الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تلقيت أخيرًا خطاب غرام! للسيدة نبوية موسى

يعيب علىَّ كثيرون أننى لا أعترف بما يسمونه الحب، وأعتبر الزواج قذارة لا تقرها ميولى..



والواقع أننى نشأت متمردة على بعض الأوضاع مما حمل خصومى على التفكير فى الإساءة إلى سمعتى..

وقد حدث ذات مرة عندما كنت ناظرة لإحدى المدارس، أن وقع فى يدى خطاب مرسل من موظف كبير فى وزارة المعارف - وقد توفى منذ زمن طويل - إلى مدرسة عندى يدعوها لمقابلته.

وقد كان من الممكن أن تكون الأسباب الداعية لهذا اللقاء، عادية.. ولكن ما حدث جعلنى أرتاب فى الأمر.. فقد جاءتنى هذه المدرسة تطلب منى إذنا بالخروج لأن «أخاها» أرسل لها خطابا يقول لها فيه إنه سيحضر من السفر اليوم..

وكانت هذه الأكذوبة وحدها كافية لأن أشك فقلت لها ساخرة:

- عندما تقابلين أخاك، سلمى لى عليه.. وبهتت المدرسة وقالت:

- وهل تعرفين أخى؟

قلت:

- نعم أعرفه..

قالت:

- ممن؟

قلت:

- منك أنت.. ألم تطلبى منى إذنًا بالخروج لتقابلى أخاك؟!

وتركتها وانصرفت..

وفى اليوم التالى ذهبت إلى ذلك الموظف الكبير، وقلت له بلا أية مناسبة:

- ألم تعرف أن فلانة جاءها خطاب من أخيها يدعوها لمقابلته..؟

وبهت الرجل وقال:

- وما صلتى أنا بفلانة.. وأى أهمية تحملك على إبلاغى نبأ «هايف» كهذا..؟!

فقلت ساخرة: كنت أظن أنك تعلم أمر هذا الخطاب.

وفهم الرجل قصدى، وقال مغيرا الحديث:

- لنفرض أن هناك شائعات حامت حول سمعتك.. ولنفرض أن الوزارة رأت أمام هذا أن تحيلك إلى الكشف الطبى للتحقق من طهارتك فماذا يكون الحال؟!

وأدركت أنا أن الرجل يريد أن ينتقم، وأن ينشر حول اسمى شائعات كاذبة.. فقلت له على الفور:

- ولنفرض أنكم فعلتم هذا، ثم تبين فى النهاية أننى لست سيدة، وإنما أنا رجل.. فماذا يكون موقفكم أنتم؟

وبهت الموظف الكبير، وبهت من كانوا حوله وتبادلوا نظرات الشك والارتياب، وقالوا:

- يجوز.

قالوا ذلك وهم يعتقدون أننى قد أكون فى الواقع رجلا، وأنا أضللهم.

وبهذه الأكذوبة وحدها. استطعت أن أقضى على الحملات التى كان مزمعًا شنها ضد سمعتى، وأخلق بدلا منها حملات ضد غطرستى وقسوة أخلاقى.

وقد كنت فى شبابى أتلقى خطابات غرام من بعض الناس، فكنت أسخر منها ومن أصحابها.

أما الآن - وقد وصلت إلى هذه السن - فلا يهمنى أن يغرم بى أحد.

وقد وصل إلىّ أخيرًا خطاب من طالب بكلية الزراعة، يقول لى فيه أنه شخص متدين مستقيم الأخلاق، رأى فى المنام أن النبى صلى الله عليه وسلم أمره بطلب يدى، وأنه تريث فى مبدأ الأمر، ولكن النبى جاءه فى الليلة التالية، وقال له:

لا تتريث وتقدم.

وقد فهمت أنا من خطاب هذا الطالب، أنه يظن أنه بهذا الطلب يستطيع أن يحصل على بعض المال.. وإلا فما الذى يحمله على أن يطلب الزواج من سيدة تفوق فى عمرها سن جدته!

ومع ذلك فلا أشك فى أنه مجنون، أو فاقد الإدراك.

نبوية موسى