الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

جلسة نقاشية أدارها رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» «السلم والأمن العالمى» على مائدة منتدى الشباب

شهدت فعاليات منتدى شباب العالم، الثلاثاء الماضى، عقد جلسة نقاشية تحت عنوان «السلم والأمن العالمى ما بعد الجائحة»، وهدفت الجلسة لمناقشة تأثيرات الجائحة على الأمن والسلم الدوليين، ونشاط التنظيمات الإرهابية فى ظل وباء كورونا، ووضع اللاجئين والمهاجرين فى عالم ما بعد الجائحة، وقد أدار الجلسة أحمد الطاهرى رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف»، وشارك فيها العديد من الخبراء والمسئولين الدوليين.



ناقشت جلسة السلم والأمن العالمى ما بعد الجائحة، الأوضاع العالمية وسبل تحقيق السلام والأمن العالمى، وضرورة تعاون المجتمع الدولى للقضاء على الإرهاب، الذى استغل فترة الإغلاق الكلى أو الجزئى فى دول العالم المختلفة بسبب جائحة كورونا؛ لنشر أفكاره وتجنيد الشباب.

وقد شارك فى الجلسة العديد من الخبراء الدوليين، وهم: ميغيل أنخيل موراتينوس الممثل السامى لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، وهومر مافرماتيس سفير دولة قبرص بالقاهرة، وبانكولى أديوى مفوض الشئون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الإفريقى، ومارتين بابلو ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فى مصر، والدكتورة عزة هاشم الخبيرة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية.

التعاون لإنقاذ البشرية

قال الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، مدير الجلسة فى منتدى الشباب: إن العالم الآن يحتاج إلى تعاون كل الدول من أجل إنقاذ البشرية من خطر الإرهاب، وأن تجربة كورونا أثبتت أن العالم فى حاجة ماسة للتعاون سويا، خاصة بعد تنامى ظاهرة الإرهاب التى استغلت انشغال الحكومات المختلفة بمكافحة فيروس كورونا وقامت بتجنيد الشباب، وساهم الوضع العالمى وحالة الخوف من الفيروس فى قبول أى أفكار ترتبط بالخطاب المتطرف فكريًا.

وأضاف أن منتدى شباب العالم هدفه الأساسى هو خلق حالة من الحوار بين الشباب من مختلف دول العالم؛ من أجل التوصل إلى رؤية موحدة تعبر عن موقف الشباب وتقديمها إلى حكومات العالم، من خلال منظمة الأمم المتحدة التى اعتمدت منتدى شباب العالم كمنصة دولية للحوار.

وأشار الطاهرى إلى أنه لا سبيل أمام دول العالم غير التعاون من أجل التوصل لتعريف محدد لمصطلح الإرهاب؛ لوضع استراتيجية عالمية لمفهوم الإرهاب؛ لكى نتمكن من القضاء عليه، مؤكدًا أن مشكلة الإرهاب ليست لدى دولة محددة، بل يعانى منها مختلف دول العالم.

تعزيز الدبلوماسية الوقائية

وأوضح ميغيل أنخيل الممثل السامى للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، أن الجائحة كشفت عن تنامى الخطب الشعبوية فى كل الدول، وأن العالم مترابط بشكل عميق، حيث لا توجد حدود وإنما إنسانية واحدة، وأنه لا يمكن تجاهل الاعتبارات والعوامل الجديدة بعالم ما بعد الجائحة، مشددًا على ضرورة تعزيز الدبلوماسية الوقائية؛ لأن الجائحة تؤثر على السلام والأمن الدوليين، وتهددهما بسبب انتشار الإرهاب وغيره من التحديات.

دعم مصر فى أزمة المياه

بينما أكد هومر مافروماتيس سفير قبرص فى القاهرة على أهمية المنتدى لمناقشة القضايا العالمية، وأن الجائحة مثلت تحولًا فى سياسات الدول، حيث انطلقت للبحث عن حل لمشاكل الإرهاب والتطرف العنيف، وحماية الأمن بعد الجائحة ومنع النزاعات وإعطائها الأولوية، وأن قضايا التهريب والجريمة المنظمة مثلت تحديًا رئيسيًا استوجب إجراءات حماية استباقية.

مؤكدًا أن قبرص تعمل على تعزيز العلاقات مع مصر وجوارها؛ لدعم الإجراءات الرامية للتصدى للهجرة وانتشار التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية تمثل أهم القضايا الأمنية فى المنطقة بعد الجائحة؛ نظرًا لتصاعد أزمات المياه وهو ما تواجهه مصر حاليًا، مشددًا على دعم قبرص للموقف المصرى فى هذا الشأن، وأنه يجب تعزيز دور الأطراف الفاعلة والالتزام بالقانون الدولى لتجاوز مشكلات بناء السلام.

إشادة دولية بتعامل مصر مع اللاجئين

بينما كشف بابلو ماتيو ممثل المفوضية السامية لشئون اللاجئين فى مصر، عن وجود 83 مليون شخص بين لاجئين ونازحين وطالبى لجوء، وأن التحدى الأول يتمثل فى تسبب الجائحة فى غلق الحدود، والتحدى الثانى كان طلب بعض الدول من اللاجئين وثائق للحصول على الخدمات الصحية، مشيدًا بدور مصر فى تعاملها مع اللاجئين وأنه كان «سخيًا» فيما يتعلق باللقاحات والخدمات الصحية.

«الكوفيد» ونشر أفكار الإرهابيين

وقال بانكولى أديوى مفوض السلم والأمن الأفريقى: إن تداعيات الجائحة على الأمن والسلم تفاقمت خصوصًا وأنها أثرت على الكثير من الأمور كالأمن والسلام والتنمية المستدامة والرفاهية، كما عقّدت من ساحات الصراع المنتشرة فى أنحاء القارة، حيث سمحت للإرهابيين بنشر أفكارهم وممارساتهم، كذلك صعبت على المنخرطين فى عملية صنع السلام أداء مهامهم فى ظل الجائحة، موضحًا أن هناك الكثير منهم فى الساحل والصومال وموزمبيق قد مُنعوا من المشاركة نتيجة القيود التى فرضت فى ظل الجائحة.

وأضاف أن الاتحاد الأفريقى كان لديه العديد من المبادرات التى توقفت بسبب الجائحة، وأنها أثرت على عدد من الأنشطة التى تؤديها قوات حفظ السلام والدبلوماسيين فى المناطق المختلفة، بالإضافة لتعذر الشباب الحصول على فرص العمل، مما أدى إلى ارتفاع معدل البطالة، وهو ما أدى إلى ارتفاع التوتر فى تلك المناطق، موكدًا على أهمية تكنولوجيا المعلومات فى مواجهة الجائحة، منوهًا لتبنى الاتحاد الأفريقى مبادرة “الشباب الواعي” لتشجيع الشباب على المشاركة فى عدد من الأنشطة لتقليل حدة التوتر القائم.

بينما أشارت الدكتورة عزة هاشم الخبيرة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى تأثر التنظيمات الإرهابية بالجائحة، ولكن الفرضيات الخاصة باحتمال تأثير الجائحة على ارتفاع معدل العمليات الإرهابية تم نفيها، وذلك مع تراجع عدد العمليات الإرهابية، موضحة أن استغلال التنظيمات للجائحة قد تم عبر تضخيم المظلوميات، ونشر أفكار مسمومة بأن الفيروس عقاب إلهى.

وأشارت فى ختام حديثها إلى أن الحالة النفسية فى وقت الأزمات تكون سانحة لتقبل أفكار لم تكن ليتم قبولها فى الأوقات العادية، وحاولت التنظيمات تكثيف نشاطها لنشر أفكارها ورسائلها، واستثمار الظروف الإغلاقية والقيود لجذب وتجنيد عناصر جديدة لصفوفها.

تحديد تعريف للإرهاب

وأكد جون الترمان نائب رئيس مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، أن التحدى الأول فى دراسة الإرهاب فى المرحلة الراهنة هو تحديد التعريف، هل هم الإخوان أم حماس أم تنظيم القاعدة، مشيرًا إلى أن الحكومات استجابت بطرق مختلفة، وهو ما أدى إلى تعزيز فرص التنظيمات الإرهابية لتصدر المشهد والعودة إلى السيطرة على البلدان وساحات الصراع، وأن الحكومة فى أفغانستان لم تستطع السيطرة على المشهد، مما منح طالبان الفرصة لتصدر المشهد، منوهًا لضرورة أن يكون لدى الحكومات القدرة على تمييز المجموعات من دون الدول، وذلك فى ظل سعى التنظيمات الإرهابية لتقديم الخدمات التى فشلت الحكومات فى توفيرها، ولكن رغم ذلك فشلت، إذ فشل تنظيم داعش فى توفير خدمات أفضل لأفراد مناطق سيطرتها بسوريا والعراق، وأن هذا التداخل بين فشل التنظيمات وعجز الحكومات ثنائية لاستمرار المشهد بالشرق الأوسط، وقد رأينا مجموعات معارضة فى سوريا وليبيا، وهذا ليس الطريق الذى نريده.

تهديد الأمن العالمى

وأشادت كارميلا جودو المدير الإقليمى لمنظمة الهجرة الدولية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بدور مصر فى إدارة المنتدى للحديث حول القضايا العالمية، وأوضحت أن الدول تبنت بعد الجائحة قيودًا أدت إلى تصاعد الهجرة غير النظامية، مما أسفر عن وفاة عدد منهم وخروج الأطفال والشباب والمهاجرين من التعليم، وهو ما يشكل تهديدًا للأمن العالمى، وانطلاقًا من هذا يجب العمل على تعزيز فرص العيش والعمل المستدام وتعزيز مسارات الهجرة المنتظمة. 

حوكمة دولية لحل القضايا

وأشار جوستان فايس رئيس منتدى باريس للسلام، إلى أن المنتدى يهتم بمعالجة المشكلات العالمية كتغير المناخ والبيئة وغيرها، وأن الحكومات اجتمعت فى باريس نوفمبر الماضى لمناقشة قضايا البيئة، وأن المنتدى يركز على السلام وليس الحرب، مضيفًا أن قضايا المياه والمناخ والمهاجرين يمكن حلها عبر معالجة الأوضاع المتسببة فيها، مؤكدًا على خطورة التغير المناخى والهجمات السيبرانية والفيروسية، ومنوهًا لضرورة وجود حوكمة دولية لتلك القضايا.

توصيات ختامية

وقد أصدر المشاركون فى الجلسة عدة توصيات فى ختام أعمالها، تضمنت دمج اللاجئين فى المبادرات والمنظمات والتقرب منهم، وإتاحة الفرصة إلى اللاجئين فى قطاع التشغيل، لاسيما بالقطاع الطبى (500 لاجئ فى مصر احتفلوا بالتخرج فى كليات الطب مؤخرًا)، وضرورة تطبيق المكافحة الرقمية، وتسليط الضوء على جميع أنماط الإرهاب، وإصلاح المنظمات الدولية، وتطوير آليات الاستشراف والتنبؤ والإنذار المبكر، وطرح مبادرة تتضمن إطلاق استراتيجية دولية تستهدف تعزيز التضامن الإنسانى والاجتماعى دوليًا، وخلق فرصة ومجال أكبر لدعم السلم والأمن الدوليين فيما بعد الجائحة.