مكتبات مصر العامة المتنقلة، كما أنها تتعدد وتتنوع لتشمل المجالات الأدبية، والعلمية، كما تشهد مناطق: الزاوية الحمراء، الأميرية، 6 أكتوبر، التجمع الخامس النسبة الأكبر من الإقبال على مكتبات مصر العامة المتنقلة.

زيادة الوعى

ويقول ياسر عثمان، مدير مكتبة القاهرة الكبرى: إن المكتبات المتنقلة نتجت من احتياج المجتمع إلى تصحيح المفاهيم وبناء الشخصية المصرية والتركيز على الفكر بالوعى الثقافى، حفاظًا على عقل المجتمع من الانخراط أو الانسياق وراء الفتن والشائعات، كما أنها تتميز بسهولة الانتشار، وسرعة الوصول إلى المناطق النائية، أطراف المحافظات، بالإضافة إلى الأحياء التى تخلو من المكتبات العامة، كما أنها تعمل على تنمية الوعى الثقافى من خلال الأنشطة المختلفة، وورش العمل المتنوعة لتعلم مهارات متعددة، وجاءت تماشيًا مع مبادرة حياة كريمة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل النهوض بالحياة المعيشية.

ويرى الناقد الأدبى، مدير تحرير سلسلة الأدب العالمى للطفل والناشئة، مصطفى غنايم، أن المكتبات المتنقلة ضرورة ملحة فى ظل عزوف الأطفال عن القراءة نتيجة جنون الإنترنت، وهوس التكنولوجيا ووسائل التواصل الإلكترونى، كما أنها سهلت الوصول إلى المراكز والأحياء الشعبية، من أجل تشجيع الأطفال على القراءة وتحفيزهم من خلال الأنشطة والفعاليات المصاحبة، وعمل المسابقات والورش التفاعلية معهم بالرسم والتلوين والحكى والغناء والتمثيل، فضلًا عن إدخال الشاشات الإلكترونية وأفلام الكارتون التى تجسد بعض القصص التى سيقرأونها.

ويوضح غنايم، أن المكتبات المتنقلة جاءت نتيجة حرص الدولة على فتح قنوات للتواصل مع الأطفال وتحفيزهم على حب القراءة والمعرفة، وغرس هذه العادة فى وجدانهم منذ نعومة أظافرهم، حيث إنها تعد خطوة إيجابية، وفعلاً مناسباً لتنمية الاطلاع من جهة ومحاولة أخذ الطفل من وسائل التكنولوجيا من جهة أخرى، وذلك من أجل تنشئة جيل جديد يحرص على العلم ويتسلح بالثقافة والمعرفة من أجل تعميق الهوية والانتماء واستشراف المستقبل القائم على البحث والعلم والمعرفة.

تأثير عميق

وتؤكد د. ولاء شبانة، استشارى الصحة النفسية والخبير التربوى، أن تأثير المكتبات المتنقلة يختلف باختلاف المرحلة العمرية، حيث إنها تؤثر بشكل مباشر فى مراحل الطفولة المبكرة التى تتطلب القراءة الأولية، الرسم، والتلوين من أجل تنمية المهارات العضلية والعصبية، وبما يجعل الطفل يتحكم فى قدراته العضلية، كما أن غياب ممارسة الأنشطة المختلفة التى يحتاجها الطفل فى سنواته الأولى من قراءة، رسم، وتلوين، والبدء فى المرحلة الابتدائية مباشرة من شأنه أن يُحدث تأثيرًا نفسيًا سلبيًا على الطفل، ويضعف قدراته العضلية.

دور الآباء

وتؤكد على دور الآباء فى دعم مفهوم القراءة لدى الأطفال من خلال التحفيز، وتنمية مهارة تلخيص القصص، والحديث عن شخصياتها من أجل الوصول إلى الهدف المرجو من القصة، وفهم مغزاها.