الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كلاكيت ثانى مرة مع ركلات «الفرحة» الترجيحية المصرية: الجبل المصرى يقهر الأسُود الكاميرونية

فرحة وفوز وفخر مصرى عربى خالص، كتبت بحروف من ذهب جيلاً عملاقًا يستحق الثناء، وأن تكتب أسماء لاعبيه بحروف من ذهب، نجح المصرى الأصلى فى ترويض الأسد الكاميرونى، حين نجح فى الفوز عليه فى الدور قبل النهائى، فى كأس الأمم الإفريقية بركلات الترجيح؛ ليقترب من الحصول على اللقب الثامن فى تاريخه، ويستمر مسلسل زعامته للقارة السمراء دون منافس، وبهذا الفوز العريض والتاريخى للفراعنة سوف نكون على موعد فى النهائى مع منتخب السنغال، الذى نجح فى الوصول للمباراة النهائية، بعد هزيمته لمنتخب بوركينا فاسو، بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.



كانت مباراة منتخب مصر أمام منتخب الكاميرون مثيرة وتبادلا الهجمات وأيضًا السيطرة، خلال الـ90 دقيقة، وكانت الإصابات المتعددة والمتلاحقة قبل وأثناء المباراة أربكت حسابات كارلوس كيروش وجهازه الفنى فى المباراة، مما جعل المدير الفنى للفراعنة يدخل ويشرك لاعبين جُددًا لم يسبق لهم المشاركة طوال البطولة، وهذا جعل الكفة تميل أحيانًا لصالح الأسُود غير المروضة، ولكن دون خطورة بالغة على مرمى المتألق أبوجبل، مع الوصول للوقت الإضافى كلاكيت ثالث مرة، ويُعد هذا حملًا ثقيلًا على مجموعة اللاعبين، ورغم هذا كانت القوة واللعب والندية سلاح كل من كان حاضرًا داخل أرضية الملعب طوال التسعين دقيقة.

ظلت أنفاس الجماهير المصرية محتبسة لمدة نصف ساعة جديدة، حين وصلت المباراة للوقت الإضافى، وكان الإجهاد واضحًا على كل اللاعبين، رغم المحاولات الفردية من بعض لاعبى منتخب مصر لخطف هدف الفوز والوصول للمباراة النهائية، حين سدد كلٌ من رمضان صبحى وتريزيجيه بعض الكرات، ولكن أجسام أسُود الكاميرون كانت لها بالمرصاد، فى المقابل حاول لاعبو منتخب الكاميرون اللعب على الهجمات المرتدة واستغلال عامل القوة والسرعة، بالإضافة لصافرة الحَكم بكارى جاساما، الذى حاول أن يساعد منتخب الكاميرون، إطلاق صافرته على كل كبيرة وصغيرة، وإشهار الكروت الصفراء فى وجوه لاعبى منتخب مصر، ولكن تألق دفاعات الفراعنة بقيادة الصاعد بسرعة الصاروخ محمد عبدالمنعم، وقفاز أبوجبل، كان حائلًا منيعًا لكل الكرات والهجمات. لم ينتهِ مسلسل حرق الأعصاب لهذا الحد، ولكنه استمر حتى الوصول لركلات الترجيج أمام العملاق الكاميرونى؛ لتكون ثانى مرة يصل فيها إلى هذا السيناريو، ولكنه يُعد هو الأفضل والأجمل والأسعد للمصريين، حين تحقق الفوز والنصر، بتألق العملاق أبوجبل الذى نجح فى التصدى، والعبور مع كتيبة كيروش للمباراة النهائية. 

روح وفدائية ورجولة، لعب وفوز وفرحة، كانت معانى تم إرسالها من كتيبة الفراعنة، بقيادة المخضرم البرتغالى، كارلوس كيروش وجهازه المعاون، إلى جماهير الكرة المصرية، والذى صحح من أوضاعه وقام بالتقليب والتنقيب فى دفاتر تاريخه التدريبى الحافل؛ ليتغير الأداء من بَعد المباراة الأولى والهزيمة المخيبة أمام النسور الخضراء منتخب نيجيريا بهدف نظيف؛ حيث كان سوء المستوى والعشوائية داخل أرضية الملعب، والتراجع الدفاعى، بمثابة لغز كبير، جعل الجماهير والإعلام، تشن هجومًا حادًا على البرتغالى كيروش وجهازه الفنى، وجعل الجميع يتوقع أن يودع الفراعنة البطولة مبكرًا.

تبدلت الأحوال وتغير الحال، حين أعاد إحياء منتخب مصر حظوظه بالفوز الغالى فى البطولة، على منتخب غينيا بيساو بهدف نظيف، من ثم أعقبه فوز آخر ثمين على منتخب السودان الشقيق بهدف مقابل لا شىء؛ ليتأهل لدور الستة عشر من «الكان»، والفوز كان مصحوبًا لارتفاع فى المستوى، وظهور الفكر التدريبى العالى لكيروش؛ لتزداد الثقة ويتضاعف الطموح، ويصطدم منتخب مصر بالأفيال الإيفوارية فى دور الـ16، ويلعب مباراة العمر أمام منتخب كوت ديفوار، ويستمر اللقاء لمدة 120 دقيقة أشغالاً كروية شاقة، حتى يحتكما لركلات المعاناة الحقيقية ويخسر حارسه الأساسى محمد الشناوى حين أصيب، ويحل بدلًا منه أبوجبل، الحارس البديل الذى تألق وذاد عن مرماه ببسالة وينجح فى التصدى لركلة حاسمة فى ركلات الترجيح كانت سببًا مباشرًا فى فوز الفراعنة وبلوغ دور الـ16 والتأهل لدور الثمانية، ويلتقى بمنتخب المغرب الشقيق فى مباراة اعتبرها الكثير نهائيًا مبكرًا.

صدمة البداية بهدف مباغت، فى عرين أبوجبل من ركلة جزاء، تجعل أسُود الأطلس، تتفوق فى بداية اللقاء، حتى يتمكن النجم محمد صلاح من إدراك هدف التعادل؛ لتعود المياه لمجاريها وترجع المباراة لنقطة الصفر، بتعادل إيجابى، وينتهى الوقت الأصلى من المباراة بالتعادل لهدف لمثله، وفى الوقت الإضافى ينجح منتخب مصر، من تمريرة ساحرة ومتقنة من محمد صلاح، إلى «ياوره» تريزيجيه فى التقدم بالثانى، والفوز على منتخب المغرب الشقيق بهدفين مقابل هدف؛ لتغمر الفرحة قلوب كل المصريين، بدخول منتخب مصر المربع الذهبى، والإطاحة بعملاقين كبيرين: منتخب كوت ديفوار ومنتخب المغرب؛ ليصعد لمواجهة الأسُود غير المروضة منتخب الكاميرون، فى قبل نهائى كأس الأمم الإفريقية. 

 الحكيم كيروش

كان كارلوس كيروش، أثناء سير البطولة، يمتاز بالهدوء والحكمة والثقة، وكان يرد على كل المشككين، ويتصدى للجميع ويرفض أى محاولة للتقليل من جهازه أو فريقه، ويكفى رده الحكيم على رئيس الاتحاد الكاميرونى لكرة القدم صامويل إيتو بسبب تصريحات الأخير عن مباراة المنتخبين فى كأس أمم إفريقيا، حين قال: «للأسف سأقول تعليقًا لا أريد قوله ردًا على تصريحات إيتو؛ لأنه نسى أن هناك بعض جماهير الكاميرون ماتت فى الاستاد وهو يقول إن مباراة مصر هى الحرب، وهى لا يبنى عليها أى شىء على الإطلاق». وأضاف كيروش: «كرة القدم لا تتعلق بشن حروب، ولكن كرة القدم تتعلق بالفرحة والسعادة والاستمتاع»، مشددًا على أن فريقه سيرد على هذه الحرب بكرة القدم واللعب وتقديم كرة رائعة لإسعاد الجماهير.

 كلهم أبطال رغم أنف البعض

كان الإصرار من لاعبى منتخب مصر عنوانًا صريحًا كتبه خلال البطولة، ورفضوا أن يستسلموا لليأس رغم موجة الانتقادات اللاذعة التى تعرضوا لها، والتقليل من إمكانياتهم والتربص لهم على كل لمسة ولعبة، ولكن قاموا بغلق آذانهم وحصر تركيزهم فى التدريبات واللقاءات، وهذا جعل النغمة تتحول من النقد إلى المدح، وتحول اليأس إلى تفاؤل، وكارلوس كيروش من مدير فنى محدود الإمكانيات، إلى مدرب ذى فكر عالٍ وشخصية قوية، وأسلوب فريد؛ ليفرض لاعبو منتخب مصر على الجميع أن يتكلم بكل احترام ويشيد بالفريق ككل، ويشيدوا بالجهاز الفنى الذى تعرض لانتقادات كبيرة قبل وأثناء البطولة.