الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ياسمينا صالح رئيس فريق مركز هوية مصر لـ«روزاليوسف»: حلم حياتى الوقوف أمام الرئيس السيسى.. وقد تحقق

أنا آسفة



بقى بس الوقفة قدام حضرتك ليها رهبة رهيبة.. وده كان حلم بقاله كتير أوى، هكذا عبرت ياسمينا صالح رئيس فريق مركز هوية مصر بالجامعة الألمانية، بعفوية وصراحة عن مشاعرها المليئة بالتقدير والرهبة للرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء عرضها تفاصيل مشروع الهوية البصرية لمحافظة أسوان، وذلك فى ختام فعاليات أسبوع الصعيد المقام بالمسرح الرومانى بمحافظة أسوان الجديدة.

 

خلال تقديم العرض تلعثمت «ياسمينا صالح»، رئيس فريق فى مركز هوية مصر، وظهرت كما لو توقفت عن الحديث وضحكت، الأمر الذى قابله الرئيس عبدالفتاح السيسى بالضحك أيضًا، ثم استعادت الفتاة قدرتها على الحديث مرة أخرى وسط تصفيق الحضور.

جدير بالذكر أن مشروع الهوية البصرية لمحافظات مصر بدأ قبل خمس سنوات طبقًا للتكليف الرئاسى للجامعة الألمانية بالقاهرة فى 2017 لتنفيذ الهوية البصرية فى محافظة الأقصر وتعميم المشروع على كل محافظات مصر تحت إشراف وزارة الدفاع والهيئة الهندسية ومع التنسيق مع المحافظين وجميع الجهات المعنية.

وتسلمت الجامعة الألمانية بروتوكول التعاون وحق استخدام الملكية الفكرية فى إبريل 2018 ليقوده فريق ضخم من المصممين والأكاديميين والخبراء، فى انتظار هذه اللحظة، دعمًا لجهود محافظة الأقصر وتطويرها جماليًا وتخطيطيًا من خلال مدها بالخبرات العلمية المتوفرة بكليات الجامعة الألمانية. وعقب الانتهاء من الهوية البصرية لمحافظة أسوان جارٍ العمل على محافظات أخرى: الإسكندرية، جنوب سيناء.

«ياسمينا صالح» درست التصميم الجرافيكى فى الجامعة الألمانية بالقاهرة، فى الفترة بين من 2009 إلى 2014، وتعمل معيدة بكلية الفنون التطبيقية بالجامعة، وتترأس فريق كبير من المصممين الموهوبين، معنى بتوسيم مدينة الأقصر ووضع هويتها البصية، بينهم دينا درويش ياسمين سليمان، تحت إشراف الدكتور أحمد وهبى.

فى حديث هاتفى لروزاليوسف مع «ياسمينا» تحكى لنا عن مشروع الهوية البصرية لمصر ولحظات التكريم والوقوف أمام الرئيس السيسى.

 لو عدت بك لخمس سنوات ماضية.. كيف تشكل حلم تصميم هوية بصرية جديدة لمصر ولماذا؟

- الفكرة بدأت ليس من أجل خلق هوية بصرية جديدة لمصر، ولكن لأن الطريقة التى تُقدم بها مصر وتظهر للعالم لا تليق بعظمة وتاريخ هذا البلد الذى شهد أعظم حضارة إنسانية فى التاريخ، لا يمكن أن تكون الأقصر التى تحتضن ثلث آثار العالم وتضم الفنون والعمارة والتاريخ، تقدم بلوحات إرشادية وبوسترات متهالكة داخل المطار أو المعابد أو الشوارع وبتصميمات قديمة مصنوعة منذ 30 عامًا، لا تليق بعظمة المحافظة؟!

لا نحتاج لهوية بصرية جديدة لأن جوهر بلدنا لا يحتاج أى إضافة من أحد، بقدر ما نحتاج فقط إبراز الأصالة والتاريخ والحضارة بطريقة مميزة وبلغة السياحة العالمية التى تُواكب العصر والتطورات الحالية، نصنع Branding أشبه بعلامة تجارية سياحية لمصر ولمحافظتها ليس شكل ولكن وظيفة تعود بالعائد الاقتصادى والسياحى للبلد. وفى البداية كان التعاون بين مركز هوية مصر بالجامعة الالمانية ومحافظة الأقصر ثم اكتسبنا الثقة والدعم والتشجيع الرئاسى حتى وصلنا للتكريم أمام سيادة الرئيس فى ختام فعاليات أسبوع الصعيد.

 كيف كانت الهوية البصرية لمصر خلال السنوات الماضية؟

- للأسف أى إعلان دعاية لمصر بالخارج حتى الآن مثلا فى نيويورك أو برلين أو غيرها من دول العالم يلخص مصر فى الصحراء والجمال والأهرامات! ولا يوجد شيء آخر عن مصر حياليًا كيف أصبحت متطورة ومعاصرة بها نهضة مختلفة فى كل المجالات، خاصة أن صورة الأهرامات لم تتغير معها صور ذهنية سلبية ظلت عالقة بمصر وأضاعها غير المستقرة بعد الثورة، كيف يتحمس السائح وسط هذه الصور التقليدية أن يحجز تذكرته وتكون وجهته مصر؟!

والهوية البصرية ليس لوحات دعاية وإعلان فقط، ولكن هى مظلة عامة تصاحب السائح منذ هبوطه من الطائرة تضم اللوحات الإرشادية، والصور والتصمميات بالشوارع وتذكرة القطار الذى يمكن أن يحتفظ بها السائح بعد عودته لأنها تحمل هوية وصورة البلد، وكذلك الهوية البصرية تمتد للزى الموحد للعاملين بالمعابد وسائقى الحناطير، لأن السائح عندما يتعامل مع شخص يرتدى زيا معينا تابعا لجهة رسمية يكون أكثر اطمئنانا وأمانًا.

الهوية البصرية التى نريدها الآن لمصر ولمحافظاتها المختلفة تؤكد فقط أن حضارتنا وتاريخنا لم يتغير كل ما نريده فقط المزج بين القديم والمعاصر، ونؤكد للعالم أن مصر تواكب اللغة العالمية للتسويق ونمتلك الإمكانيات لتحقيق ذلك. الهوية البصرية أصبحت عنصرا أساسيا تعتمد عليه دول العالم المختلفة فى الترويج لبلادها سواء لحضارتها أو إنجازتها الحديثة وتطورها المعاصر! 

 هل تخبريننى بنماذج دول ساعدتها الهوية البصرية فى تقدمها وازدهارها؟

- ولاية نيويورك على سبيل المثال فى الأربعينيات كانت تشهد معدلات مرتفعة من الجريمة، وتجتاح شوارعها أعمال شغب وعنف من المواطنين، وفكر المسئولون فى خلق صورة جميلة عن الولاية العنيفة من خلال بوستر (إعلان دعائى كبير) يحمل عنوان I love new york، وساعدت هذه الصورة فى تغيير الصورة السلبية عن المدينة بل امتد هذا الشعار لبلاد كثيرة حتى عربية مثل I love Cairo- Beirut وتونس وغيره، حتى شعار أمستردام I am Amsterdam كانت سياسة ذكية من المسئولين بتعزيز الانتماء لكل مواطن هولندى تجاه بلده، وأن يشعر أنه يملك كل شىء فى البلد ومن ثم يحافظ عليها ويروج لها بصورة إيجابية، 

وهذا ما نريده فى مصر، لأنه للأسف نلاحظ أن المواطن يتعامل بجفاء مع شارعه لا يحافظ على نظافته مثل منزله، هو لا يشعر بالانتماء والحرص والحماية لهذا الشارع كما يفعل مع منزل، كل هذه التفاصيل هى جزء من مشروعنا فى الهوية البصرية، لذا نعتمد بشكل أساسى فى تصميماتنا على البشر أهل هذا البلد العظيم الذين يتمتعو بصفات رائعة ومتميزة ومتنوعة، فأهل أسوان لهم سمات مميزة تختلف عن أهل الأقصر وكذلك جنوب سيناء، لدينا ثروة قومية من التنوع بين البدوى والصعيدى والنوبى،الإسكندرانى، البورسعيدى، السويسى، كل هذا التنوع نحرص على إظهاره فى الهوية البصرية لمصر ولمحافظتها المختلفة، نحن نستهدف السائح والمواطن أيضًا. 

 

ما هى مراحل العمل التى ينتج عنها اختيار الهوية البصرية لكل محافظة؟

- نبدأ برحلة بحثية ميدانية لزيارة المحافظة، نذهب لحجز تذكرة والسفر والتجوال بكل حرية ونعيش التجربة بأنفسنا دون أن يتم تغذيتنا بتصور محدد من المحافظة أو المدينة، نقوم بزيارة المعابد والحصول على المطبوعات الدعائية فى كل الأماكن السياحية الموجودة مثلا فى المحافظة، ثم يأتى المستوى الثانى من البحث والدراسة بالجلوس مع المسئولين الحكميين بالمحافظة، ومعرفة تصوراتهم ورؤيتهم فى الطريقة التى يرغبون أن تظهر بها مدينتهم، وخططتهم لتحقيق ذلك، وهذه الجلسات مفيدة جدًا لأنها تكشف لنا أبعاد ناجمة عن الخبرة العملية، فمثلا محافظ الأقصر أخبرنا أنه لايزور الأقصر سوى السائحين كبار السن، وأنهم يرغبوا فى استهداف شرائح أخرى شبابية،

وهذا المعلومة اعتمدنا عليها جدا فى تصميم الهوية البصرية لمحافظة الأقصر، وجعلناها أكثر شبابية من خلال الألوان مثلا فى المطبوعات والصور، لنستهدف مثلا شرائح جديدة منهم الشباب ومن ثم سياحة اليوم الواحد لمن يرغب فى الاستمتاع بتجربة فريدة مليئة بالمغامرة والحماس مثل التحليق فى الهواء مع البالون فوق المساحات الزراعية البديعة، أى نحاول فى تصميم الهوية للمحافظة ابراز تنوعها وأنها ليست مثلا قاصرة على زيارة المعابد والآثار فقط!

ثم تأتى المرحلة التالية بعد الجلوس مع مسئولى المحافظة بتكوين لجنة من الجهات الحكومية والسيادية من وزارة الدفاع، الداخلية، السياحة والاثار، الإعلام، الاسكان والمرافق النقل، الطيران المدنى، كل هذه الجهات وغيرها شركاء معنا فى مشروعنا لتصميم الهوية البصرية للمحافظة، فنحن نصطحب السائح منذ نزولة من المطار أو محطة السكة الحديد وصولا إلى عودته لبلده حيث يحمل معه هدية مصنوعه منالحرف التراثية المصرية تحمل نفس الرسومات والتصماميم الذى شاهدنا طوال رحلته بالاقصر أو اسوان أو غيرها من المحافظات. 

 ما هى التخصصات التى يضمها فريق عمل «هوية مصر»؟

- المشروع قائم بشكل أساسى على متخصصى الفنون التطبيقية والعمارة، لكن يضم كل المجالات فى التاريخ، السياحة، الآثار، التسويق، ويتعاون مركز هوية مصر مع جميع كليات الجامعة الألمانية ولا يبخل أحد بخبراته وأفكاره للمشروع، الكل لديه رغبه حقيقية فى التعاون والدعم ويشعر أنه ينتمى للمشروع، فهوية مصر هى ملك لنا جميعًا. 

 كيف كان الإعداد لتصميم الهوية البصرية لمحافظة أسوان؟

- «أسوان» من أبسط المحافظات التى عملنا بها من بين خمس محافظات، وهى قريبة فعلا من القلب، تمتلك طبيعة خلابة وحضارة عزيمة من المعابد ومشروعات عملاقة كالسد العالى، وتنوع ثقافى وفنى كبير، وأهالى مدينة ودودين ومتعاونين جدا، كان علينا أن نعبر عن هذا الجمال والبساطة فى هويتنا البصرية للمحافظة، استخدام البيوت النوبية وألوانها الزاهية، ملامح أهالى النوبة، والتجربة الفريدة الشخصية التى يتمتع بها السائح فى زيارة البيوت النوبية والإقامة بها ومشاركة أهلها عادتهم وغنائهم وتناول طعامهم المميز.

واستخدمنا فى تصميم شعار حروف المحافظة مايعبر عن التاريخ العريق للحضارة الفرعونية العظيمة مثل الحروف التى تعكس شخصية المكان؛ فحرف النون على شكل القلادة رمز الذهب عند الفراعنة، والنقطة الشمس الذهبية لأسوان، واستخدنا ألوان مستوحاة من تاريخ وطبيعة المكان شمس ونيل أسوان الذهبية والمعابد والحرف بألوانهم المبهجة.

 هل مستعدون لتكليف الرئيس بإنهاء الهوية البصرية قبل العيد القومى لمحافظة أسوان الموافق 15 يناير؟

- لا ننام حرفيًا منذ انتهاء أسبوع فعاليات الصعيد، نعمل بكامل قوتنا مع الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة، نلقى الدعم والتعاون على أعلى مستوى، لانتوقف عن العمل خلال 24 ساعة،من أجل إنجاز الهوية البصرية لأسوان.. وهنقدر بإذن الله كما وعدنا الرئيس عبدالفتاح السيسى. 

 أنت تقودين فريق عمل كبيرا نسبة النساء فيه مساوية أو ربما أكثر من الرجال.. كيف ترين دعم القيادة السياسية للمرأة المصرية فى الآونة الأخيرة؟

- نلقى كنساء دعما وتشجيعا وإيمانا بقدراتنا وأحلامنا أكثر من أى وقت مضى، وحقيقى ليس المرأة فقط ولكن يُحسب أيضًا للرئيس دعمه وثقته بالشباب، مشروعنا فى النهاية هو عبارة عن حلم لمجموعة شباب أرادوا التغيير لبلدهم ووجدوا الفرصة والتشجيع لتحقيق أحلامهم. 

 ماذا عن تكريم الرئيس لكِ ولفريق عملك؟

- سأصارحك بأن الوقوف فقط بهذا المشروع أمام الرئيس كان حلم حياتى منذ أن بدأته قبل خمس سنوات، كل من كان يسألنى ما هو أكبر أحلامك هو أن أحكى للرئيس عن حلمنا لمصر ورغبتنا فى تنفيذ هذا المشروع لها، ولم يكن هناك شىء خلال الخمس سنوات سوى العمل الجاد لكى يتحقق هذا الحلم، وعندما تحقق كنت مخضوضة واصابتنى رهبة شديدة من الوقوف أمام سيادة الرئيس..

سعيدة جدًا بالتكريم لأنه بمثابة تقدير على مجهود فريق كان يبذل كل طاقته من أجل المشروع، كان لدينا يقين وإيمان بأفكارنا وبقدرتنا على النجاح والوصول، وأن لكل مجتهد نصيب.

 متى يبدأ العمل لصناعة هوية بصرية للعاصمة « القاهرة»؟

- نحن نعمل وفقا للتكليفات الرسمية، عندما نكلف بالبدء فى مشروع الهوية البصرية لمحافظة القاهرة سنبدأ فورا، وهى محافظة كبيرة ومتنوعة وأظنها ستكون من أصعب المحافظات لضخامتها وللثراء الثقافى والتاريخى والاجتماعى التى تحتضنه العاصمة. 

 أخيرًا.. ما هى خططك المهنية لمشروع الهوية البصرية فى عام 2022؟

- منذ أن بدأ هذا الحلم قبل خمس سنوات حياتى لم تكن ملكى بل ملك لهذا المشروع بكل ما تعنيه الكلمة، وأظن أنه سيظل أهم شىء فى حياتى وجزء أصيل من كل خططى فى الفترة المقبلة، لأن هذا المشروع طويل الأجل، لن ننتهى مثلا غدا منه، ولكن ثمار التغيير ونتائجه ستأتى بعد سنوات، مشروع يعتمد الاستدامة والاستمرارية والقدرة على ملاحقة التطوير ومواكبة طرق التسويق العالمية، بلاشك أن «الدَفعة» القوية التى حصلت عليها بعد تكريم الرئيس السيسى ستمنحنى طاقة كبيرة خلال الأيام المقبلة للعمل والانطلاق أكثر.

كل أحلامى لـ2022 وكل السنوات القادمة هو «أشوف بلدى أحسن وبتتغير للأفضل ويشوفها العالم بالطريقة التى تليق بها وتستحقها».