الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بحضور الرئيس.. عقد نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان الدولى السيسى لشباب العالم: انتبهوا لما يتم طرحه.. وحريصون على حقوق الإنسان من منظور فكرى شامل

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الثلاثاء الماضى، فعاليات نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان الدولى التابع لمنظمة الأمم المتحدة «UNHRC»، ضمن الفعاليات الرئيسية لليوم الثانى من منتدى شباب العالم، وقد أكد الرئيس أن مصر حريصة على حقوق الإنسان من منظور فكرى ومن خلال معتقدات تمارسها، مشددًا على ضرورة أن ينتبه شباب العالم، وأن يكون لديهم العقلية النقدية لما يتم طرحه، بحيث يستمعون ويرون ثم يقررون بعقولهم، للوقوف على حقيقة وأسباب ما أصاب عديد الدول من خراب وانتهاك لحقوق الإنسان بها.



 

اهتمام الرئيس السيسى بحضور تلك الفعالية كانت له دلالته الواضحة، بالتأكيد على استمرار النهج الذى اتخذته الدولة المصرية فى تبنى رؤية تهدف إلى النهوض بجميع حقوق الإنسان فى مصر، من خلال تعزيز احترام وحماية جميع الحقوق المدنية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، المتضمنة فى الدستور والتشريعات، والاتفاقيات الدولية والإقليمية، تحقيقًا للمساواة وتكافؤ الفرص دون أى تمييز، وقد ظهر ذلك جليًا من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وكذلك العديد من المبادرات الرئاسية التى تكفل تحقيق المساواة، وصولًا لإعلان 2022 عاما للمجتمع المدنى.

شارك فى نموذج المحاكاة هذا العام 115 شابًا من مختلف الجنسيات، لتمثيل 47 دولة أعضاء مجلس حقوق الإنسان الدولى التابع لمنظمة الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ثمانى دول من الدول المُراقبة بالمجلس، فضلًا عن تمثيل 15 من المشاركين للمنظمات غير الحكومية، وخمسة مشاركين لتمثيل المجالس القومية، بالإضافة إلى رئيس المجلس والمفوض السامى لحقوق الإنسان والسكرتارية.

وقد أقيمت الجلسة تحت عنوان «تداعيات جائحة كورونا على التمتع بحقوق الإنسان».

جدير بالذكر أن مجلس حقوق الإنسان الدولى فى دورته الحادية والأربعين، أصدر أول قرار أممى تتم فيه الإشارة إلى المساهمات التى قدمها منتدى شباب العالم بنسختيه الأولى والثانية، باعتباره محفلًا دوليًا لمناقشة القضايا العالمية من منظور الشباب.

 رسائل حاسمة 

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مصر حريصة على حقوق الإنسان من منظور فكرى ومن خلال معتقدات تمارسها، مشددا على أن جهود الدولة المصرية المتعلقة بحقوق الإنسان وعدم التمييز لم تقدم عليها تحت أى نوع من أنواع الضغوط، بل فى ضوء المعتقدات والأفكار التى تؤمن بها.

وقال الرئيس السيسى، فى مداخلة أمام جلسة «نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان الدولى بالأمم المتحدة»: إن التنوع والاختلاف سنة من السنن الكونية، وأن التنوع والاختلاف بين الدول هو الواقع، مضيفًا: «مش هنقدر نخلى العالم كله واحد أو يتكلم لغة واحدة، وأتصور لو فكرنا نعمل ده أنه الكل له لون سياسى واحد، أو فهم أو ممارسة واحدة، أخشى أن يكون شكلا من أشكال الاستعلاء بالقدرة والإمكانيات، والاستعلاء بالممارسة، ومش أنا اللى بقول كده للترويج لحاجة أو الدفاع عن حاجة.. ده واقع الدنيا كلها موجودة فيه».

وأضاف الرئيس: إن جائحة كورونا كانت عالمية، ولم تعط فرصة للدول فى التعامل معها إلا من خلال فرض إجراءات وقيود، متابعًا: «الدول الغربية فرضت قيود بسبب كورونا، وهذه القيود كانت ضد مبادئ ومفاهيم يتصورونها مثل حرية التنقل والتطعيم، ولكن المصلحة العليا للعالم اقتضت اتخاذ إجراءات وقيود هدفها حماية العالم، والدولة الوطنية فى هذه الدول، فحقوق الإنسان لا تقتصر على حرية التعبير فقط والممارسة السياسية، بل تمتد للأمور الاقتصادية والاجتماعية.. وإحنا فى مصر حريصين على حقوق الإنسان من منظور فكرى ومعتقدات نمارسها».

وأكد الرئيس السيسى أن مجابهة الأوبئة والأمراض الخطيرة والزيادة السكانية والسيطرة عليها هى أمور من المهم وضعها فى بند من بنود حقوق الإنسان، مبينًا أن هذا الموضوع يمثل تحديًا كبيرًا للكثير من الدول، مشيرًا إلى أن النمو السكانى فى الدول الغربية متوقف وثابت على مدى 40 عامًا، بما يعنى أن بنيتها الصحية ليست بحاجة إلى دعم، ولكن دولة على غرار مصر بها زيادة سنوية بنحو 2.5 مليون نسمة، وكل عام نحتاج إلى تعزيز، ليس للبنية الصحية فقط، وإنما للبنية التعليمية بما تتضمنه من مدارس وجامعات، وهو أمر يجب أن يوضع فى الاعتبار على أنه تحدٍ من التحديات.

وتساءل الرئيس: «ماذا لو لم تقدم الدولة تعزيزًا للعملية الصحية يتناسب مع حق المواطن المصرى فى الصحة، فهل تكون وقتها قد قصرت فى حق مواطنيها فى توفير العلاج الصحى الجيد وأيضًا الأمر نفسه على توفير التعليم الجيد؟ وهل هذا يعد تقصيرًا فى حقوق الإنسان»؟، وأجاب الرئيس: «يجب وضع كل هذه الأمور عند تناول حالة حقوق الإنسان فى مصر باعتبارها تحديًا يواجه الدولة المصرية وهو ما يتطلب أن يكون التناول متكاملاً وشاملاً».

وقال الرئيس السيسى: إن مصر رصدت 100 مليار جنيه لمواجهة جائحة كورونا رغم ظروفها الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الجائحة ضربت بشكل كامل قطاع السياحة الذى كان يدر مبلغًا يتراوح ما بين 14 و 15 مليار دولار، كما تأثر قطاع النقل وقناة السويس بشكل كبير مع تأثر حركة النقل فى العالم كله وهذا القطاع كان يدر أموالاً، لافتًا إلى أنه رغم تلك الصعوبات لم تتقاعس الدولة المصرية فى حق شعبها دون تمييز، وبمن فيهم اللاجئون الذين تستضيفهم مصر على أراضيها.

وتساءل الرئيس السيسى: «أليست الهجرة حقا من حقوق الإنسان؟، مشيرا إلى أن مصر تستضيف 6 ملايين لاجئ جاؤوا إليها نتيجة وجود صراعات أو محدودية القدرات وحجم الفقر الموجود فى دول قريبة منا، مشددا على أن مصر لم ترفض استضافتهم، بل رفضت أن يسكنوا المخيمات على أراضيها، وتم دمجهم فى المجتمع المصرى ويحصلون على جميع الحقوق من مأكل ومشرب وتعليم وصحة وغيرها، رغم أن قدراتنا ليست على قدر كبير من التقدم مثل الدول الغنية، لكن رغم ذلك تمت إتاحة ما لدينا لهم دون الكثير من الكلام، ولم نسمح أن نكون معبرًا لهم ليلقوا مصيراً قاسياً فى البحر المتوسط أثناء هجرتهم إلى أوروبا، متابعًا: «إننا نتحدث عن رقم كبير جدا ليسوا 5 آلاف أو 10 آلاف يرفض أصدقاؤنا فى أوروبا أن يستقبلوهم، بل نتحدث عن 6 ملايين إنسان موجودين فى مصر ليسوا بمعسكرات لاجئين».

وأعرب الرئيس السيسى عن سعادته بتناول هذا الموضوع المهم ضمن جلسات منتدى شباب العالم الرابع وربطه بجائحة كورونا وتأثيرها، لافتا إلى أن الجائحة كانت كاشفة، وأن موضوع الهجرة وتعامل الدول معها هو أيضا كاشف لفكرة ومفهوم وممارسة حقوق الإنسان، وتساءل الرئيس: هل ستستقبلون من لا يملك فرصة أم تحافظون على مجتمعاتكم ومكتسباتكم وقدراتكم الاقتصادية ولستم مستعدين لأن تقدموا شيئاً لأحد؟

وقال الرئيس السيسى إن مصر نجت من الخراب والدمار الذى استهدف المنطقة العربية، لافتا إلى ما تعرضت له ليبيا وسوريا واليمن والعراق والصومال، مشيرا إلى معسكرات اللاجئين التى يتواجد بها ملايين البشر، محذرًا من مخاطر استمرار ملايين الأطفال داخل تلك المعسكرات، متسائلًا: ماهو نتاج استمرارهم فى تلك المعسكرات لمدة عشر سنوات، فالطفل الذى كان عمره 7 سنوات أصبح 17 سنة، وهم بالملايين وليسوا بالآلاف؟

مضيفًا: من قام بالعمل على هدم هذه الدول لم يلتفت إلى أن عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول هو حق من حقوق الإنسان، حتى لا نخربها ولا نترك مواطنيها يعانون.

وأكد الرئيس السيسى على ضرورة أن ينتبه الشباب فى أى دولة بالعالم وأن يكون لديهم العقلية النقدية لما يتم طرحه، بحيث يستمعون ويرون ثم يقررون بعقولهم، مشيرا إلى الدول التى تعرضت إلى الضرر والخراب وتم انتهاك حقوق الإنسان بها، معربًا عن خشيته من أن يؤثر التنافس السياسى والمصالح على الاجراءات التى تتم وفى النهاية تكون ضحيتها دول تضيع شعوبها وتُخرّب ولا يكون لها مستقبل لمدة 50 أو100 سنة قادمة.

وقدم الرئيس السيسى، فى ختام كلمته، الشكر لجميع المشاركين فى الجلسة - بمن فيهم من هاجم مصر بمنتهى الشدة - قائلا: «شعرت أن الخطاب قاسٍ جدًا، لكن صدقونى الواقع المتواجد فى مصر ليس كذلك بالمرة، وبالتالى هذا شكل من أشكال الإساءة بقصد أو بدون قصد للدولة المصرية».

 ممثل مصر.. اعتراض وتوصيات

رفض عبداللطيف فاروق، ممثل مصر فى جلسة نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان الدولى، ما ورد خلال كلمة ممثل منظمة غير حكومية عن انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر، مؤكدًا على جهود الدولة من أجل ترسيخ حقوق الإنسان، حيث عملت الدولة المصرية على تحقيق مقاربة فى حقوق الإنسان، بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، التى تعد ترجمة واقعية للنصوص الدستورية.

كما أعلن عن توصيات بشأن جائحة كورونا، تمثلت فى: أولاً: توصية المجتمع الدولى باتخاذ التدابير وتصدير المواد الخام الخاصة بتصنيع اللقاحات، ثانيًا: التضامن والقضاء على مظاهر التفاوت الاقتصادى بين الدول المتقدمة والنامية، ثالثًا: ضمان الحقوق والحريات والالتزام عند وضع التدابير الخاصة بالجائحة دون تمييز، رابعًا: الاهتمام بكبار السن من المرضى والعاملين بالمجال الطبى خلال العمل على مواجهة الجائحة، خامسًا: عقد حلقة نقاشية بالتمتع بحقوق الإنسان بمنظوره الشامل والحصول على اللقاحات فى أقرب وقت ممكن، سادسًا: تمكين المجتمع المدنى فى توفير المعلومات على أرض الواقع، سابعًا: القضاء على جميع التمييز العنصرى، ثامنًا: احتواء آثار وتداعيات جائحة كورونا على البشرية.