الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كشفت الخلايا النائمة للإخوان.. كذّبت الجارديان من قلب سيناء.. وشاركت الدولة رحلة البناء «روزاليوسف» من دحر الإرهاب إلـى الجمهورية الجديــدة

سنوات عدة صنعت سجلًا حافلًا بمواقف صحفية وسياسية تصدت للإرهاب والفساد، هكذا كانت مجلة «روز اليوسف» طوال تاريخها، استعرضنا جزءًا منه حتى وصلنا للعام 2015، الذى اتخذت فيه الدولة المصرية نهجًا جديدًا تجاه مختلف القضايا، فعقب أشهر من تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم، أخذت المواجهة مع ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف أنماطا جديدة.



لذا كان لزاما على «روز اليوسف» أن تنحاز كعادتها للدولة الوطنية فى تلك الفترة الحرجة، فكانت سيفًا فى وجه طيور الظلام، كاشفة تاريخهم الدموى، ودرعًا فى رحلة البناء، فالمعارك فى سبيل الوطن شرف، لم ينقطع يومًا عن مجلة حملت منذ صدورها لواء التنوير فى مصر.

 

 إرهابيون فى مهمة خاصة

بعد إسقاط المصريين لجماعة الإخوان الإرهابية فى ثورة يونيو، وما أعقب ذلك من ضربات وجهتها الأجهزة الأمنية لقادة التنظيم وتقديمهم للعدالة، استيقظ قادتهم الهاربون على صدمة انهيار حلمهم –الظلامي-، فكثفوا جهودهم لمحاولة عرقلة أجهزة الدولة خاصة الأمنية.

«روز اليوسف» كشفت عن مهمة خاصة لـ10 مبعوثين أوفدتهم الجماعة الإرهابية من مقر القيادة بمدينة أنقرة التركية، إلى واشنطن وعواصم أوروبية بارزة، فى مهمة هدفت وقف الدعم الدولى المقدم بجميع أشكاله لمؤسسات الشرطة والاستخبارات المصرية، مع تعطيل كل البروتوكولات الأمنية الموقعة مع تلك الأجهزة، ولكن المفاجأة التى كشفتها «روز اليوسف» جاءت تحت عنوان «رسائل تحريضية بخط بديع ومرسى.. موجهة لأجهزة أجنبية».

 حيث أكدت أجهزة أجنبية استقبالها لموفدى جماعة الإخوان، مع تلقيها مذكرة شبه رسمية عدد صفحاتها 50 صفحة، حملت أختام وشعار الجماعة، البداية كانت من لندن، حيث دعت الجماعة «الإرهابية» الحكومة والأجهزة الأمنية البريطانية لوقف كل أشكال الدعم لأجهزة الأمن والشرطة والاستخبارات المصرية، مع إلغاء بروتوكولات التعاون لتدريب وتسليح الأجهزة الأمنية، وقد فجر مكتب قيادة الشرطة الملكية البريطانية المعروفة باسم «المتروبوليتان سكوتلاند يارد» مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أكد فى معلومات خاصة استلام لندن مذكرة الجماعة موقعة باليد من مرشد الإخوان محمد بديع، ومن المعزول محمد مرسى،مؤكدين عدم مسئوليتهم أو معرفتهم بكيفية قيام بديع ومرسى بالتوقيع على مذكرات الجماعة فى وقت يخضعان فيه لمحاكمات داخل السجن.

وفى كندا، كانت معلومات منسوبة لجهاز الاستخبارات الكندية قد أكدت أن «روبرت دوجلاس نيكلسون» وزير الخارجية الكندى الذى تولى منصبه بتاريخ 9 فبراير 2015، علم بتسلم سابقه «جون روسيلبايرد» لمذكرة جماعة الإخوان.

أشار الجهاز الكندى إلى أن الإخوان استهدفوا بشكل مباشر بروتوكولاً ثلاثيا للتعاون الشرطى الأمنى بين كندا ومصر والإمارات، وأن معلومات ذلك البروتوكول سربها من القاهرة فى 14 يناير 2015 عملاء للجماعة داخل جهاز الشرطة المصرى.

جهاز الاستخبارات الكندية كشف أيضا أن بروتوكول التعاون الثلاثى الذى قصدته جماعة الإخوان فى مذكرتها وقعته مصر وكندا والإمارات كطرف راع وممول لتنفيذ بنود البروتوكول بشأن تدريب عناصر مؤسسة الشرطة المصرية، وقد شمل استقبال القاهرة لعدد من ضباط وخبراء أجهزة الأمن الكندية فى مصر؛ بهدف تدريب عناصر الشرطة المصرية على الالتزام بالمعايير الدولية المطلوبة بمجال التعامل مع التظاهرات.

 انفراد من البيت الأبيض

فى الرابع من فبراير 2015، عقد لقاء سرى فى البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، و14 قيادة إسلامية حول العالم بينها قيادات إخوانية، انفراد أبرزته «روزاليوسف» فى العدد (4522) تحت عنوان «الجماعة لأوباما: حان وقت تشكيل ميليشيات مسلحة».

الجماعة أرادت أخذ الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية لتشكيل ميليشيات مسلحة داخل مصر، وهذا ما نقله وفد الجماعة خلال لقائهم بأوباما، فأعلنوا له أن الوقت قد حان لتشكيل جماعات مسلحة بكل محافظات مصر للدفاع عن جماعتهم.

تحدث الرئيس الأمريكى الأسبق مع القيادات الإسلامية دون التزام منه، وشدد «أوباما» خلال حديثه مع وفد جماعة الإخوان التى حضرت اللقاء، على ضرورة نبذ العنف لحين بحث التوصل إلى حلول، لكنه لم يحدد رؤيته لهذه الحلول. 

وقد مثل جماعة الإخوان خلال اللقاء بالبيت الأبيض أربع شخصيات غير معروفة سوى لأجهزة الاستخبارات والمعلومات الأمريكية، على رأسها «زاهر عزيز» الذى حضر بصحبة ضابط استخبارات أمريكى تحت مسمى أنه أحد مؤسسى مجلس العلاقات الإسلامية- الأمريكية (CAIR)، كما ضم وفد الجماعة «هدى حوا» مستشار السياسة الوطنية بمجلس الشئون العامة للمسلمين (MPAC) إحدى أذرع جماعة الإخوان الرسمية فى الولايات المتحدة، كذلك «رهط حسين» رئيس جمعية مسلمى العالم (UMAA). 

 ليلة الانشقاق الإخوانى الكبير

لم تغب عن «روز اليوسف» تحقيقاتها الخاصة حتى وإن كانت لأحداث داخل السجون، فكشفت فى العدد (4765) ليلة «الانشقاق الإخوانى الكبير».. فى سجن المزرعة، فعلى وقع «ليلة عاصفة»، شهد عنبر المرشد العام محمد بديع، بسجن المزرعة «طرة» واحدة من أخطر ليالى «الانشقاقات الكبرى» داخل تنظيم الإرهاب، ووفقًا للتفاصيل الكاملة التى حصلت عليها «روزاليوسف» فإن القصة وقعت فى يناير 2019 عندما دعا مرشد الإخوان عددًا من قيادات التنظيم للاجتماع بأحد عنابر سجن طرة، على غرار العادة المتبعة من الإخوان داخل السجون، وهو أمر مسموح لهم، لكن اللقاء تلك المرة كان محملًا برسائل تؤكد أن تلك الجماعة، باتت قاب قوسين أو أدنى، من غلق صفحاتها بنهاية أسوأ مما يتوقع الجميع.

فالاجتماع الذى ترأسه بديع وحضره كلٌ من: خيرت الشاطر، وحسن مالك، وسعد الكتاتنى، وصفوت حجازى، وعصام العريان، ومحمد البلتاجى، وسعد خيرت الشاطر، وحمزة حسن مالك، بدأ باستعراض الآراء حول أخطاء الجماعة، وأسباب السقوط فى مصر، وذكرت المصادر أن القيادى الإخوانى حسن مالك، «أحد أبرز رجال المال داخل التنظيم»، ألقى باللوم على رفيقه خيرت الشاطر، وقال إن الأخير قدم نفسه باعتباره الحاكم الفعلى لمصر، وتدخل فى إدارة شئون الجماعة وألغى دور مرسى، ما أثار الغضب الشعبى، كما أنه انفرد بالقرار داخل التنظيم ولم يسمح بتداول الآراء، وجعل مكتب الإرشاد مجرد أداة لخدمة أفكاره.

وقال مالك: «حذرنا مكتب الإرشاد من حالة الغليان فى الشارع، لكن خيرت الشاطر رد علينا بأن كل الأمور تحت السيطرة، وأن الجماعة تعرف أهدافها وتسيطر على الجهات التنفيذية داخل الدولة».

أما صفوت حجازى فقال إن محمد بديع مرشد الإخوان يتحمل المسئولية كاملة عما آلت إليه الجماعة، لأنه كان رجلًا «ضعيفًا» ولم يقدم مصلحة الجماعة على المصالح الشخصية، واتفق معه القيادى محمد البلتاجى،الذى أكد أن «بديع» لم يحسن التصرف فى الوقت الذى كانت الجماعة فيه على حافة الهاوية.

وفى مقابل الهجوم عليه رد خيرت الشاطر قائلًا: «والله لم أر أغبى منكم فى جماعة الإخوان على مدار التاريخ، كنا نحاول السيطرة وتحقيق التمكين».

لم يسمح سعد خيرت الشاطر باكتمال الاجتماع حيث بادر بالهجوم على حسن مالك، قائلًا: «لا أعرف لماذا يتحدث حسن مالك فى الدين أو السياسة.. هو رجل مال ولا يفهم فى السياسة أى شيء»، التدخل الذى أغضب نجل مالك ودفعه إلى سب نجل الشاطر، لتبدأ مشادات وصلت إلى حد التراشق والاشتباك بالأيادى.

وهنا تدخل مرشد الإخوان الذى ظل صامتًا طوال الجلسة ومعه سعد الكتاتنى،محاولين فض الاشتباك، لكن الأمور خرجت عن السيطرة وقتها، واستمرت المعركة لمدة دقائق قبل أن يتم فضها وعزلهم عن بعضهم، وتعرض المرشد للضرب والركل.

وعلمت «روزاليوسف» من مصدر مطلع أن مرشد الإخوان تقدم بطلب لإدارة سجن طرة لفصل قيادات التنظيم فى عنابر بعيدة عن بعض.

 

فساد امرأة إخوانية

فى إطار أداء «روز اليوسف» لرسالتها الصحفية التى لم تكتف خلالها بالرصد بل تصدت بالتحقيق والتحذير من خطر التيارات الإرهابية، فكانت عين فاحصة لكشف الخلايا الإخوانية فى الكثير من القطاعات الحكومية الحيوية، ممن يتمتعون بحرية ونفوذ كبير.

 ففى العام 2015 نشرت فى عددها (4532) انفرادًا بالوثائق عن المرأة الإخوانية التى تتحكم فى التعيينات والترقيات بقطاعات وزارة الكهرباء فى أسوان، تحت عنوان «بالوثائق.. وفاء حسن تبيع اصول الكهرباء بأبخث الأثمان».

وذكر التحقيق، «المهندسة وفاء حسن عضو مجلس إدارة بكهرباء أسوان –وهى إخوانية-، والدها من شيوخ الجماعة الإرهابية بمحافظة الغربية، وزوج أختها مطلوب فى قضايا ضد نظام الدولة وهارب، وابن أختها مطلوب فى عدة قضايا، فالعائلة إرهابية بامتياز، ورغم كل ذلك تم التجديد لها عام 2014 بعد بلوغها السن القانونية للتقاعد، فهى متمكنة بقطاع الكهرباء، تتحكم فى التعيينات وتتدخل فى ترقيات الإدارة العليا التى تتواءم مع توجه التنظيم».

ولأن «الكائن الإخوانى» لا يعترف بالوطن، ويعتبر أن أمواله مستباحة، فقد ثبتت تلك السيدة أتباعها فى مواقع مختلفة بتوزيع جنوب الدلتا، وملخص ما جاء بالانفراد الذى نشرته «روز اليوسف» بالوثائق الرسمية، قيام المذكورة بمخالفات مالية وعمليات تدليس، تمت من خلال بيع المهمات الخردة الراكدة، وذلك بالتلاعب فى الأصناف من المحولات الفارغة بقدرات مختلفة وتقييم الأصناف بأقل من قيمتها الحقيقية، وبيع أكشاك كاملة بمحتوياتها شاملة المحول بالمخالفة لقرارات سابق صدورها.

 «طهروا الأزهر»

استكمالًا لرصد جزء مما قدمته «روز اليوسف» من سبق فى كشف الخلايا الإخوانية بالمؤسسات المدنية والدينية، نشرت فى عددها (4521) تحت عنوان «طهروا الأزهر من هيئة الجودة»، فكشفت ما قام به الإخوان للتغول فى الأزهر الشريف، حيث لجأ الإخوان إلى إنشاء كيانات موازية تحت أسماء براقة، على خطى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى حاولت من خلاله الجماعة تهميش مؤسسات راسخة مثل الأزهر الشريف، بالإضافة لترويجها لأفكارها والدفاع عن تصرفات الجماعة بل الانتصار لها فى مختلف المواقف، تفتق ذهن الجماعة الشيطانية عن حيلة جديدة، وذلك عقب تولى الجماعة الحكم فى 2012، من خلال إنشاء ما يعرف بـ (الهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء) التى بدأت تزاول أنشطتها بشكل رسمى بعد الانتهاء من إشهارها فى بلجيكا.

عودة الاغتيالات 

رحلة قذرة من سفك الدماء، هكذا هو تاريخ جماعة الإخوان منذ نشأتها، أعمال إرهابية وأحداث عنف وعمليات اغتيال ضد رجال الدولة من ضباط وقضاة ومفكرين ووزراء ومواطنين أبرياء، وخلال الفترة التى نتناولها فى هذه السطور منذ 2015 وحتى الآن، نفذت الجماعة الإرهابية وميليشياتها المسلحة العديد من الأعمال الإرهابية وحوادث الاغتيال، رصدتها حينها «روز اليوسف» لكشف إجرامهم وتوثيق إرهابهم.

فى 29 يونيو 2015، استهدفت سيارة ملغومة، موكب النائب العام المستشار هشام بركات وذلك أثناء تحركه من منزله بمنطقة مصر الجديدة إلى مقر عمله بدار القضاء العالى، وتوفى إثر إصابته بتهتك فى الرئة والكبد ونزيف داخلى حاد لم يتمكن الأطباء من السيطرة عليه، «روز اليوسف» فى عددها 4542 تألمت كباقى المصريين فنقلت خبر اغتيال النائب العام تحت عنوان، «اغتيال النائب العام شبيه بمحاولة اغتيال وزير الداخلية.. التكرار لا يعلم الأجهزة الأمنية»، وقد حاولت روز اليوسف الاستعانة بخبراء أمنيين لتوضيح المشهد، الذين أكدوا أن قوات الشرطة نفذت العديد من الضربات الاستباقية ضد الإرهابيين، وأنها غير مقصرة، وستنتصر فى تلك الحرب لا محالة.

 وفى ديسمبر من العام ذاته، «روز اليوسف» حققت فى عددها (4566) حول محاولة 3 ارهابيين اغتيال رئيس جامعة الزقازيق، تحت عنوان «رئيس جامعة الزقازيق: رأيت وجه القاتل»، فالدوافع كانت انتقامية؛ بعدما أصدر قرارًا بفصل المعزول محمد مرسى من العمل أستاذًا بكلية الهندسة، ثم إعلان نيته تطهير الجامعة من الأساتذة الإخوان؛ فكان رد الجماعة الإرهابية بالطريقة التى اعتادوها طوال تاريخهم، بـ6 رصاصات غادرة حاول 3 إرهابيين اغتيال الدكتور عبدالحكيم نور الدين، القائم بأعمال رئيس جامعة الزقازيق، إلا أن العناية الإلهية أنقذته من موت كان وشيكا، فالرصاصة القاتلة والتى كانت مصوبة نحو قلبه، اخترقت هاتفه المحمول واستقرت به، بينما استقرت الرصاصات الخمس الأخرى فى رجليه.

«روز اليوسف» حققت من داخل الجامعة وخارجها، للبحث خلف هؤلاء الإرهابيين، الدكتور أحمد مشهور، عميد كلية الزراعة، أكد أن الدوافع الإرهابية لا غيرها خلف الحادث، وهنا لا يوجد سوى جماعة الإخوان، بعدما حاول «عبدالحكيم» تطهير الجامعة من أساتذتهم الذى كونوا «لوبى إخوانى« داخل الجامعة، فيما ذكر أستاذ جامعى آخر، أن الحادث سببه تصريحات رئيس الجامعة بتطبيق القانون ضد كل من يمارس السياسة أو تأييده لجماعة الإخوان داخل أسوار الجامعة، فقرروا اغتياله فى ذلك التوقيت خاصة أنه تزامن مع اقتراب ذكرى 25 يناير، التى أطلقت فيها الجماعة الإرهابية دعوات للتظاهر بالجامعة. 

وفى أغسطس 2016، نجا الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، من محاولة اغتيال بعد قيام مجهولين بإطلاق الرصاص عليه بمدينة أكتوبر. 

 مهنية «روزاليوسف» وكذبة «الجارديان»

«بلا وطن ولا دين ولا ضمير»، هم لعنة تسللت إلى كل الدول والشعوب، هكذا هم الإرهابيون الذين جسدوا كل معانى الإجرام فى الهجوم على مسجد الروضة، أحد أكثر الحوادث الإرهابية دموية فى تاريخ مصر، حيث قام مجموعة من المسلحين فى يوم الجمعة 24 نوفمبر 2017، بالهجوم على المسجد الواقع بمدينة العريش، واستهداف نحو 400 مصلى أثناء أداء صلاة الجمعة، مستخدمين قذائف صاروخية من نوع (آر بى جى)، وعندما فر باقى المصلين خارج المسجد قامت الجماعة باستهدافهم مجددا لكن هذه المرة باستعمال رشاشات وبنادق آلية من أعيرة مختلفة، وصل عدد القتلى إلى نحو 305 قتلى بالإضافة إلى عشرات الجرحى، ولم ينتهِ الإجرام عند ذلك بل واصل الإرهابيون إظهار خستهم باستهداف سيارات الإسعاف التى كانت تنقل الضحايا.

صحيفة «الجارديان» البريطانية، نشرت تقريرًا قالت فيه إن الصحافة ممنوعة من الدخول إلى شبه جزيرة سيناء تمامًا، فسارعت كتيبة «روزاليوسف» بالتوجه نحو سيناء، للوقوف على الأوضاع هناك، ولتكشف مدى مصداقية ما نشرته «الجارديان».. هل الصحافة ممنوعة من دخول سيناء؟.

بعد ساعات من الحادث الإرهابى الخسيس كانت «روز اليوسف» تحقق من شمال سيناء فى قلب بئر العبد حيث موقع الحادث، وتحت عنوان «تفاصيل رحلة الـ7 ساعات.. الطريق إلى بئر العبد» كان الرد واضحًا من «روز اليوسف» إلى الجارديان.

وبعد رحلة استغرقت نحو 7 ساعات، رصد خلالها محررو «روزاليوسف» رحلتهم تفصيليًا منذ الخروج من القاهرة وحتى الوصول لشمال سيناء، مؤكدين على الإجراءات الأمنية المشددة التى تتخذها الأجهزة الأمنية فى نقاط التفتيش، لضمان سلامة العابرين إلى أرض الفيروز.

وفى «بئر العبد» تحدث الأهالى لـ«روز اليوسف» مؤكدين إصرارهم على تحدى الإرهاب، وأنهم عاشوا وسيموتون على أرض سيناء، ولن يفرطوا فى شبر واحد مهما كلفهم الأمر. 

وفى 2018، عادت «روز اليوسف» لتحقق من جديد من أرض الفيروز وجاء مانشيت العدد 4680 تحت عنوان «يوميات أهالى سيناء فى معركة الإرهاب الأخيرة»، وذلك تزامنًا مع انطلاق العملية الشاملة «سيناء 2018»، واستمعت «روز اليوسف» للمرأة السيناوية المعروف عنها التحدى فى مواجهة الصعوبات، وقالت « أم حسن» من قرية الشهداء: «الجيش يوفر لنا جميع الاحتياجات ويوزع ما ينقص من تلك الاحتياجات من أطعمة وحبوب ومُعلبات من خلال كرتونة «تحيا مصر»، لكل أُسرة بها أرز ومكرونة وزيت، وكفتة ولحم، ودقيق، الكرتونة تكفى الأسرة لمدة شهر، حتى فى الأعياد أيضًا توزع عربات الجيش، اللحوم وكل احتياجات الأعياد من ملابس عيد ومدارس للأطفال، وكذلك الأدوات المكتبية للطلاب».

وأضافت: «شهادة حق، الجيش يعمل على الحفاظ على حياتنا، لكن طبيعى أن نكون قلقين لأنها حرب بمعنى الكلمة».

 كشف خطة (CRASHED)

لاتزال مذبحة «استاد الدفاع الجوى» التى أسفرت عن مقتل نحو 22 مشجعا من جماهير نادى الزمالك، حاضرة فى أذهان الملايين وإلى الآن يعتقد الكثير منهم أن الفاعل مجهول، لكن «روز اليوسف» كشفت فى عددها 4522، تفاصيل تنفيذ «مذبحة الدفاع الجوى»، تحت عنوان «خطة التكسير الإخوانية فى فتنة الأولتراس».

ورصد التحقيق أن مذبحة الجماهير لم تكن سوى فخ نصبه تنظيم الإخوان، بالتعاون مع المخابرات التركية، حيث اجتمع أمين التنظيم فى لندن إبراهيم منير، مع «هاكان فيدان» رئيس جهاز المخابرات التركية الاسبق، فى العاصمة الهولندية أمستردام، لوضع خطة بعنوان «crashed» أى التحطيم بهدف كسر جهاز الأمن المصرى.

واستندت الخطة إلى اختراق مجموعات من شباب الإخوان لجماعة أولتراس «وايت نايتس» لإشاعة الفوضى ومحاولة دخول استاد الدفاع الجوى دون قطع تذاكر واستفزاز رجال الشرطة، فتم اختراق 10 آلاف عنصر إخوانى أولتراس «وايت نايتس» وتحركوا فى حافلات من القاهرة والمحافظات إلى الاستاد، وبالفعل تم تنفيذ السيناريو بشكل محكم حسب ما هو موضوع ومرسوم فى اجتماع أمستردام، فى الوقت نفسه بدأت العناصر التابعة لجماعة الإخوان بإرسال مجموعة من الرسائل تنقل الموقف داخل الممر الحديدى، ثم جاء دور القيادى الإخوانى أيمن عبدالغنى زوج ابنة خيرت الشاطر، بالترويج إعلاميا ودوليا من خلال قنوات الجماعة فى تركيا عن تكرار مذبحة بورسعيد.

وكشفت مصادر «روز اليوسف» أن الإرهابى محمود حسين كان يدير غرفة عمليات من محل إقامته بلندن، لتحريك خلايا الإخوان فى الشارع ودفعهم للميادين لاستغلال غضب الشباب من الحادث وتصدير أن الداخلية هى الفاعل، وقد أكدت مصادر قريبة من المذكور، أنه بكى فرحا عن تلقيه خبر سقوط ضحايا الاستاد وظل يردد «الله أكبر.. انهارت العلمانية».

وفى الوقت ذاته أجرى الملياردير الإخوانى إبراهيم منير اتصالات مع 13 شركة أجنبية لسحب استثماراتها من مصر بعد وقوع الحادث، والتشكيك فى حالة استقرار الدولة المصرية، كذلك تم وضع مخطط إخوانى لإحداث فوضى داخل الجامعات مع بداية التيرم الثانى،وبالفعل أطلق التنظيم الدولى للإخوان دعوات للتظاهر فى جميع الجامعات المصرية، وعلى رأسها حلوان، والقاهرة، والإسكندرية، وعين شمس، وذلك لضرب الاستقرار فى مصر؛ فى توقيت صعب قبيل شهر من انعقاد المؤتمر الاقتصادى مارس 2015.

اشتباك

مدرسة «روز اليوسف» الصحفية لم تكن يومًا مُهادِنة، خاصة عندما يتعلق الأمر بإشعال فتنة مهنية وضرب مصداقية الإعلام المصري، فتصدت «روزا» لوزير الدولة للإعلام السابق، عندما سعى إلى تطويع الصلاحيات الدستورية للمجالس والهيئات الإعلامية لإثارة المشاكل مع قيادة المجلس الأعلى للإعلام السابقة، ثم افتعال أزمة مع نقابة الإعلاميين بتدخله فى مجالات عمل النقابة بما يتجاوز محددات منصبه.

وكذلك الطعن فى مصداقية الإعلام المصرى بكل مكوناته،( المقروء والمسموع والمرئي) بما يتجاهل السياق السياسى المحدد لطبيعة العمل الإعلامي، والمسئوليات التى كانت تستدعى منه أن يكون فى طليعة المدافعين عنه ولا يقف فى موقع الخصومة منه، إلى أن استفز المجتمع المصرى كله بمكافأته أحد الأكاديميين والاستعانة به فى دورة خصصت لتدريب المتحدثين باسم الوزارة، بالرغم مما يكتبه هذا الأكاديمى من مقالات مشينة حملت إساءات للعاملين فى الإعلام وهيئات الدولة، والأخطر من ذلك قيامه بإعادة رواية كاذبة لم يتم تداولها إلا فى إعلام الجماعة الارهابية تستهدف زعزعة مصداقية مؤسسات الدولة السيادية.

فما كان من «روز اليوسف» إلا أن دعت رؤساء تحرير ومجالس إدارات صحف مصر القومية والخاصة، ولفيف من مقدمى البرامج والكتّاب، إلى اجتماع عُقد بقاعة إحسان عبدالقدوس، إبريل الماضي، للتشاور والخروج بتوصيات أهمها، إقالة وزير الدولة للإعلام، ونشر أخبار الوزارة دون ذكر اسم الوزير، والتأكيد على أن الإعلام المصرى سيظل كتلة صلبة متوحدة تدافع عن المجتمع المصرى وتنوعه وقضاياه وأولوياته وتحفظ قيمه وثوابته الوطنية، وأن الإعلام المصرى يقف فى طليعة الصفوف متسلحًا بالوعى والإرادة والمعرفة فى معركة البناء والبقاء.

وعقب الاجتماع بأيام تقدم وزير الدولة للإعلام باستقالته من منصبه.

حوار شامل

أجرت «روز اليوسف» العديد من الحوارات المهمة، وخلال الفترة التى نتناولها كان الحوار الأبرز مع الأستاذ وحيد حامد، خاصة أنه تم بعد إنقطاعه لسنوات عن إجراء الحوارات الصحفية، لكنه لم يكن ليرفض إجراء حوار بمجلة كانت جزءًا من تكوينه، تربطهما «روابط إنسانية»، وتجمعهما «معارك التنوير».

 وقد أجرى الحوار أحمد الطاهري، رئيس التحرير، فى العدد (4818)، وحمل المانشيت عنوان، وحيد حامد فى حوار شامل لـ«روزاليوسف»: «الدولة فوق الكل.. ولم أستغرب فضائح البريد الإلكترونى لهيلارى كلينتون لأن الإخوان تنظيم عميل».

كانت كل الطرق تقود إليه.. مجريات الأحداث نفسها بداية من إعلان الرئيس السيسى بأنه لا مصالحة مع من أراد الخرابَ لمصر، وصولًا إلى الكشف عن رسائل البريد الإلكترونى لوزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون وما حملته من دلائل قاطعة بخيانة وعمالة تنظيم الإخوان الإرهابى.. وحيد حامد ليس مجرد كاتب أيقونة وسيناريست كبير ولكنه قلم «مقاتل»، خاض من معارك التنوير أشرسها. 

وأكد «حامد» خلال الحوار أن المصالحة مع الإخوان التى يثيرها البعض من فترة لأخرى حتى بعد القضاء عليهم، كانت تحتاج إلى رأى قاطع.. وأنه كان دائمًا يقول «لو فى يوم حصلتْ مصالحة مع الإخوان ده هيبقى اليوم اللى أسيب فيه مصر؛ لأنه تاريخيّا وربما الأجيال الحالية لا تعرف أنه بمجرد قدوم سنة 1928، وتحديدًا من سنة 1932 عندما أصبح للتنظيم نشاط اقتصادى، ومعه بدأ سعيهم لإنشاء دولة خاصة بهم.. بدأ الخرابُ والانقسام يحل بالمجتمع المصرى.. تخطيط حسن البنا فى ظنّى أنه كان يؤسّس دولة داخل الدولة، وكان الهدف أن تظل دولة الإخوان تتضخم إلى أن تبتلع الدولة الوطنية الحقيقية».

وعن قضية رسائل البريد الإلكترونى لهيلارى كلينتون، قال: «لم أستغرب؛ لأن الإخوان تنظيم قائم على فكرة العمالة.. منذ نشأة هذا التنظيم والدولة التى سعوا لتأسيسها داخل الدولة والعمالة جزء مكوّن لهم.. بدأت بالعَمالة للإنجليز ثم أصبحت العَمالة للأمريكان والإنجليز سويّا.. وحاليًا عَمَالتهم لتركيا.. دولة الإخوان إذا سمحتَ لى أن أصفها بهذا الوصف جاهزة للبيع فى أى لحظة لأى طرَف يمكنها من هدفها الرئيس وهو ابتلاع الدولة المصرية»، وتابع: «الإخوان تنظيم لا يعمل فى خدمة الإسلام، ولا بُدّ من إيصال هذه الفكرة للناس؛ لأن البسطاء بيفتكروا الإخوان بتوع ربنا.. حسن البنا كثّف كل جهده على نشر الفكر السَّلفى، علشان كده الإخوان والسلفيين واحد.. ونشر الفكر السلفى بين الناس وأكده.. لذا كان علينا أن ندعم الفكر المستنير والثقافة».

وعن علاقة اليساريين بالإخوان، أوضح قائلًا: «فشل حلم اليساريين جعلهم يرموا نفسهم فى أحضان الإخوان.. انتقلوا من البارد للسخن إذا جاز التعبير.. ودائمًا أقول إن المثقف الحقيقى اللى عنده انتماء للبلد لا يمكن يروح هنا أو هنا، هيفضل ثابت وانتماؤه للبلد».

وأكد «حامد»، على ضرورة أن تخضع المؤسّسات الدينية لإرادة الدولة، وأنه لا يجب أن يكون هناك من هو أكبر من الدولة.. سُلطة واحدة هى فقط التى يجب أن تكون مستقلة وهى القضاء».

 رحلة البناء

الطريق إلى الجمهورية الجديدة بدأ منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم قبل 7 سنوات، وكان ذلك واضحًا من النهج الجديد الذى اتخذته الدولة المصرية فى مختلف القطاعات، فالرئيس السيسى كان دائما ما يردد: «اشتغلوا.. لازم نشتغل ونبنى ونعمر»، فكنا أول من تنبه بالجمهورية الجديدة، وأخذنا على عاتقنا الدور التوعوى للملايين، فكتب رئيس التحرير افتتاحيته فى العدد (4839) تحت عنوان «تاريخ جديد يكتب فى مصر.. ماذا يعنى إعلان الجمهورية الثانية»، مشيرا إلى أنها تستند إلى عقد اجتماعى جديد أنتجته ثورة 30 يونيو استقر بعد تولى الرئيس المسئولية، ويقوم على فلسفة المشاركة بما يتسق مع تحقيق أهداف الدستور الطموحة.

«روز اليوسف» كانت شريك فى رحلة البناء والتعمير وإطلاق الجمهورية الجديدة، فكانت حاضرة بالرصد والتحليل والتوعية، اقتصاديا بدءا من المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، ثم افتتاح قناة السويس الجديدة، ودبلوماسيًا بالحصول على مقعد مجلس الأمن 2015، واجتماعيا بإطلاق المشروع القومى لتطوير ريف مصر «حياة كريمة»، والقضاء على العشوائيات غير الآمنة، وسياسيا بإلغاء حالة الطوارئ، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.

 المؤتمر الاقتصادى

انفردت «روز اليوسف» فى 2015، بنشر تفاصيل المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ قبل انعقاده بنحو أسبوعين، وذلك فى العدد (4523) تحت عنوان «مستثمرون بكل اللغات»، كما تحدثت الكاتبة تحية عبدالوهاب فى مقالها «مصر المستقبل»، عن التحديات والآمال الكبيرة التى يعلقها المصريون على المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ «مصر المستقبل»، وأن هدف المؤتمر إعادة مصر مجددا إلى خريطة الاستثمار العالمى وبداية لبناء مصر الحديثة، كما أنه رسالة للعالم كله أن مصر الحديثة أصبحت لديها بيئة صالحة لأعمال واستثمارات جيدة فى ظل متسع من الحرية تنبثق عنها الشفافية والحوكمة، مما يأتى فى النهاية بتوافر مناخ وبيئة صالحة للأعمال الجادة، كما يؤكد نجاح المؤتمر للعالم عودة دور مصر الريادى والمؤثر فى المنطقة، كذلك أكدت الكاتبة كريمة سويدان فى مقالها «أحلى ما فى المؤتمر الاقتصادى»، أن المؤتمر أزال فى ثلاثة أيام ما خلفته أربع سنوات من ثورتين وانهيار أمنى وفوضى وإرهاب منتشر فى جميع ربوع مصر وخراب وتدهور فى الاقتصاد المصرى وفى كل شىء فى مصر.

 فرحة المصريين

شاركت «روز اليوسف» فرحة المصريين بافتتاح قناة السويس الجديدة، التى تعيد للمصريين تغيير خريطة التجارة العالمية مرة أخري؛ حيث تعتبر أهم ممر مائى صناعى فى العالم طوله 193 كيلومترا تمتد من بورسعيد على البحر المتوسط حتى السويس.

أعدت «روز اليوسف» ملفًا كاملًا عن تاريخ قناة السويس بعنوان «فرحة المصريين»، وكتبت فى العدد (4546) مانشيت بعنوان «العالم يترقب شارة السيسى»، مشيرة لأهمية القناة الجديدة، وللحفل الأسطورى الذى يليق بالحدث التاريخى،وفى ذات الملف نشرت بعنوان: بعد قرن ونصف من افتتاح القناة الأم «ضيوف المحروسة على متن المحروسة»، رصدت فيه سبق «المحروسة» كأول عائمة بحرية فى العالم تعبر قناة السويس عام 1869 وعلى متنه الملوك والأمراء. وبعد مرور 150 عاما على تدشينها، يعود اليخت إلى الأضواء من جديد، من خلال احتفالات مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة، أحد أهم الإنجازات فى العصر الحديث، حيث يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسى باستقلال «المحروسة» من جديد معلنًا إنجاز مصر الجديد.

 «روز اليوسف» تسبق الجميع

منذ مجيء الرئيس عبد الفتاح السيسى، ووضع نصب عينيه خطة لحصول البلاد على مقعد فى مجلس الأمن الدولى للفترة من «2016 - 2017»، وكانت «مجلة روزاليوسف» أول من توقع فوز القاهرة فى تلك المعركة، حيث جاء غلافها فى 30 أغسطس 2014، يحمل مانشيت بعنوان «معركة السيسى وأوباما فى الأمم المتحدة» حيث كانت هناك تأكيدات دبلوماسية حول نية السيسى للسعى وراء ترشيح مصر لنيل عضوية دائمة فى مجلس الأمن الدولى، خلال مشاركته فى فعاليات الدورة 69 من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضى.

«روزاليوسف» قالت إن هناك إجماعًا وموافقة كاملة من الدول الأفريقية، حتى يتسنى لمصر أن تصبح الممثل عن شمال أفريقيا رغم اعتراضات الولايات المتحدة.

 «حياة كريمة» خطوة بخطوة

كانت «روز اليوسف» تواكب خطوة بخطوة مشروع القرن فى مصر، ألا وهو المشروع القومى لتطوير الريف المصرى «حياة كريمة»، الذى يعد نواة الجمهورية الجديدة التى أطلقها الرئيس السيسى، فجالت روز اليوسف بين المحافظات لترصد الطفرة التى يشهدها ريف مصر للمرة الأولى فى التاريخ، وينقل مطالب المواطنين الذين غابت عنهم أعين الحكومات طوال سنوات.

وعلى مدار أشهر كانت «روزا» حاضرة فى قرى مصر لتنقل المشهد بصورة حية، ولترصد جزءًا من أحلام المواطنين التى تحوّلت إلى واقع، تحت عنوان «كيف رسمت حياة كريمة الابتسامة على الوجود الشقيانة»، استمعت «روز اليوسف» للمواطنين وكذلك العمال المشاركين فى المشروع العظيم، الذى يهدف لتحسين حياة نحو 58 مليون مواطن.

الحالة التى رصدتها «روز اليوسف» بعد إطلاق «حياة كريمة» لم نشهدها من قبل، وقد ظهر ذلك فى حديث العمال والمواطنين، رمضان عبدالمنعم، أحد عمال الحفر قال: «أنا اشتغلت كتير فى مشروعات صرف صحى زمان، بس المرّة دى مختلفة، حاسس إننا بنعمل حاجة عظيمة بنخدم بها البلد والناس، إحنا جزء من حياة كريمة وده الشرف إللى بيخلينا شغالين ومبسوطين، فرحة الناس بالتجديد إللى بيحصل بتضيّع وجع الشغل من جوّانا».

مضيفًا: «أنا حاسس بفرحة الناس لأنى من قرية زيّهم، وفيها أهلى فرحانين بالمشروعات الجديدة، الناس هنا بتعاملنا بحب وبيعزمونا على الأكل.. تحيا مصر».

وفى إحدى قرى الجيزة قابلنا الحاج محمد ناصر، الذى تحدث باقتضاب قائلا: «السيسى هو اللى افتكرنا بعد 30 سنة كنا عايشين فى عذاب، أنا كنت بشرب مياه طعمها «مجارى»، وبتوضا بمياه لونها أسود، هى دى كانت حياتنا، علشان كده مشروع الصرف الصحى أنقذنا من المرض، ورجعنا نشرب مَيّة نضيفة، أنا فرحان علشان ولادى مش هيعانوا زيّى، ربنا يكرم الريس ويكفيه شر المرض».

كذلك سلطت «روز اليوسف» الضوء على إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، واستمعت لخبراء الاقتصاد الذين أكدوا أنها مدينة المستقبل التى ستحدث نقلة نوعية للدولة المصرية، وذلك بجانب المدن الجديدة التى أطلقها الرئيس السيسى كالعالمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، والإسماعيلية الجيددة، وأسيوط الجديدة، وغيرها من المدن التى أحدث طفرة إنشائية فى مصر.

 حقوق الإنسان والطوارئ

متغيرات تاريخية فى السياسة الداخلية المصرية، أفردت لها مجلة «روز اليوسف» ملفات كاملة على صفحاتها لتنقل وتحلل انعكاساتها داخليًا وخارجيًا، البداية كانت بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، فرصد الكاتب الصحفى «محمود بسيونى» فى العدد (4866) انعكاسات إطلاق تلك الاستراتيجية التى تعد فصل جديد من التاريخ، وتحت عنوان «الاستراتيجية الوطنية.. فلسفة حقوق الإنسان فى الجمهورية الجديدة» رصد «بسيونى» كيف رسم الرئيس السيسى بهذه الاستراتيجية خطًا أحمر بقوة دولة القانون لحماية المواطن المصرى من أى انتهاك أو اعتداء على حقوقه المنصوص عليها فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية التى وقعت عليها مصر، ويستكمل مساره الإصلاحى بتحديد شكل وفلسفة العلاقة التكاملية بين أجهزة الدولة ومؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان فى الجمهورية الجديدة.

متابعًا، أن القراءة المتأنية للاستراتيجية الوطنية تؤكد أننا أمام شكل لبنية تحتية تشريعية جديدة تعزز حقوق الإنسان المصرى بشكل يتماشى مع تعهدات مصر الدولية وثوابتها الاجتماعية وتمسكها بملامح هويتها المتفردة ومكوناتها الثقافية والدينية، ثم جاء إعلان الرئيس عن ‏تخصيص عام 2022 عامًا للمجتمع المدنى ليؤكد على استمرارية انفتاح الدولة ‏المصرية على التعاون والشراكة مع منظمات المجتمع المدنى، وعزم الدولة على استدامة حالة التشاور والحوار بينها وبين منظمات ‏حقوق الإنسان الوطنية والدولية أثبت نجاحه بصدور تلك ‏الاستراتيجية، وهو ما يمكن البناء عليه لتحقيق آمال وطموحات الشعب ‏المصرى‎.‎

الحدث الآخر الذى لا يقل أهمية عن استراتيجية حقوق الإنسان، هو إلغاء حالة الطوارئ، ذلك الحدث الاستثنائى الذى جاء نتاج للجمهورية الجديدة، فقد استمرت لنحو 65 عاما، كانت دائما ما تُفرض خلالها فى ظروف استثنائية تمر بها البلاد لضمان فرض الاستقرار، وتحت عنوان «كيف نجح الرئيس فى تغيير استراتيجيات الحفاظ على أمن وسلامة الشعب المصرى»، رصدت «روز اليوسف» تحليلات الخبراء للقرار الهام الذى عكس التحول التاريخى على كافة الأصعدة فى الجمهورية الجديدة.

 «روز اليوسف» من واشنطن

لم تتوانَ «روز اليوسف» عن أداء دورها الصحفى والوطنى فى الداخل، كذلك لم تغفل الشأن الخارجى وانعكاساته على منطقة الشرق الأوسط والعالم، خاصة عندما نتحدث عن انتخابات الرئاسة الأمريكية، فصوب العاصمة واشنطن اتجه رئيس تحرير مجلة «روز اليوسف» أحمد الطاهرى، لينقل ويرصد المشهد كاملًا عن قرب قبيل الانتخابات، وتحت عنوان «أمريكا على المحك» كانت افتتاحية مجلة روز اليوسف فى العدد 4820، قبيل 72 ساعة من عمليات الاقتراع فى الانتخابات، التى وصفت بأنها الأهم فى تاريخ الولايات المتحدة.

تغطية «روز اليوسف» لم تكن مجرد متابعة صحفية لانتخابات رئاسية، بل كانت كاشفة لضبابية المشهد السياسى وغليان الشارع الأمريكى،فما شهدته الولايات الأمريكية من سيناريو الفوضى عقب إعلان النتائج، كان قد تصدر غلاف روز اليوسف قبل الانتخابات بأيام.

وقد كتب الطاهرى فى افتتاحيته: «الزمن ترك بصمته هذا العام على وجه العاصمة الأمريكية.. ترك «تجاعيد سياسية» واضحة.. حتى طقسها تبدل لم يعرف تبادل الفصول الأربعة فى الحضور يوميًا.. وقرر أن يأخذ من الخريف وضبابه مستقرًا إلى حين.. مساحة ضبابية تليق بمشهد سياسى وصل إلى لحظة الحسم.. ساعات من الغليان مضت.. وساعات من التوجس قادمة.. أما الخوف من ساعات الفوضى التى تلوح فى الأفق».

مضيفًا: «خطورة انتخابات 2020 أن نتيجتها غير مقبولة سلفًا.. إذا فاز ترامب ستحرق «أنتيفا» شوارع أمريكا وأحداث جورج فلويد كانت بروفة ليوم إعلان نتيجة الانتخابات كما يعتقد فريق من المحللين بما فى ذلك قياس مدى تفاعل الحكام، واستجابتهم لنداء ترامب بنشر الحرس الوطنى.. وفى المقابل إذا فاز «بايدن» لن يقف الـ«ترامبيست» فى مشهد المتفرجين ويصفقون للفائز، أغلب الظن أنهم قد يحتكمون للشارع الذى منعوا للنزول إليه وقت أحداث جورج فلويد حتى يتم احتواء الموقف.. وإذا ما وقع ذلك تكون الميليشيات قد وجدت طريقها إلى السياسة الأمريكية».

لم يمض طويلًا أمام قارئ «روز اليوسف» ليتأكد من مصداقية تحليلاتها، فالعدد التالى رقم 4821، جاءت افتتاحيته تحت عنوان «الهستيريا» تفاصيل أغرب انتخابات فى تاريخ أمريكا، وكتب الطاهري: «نَكتُبُ بينما يمضى السيناريو الذى توقعته «روزاليوسف»، وسَيْطر على غلافها العدد الماضى إلى طريقه مُسرعًا، وبالفعل.. (أمريكا على المحك، والانتخابات فى يد المحكمة العليا).

مضيفًا: «إن المشهد فى شوارع الخوف المزدحمة بالمشردين يجعل حديث أمريكا عن حقوق الإنسان محل شك، وتباينات أحداث التصويت وما جرى فى ليلة الفرز يقول إن زمن إعطاء أمريكا للغير دروسًا فى الديمقراطية قد انتهى، الانتخابات التى كانت كرنفالًا وفى بعض الأحيان تندرج كموسم سياحى.. باتت كابوسًا». 

كاشفًا عما يحدث فى الشارع وكان قد توقعه قبل أيام، «وصلنا إلى العاصمة الأمريكية، وبدا وجهُها شاحبًا، تترقب معركة ولا تنتظر انتخابات.. ولدواعٍ أمنية، واستجابة لنصيحة من المقربين، نقلت إقامتى من مُحيط البيت الأبيض إلى منطقة جورج تاون، تحسُّبًا لأعمال عنف منتظرة، ولِمَ لا، وتقارير شراء الأسلحة تتزايد، وواجهات المحال الخاوية من الزبائن بفعل كورونا تُغلق، وتُعَلَّق ستائر خشبية لحمايتها، والبنوكُ تُطمِس معالمَها خشية سطوٍ يحدُث، أو سرقةٍ مُنَظّمة». 

 أخيرًا

ستبقى روز اليوسف صاحبة الـ97 عاما، شابة فى أفكارها، وطنية فى مواقفها، متمسكة بمبادئها، لتكمل رسالتها التى بدأتها قبل نحو قرن، حاملة «لواء التنوير فى مصر».