الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأچندات.. الأهداف.. والنتائج كيــف ســوّق الغــرب لـ«الخريف العربى»؟

11 عاما مضت على طوفان أغرق الدول العربية والشرق الأوسط فى أزمات مازالت توابعها تطارد الشعوب والبلدان حتى الآن، من حروب طائفية، ميليشيات مسلحة، داعش وأذرعتها، اضطهاد الغرب ومحاربة ما يسمى بـ«الإسلاموفوبيا»، أزمات اقتصادية، هجرة غير مشروعة فى محاولة للفرار من براثن الحرب التى طالت نيرانها حتى الأطفال فى رحم أمهاتهم.. أكثر من عقد مضى ومازال الوطن العربى يلملم أشلاءه فى محاولة للعودة للحياة مرة أخرى.



 

وكانت انتفاضة بعض البلدان العربية ضد أنظمة حكمها، ما هى إلا تنفيذ لبعض الأچندات الخارجية أو المخطط لتقسيم الأشقاء بما يعرف باسم «الشرق الأوسط الكبير»، هذا المخطط الذى كشفته لنا العديد من الدراسات الغربية تحديدًا والتسريبات وحتى المراسلات المنشورة لرؤوساء بعض الدول، والتى أكدت لنا أن «الخريف العربى» ما هو إلا وسيلة لضمان استقرار حلفاء الغرب، وتوفير مكاسب استراتيجية وسياسية واقتصادية لدول كان كل شاغلها الاستيلاء على ثروات الأراضى العربية، ولا تعبأ بدماء أبنائها تحت طائلة ما يسمى بـ«الدفاع عن الديمقراطية».

 الأچندات

«كيف يمكن أن تصبح خمس دول.. 14 دولة؟».. كان هذا عنوانًا قبل سنوات لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية التى سبقتها خرائط مماثلة من مراكز أبحاث ومؤسسات سياسية غربية، اشتركت فى نظرة استشراقية تقوم على تقسيم المجتمع على أساس الطائفة والعرق.

لم يكن وراء الخروج الكبير فى 2011 صراعات فكر.. لكنَّ ما يسرى فى البلدان حاليًّا أثبت أن صحة ما يدور فى أذهان كثيرين أنَّ مخططًا جرى إعداده فى مكاتب الغرب المغلقة، يعمدون من ورائه إلى مخطط لتحويل الشرق الأوسط إلى دويلات عربية، يسعون من خلاله إضعاف من هم فى وضع الضعف أصلًا، كما يرى محللون.

بعد مرور أكثر من 100 عام على اتفاقية سايكس بيكو «1916» التى قادت فى النهاية إلى التقسيم المعروف للمنطقة، لا تزال الخرائط الملونة ترسم من جديد، وكأن العرب - سكانًا ومدنًا ومؤسسات - خطَّت على رمل، أو أن مشكلاتهم تحتاج تغيير جوازات السفر، وحدودهم تحتاج أن تضيق.

مدعى هذا الحديث خريطة أمريكية، أوردها تقريرٌ لصحفية «جارديان» البريطانية، أنَّ مسئولًا أمريكيًّا عرض خريطة لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول على أساس أقاليمها الثلاثة القديمة، طرابلس فى الغرب، وبرقة فى الشرق، وفزان فى الجنوب.

التقرير الذى اشترك فيه جوليان برجر من الولايات المتحدة وستيفانى كيرشجاسنر من إيطاليا - حسب «هافينجتون بوست» - كشف أنَّ مسئولًا كبيرًا فى البيت الأبيض «مكلف بالسياسة الخارجية» رسم أمام دبلوماسى أوروبى خريطةً لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول. 

لم تكشف الصحيفة الأمريكية عن هوية المسئول الأوروبى، ولكنها بينت أنَّ سيباستيان جوركا مساعد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، هو المسئول الأمريكى الذى اقترح تقسيم ليبيا، قبل أسابيع من تنصيب ترامب رئيسًا.

الـ«جارديان» نقلت عن مصدر - لم تسمه، لكنَّها قالت إنَّه على علم بالموضوع - أنَّ الدبلوماسى الأوروبى رد على جوركا بأنَّ التقسيم هو أسوأ حل يمكن تصوره فى ليبيا.

أما سوريا فوفق الدراسات الغربية، فقد بدأت التّحضيرات ضدّ سوريا فى سياق المشاريع الأمريكيّة - الصّهيونيّة لتقسيم المنطقة وزجّها فى حروب طائفية، من خطّة «الياسمينة الزرقاء» فى العام 1994، إلى تهديدات كولن بأول فى العام 2003، وقوله الشّهير: «لم تعد الإمبريالية وراء البحار، بل حدود سوريا»، والطّلب من دمشق إنهاء دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وإغلاق مكاتبها، وإعادة هيكلة الجيش، والانضمام إلى اتفاقيات «السلام مع إسرائيل»، وصولًا إلى تهديدها بعد رفضها الانضمام إلى لعبة الغاز - الماء بين تركيا و«إسرائيل» وقطر (خط ماء من تركيا إلى «إسرائيل» والخليج، مقابل خط غاز قطرى إلى أوروبا عبر سوريا وتركيا). 

بسبب ذلك، تم استهداف سوريا على نحو خاص فى «الخريف العربى»، ما أدى إلى استنزافها وإغراقها بالإرهابيين من كلِّ أنحاء العالم، ما أدى إلى وصول سوريا لما هو عليه الآن، وبالمثل يمكن أن نفهم ما جرى ايضًا فى اليمن والعراق، والمحاولات الأخرى لوقوع دول شمال أفريقيا كلها فى براثن التقسيم.

فى السياق نفسه، عرضت شبكة «بى بى سى» البريطانية تقريرًا فى 29 أكتوبر 2015، أوضحت خلاله، مؤتمرًا حول الاستخبارات نظمته جامعة جورج واشنطن، فى العاصمة الأمريكية، قال مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه «إن الشرق الأوسط الذى نعرفه انتهى إلى غير رجعة... سوريا مقسمة والنظام لا يسيطر إلا على ثلث مساحة البلاد.. وتنظيم «داعش» يسيطر على المنطقة الوسطى.. الأمر نفسه ينطبق على العراق...لا أعتقد أن هناك إمكانية للعودة إلى الوضع السابق».

وأعرب باجوليه عن «ثقته» فى أن «المنطقة ستستقر مجددا فى المستقبل لكنها ستكون مختلفة عن تلك التى رسمت بعد الحرب العالمية الثانية».

وزكى هذه النظرة نظيره الأمريكى جون برينان الذى قال: «عندما انظر إلى الدمار فى سوريا وليبيا والعراق واليمن يصعب على أن أتخيل وجود حكومات مركزية فى هذه الدول قادرة على ممارسة سيطرة أو سلطة على الحدود التى رسمت بعد الحرب العالمية الثانية.. الحل العسكرى مستحيل فى أى من هذه الدول».

وأضاف تقرير «بى بى سى»، أنه طبقا لتحليلات العديد من المحللين العرب والغربيين فإن هدف مشروع ما يسمى بـ«الشرق الأوسط الكبير»، هذا المشروع الذى تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه بمساعدة دول غربية وإسرائيل منذ سنوات، هو تقسيم منطقة الشرق الأوسط أو إعادة تشكيلها، طبقا لخطة محددة، لإجهاض أى مشروع لقيام وحدة بين دولها العربية.

واعتقد كثيرون أن زمن وضع الخرائط مسبقة الإعداد قد ولى عندما اندلعت ثورات ما يسمى بـ«الخريف العربى» ابتداء من نهاية عام 2010 فى تونس. وبدا لهم أن تلك الثورات الشعبية خطوة أولى على طريق قيام وحدة عربية تمتد من المحيط إلى الخليج.

غير أن تلك الثورات اتخذت منحى مغايرا للطموحات الديمقراطية لشعوبها، وتحولت إلى حروب أهلية وطائفية تحصد الأرواح فى كل من ليبيا واليمن وسوريا يضاف إليها العراق الغارق فى أزماته المتتالية منذ الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003.

وأضحى التقسيم الخطر الأكبر الذى يتربص بهذه الدول مع استيطان مقاتلى تنظيمى «القاعدة» و«داعش» أجزاء من أراضيها.

 الأهداف

الحديث عن تقسيم دول عربية إلى دويلات صغيرة ليس جديدًا، بل تعلَّق أكثر بمصطلح أمريكى «الشرق الأوسط الجديد»، الذى تسوِّق له واشنطن منذ 2006، حيث أطلقته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس وهى فى زيارةٍ إلى تل أبيب، وذلك تزامنًا مع الحصار الإسرائيلى للبنان.

محللون اعتبروا أنَّ هذا الإعلان كان بمثابة تأكيد لـ«خارطة الطريق العسكرية» فى الشرق الأوسط بالاتفاق بين الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وذلك بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى تمتد من لبنان وفلسطين وسوريا إلى العراق والخليج وإيران، وحتى أفغانستان.

فى العام نفسه، عرض الخبير العسكرى الأمريكى رالف بيترس، حدودًا للشرق الأوسط رأى أنَّها عادلة فى مقالة بعنوان «الحدود الدموية.. كيف يمكن رؤية الشرق الأوسط بشكل أفضل»، نُشرت فى العدد السادس من المجلة العسكرية الأمريكية، تضمَّنت خريطة جديدة للمنطقة مفصلة على أساس عرقى ومذهبى، موضحة التقسيم.

هذا المصطلح عكس جانبين، الأول أن الوقت حان لإجراء عملية تغيير شاملة لمنطقة الشرق الأوسط، والثانى أنَّ رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد سيكون مفتاحًا لتحقيق ما يعتقد أنَّه استقرار سياسى واجتماعى يضمن المصالح الاقتصادية الأمريكية فى المنطقة وفى صدراتها النفطية.

رسم الخرائط الجديدة للشرق الأوسط بدأ فى بداية الثمانينيات مع مشروع إسرائيل الكبرى للمنظر الإسرائيلى أودد ينون، وكان الهدف خلق بلدان طوائف صغيرة، تدين بالولاء لإسرائيل. 

10 سنوات بعد ذلك حتى ظهرت خرائط الشرق الأوسط التى رسمها المستشرق الأمريكى برنارد لويس، الذى طالب بتغيير شكل المنطقة لأن العرب لم يعدوا أمة مترابطةً، حسبما رأى.

مخطَّط التقسيم أصبح بروزًا فى 2006، مع خريطة «حدود الدم»، لليمينى المتطرف رالف بيترز، وخريطة جيفرى جولدبيرج التى نشرتها مجلة «ذا أتلانتك» فى العام 2007.

وفى عام 2014 أصدر «المركز الكونى لأبحاث الشرق الأوسط «وثيقة عن الإدارة الأمريكية تؤكد الإصرار الأمريكى على تنفيذ مخططات أمريكية حقيقية سبق الكشف عنها منذ عام  2003، وذلك بعد إعلان الرئيس الأسبق جورج بوش مخطط «الشرق الأوسط الجديد» القائم على فكرة إعادة تقسيم دول منطقة الشرق الأوسط على أسس عرقية وطائفية ومذهبية وسياسية، وذلك باتباع بأسلوب «الفوضى الخلاقة» الذى كشفت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، على أن تكون تنظيمات «الإسلام السياسى» هى وسائل تنفيذ هذا المخطط.

وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001، اتجهت إدارة بوش الابن للتحرك علنيًا بغية تغيير بعض الأنظمة السياسية فى الشرق الأوسط ودمقرطتها وفق الرؤية الأمريكية، وبما يتناسب مع المصالح السياسية والأمنية لواشنطن. وبعد أن غزت الولايات المتحدة أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003، أعلن بوش أچندة الحرية الأوسع للشرق الأوسط، ووضع برامج مثل مبادرة التجارة الحرة للشرق الأوسط، بهدف تعزيز الأسواق الحرة وتنمية المجتمع المدنى، وأعلنت إدارته بأنها ستدعم كل الجهود الإصلاحية فى المنطقة فى إطار مبادرة الشرق الأوسط الجديد. ثم بدأت الولايات المتحدة فى تأهيل نخب وتمويل منظمات مجتمع مدنى، لكى تشارك فى تغيير مجتمعات ودول المنطقة، وهذا ما استمر مع إدارة الرئيس باراك أوباما.

وليس بخافٍ على أحد أن نجاح أمريكا فى تنفيذ وثيقة الثورات الملونة، وبما يؤدى إلى تغيير الأنظمة الحاكمة فى دول الشرق الأوسط، سيصب فى مجرى تقوية وتعزيز المصالح والأهداف الأمريكية على حساب مصالح وأمن واستقرار واستقلال ووحدة أراضى دول المنطقة.

 النتائج

وعلى مدار اعوام وبسبب هذه الأچندات وأهدافها التقسيمية لخدمة مصالحها، عانت الدول العربية من توابع زلزال «الخريف العربى»، وكانت النتائج وفق الدراسات والإحصاءات الدولية كالتالى:

1 - بحسب المنتدى الاستراتيجى العربى، خلَّف «الخريف العربى» دمارًا فى البنى التحتية بمقدار 900 مليار دولار. أما فى سوريا والعراق وليبيا واليمن، فالدّمار شبه كلّى فى هذه البنى. 

2 - بحسب تقارير الأمم المتّحدة، وفى تقديرات أوّلية لما يحتاجه إعادة الإعمار فى الدول المذكورة، تحتاج سوريا إلى 350 مليار دولار، ومثلها ليبيا والعراق، كما تحتاج اليمن إلى 200 مليار. 

3- خسائر سنوية فى الناتج المحلى الإجمالى العربى بقيمة 640 مليار دولار.

4 - ارتفاع إجمالى المديونيّة العربيّة من 328 مليار دولار فى العام 2007 إلى 673 مليار دولار فى العام 2017.

5 - ارتفاع حجم البطالة فى الوطن العربى (30 مليون عاطل من العمل)، واتساع دوائر الفقر (70 مليون شخص)، وانخفاض الدعم الحكومى للسّلع والخدمات الأساسية تحت ضغط البنك وصندوق النقد الدوليين.

6 - ارتفاع معدلات الجريمة (القتل العمد، السرقة، الخطف والابتزاز، الاغتصاب، المخدرات، الإتجار بالبشر، الاعتداء على الممتلكات العامّة والخاصّة). ومن ذلك، على سبيل المثال، وصول أعداد الجريمة فى مصر بعد السنوات الأولى إلى 40 ألف جريمة سنويًا (تراجعت فى السنوات الأخيرة)، كما ارتفعت نسبة الجريمة فى تونس أكثر بـ6 مرات من نسبة نموّ السكّان.

7 - فيما يخصّ التعليم، وبعد أن شارفت معظم البلدان العربية على الانتهاء من الأمّية، فإنَّ 14 مليون طفل لم يلتحقوا بالمدارس، و75 مليون عربى لا يعرفون القراءة والكتابة، إضافةً إلى ظاهرة التسرب من المدارس، إما لإعالة الأهل وإما لانخفاض المستوى التعليميّ الحكوميّ. 

8 - بات العرب بعد «الخريف العربى» يحتلّون الأرقـام الأولى عالميًا من حيث نسبة اللاجئين ومهاجرى القـوارب (90 %)، ووفيات الحروب (80 %)، وتجارة الأسلحة وعمولاتها. 

9 - تفاقم الأوضاع المعيشية والاجتماعية، وتضاؤل فرص العمل، وانحدار الخدمات الصحية والتعليمية، بالتزامن مع ازدياد الإنفاق العسكرى، وخصوصًا من قبل الدول الرأسمالية الكبرى التى أجَّجت «الخريف» لإنقاذ صناعاتها العسكرية وصناعة الحروب الطائفية. وتحتلّ دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قائمة هذه الدول، إذ تهيمن أمريكا وحدها على 47 % من الصادرات العسكرية إلى الشرق الأوسط.

كما ظهرت على هذا الصعيد قوى جديدة، مثل تركيا والعدو الصهيونى، وتنسيقهما فى تصدير تقنيات مشتركة جديدة لأسلحة حرب العصابات، بينها الطائرات المسيّرة التى استُخدمت فى أرمينيا وسوريا وليبيا.

ولا يقتصر الأمر لتصدير الأسلحة من الدول الأوروبية فقط، بل اتخذت بعض الدول دور الوسيط لشراء الأسلحة وتزويد المليشيات الإرهابية فى سوريا وليبيا واليمن أيضًا فى خطوة للتأكيد على تدمير المنطقة بأكملها.

 ثورة «النجاة»

فى ظل جميع هذه الأحداث كانت مصر ضمن مخطط الشرق الأوسط الكبير، بل كانت الهدف الأساسى والخطوة الحاسمة لوقوع حجر أساس الوطن العربى، ومنذ عام 2011 حاول المخطط الأمريكى والغربى أن يساند سقوط مصر بكل السبل والطرق، مستخدمًا جماعات الإسلام السياسى وأذرعتها المتمثلة فى جماعة «الإخوان» الإرهابية، وقد كشفت الوثائق السرية المصرية لوزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس أوباما، «هيلارى كلينتون» عن تعاونها مع الجماعة الإرهابية ومحاولتها لنشر الفوضى والعنف فى الشرق الأوسط.

وكشفت أيضا الوثائق عن محادثات سرية جرت بين كلينتون والرئيس المعزول محمد مرسى فترة حكم الإخوان، وعرضت عليه خطة سرية لتفكيك وزارة الداخلية، فى محاولة لضرب استقرار الوطن ونشر الفوضى فى البلاد، وأن تحل الميليشيات التابعة للإخوان محل وزارة الداخلية.

وقال منير أديب، الباحث فى شئون الجماعات المتطرفة، إن هذه الوثائق المسربة تؤكد أن أمريكا فى فترة حكم أوباما كانت تستخدم جماعات العنف والتطرف ومنها تنظيم الإخوان الإرهابى على مدار عقود طويلة، مؤكدا أن الارتباط بين أمريكا والإخوان بدأ منذ العام 2005، ودعم أوباما وصول الإخوان للسلطة بل وكان شريكا أساسيا وداعما للجماعة الإرهابية. 

وأضاف أديب، فى تصريحات صحفية، أن أمريكا فى هذا التوقيت كانت تريد تقسيم الشرق الأوسط وإضعاف الدول ومنها مصر، وللأسف نجحت فى بعض الدول لكنها فشلت فى مصر بسبب وجود مؤسسات قوية بالدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة، وفشل أوباما فى الوصول إلى ما أراد إليه.

ثم جاءت ثورة 30 يونيو التى عملت على إفشال المخطط الأمريكى والغربى، فكانت بمثابة الضربة القاضية لمشروع «الشرق الأوسط الكبير» ونجحت مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى أن يقف أمام قوى دعم الإرهاب، بل خرجت هذه الثورة بأجندة مصر الخارجية الواضحة وهى السعى بجميع الطرق لبناء الدول الشقيقة التى عانت من هذه المخططات ونجحت فى الوقوف بجانب أشقائها العرب لرسم خريطة طريق تفتح من خلالها بابًا للأمل ولحقن دماء الشعوب العربية التى عانت على مدار أعوام بسبب تلك الأچندات الخارجية.