الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من أجل بيتر ميمى

اعتدت منذ الكتابة فى هذه المجلة العريقة والعظيمة، «روز اليوسف»، أن أتحدث عن الإصدارات الموسيقية فقط، ولكن هذه المرة سيكون الوضع مختلفًا لأننى سأتحدث عن فيلم (من أجل زيكو). 



بمجرد ما بدأ الفيلم، وفى أول مشهد لـ«كريم محمود عبدالعزيز» مع «سليمان عيد»، حيث يقومان بتقليد مشهدين للنجم الراحل «محمود عبدالعزيز» فى فيلمى (الكيت كات) و(إبراهيم الأبيض)، انتباتنى حالة من الحنين الشديد للنجم الراحل الذى كان أحد أيقونات السينما المصرية.

 

حمدت الله كثيرًا، أن لا يزال هناك شيء من أثره متمثل فى ابنه «كريم» الذى تألق فى الشهور الأخيرة، بعد بطولته المطلقة لفيلمى (موسى)، و(من أجل زيكو). 

والحقيقة أننى عندما شاهدت فيلم (سبوبة) فى عام 2012 للمخرج «بيتر ميمى»، لم أكن أدرى أننى فى وقت من الأوقات سأكتب مقالًا خصيصًا للإشادة به، وأعتقد أن نفس الأمر كذلك مع الكثيرين من زملائى النقاد المتخصصين فى مجال السينما، ولكن تظل الحقيقة المؤكدة أن هذا المخرج الشاب يتطور بشكل مذهل، وأصبحنا نضع على عاتقه الكثير من التوقعات الكبيرة، بسبب الجودة التى قدم بها أعماله الأخيرة.

(من أجل زيكو) ينتمى لنوعية «أفلام الطريق»، وهى نفس النوعية التى ينتمى إليها فيلم (أبوصدام) الذى يعرض أيضا فى السينمات فى نفس التوقيت، وبعيدا عن التفصيلات الفنية، فمن الواضح أن الجمهور اختار أن يذهب للسينما لمشاهدة (من أجل زيكو)، حيث وصلت إيراداته فى يوم 6 يناير فقط إلى مليون ونصف المليون. حتى بعد أن علق الكثيرين عن اقتباس فيلم (من أجل زيكو) من أحد الأفلام الأجنبية، لكن ما رأيته على الشاشة كان مصريًا بنسبة 100 %، بداية من اختيار أماكن التصوير، الجمل الحوارية، ملابس الأبطال، الظروف التى يتعرضون إليها، حتى الموسيقى التصويرية والتوزيعات الموسيقية المستخدمة فى أغانى الفيلم، كلها تتميز بمصريتها الخالصة.

وأجمل ما فى الفيلم أنه أعادإلينا من جديد مفهوم استخدام الأغانى داخل العمل الدرامى بشكل يكون متماشيًا مع الأحداث، وأن الأغنية تزداد أهميتها بسبب تعبيرها عن الموقف الدرامى، وإنها ليست مجرد أغانى تجارية لجذب الجمهور لقاعات السينما، وهذا ما حدث مع أغنيتى «أحمد سعد»، والأغنية الثالثة والتى تعتبر مفاجأة الفيلم بالنسبة لى وبالنسبة لكل الحاضرين وكانت للفنان المصرى الأصيل «عبدالباسط حمودة».

وعندما جاء الدور على الأغنية الشهيرة «الغزالة رايقة» مع نهاية أحداث الفيلم، كانت القاعة تهتز بأصوات التصفيق من كل الحاضرين، وهذا أمر لم أكن معتادًا على رؤيته فى السينمات المصرية فى السنوات الأخيرة.

وردًا على من يقول أن هناك اتهامات بسرقة لحن الأغنية من أغنية روسية، فهذه الادعاءات من المفترض ألا تخرج من المتخصصين فى مجال الموسيقى، لأن قواعد السرقة والتى أهمها «تطباق 4 موازير بين اللحنين» لا تنطبق على الأغنية المصرية الأنجح فى الأسابيع الأخيرة، ثم أن الأغنية الروسية تصنف كـ«راب» والراب أداء صوتى لا يعتمد على المفهوم التلقيدى للحن، وهو مجرد كلام مغنى.

ولكن تظل الرسالة الأهم والأعظم من الفيلم، أن المهمشين والفقراء والكادحين، قد لا يصلون إلى تحقيق احلامهم سوى بالاعتماد على «الموهبة» الفنية، إن وجدت، ولكن لو لم يكن هذا الفقير موهوبًا، فربما لن يصل إلى تحقيق أحلامه، ونحمد الله أن دولتنا المصرية انتبهت لهذا الأمر فى السنين الأخيرة، وقامت بإطلاق العديد من المبادرات ومن أهمها «حياة كريمة»، بالإضافة إلى سياسة تغير العشوائيات إلى أماكن آمنة تصلح للحياة الآدمية، بشكل يتناسب مع تاريخنا كدولة عريقة.