الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لن أقول وداعًا يا صاحب الأيادى البيضاء

ما تقرأونه الآن هو نتاج محاولتى الحادية عشرة للتعبير عن شعور أجيال كاملة لفقدان مثل أعلى بحجم الكاتب الصحفى والأستاذ الكبير ابراهيم حجازى، فى كل مرة أمسك القلم، أجد الكلمات تتسرب إلى الورق كلمة تلو الأخرى، إلا هذه المرة لم أجد كلمات تعبر عن حزنى، فالحزن الذى أشعر به ليس سببه الفراق فقط، بل لرحيل الرفقة الطيبة التى كانت تمنحك الأمل والنصيحة.



منذ أن انضممت لهذه المهنة الشاقة وأنا أضع بعض الأشخاص نصب أعينى متمنيًا الوصول لنصف مكانتهم فى المهنة وعلى رأس هؤلاء الأشخاص الأستاذ إبراهيم، هذا الرجل الوطنى صاحب القلم الحر الشريف، فمنذ اليوم الأول وأنا أسمع حكايات من سبقونى عن هذا الرجل وما قدمه لأبناء مهنته، مما جعلنى أشعر بالحزن لسوء حظى أنى لم أكن من أبناء رابطة النقاد الرياضيين أثناء رئاسته لها، فكيف كان لهذا الرجل العظيم كل رحابة الصدر ليحل مشاكل الجميع ويساهم فى زواج الزملاء الشباب فى ذلك الوقت والوقوف بجوار أبناء النقاد الراحلين، ففى تقديرى هذا الرجل صاحب الفضل بعد الله فى نجاح تلك الرابطة وحصولها على صك الشرعية داخل الوسط الرياضى.

مئات القصص الإنسانية بطلها هذا الرجل صاحب المواقف الشهمة، فلم يدخر فى يوم جهدًا أو وقتًا لخدمة أبناء مهنته خاصة الشباب، فإذا  قررت أن أحكى عن مواقفه  سأحتاج إلى مجلدات لسرد ما كان يقدمه الأستاذ للجميع حتى لمن لم يعرفهم على المستوى الشخصى.

هذا الأستاذ العظيم الذى كان يعمل فى صمت دائماً ولا يرفع عينيه من فوق الأوراق إلا للتعليق والملاحظات من أجل رفعة المهنة ومبادئها ورسالتها التى كانت هدفه الأول، فعندما راجعت شرائط ذكرياتى مع كتابات الأستاذ وشغفى بأسلوبه منذ الصغر تذكرت معركته الشهيرة فى التسعينيات ضد فساد رجال الأعمال الذين حاولوا هدم مركز شباب الجزيرة لتحويله ساحة انتظار سيارات لخدمة أهالى المنطقه الراقية، ولكن توفيق الله وإيمان الأستاذ بقضيته ورسالته نحو  بناء الأجيال القادمة نجح فى معركته ليبقى هذا المكان حتى يومنا هذا لخدمة الشباب والرياضة المصرية.

فى النهاية هذه هى الدنيا، لقد رحلت عنا بجسدك، ولكنك تركت لنا إرثًا  كبيرًا لأجيال عديدة وقفت فى مشهد النهاية ودعتك بدموع صامتة تحمل مشاعر الحزن والأسى.. عزاؤنا الوحيد يا أستاذى أنك رحلت عن الدنيا وأنت زائد فيها، ولم تكن زيادة عليها، وقد تركتها أحسن مما وجدتها يا صاحب الأيادى البيضاء.