السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صعود صلاح ورفاقه بطلوع الروح لدور الـ«16» هل يستكمل «كيروش» المسيرة نحو اللقب؟

نجح منتخب مصر الأول، فى الصعود من دور المجموعات، لدور الـ16، فى بطولة كأس الأمم الإفريقية، المقامة فى الكاميرون، بعد أن حل وصيفًا فى مجموعته والتى تزعمها منتخب النسور الخضر، بثلاثة انتصارات متتالية، بينما خسر الفراعنة فى مستهل مشوارهم الإفريقى بهدف نظيف، أمام منتخب نيجيريا، من ثم نجحوا فى تحقيق الفوز فى المباراة الثانية والثالثة أمام منتخبات غينيا بيساو، بهدف مقابل لا شيء سجله محمد صلاح، وفاز بنفس النتيجة على منتخب السودان الشقيق، فى ختام مباريات المجموعة، لتصعد مصر برفقة منتخب نيجيريا، لدور الـ16.



عجب العجاب فى الكان بنسخته الحالية، حيث قام الصغار بتغيير خارطة الطريقة فى القارة السمراء، فى نسخة المفاجآت، حين قامت المنتخبات ذات التاريخ الضعيف كرويًا فى إحراج الكبار، والوقوف أمامهم الند بالند، من يصدق أن منتخب غانا «البلاك ستارز»، يودع البطولة من الأدوار التمهيدية، ومنتخب الجزائر محاربو الصحراء، قبل الجولة الأخيرة كانوا يتزيلون قاع المجموعة، ومنتخب تونس، يهزم فى أولى مبارياته، ومنتخب مصر، صاحب الرقم القياسى فى حصد اللقب بواقع 7 بطولات، فى 3 مباريات يسجل هدفين،  بواقع هدف فى كل مباراة، وتستقبل شباكه هدفًا، أى رصيده هدف واحد فى دور المجموعات، الرأس الأخضر يتعادل مع أسود الكاميرون، إيجابيًا، ومنتخب جزر القمر يسحق منتخب غانا بثلاثية، منتخب سيراليون، كل هذا كان مجرد سرده قبل انطلاق الكان، فى نسخته رقم 33، يعد دربًا من دروب الخيال، ولكن تحقق خلال الأيام الماضية فى دور المجموعات لكأس الأمم الإفريقية بالكاميرون، ليتفوق الصغار على الكبار ويحرجونهم بالأداء، وإن كانت تتوفر بعض الإمكانيات والخبرات، تبدل الحال الآن وكنا نشاهد أباطرة القارة يودعون البطولة فى مشهد مهين ومخيب لجماهيرهم.

 كيروش الحائر المحير

 كارلوس كيروش، المدير الفنى لمنتخب مصر الأول، حائر منذ أن تولى القيادة الفنية لمنتخب مصر، لا يعرف الاستقرار على التشكيل، الثبات على قوام معين، لوغاريتم بالنسبة له، الضم والاستغناء عن اللاعبين، مثل الطعام والشراب له، كل هذا كانت له عواقب سلبية على أداء الفراعنة، وجعل الكثير يترحم على أيام حسام البدرى، المدير الفنى السابق للمنتخب، رغم السخط الجماهيرى والاعتراض  وعدم الاقتناع الإعلامى، ولكن البرتغالى كيروش، وصَّل هذا الشعور للجميع أن يترحموا على أيام البدرى، وجعل الحيرة تنتشر بين الجماهير والوسط الرياضى، والتى وصلت لحد السخرية، أحيانًا من عمليات التباديل والتوافيق، التى يفعلها دومًا فى قوام المنتخب الأول، لدرجة جعلتهم يكتبون ويعلقون عبر صفحات التواصل الاجتماعى، عن إمكانية الدفع بالحارس محمد الشناوى، فى مركز رأس الحربة، وأن يحرس عرين الفراعنة محمد صلاح.

 الدوبلير صلاح

محمد صلاح نجم منتخب مصر الأول، والمحترف فى ليفربول الإنجليزى، فخر العرب والذى يصول ويجول فى الملاعب الأوروبية، ويلدغ جميع الحراس، ويزوغ من كل الدفاعات العالمية، الذى لم تفلح رقابات المدافعين فى إيقاف خطورته، ولا خطط المدربين  فى إخماد انطلاقاته، ولا تكتلات الفرق فى التصدى لتسديداته، وبالفعل هو مفخرة مصرية وعربية وإفريقية فى بلاد الخواجات، ولكن حين ينضم لمنتخب مصر الأول، للعب فى المحافل والمناسبات الدولية، يتبدل الحال، ويفقد خطورته، وتلجمه انطلاقته، وتتلعثم أقدامه بين أقدام المدافعين، والذين يعدون أقل فى القوة والفكر والمهارة، من ذويهم فى الملاعب الأوروبية،؛ حيث يصاب بشلل حركى، وينتابه فقد جزئى للذاكرة الكروية، لحين العودة لفريقه.

تتردد أقاويل كثيرة، لرفع الظلم عن النجم المصرى محمد صلاح، وتختلق المبررات، وتدخل فى جو المقارنات، شوف هو يلعب بجوار مين هناك، وبيلعب مع مين هنا، مين يمرر له هنا، ومين هناك، وعلى جانب آخر يضعون الكثير فى مقارنة مع بعض النجوم الذين كانوا يلعبون لمنتخبات أقل فى التاريخ والإمكانيات من منتخب مصر، وتملك لاعبين أقل بكثير من اللاعبين الحاليون، ولكنهم كانوا يتألقون ويلمعون، مع منتخباتهم، مثل جورج ويا، مع منتخب ليبيريا، كالوشا بواليا مع منتخب زامبيا، عبيدى بيليه مع منتخب غانا، دروجبا مع منتخب الساحل العاج، الحجى ضيوف، مع منتخب السنغال، وأخيرًا النجم رياض محرز، مع محاربى الصحراء، والذى نجح مع منتخبه فى حصد اللقب فى نسخته الماضية، حين كانت تقام البطولة فى مصر، وكان يشارك فيها الفرعون المصرى محمد صلاح، كانوا يتألقون مع منتخبات بلادهم ويظهرون بمستوى عالٍ، مثل التألق مع فرقهم.

النجم المصرى محمد صلاح، ما زال أمامه فرصة كبيرة، للرد على  المشككين، وإخراس ألسنتهم باللعب فى المباريات المقبلة بشكل أفضل، ويكون له دور أكثر تأثيرًا مع الفراعنة، ويساعد فى حصد اللقب الغائب منذ 2010.

القادم أصعب ولكنه ليس بالمستحيل

أداء المنتخب المصرى، فى تقدم ملحوظ، ولكنه ليس المأمول، حيث تصاعد الأداء تدريجيًا من مباراة نيجيريا، فى مباراة غينيا بيساو، ونجح فى تحقيق الفوز بهدف نظيف، ثم تحسن نسبيًا أمام صقور الجديان، وفاز بهدف يتيم أيضًا، ليصعد لدور الـ 16، كوصيف للمجموعة الرابعة، برصيد 6 نقاط، ويبقى حلم الوصول للمربع الذهبى، ومن ثم المباراة النهائية حلمًا مشروعًا، ولكن عقبة الأداء المذبذب، مع تقاليع كيروش، تعد حائل صد قد يمنع هذا الحلم من التحقيق، متبقى 4 مباريات بـ 360 دقيقة، ما لم تصل أى مباراة للوقت الإضافى، هذه الدقائق كفيلة أن تمحو أى آثار سلبية قد تسبب فيها كارلوس كيروش، منذ أن تولى مهام منتخب مصر الأول، وتجعلنا نتقبل تأليفه فى التشكيل، والشيزوفرينيا التدريبية، ونشيد بالأداء السريالى، غير المعروف من قبل النقاد والخبراء والجمهور حتى الآن ولكن الفوز والوصول كأقل تقدير للمباراة النهائية يجعلنا نسامح ونعفو ونشيد.

 السيناريو الأسوأ لـ«كيروش»

ماذا لو فشل المنتخب فى التأهل لدور الـ 8،  وخسر المباراة القادمة، هذا السيناريو رغم كونه من أسوأ السيناريوهات المقترحة، ولكنه قابل للطرح والذى قد يعجل بالقضاء، على جيل كامل، ورحيل البرتغالى كيروش، وسوف يكون له تأثير سلبى على التأهل للمونديال القادم، بكل تأكيد، لذلك يسعى كيروش، ورفاقه بعدم السماح للجماهير بمشاهدة هذا المشهد الكئيب، وبلوغ دور الـ16، عملًا بمقولة «الفوز يحضر فوز»، ومن الواضح أنه تخلى عن العنجهية التدريبية، وامتثل لفكرة ثبات التشكيل وكان لهذا ثماره بالفوز فى لقائى غينيا بيساو، والسودان.

بالفعل قد اعترف كارلوس كيروش بهذا حين قال عقب لقائه أمام منتخب السودان، «لقد ارتكبنا بعض الأخطاء وحاولت السودان استغلال ذلك ولكننا كنا الأفضل، وأضاف أريد التأكيد على ذلك وأشكر اللاعبين على أدائهم المميز رغم أننا كنا نستطيع تسجيل أكثر من هدف، وكنا الفريق الأفضل فى الملعب،حيث لعب منتخب السودان، على الهجمات المرتدة ولكننا سيطرنا بأسلوبنا، نجحنا بتحقيق الهدف وهو الفوز والصعود لدور الـ 16، وسوف نسعى لتحقيق المزيد فى البطولة». 

كل المفاجآت واردة

هل تشهد الجولات القادمة مفاجآت كما كان هو الحال، فى دور المجموعات، ونجد فى النهائى أحد طرفى المباراة النهائية منتخبا حديث العهد على النهائيات، أو يكون طرفا المباراة الختامية منتخبين يصلان للمرة الأولى، لهذا الحدث الكبير، بهذا الشكل الذى كان عليه دور المجموعات كل شيء وارد،  كون خريطة إفريقيا قد تغيرت بشكل كبير عن سابقتها، وقد يشهد دور الـ16، أيضًا مفاجآت من العيار الثقيل، وقد نرى منتخبًا مثل جزر القمر، أو الرأس الأخضر، أو سيراليون قد ينجح فى حمل لقب القارة للمرة الأولى فى تاريخه.