الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تحذيرات من التطبيق بصورة عاطفية دون دراسة كافية «الاحتضـان» لن يلغى دور مؤسسات الرعاية وتطبيقه بحاجة لضوابط

لا تزال فكرة الاحتضان فى مصر لا تلقى قبولاً اجتماعيًا كافيًا لكونها فكرة جديدة رغم توافر التشريعات الدينية لكفالة الأيتام وكذلك القوانين التى تنظم الاحتضان للأسر البديلة بعد تعديل قانون الطفل عام 2016.



جاء انتشار الفكرة عبر السوشيال ميديا فى 2018 من خلال صفحة مؤسسة «الاحتضان فى مصر» لصاحبتها يمنى دحروج إحدى الأمهات البديلات، وظهر من خلال الصفحة التطور الفكرى المجتمعى لقبول المجتمع للفكرة، فاستقبلت وزارة التضامن الاجتماعى أكثر من 2500 طلب كفالة فى عام واحد للمرة الأولى فى تاريخ الوزارة، كما أعلنت الوزارة أن عدد الأسر البديلة فى مصر فى 2021 بلغ 11600 أسرة تضم فى كنفها 11825 طفلًا يتيمًا.

يتزامن ذلك مع إعلان النائبة نسرين صلاح عمر، عضو مجلس النواب عن الدقهلية، عن مبادرة إحلال الأسر البديلة محل دور الرعاية الاجتماعية فى مصر لتخفيف العبء والتحديات داخل الدور الخاصة نتيجة التغير المستمر على الأطفال من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين مما يؤدى لصعوبة فى بناء شخصيات سوية، الأمر الذى نادى به نشطاء على السوشيال ميديا من خلال مبادرة « طفل بكل بيت». 

 قنابل موقوتة

يقول اللواء ابراهيم حرب، مدير مؤسسة الحرية للبنين بحى المطرية بالقاهرة، بشأن إحلال الأسر البديلة محل دور الرعاية: إنه يدعم قضية الاحتضان طالما تتم بصورتها الصحيحة، فظروف نشأة أطفال المؤسسات تختلف تمامًا عن الأطفال داخل البيوت، لأنهم تعرضوا لظروف قاسية ونبذ مجتمعى كامل وانتقادات وتعليقات سلبية أثرت على نفسيتهم بشكل كبير جعلت منهم قنابل موقوتة لا بد من التعامل معها بحذر شديد، كما أن المؤهلين الوحيدين فى المجتمع للتعامل مع هؤلاء الأطفال بمختلف شخصياتهم هم الأخصائيون النفسيون والاجتماعيون، حتى وإن تبدلوا عليهم، لأنهم مدربون على كسب ثقة الأطفال والتقرب منهم بشكل كبير إلى أن يتم احتضانهم حيث إن نسب حضانة وكفالة الذكور تقل كثيرًا عن الإناث.

وأشار حرب، إلى أن الاحتضان فى مصر يتم بصورة عاطفية دون دراسية كافية وواعية لحالات الأطفال ومدى إمكانية التعامل معهم مما يؤدى لظهور حالات من التخلى تسبب أزمات نفسية لهم، بينما يقضى الأخصائيون النفسيون والاجتماعيون أنفسهم الوقت لعلاج هذه الأزمات، كما أن القانون يلزم الأسر البديلة بأحقية متابعة الأخصائى النفسى والاجتماعى للطفل داخل منزله الجديد فى أى وقت مما يعنى أن دور الأخصائيين لا ينتهى باحتضان الأطفال بل هو يمتد معهم لمتابعة حالاتهم. 

 التأهيل للاحتضان

من جهتها ترفض منال عبد العزيز، مدير مؤسسة الحرية للبنين، المبادرة؛ لأن أطفال المؤسسات يحتاجون لتأهيل للاحتضان، فسلوكيات الأطفال فى بيئة طبيعية تحتاج للتقويم طوال الوقت، والأمر يتضاعف بالنسبة لأطفال المؤسسات، وفى عهد الرئيس السيسى سعت وزارة التضامن الإجتماعى لوضع خطة منفذة بإحكام للقضاء على تلك الانتهاكات بكل أشكالها وضمان حياة كريمة للأطفال داخل المؤسسات وعملت على إرشادهم لحقوقهم وهذا أمر مهم جدًا.

 أطفال استغلاليون 

وتضيف عبد العزيز: إن الأطفال استغلاليون، يستغلون القانون وثغراته رغم صغر سنهم، فيتعرض العاملون بالمؤسسات للتعدى اللفظى والجسدى على يد الأطفال ولا يحاسبهم القانون، فعلى سبيل المثال تعرضت إحدى عاملات المؤسسة للضرب بالشبشب من أحد الأطفال ولم يعاقب الطفل وكل ما تم اتخاذه من إجراءات أنه تم نقل العاملة لمؤسسة أخرى، لذلك فإن الأسر البديلة تحتاج للتأهيل للتعامل مع أطفال بمثل ظروف أطفال المؤسسات ودور الرعاية وهذا الأمر يتطلب دورات تأهيلية لهم على يد مختصين لمعرفة طرق احتوائهم والتواصل معهم والتقرب إليهم وإلا ستفشل التجربة فشلاً ذريعًا والطفل وحده من سيدفع الثمن.

 لن يسأل عنه أحد

على الرغم من اعتراف د. مها شادى مديرة مؤسسة البنين بالمنصورة بهدف مبادرة دحروج النبيل للغاية إلا أنها لا تدعم المبادرة وإنما تؤيد السماح بكفالة الأطفال، لأن الاحتضان ما زال يحتاج إلى كثير من الضوابط ليحافظ على سلامة الأطفال، وكذلك تأهيل المجتمع لفهم مسئوليته.

وتشير إلى أن سيدة جاءتها ذات يوم تطلب احتضان طفل ورفعت طلبها للإدارة وبالصدفة فوجئت بهذا الطفل يتسول فى أحد إشارات المرور فعرضت نفسها للمساءلة ليكتشفوا أنها خططت لاحتضان الطفل واستغلاله فى التسول. 

 الضمائر

وتضيف شادى، أن أمر الاحتضان ليس وردياً، بل هو مسئولية ضخمة تقع على عاتق الأسرة البديلة والطفل معًا، كما أن رواج القضية كـ «تريند» أمر مرفوض تمامًا، لأن الضرر الأول والأخير على كل المستويات يصيب الطفل ولن نجازف بسلامة أبناء المؤسسة، فليست كل الأسر البديلة على أتم استعداد لبذل جهد لفهم ماهية الاحتضان وخطورة مسئوليته وعواقبه على الطفل، فلا يوجد ما يمنع الأسر البديلة من التخلى السهل عن الأطفال سوى ضمائرهم، وهى أمور لا يكشفها البحث الاجتماعى ولا نأمن على الأطفال، تعانى تقلبات ظروف الأسر البديلة ونفسية الأطفال داخل المؤسسات لا تحتمل خيبات جديدة ولابد أن تعى الأسر البديلة هذه الجملة جيدًا. 

 الكفالة بشروط

من جهتها تؤكد د. يارا عقل مديرة مؤسسة البنات بالمنصورة، أن الاحتضان قضية شائكة جدًا، خصوصًا على الفتيات لحمايتهن من أى انتهاكات قد يتعرضن لها، إذ إن كفالتهن داخل المؤسسة تتم بشروط كعدم خلوة الكفيل بالفتاة وعدم تعرضه لها وعدم لمسه لها وغيرها من الأمور التى تساعد على حماية الفتيات داخل المؤسسة، والاحتضان فى جوهره عظيم ولكن هذا لا يمنع أن الفتيات يتعرضن لانتهاكات نفسية وجسدية، وفى إحدى الحالات تم احتضان فتاة لتعمل كخادمة وأخريات تعرضن للتحرش فى بيوت أسرهن البديلة! 

 تجربة سيئة

وتستشهد عقل بما حدث مع ريهام 17 سنة إحدى فتيات المؤسسة التى تتعالج نفسيًا منذ 3 أشهر بسبب تخلى أسرتها البديلة عنها فجأة بعد 6 سنوات من الاحتضان لعدم تحمل الأب والأم مسئولية تربيتها بسبب كبر سنهم ففضلا التخلى عنها على بقائها معهما فى المنزل، بذلك قد يتحول الاحتضان لتجربة سيئة فى حياة الطفل خصوصًا عندما يتم التخلى عنه بعد تعلقه بهم.

 القانون والأسر البديلة

وتضيف، على الجانب الآخر قد يكون الاحتضان تجربة سيئة على الأسرة البديلة إذا لم تتعامل بطريقة صحيحة مع المحتضن، فالمشاكل لا تكون فى حق الطفل وحده ولكن قد تكون بسببه أيضًا، ولا يخدم القانون الأسر البديلة فى هذه الحالة، فعلى سبيل المثال كفلت سيدة رحيمة فتاة منذ كانت فى التاسعة من عمرها عاملتها كابنة رابعة لها وحرصت على تعليمها فألحقتها بمدارس إنترناشونال، وعندما أصيبت الأم فجأة بألزهايمر خشت الفتاة على نفسها الطرد من حضن أسرتها البديلة إذا أصيبت أمها البديلة بأى مكروه، فأخذت تضغط عليها وتطالبها أن تكتب لها ما يمكن من أملاكها أو الأموال، وعندما ألحت على طلبها بلا رحمة ساءت نفسية الأم بشدة، وعندما توصل طبيبها المعالج لسبب الضغط، نصح بعودتها للمؤسسة، وبالفعل عادت الفتاة مرة أخرى ولكن ظلت السيدة حريصة على كفالتها حتى ألحقتها بإحدى الجامعات المرموقة، وما زالت تتكفل بها حتى اليوم.

 الغريزة الأولى

من جهتها توضح، إحدى الأخصائيات النفسيات بمؤسسة البنات بالمنصورة، أن الخوف هو الغريزة الأولى التى تتحكم فى أطفال المؤسسات فهم على صغر أعمارهم إلا أن تجاربهم السيئة أنبتت داخلهم الخوف من المستقبل وعدم التعامل الواعى مع هذا الخوف سواء بنين أو بنات مما يؤدى بهم لارتكاب الأخطاء واستغلال الآخرين للحصول على ضمانات لبعض الأمان المستقبلى وإن كان ضماناً وهمياً، وقد يصل بهم الأمر لاستغلال بعضهم البعض كما حدث مع فاطمة 34 سنة عندما تزوجت من طارق 31 سنة وكلاهما من أبناء المؤسسات وعاشا السنتين الأولى من حياتهما فى استقرار، كما رزقهما الله بطفل حافظا على تربيته فى شقة فاطمة التى وفرتها لها إحدى أعضاء جمعية سيدات الدقهلية، وفى ليلة مريرة تم القبض على طارق بتهمة قتل فاطمة أثناء نومها، وأثبتت التحريات أنه قتلها لرفضها التنازل له عن شقتها التى طالبها بها مقابل الطلاق ليتزوج فيها من أخرى.

 وتشير إلى أن هذه الظاهرة شاعت لفترة حيث يستغل الشباب بنات المؤسسات لامتلاكهن شققًا خاصة وبعد الزواج تتم المساومة على الطلاق مقابل التنازل عن الشقة، ولأن فتيات المؤسسات المطلقات ليس لهن مأوى ولا يساعدهن القانون فى هذه الحالة فتتحمل الفتاة انتهاكات نفسية وجسدية لا تحتمل لتحرص فقط على مأوى لها ولأبنائها وقد يصل الأمر لأن تتعرض للقتل مثل فاطمة. 

 ولاد حرام

وتؤكد أن الخوف نابع من فقدانهم الثقة فى أنفسهم أولًا، وفى المجتمع الذى لفظهم ثانيًا، ونظرتهم لأنفسهم مكونة فى الأساس من نظرة الآخرين لهم على أنهم «ولاد حرام» بينما فى الحقيقة أطفال المؤسسات بعضهم لهم أهل ولكن تخلى عنهم أهلهم بكامل إرادتهم ومنهم كريمو نسب لا يعرفون نسبهم ومنهم من فر هاربًا من عائلته مثل فاطمة 14 سنة التى فرت بأختها ندى 3 سنوات لأبواب المؤسسة، هربًا من أبيهم العاطل الذى أجبر أمهم على العمل لتوفر له المال ليتعاطى به جرعاته من المخدرات، ففرت الأم من الضرب والإهانة منذ 6 أشهر تاركة بناتها له، وعندما حاول الأب الاعتداء جنسيًا على ابنته الكبرى فرت هاربة بأختها وحملتها الطرقات إلى باب المؤسسة.

 ذوو الهمم

القضية تبدو أكثر أهمية وإلحاحًًا عندما يكون الطفل ليس مجهول النسب أو يتيمًا فقط، بل وفوق كل ذلك من ذوى الهمم، فعلى سبيل المثال حصل مصطفى عواد 14 سنة من الأطفال ذوى الإعاقة على المركز الأول فى مهرجان الفنون والفلكلور فى دورته الخامسة بدار الأوبرا المصرية 2021، وشارك فرحته مع 69 أخًا وأختًا له، فى جمعية «حبات القلوب» المتواضعة بعزبة النخل الخاصة بالأطفال والأيتام المعاقين.

 مصير ذوى الإعاقة

تقول د نيرى السعيد صادق، مدير عام جمعية حبات القلوب لأطفال ذوى الإعاقة: أن احتضان أطفال ذوى إعاقة أمر شاق جدًا يحتاج لمجهود بدنى ونفسى ومادى مضاعف، ولن يجازف شخص باحتضان أحد من أولادها وأقصى ما يقدم لهم هو الكفالة داخل الجمعية التى هى سبيل الربط بين هؤلاء الأطفال ومن يكفلونهم. 

كما أشادت السعيد بدور وزارة التضامن الاجتماعى فى رفع كفاءة الجمعيات والمؤسسات لضمان حياة كريمة للأطفال الأيتام وكريمى النسب بشكل عام وبذوى الإعاقات بشكل خاص. 

وأضافت، أن كفالة الأطفال بشكل عام تحتاج لوقت وجهد ومال وعند الحديث عن كفالة ذوى الإعاقة تتضاعف هذه الاحتياجات حيث تبذل الجمعية 200 ألف جنيه شهريًا لتغطية المتابعات الصحية والعلاجية لـ40 طفلاً داخل الجمعية وتغطية احتياجاتهم الأساسية ونفقات العاملين والأطباء المختصين. 

 أبناؤك ازدادوا واحدًا

من جانبه يقول الدكتور عبدالفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين: إن الدين يشرع الكفالة والاحتضان، والاحتضان أعظم ثوابًا حيث يعيش المتكفل معك داخل منزلك، فيضاعف الأجر والثواب، وببلوغ الطفل ذكرًا كان أو أنثى فإنه لم يعد يتيمًا، واستمرارك فى احتضانه له أجره الذى يقدره الله لك، والاحتضان حسن طالما الأسرة البديلة لديها قدر كافٍ من الوعى وقادرة على تحمل المسئولية.

ويضيف، أن قرار الاحتضان يعادل إقرارك بأن أبناءك ازدادوا واحدًا، فليس عليك كسوته ومأكله وملبسه فقط، بل على الراعى تحمل احتياجاته النفسية أيضًا من توفير الأمان والبيئة النفسية السليمة. 

 الموقف لا يحتمل الكذب

ويشدد د.عبد الفتاح على أن الطفل المحتضن لابد من أن يبلغ باحتضانه، فلا يخفى عنه أمره، فالموقف لا يحتمل الكذب، لأنه لا بد أن يعى أن ليس له فى ميراث الأسرة شيء إلا ما يوهب له، وفى حالة عدم إرضاعه فليس له الخلوة بأهل البيت من النساء عند بلوغه إن كان المكفول ذكرًا وعليها الالتزام الشرعى إن كانت المكفولة أنثى، وهذه المعاملات المختلفة ستؤثر فى نفسيتهم بالطبع إن لم يتم التمهيد لها بوعى وحكمة فاصطدام الطفل بها فجأة يؤدى لعواقب وخيمة.

 الاحتضان لغير المتزوجين

ويؤكد أن الاحتضان لغير المتزوجين لابد من ضرورة الموازنة الشرعية فى هذه الحالة، فقولًا واحدًا لا يجوز للرجل غير المتزوج أن يحتضن فتاة، وبالعكس لا يجوز للمرأة غير المتزوجة أن تحتضن فتى، لما فى ذلك من باب شرور كثيرة لا بد من البعد عنها.

 نفسي حد يحتضني

وفى جولة لـ«روزاليوسف» داخل ممرات المؤسسات ما بين بنين وبنات خالطتهم لاستطلاع آرائهم فى قضية الاحتضان تقول إيمان 14 سنة: «آه طبعًا نفسى حد يحتضنى على الأقل مش هيتقالى إنى تربية ملاجئ ولا أنى عايشة على التبرعات» بينما عبر حسن عاشور 13 سنة عن حبه لتجربة الاحتضان ولكن فقط إذا توافر له الفرصة لترك أسرته البديلة إذا شعر أنه يفتقد الأمان معهم، كذلك شجع أمير عادل 13 سنة وعلاء سمير 13 سنة الفكرة بشرط السماح لهم بزيارة إخوتهم بالمؤسسة. 

 أكره الأهل

على الجانب الآخر يقول آدم محمد 14 سنة: إنه لا يحب فكرة الاحتضان ويفضل أن يظل مع إخوته داخل المؤسسة، بينما يرى جميل فكرى 20 سنة، أن الاحتضان لابد أن يكون للأطفال قبل أن يدركوا معنى الاستقلال واعتمادهم على ذواتهم أى تقريبًا قبل أن يتخطوا الـ 9 سنوات حتى تستطيع الأسرة البديلة التكيف معهم وليظل لدى هؤلاء الأطفال فرصة ليشعروا بأنهم يريدون من يرعاهم، ولكن فور إدراكهم لاستقلالهم لن يستطيعوا التكيف مع فكرة الاحتضان وسوف يتسبب فى مشكلة للطفل والأسرة البديلة.

 وتقول آية 15 سنة: «أنا مش موافقة ومبكرهش فى حياتى حاجة قد الأهل، إذا كان أهلى رمونى اللى هياخدونى هيكونوا أحن عليا منهم، مسيرهم يرمونى ويزهقوا منى!»، لتعلق بطوط 17 سنة أنها لا تريد من الناس الاحتضان ولكن تريد منهم مساعدتها لمعرفة أهلها الحقيقيين إن كان لها نسب، وإن لم تجد من يساعدها على ذلك فمن جانبها ستظل بالمؤسسة لعل يحمل لها الحظ من نصيب أمل، وأمل هى إحدى فتيات المؤسسة، كفلها رجل كريم منذ أن كانت طفلة وألحقها بالتعليم الثانوى لنبوغها فى الدراسة حتى دخلت كلية الدراسات الإسلامية وتخرجت بتقدير عام جيد، حتى تزوجت من عبد الرحمن المحامى 29 عامًا وهو ليس ابن مؤسسة ولكنه- وياليت الكل عبد الرحمن- لم يهتم إن كانت «بنت حرام» أو كونها «تربية ملاجئ» أو إحدى «بنات المؤسسة»، هى فقط أمل.