الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

استخدام الهولوجرام لأول مرة فى الدورة الـ53: معرض القاهرة للكتـــاب.. عيد الثقافة المصرى

مرة أخرى، عاد الحدث الثقافى الأبرز فى مصر والوطن العربى إلى موعده الطبيعى فى نهاية شهر يناير، وهو الموعد الذى يتوافق مع إجازة منتصف العام لطلبة المدارس والجامعات الذين يشكلون قوة شرائية كبيرة، بعد دورة عُقِدت فى ظل ظروف استثنائية بسبب الجائحة، منتصف العام الماضى.



 

وانطلقت فعاليات الدورة (53) لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الأربعاء الماضى، تحت شعار «هوية مصر - الثقافة وسؤال المستقبل»، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بمنطقة التجمع الخامس، ويستمر حتى 7 فبراير.

شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، افتتاح فعاليات الدورة الحالية، التى تقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى.

وحضر افتتاح المعرض عدد من الوزراء وكبار المسئولين، ووزيرة الثقافة الجزائرية، كما شارك عدد من السفراء ورجال الفكر والثقافة والإعلام، ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، و«نيقولاوس جاريليديس»، سفير اليونان بالقاهرة.

وأكد رئيس الوزراء أن انتظام معرض القاهرة  الدولى للكتاب، فى موعده الرسمى، يعد رسالة إيجابية تعكس اهتمام الدولة المصرية بعودة انتظام خارطة الفعاليات المحلية والعالمية، التى تأثرت توقيتاتها نتيجة جائحة فيروس كورونا، التى لا تزال تلقى بظلالها على العالم بأسره.

أكبر تجمع عالمى للناشرين

تعد هذه الدورة أحد أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم؛ حيث يشارك فيها 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا وتوكيلا من 51 دولة تم توزيعهم على 5 قاعات للعرض، ويبلغ عدد الأجنحة 879 جناحًا، فيما يبلغ عدد الناشرين المصريين (نشر عام) 292 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (كتاب أجنبي) 43 ناشرًا، وعدد الناشرين المصريين (كتاب الأطفال، ووسائل تعليمية، وكتاب تعليمى مدرسي) 89 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (كتاب إسلامى وتراث) 97 دار نشر، وعدد مكتبات سور الأزبكية 49 مكتبة، وعدد الناشرين المصريين (كتاب أكاديمي) 49 ناشرًا، وعدد الناشرين العرب 298 ناشرًا عربيًا، وعدد الناشرين (كتاب صوتي) كتاب واحد، وعدد المشاركين من ذوى القدرات الخاصة 2، وعدد المؤسسات الصحفية 7 مؤسسات، وعدد التوكيلات 95 توكيلا مصريًا و45 توكيلا عربيًا.

تشهد هذه الدورة زيادة كبيرة فى عدد دور النشر، مقارنة بالدورة الماضية وتحديدًا ثلاثة أضعاف بحسب د. هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذى أشار إلى أن تلك الزيادة تعد إنجازًا كبيرًا تم تحقيقه فى فترة زمنية محدودة.

 وأضاف الحاج فى مؤتمر صحفى بمناسبة انطلاق فعاليات المعرض أن الدورة الحالية شهدت العديد من التحديات والعراقيل أبرزها صعوبة التواصل مع الناشرين بالخارج فى ظل جائحة «كورونا» وما استتبعه من غلق للخطوط الجوية فى كثير من البلدان، مما أدى إلى عدم مشاركة كثيرين مما كان يرغبون فى الحضور إلى القاهرة.

وتفقد رئيس الوزراء والوفد المرافق له عددًا من القاعات وأجنحة عرض الكتب، منها جناح وزارة الدفاع، الذى يضم شاشات عرض وكتيبات تروى قصص بطولات الجيش المصرى وانتصاراته وعددًا من الشخصيات العسكرية البارزة.. وجناح وزارة الداخلية، الذى يضم عددًا كبيرًا من أحدث الإصدارات العلمية فى مجالات دراسات الأمن القومى، ومكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان، إلى جانب إصدارات مركز بحوث الشرطة، كما يضم كتيبات توعوية للجماهير والمواطنين، وغيرها من الإصدارات، وأشاد الدكتور مدبولى بتميُّز جناح الوزارة بتنوع مكوناته ومعروضاته.

وخلال جولته بأروقة المعرض، تفقد رئيس الوزراء عددًا من الأجنحة الأخرى، ومنها جناح وزارة الثقافة، وهيئة الرقابة الإدارية، وأثنى على الجهد المبذول فى إخراج منتجات ثقافية مميزة، تثرى المعرض، موجهًا الشكر للمسئولين على ما قدموه. كما زار جناح دولة اليونان، وكلًا من أجنحة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهيئة الشارقة للكتاب، ومعرض أبوظبى الدولى للكتاب، إلى جانب تفقده لجناح المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، وعدد من أجنحة المؤسسات الصحفية القومية.. فضلا عن التجول بجناح الأزهر الشريف، الذى ضم ركن الفتوى،  ومرصد الأزهر،  وركن بيع الكتب، وآخر للخط العربى، وقاعة للندوات، وبانوراما، ومتحف المخطوطات، وجناح جامعة الأزهر، كما يضم الجناح مختلف الإصدارات العلمية لمجمع البحوث الإسلامية، التى تعكس الدور العلمى للأزهر والتعريف بالتحديات المعاصرة التى يواجهها المجتمع. 

تضمنت الجولة أيضًا زيارة جناح مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والجناح الكبير لحلايب وشلاتين الذى يتميز بعرض منتجات يدوية وتراثية، ومنتجات مصنوعة من الجلد والخوص والخرز وجميعها من من صنع السيدات بحلايب وشلاتين.

آخر كلمات ياسر رزق

وبينما يبدأ المعرض أيامه الأولى، خيَّم الحزن على الوسط الصحفي والثقافي لرحيل الأستاذ ياسر رزق، أحد أسطوات الصحافة.. لكن كلماته لا تزال باقية وحاضرة؛ إذ تضمنت إصدارات المعرض هذا العام كتابه الأخير: «سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص» والذي أهداه إلى «شعب عظيم لا يرضخ لظلم».. ويتناول الكتاب شهادته لما شهده وعاصره من أحداث فارقة في تاريخ الوطن.

وقد أدرجت هيئة الكتاب ندوة لمناقشة هذا الكتاب ضمن فعاليات وأنشطة المعرض، من المقرر إقامتها يوم 5 فبراير في الثانية ظهرًا بقاعة ضيف الشرف، تكريمًا لمشوار الكاتب الصحفي الكبير.

الهولوجرام لأول مرة فى معرض الكتاب

خلال هذه الدورة تم توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى لأول مرة داخل المعرض؛ حيث تظهر شخصية الأديب يحيى حقى بتقنية الهولوجرام فى عرض تفاعلى مع الجمهور، وذلك من خلال شاشة تعمل باللمس، كما يمكن للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف مجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات 3D. 

وتشهد فعاليات معرض هذا العام إطلاق مشروع الكتاب الرقمى فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذى يبدأ بـ«موسوعة مصر القديمة» لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتى «ما» و«رؤية»، معلنة أنه لأول مرة فى تاريخ المعرض يتم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجى والذكاء الاصطناعى.

 خلال افتتاح فعاليات معرض الكتاب، أعلنت د. إيناس عبدالدايم عن استحداث جائزة لأفضل ناشر عربى وزيادة قيمة جوائز المعرض إلى 40 ألف جنيه بدلا من 10 آلاف جنيه فى كل مجال ثقافى بالتعاون مع البنك الأهلى، المؤسسة المالية المصرية الرائدة فى دعم ورعاية المواهب المصرية فى المجالات كافة، ومنها الثقافة والفكر.

وأشارت إلى أن الفعاليات تشمل كذلك برنامجًا مهنيًا يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقى بالمنتج الثقافى العربى، إلى جانب إتاحة البيع Online للكتب على المنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وتوفير خدمات التوصيل بالتعاون مع وزارة الاتصالات ممثلة فى البريد المصرى لأى مكان داخل مصر.

احتفاء بـ«يحيى حقى وعبدالتواب يوسف»

اختير الأديب الراحل يحيى حقى ليكون شخصية المعرض هذا العام، تقديرًا لدوره الرائد فى مسيرة الأدب المصرى المعاصر، فضلا عن كونه صاحب رواية «قنديل أم هاشم» التى تحولت لأيقونة فى الأدب والسينما، برؤيته العميقة وحداثة لغته وسلاستها.

 كما تم اختيار أحد رواد أدب الأطفال فى مصر والعالم العربى الكاتب الراحل عبدالتواب يوسف ليكون الشخصية الثانية للمعرض فى مجال الكتابة للأطفال والناشئة. 

ويعد عبدالتواب يوسف أول من أقام مؤتمر لثقافة الطفل عام 1970 وبلغ عدد مؤلفاته 595 كتابًا  للأطفال، تم طباعتها فى مصر، فضلًا عن 125 كتابًا آخر تم طباعتها فى البلاد العربية، و40 كتابًا للكبار، إضافة إلى كتابين عن حياة النبى محمد «صلى الله عليه وسلم» فى عشرين قصة، طُبع منهما 7 ملايين نسخة، وكذلك كتاب «خيال الحقل» الذى طُبع منه 3 ملايين نسخة، بحسب نجله الكاتب الروائى عصام يوسف. وستعيد هذه الدورة العديد من السمات المميزة لمعرض القاهرة للكتاب أبرزها الأنشطة الثقافية التى تقام على هامش بيع الكتب والتى تعد بمثابة كرنفال ثقافى ينتظره المثقفون كل عام عبر الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية والمناقشات الفكرية والأنشطة الموسيقية والمسرحية والغنائية. وكان قد تم إيقاف هذه الأنشطة الدورة الماضية ضمن خطة الإجراءات الاحترازية لمجابهة جائحة فيروس كورونا المستجد والتى جعلت البعض يصف الدورة الماضية بأنها «منزوعة الدسم».

 

.. واليونان ضيف الشرف

وقع الاختيار على دولة اليونان لتكون ضيف شرف هذه الدورة نظرًا للعلاقات التاريخية والثقافية التى تجمع بينها وبين مصر؛ حيث تعود تلك العلاقات إلى ما حقبة قبل الميلاد لتجمع بين محيط بحر إيجة وجزيرة كريت، وبين عصر الأسرة السادسة والعشرين بمصر خلال القرنين 7 - 6 قبل الميلاد وتلتها مرحلة الازدهار بدخول الإسكندر الأكبر مصر وتأسيسه لمدينة الإسكندرية، ثم اتخذت تلك العلاقات دفعة كبرى مع إنشاء مكتبة الإسكندرية لتكون منارة المعرفة فى العالم القديم خلال العصر البطلمى بما تضمنته من آلاف المجلدات والمخطوطات وعلمائها البارزين أمثال أريستارخوس وإقليدس وأرخميديس وأمينها الشهير كاليماخوس، واتبع البطالمة سياسة الاحترام الكامل تجاه الديانة المصرية القديمة

 تلقى اللقاح ضرورى للدخول

وتحسبًا لفيروس كورونا، فإن هذه الدورة هى الأولى فى تاريخ المعرض التى يشترط فيها على الزائر إبراز شهادة صحية تثبت تلقيه لقاحًا ضد الفيروس، فضلاً عن التشديد على الالتزام بارتداء الكمامة، وقد حذرت الهيئة المصرية العامة للكتاب من إحداث ضوضاء أو استخدام أجهزة سمعية أو بصرية لعرض أنشطة دور النشر بشكل يجاوز المسموح به وفق النظام الداخلى للمعرض، وفى حال وقوع المخالفة يتم تغريم الدار المخالفة بمبلغ مالى ثم يتم إغلاق جناح الدار بالكامل حال تكرار المخالفة.

وفيما يتعلق بتسهيل الانتقال على الجمهور من زائرى المعرض، فقد خصصت وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة النقل، 11 خط أتوبيس من وإلى مقر المعرض تنطلق من مختلف مناطق القاهرة، وتعمل عليها 115 سيارة، بمتوسط زمن تقاطر يبلغ 20 دقيقة، وذلك تيسيرًا على الزائرين ورواد المعرض.