الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عام المفاجآت غير المسبوقة أهم عشرة أحداث دولية فى 2021

يمكن قول شىء واحد جيد عن عام 2021، إنه لم يكن صاخبًا مثل العام الماضى 2020، والذى ادعى على نطاق واسع حول العالم، بأنه أسوأ عام على الإطلاق. ويرجع ذلك، بسبب الإغلاق العالمى الذى عقب ظهور جائحة كورونا، وما نتج عنه من تداعيات مؤثرة حتى الآن. ورغم استمرار وجود الوباء إلا أن هناك عددًا من القضايا الدولية التى زاحمته فى شغل الرأى العام خلال هذا العام.



 

 تنصيب «بايدن» وشغب كابيتول هيل

بعد الإعلان عن فوز «جو بايدن» برئاسة «الولايات المتحدة»، اقتحم مثيرو الشغب الذين يدعمون الرئيس الأمريكى السابق «دونالد ترامب» فى 6 يناير الماضى مبنى الكابيتول الأمريكى فى حادث غير مسبوق على الديمقراطية الأمريكية..حيث تجمع المتظاهرون الأمريكيون لدعم مزاعم «ترامب»، بأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 قد سُرقت منه.

الاقتحام أدى إلى تعطيل جلسة للكونجرس لفرز الأصوات الانتخابية. وعثر بعدها على ثلاث عبوات ناسفة داخل المبنى، ما أدى إلى وصفها بأنها تمرد، وفتنة، وإرهاب داخلى، وهو ما أذهل العالم، الذى لطالما عرف عن «الولايات المتحدة» بأنها مثال للديمقراطية مثلما يدعى الإعلام الأمريكى.

ولكن، فى النهاية، تم تنصيب «بايدن» رئيسًا للولايات المتحدة، الذى تحرك بسرعة للوفاء بوعده بأن (أمريكا عادت)، رغم أن عددًا من القرارات السياسية الخارجية، بجانب التحديات الداخلية خلال الفترة الأخيرة، أثارت الشكوك حول كفاءة الإدارة الأمريكية، ما أدى إلى انخفاض نسبة تأييده فى الداخل.

الانسحاب الأمريكى وعودة طالبان

وبالحديث عن كفاء الإدارة الأمريكية، فقد اندهش العالم لصدق الوعد الأمريكى بالانسحاب من الأراضى الأفغانية، بعد حرب دامت عقدين، راح ضحاياها الآلاف، وأنفق عليها مليارات الدولارات. فقد انتهت الحرب الأمريكية فى «أفغانستان» كما بدأت قبل عشرين عامًا، مع وجود «طالبان» فى السلطة الأفغانية.

لكن، الأسوأ ظهر بعد الانسحاب الأمريكى، حيث انهار الجيش الوطنى الأفغانى، واجتاحت «طالبان» البلاد، لتسقط «كابول» فى 15 أغسطس الماضى، ما أدى إلى محاصرة آلاف الأجانب فى العاصمة الأفغانية. وهو ما دفع «الولايات المتحدة»، وبعض دول «الاتحاد الأوروبى» لبذل جهد هائل لإجلاء مواطنيهم، بجانب رعاياهم، وبعض اللاجئين فى مشاهد مأساوية هزت قلب العالم.

فى النهاية، انتهى الانسحاب الأمريكى فى 30 أغسطس الماضى. الانسحاب الذى وصفه بعض حلفاء «أمريكا» بأنه أحمق وكارثى.

 أزمات الهجرة تختبر الدول الغنية

لم يكن انهيار الوضع فى «أفغانستان» السبب الوحيد للهجرة خلال هذا العام، بل عدد من العوامل الأخرى، وعلى رأسها الحروب، والانهيار الاقتصادى الذى اشتد بعض ظهور الجائحة، والكوارث الطبيعية وتغير المناخ، وغير ذلك.

فعلى سبيل المثال، بلغ عدد الأشخاص الذين دخلوا «الولايات المتحدة» بشكل غير قانونى بحلول أكتوبر الماضى 1.7 مليون شخص، وهو أعلى رقم منذ عام 1960. ومن جانبه، شهد «الاتحاد الأوروبى» زيادة بنسبة %70 - مقارنة بعام 2020 - فى عدد الأشخاص الذين دخلوا بشكل غير قانونى، حيث قال عدد من المسئولين إن «الاتحاد الأوروبى» أخفق فى واجبه فى مساعدة المهاجرين.

كما أثار ارتفاع عدد المهاجرين الذين يعبرون القنال الإنجليزى من «فرنسا» خلافًا دبلوماسيًا بين «باريس، ولندن». وفى الوقت نفسه، شجعت «بيلاروسيا» المهاجرين على عبور أراضيها لدخول «لاتفيا، وليتوانيا، وبولندا» فى محاولة للضغط على «الاتحاد الأوروبى» لإنهاء العقوبات التى فرضها احتجاجًا على الانتخابات الرئاسية البيلاروسية لعام 2020.

وقد تم تهجير حوالى 84 مليون شخص حول العالم قسراً من منازلهم، ومن المرجح أن يؤدى الصراع، والانهيار الاقتصادى، وتغير المناخ إلى ارتفاع هذا الرقم. لذلك، تؤرق أزمة الهجرة واللجوء الدول المتقدمة، الذى يعكفون على محاولة خلق حلول لتلك الأزمة، خاصة أنه من غير المرجح أن تتوقف هذه الأزمات فى السنوات المقبلة.

تداعيات اتفاقية (أوكوس)

وفى 15 سبتمبر الماضى، أعلن الرئيس الأمريكى «بايدن»، ورئيس الوزراء الأسترالى «سكوت موريسون»، ورئيس الوزراء البريطانى «بوريس جونسون» عن شراكة أمنية ثلاثية جديدة عرفت باسم (AUKUS)، أو (أوكوس). وكان الجزء الأكثر أهمية فى الصفقة، هو تعهد «الولايات المتحدة» بتزويد «أستراليا» بالتكنولوجيا اللازمة لبناء ثمانى غواصات تعمل بالطاقة النووية، بحجة الحفاظ على الأمن والاستقرار فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ.

ورغم عدم ذكر أى من القادة الثلاثة «الصين»، إلا أن الصفقة نُظر إليها -على نطاق واسع- على أنها محاولة لتطويق زيادة النفوذ الصينى، وهو ما دفع «بكين» للتنديد بالاتفاق، ووصفته بأنه غير مسئول.

ومع ذلك، لم يكن رد فعل «الصين» الغاضب، هو محور اهتمام العالم فى هذه الصفقة. بل الغضب الفرنسى، حيث أنهت «فرنسا» اتفاقية بقيمة 37 مليار دولار أبرمتها مع «أستراليا» فى عام 2016 لبناء عشرات الغواصات التى تعمل بالديزل والكهرباء، فور الإعلان عن (أوكوس). ثم استدعت «باريس» سفيريها فى «كانبرا، وواشنطن»، فى خطوة لم يسبق لها مثيل فى العلاقات الثنائية مع أى من البلدين. ومن ثم تفاقمت الأزمة بين الحلفاء التقليديين.

اعترف «بايدن» –لاحقاً- بأن الإعلان عن الاتفاقية كان أخرق، بينما استخدمت «فرنسا» الحادث للضغط من أجل الحكم الذاتى الاستراتيجى، أى قدرة «الاتحاد الأوروبى» على التصرف بشكل مستقل عن «الولايات المتحدة» فى الشئون العالمية.

تفاقم الحرب فى «إثيوبيا»

لم ينس أحد أنه بعد أقل من أسبوعين من حصول رئيس الوزراء الإثيوبى «آبى أحمد» على جائزة نوبل للسلام، دخلت «إثيوبيا» فى حرب أهلية مريرة مع قوات «تيجراى». وبحلول نوفمبر الماضى، كانت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى تتقدم جنوبًا نحو «أديس أبابا»، وشرقا نحو «جيبوتى»، مهددة بقطع الطريق الذى يمد «إثيوبيا» بـ%95 من وارداتها البحرية.

أثار نجاح جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراى العالم، ليس لأن النزاع سيسفر عن اضطرابات إقليمية فحسب. بل، لأن المجتمع الدولى رأى الوجه الحقيقى لرئيس الوزراء الإثيوبى، حيث لخصت جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية رأى العالم، حينما قالت إن «آبى أحمد» فقد صورة المنقذ وصانع السلام لشعبه. وذلك، بعد جرائم الحرب التى نفذت ضد المدنيين، خاصة حملات التطهير العرقى، والمذابح، والاغتصاب الجماعى.

عودة العراق

يمكن القول بأن عام 2021، هو عام بناء المؤسسات وعودة «العراق» إلى محيطه العربى والإقليمى، وفق سياسة انتهجتها حكومة رئيس الوزراء «مصطفى الكاظمى» للنأى ببلاده عن صراعات.

فكان يوم 7 أبريل يومًا مهمة للدولة العراقية، حينما أعلنت «الولايات المتحدة» أنها ستسحب ما تبقى من قواتها المنتشرة داخل أراضيها. وفى 27 يونيو الماضى، استضافت «بغداد» قمة آلية التعاون الثلاثى بين قادة «مصر، والعراق، والأردن» حيث تم  صياغة رؤية مشتركة حول هذه القضايا الإقليمية والتعاون الاقتصادى. وبعدها فى يوليو الماضى، أعلن الرئيس الأمريكى «بايدن» إنهاء المهمة القتالية  للجيش ‏الأمريكى فى «العراق» بحلول نهاية 2021.

أدت هذه الأحداث، وغيرها من سبل التعاون الدولى للعراق إلى دفع الحكومة هناك لاستكمال مرحلة بناء الدولة، ليصبح  شهر أكتوبر الماضى، وتحديدًا فى اليوم العاشر منه، يوماً فارقًا للعراقيين، حيث شهد «العراق» إجراء الانتخابات المبكرة، التى شارك فيها %44 من الناخبين فى الإدلاء بأصواتهم، وسط إشادة واسعة من المجتمع الدولى بإجراءات الاقتراع، ونجاح الحكومة والقوات الأمنية فى تأمين هذا اليوم.

وفى نهاية شهر نوفمبر الماضى أعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات فى «العراق» تصدر الكتلة الصدرية النتائج النهائية للانتخابات المبكرة بـ73 مقعداً. لتبدأ مرحلة جديدة للعراق فى بناء حكومة، تحرك المسار العراقى للأمام.

انتهاء حقبة المرأة الحديدية

 بعد 16 عامًا من وجودها فى السلطة، وإجراء الانتخابات البرلمانية فى عام 2021، انتهت حقبة المستشار الألمانية «أنجيلا ميركل»، التى قادت أربع حكومات ألمانية، وأدارت أزمات صعبة بحنكة سياسية أبهرت العالم، ومنها: الأزمة المالية التى اجتاحت العالم عام 2008، التى قررت فيها اتباع سياسات تقشفية، وإجراء إصلاحات هيكلية فى الاقتصادات الأوروبية؛ وأزمة تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين -وغيرهم- وطرقهم أبواب ألمانيا عام 2015، حيث اتخذت «ميركل» قرارها بقبول ما يزيد على مليون لاجئ؛ بالإضافة إلى أزمة جائحة كورونا فى عامى 2020-2021، والتى اتبعت فيها «ألمانيا» سياسة واضحة، ولم تتعرض لهزات صحية عنيفة كتلك التى واجهت بقية الدول الأوروبية.

كانت «ميركل» أول امرأة فى تاريخ بلادها تشغل منصب مستشارة «ألمانيا»، واستحقت لقب «سيدة الدولة»، وأن تُوصف بأنها «أقوى امرأة فى العالم»، وبمُغادرتها السُلطة، تبدأ صفحة جديدة غامضة من تاريخ «ألمانيا».

 السباق بين اللقاحات ومتحورات كورونا

كانت السرعة التى طورت بها اللقاحات المضادة لفيروس كورونا مذهلة..حيث يستغرق تطوير اللقاحات من 10 إلى 15 عامًا. ولكن، لقاحات كوفيد-19 نفذت فى أقل من عام، وحققت أهدافها بشكل مذهل. حيث تم إعطاء أكثر من 7.4 مليار جرعة لقاح فى 184 دولة فى الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2021.

ولكن، بنفس السرعة التى صنعت، وأنتجت، وأعطيت اللقاحات، كان الفيروس يسابق الزمن فى التطور والتكيف بشكل لا يصدق. فقد ظهر متحور «دلتا»، الذى تم تحديده - لأول مرة- فى ديسمبر 2020 فى «الهند»، وصار المتحور المهيمن حول العالم خلال الشهور الأولى من العام الجارى، والأكثر شراسة وعدوى من أسلافه.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففى نوفمبر 2021، حدد علماء «جنوب إفريقيا» ظهور متغير أوميكرون، الذى هيمن على أكثر من 70 دولة فى غضون أسابيع قليلة، ولا يزال يواصل انتشاره بسرعة غير مسبوقة فى جميع أنحاء العالم.

ورغم أن المتحور الأخير لا يمثل تهديدًا صحيًا أكبر من سابقيه، إلا أن الخبراء يتوقعون أنه قد يؤدى إلى انهيار الاقتصاد العالمى الذى يحاول إيجاد سبل للتعافى.

 تحدى تغير المناخ

«خط أحمر للإنسانية»..هكذا وصف الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» تقرير الأمم المتحدة، الصادر فى أغسطس الماضى، والذى خلص إلى أن البشرية تواجه تغيرًا مناخيًا كارثيًا، ما لم يتم خفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحرارى.

وبالفعل، سيطر الطقس القاسى على الأخبار فى عام 2021.. حيث ضرب الجفاف القياسى الجنوب الغربى الأمريكي؛ وفى المقابل، دمرت فيضانات عنيفة «بلجيكا، وألمانيا الغربية»؛ كما اجتاحت حرائق غابات «اليونان»؛ فيما اجتاحت الرياح الموسمية «الهند، ونيبال»؛ وغير ذلك من كوارث كشرت فيها الطبيعة الأم عن أنيابها طوال العام.

وعليه، تعهدت الدول باتخاذ خطوات للتصدى لتغير المناخ، فى اجتماع (COP-26) فى «جلاسجو» بشهر نوفمبر الماضى. لكن، التعهدات ليست من الإنجازات، إذ قفزت انبعاثات الكربون من جديد فى العام الجارى مع عودة الاقتصاد العالمى إلى الحياة، بعد أن كانت مغلقة العام الماضى بسبب الجائحة.

مشاكل سلاسل الإمداد

كانت إحدى مساوئ تداعيات كورونا، هو تأثيرها على الحياة الاقتصادية بجميع أشكالها. وكان ضمن أبرز المشكلات الاقتصادية التى استمرت وبرزت عام 2021، هى أزمة سلاسل التوريد فى العالم.

فقد أظهرت مقاييس «بلومبرج إيكونوميكس» الجديدة النقص الكبير فى الإمدادات العالمية، التى تؤدى لارتفاع الأسعار، وتعرض التعافى الاقتصادى للخطر. 

وأكدت المؤشرات الجديدة مدى خطورة أزمة سلاسل التوريد، وفشل العالم فى إيجاد حل سريع لها، وأن الأزمة الكبرى لعام 2021 لا تزال تزداد سوءًا فى بعض المناطق من العالم. لهذا، يتوقع المحللون أيضاً  تواصل ارتفاع أسعار الغذاء العالمية لمستويات قياسية، تستمر خلال العام الجديد.