الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

2021 عــــــام الريادة المصرية .. الأشقـاء العــرب.. «مسافــة السكـــة»

شهد العام الجارى العديد من الأزمات والتحديات ليس على الوطن العربى فحسب بل على العالم أجمع، وكانت التحديات السياسية والاقتصادية أصعب ما واجهته الدول؛ خصوصًا بعد أزمة تفشى وباء كورونا وما تبعه من تخبطات أثرت على الشعوب بصورة كبيرة، فأصبح «كورونا» اختبارًا للحكومات فى مواجهة الأزمات، ومع الأسف كانت نتيجة هذا الاختبار قاسية للعديد من الدول الكبرى فى العالم.



لكن الإدارة المصرية استطاعت أن تواجه هذا الاختبار بكل قوة وبسياسة استباقية نتج عنها الاستقرار الاقتصادى فى مواجهة زلزال الفيروس، كذلك مدت يد العون لأشقائها العرب والأفارقة؛ بل قدمت الكثير من الدعم لمساندة حلفائها فى جميع المناحى العالمية، فأصبحت الريادة المصرية تعبر عن استقرار المنطقة بأكملها وعكست مبدأ الرئيس «عبدالفتاح السيسى» فى تكاتف العالم لمواجهة التحديات ودعم الاستقرار.

وكانت السياسة الخارجية المصرية هى نقطة التحول الفارقة فى عدد من الملفات الشائكة سواء إقليميًا أو دوليًا، وكان الحل المصرى هو الفارق فى حياة الملايين من الأشقاء ونتج عنه مزيد من الاستقرار؛ بل تم وضع خطط مستقبلية لتحقيق نجاحات أخرى للعديد من القضايا التى تمس عالمنا.. فأصبحت السياسة الخارجية المصرية نهجًا يعكس الاستقرار ويحافظ على حياة الشعوب.

 

الأشقـاء العــرب.. «مسافــة السكـــة»

 

استطاعت السياسة الخارجية المصرية خلال 2021 تقديم حلول فعالة للعديد من الأزمات التى واجهتها المنطقة العربية على مدار سنوات من التخبطات السياسية وعدم الاستقرار، كذلك حالة الجمود التى أصابت عددًا من الملفات وقضايا العرب، مما أدى إلى لجوء الفرقاء إلى تنازعات السلاح وتشريد الآلاف من الشعوب الشقيقة.

 

عمل الرئيس عبدالفتاح السيسى والإدارة المصرية فى الغوص داخل هذه الأزمات وعرض الاستراتيچية المصرية الداعية للحلول السلمية والتوافقات بين فصائل المجتمع للحل من الأزمات الطاحنة التى عصفت باستقرار الشعوب العربية، فكانت «مسافة السكة» نهجًا تم اتباعه واستطاع أن يحقق أهدافه فى استقرار الدول الشقيقة.

 ليبيا

عملت القاهرة على تحديد خططها فى حل أزمة شقيقة الجوار، وعقب تحديد مصر للخطوط الحمراء فى ليبيا «سرت - الجفرة» أيقنت جميع الأطراف المتصارعة والدول الإقليمية المنخرطة فى الأزمة أنه لا حل عسكريًا للأزمة الليبية، وأن الحل الوحيد هو الجلوس على طاولة المفاوضات، وهو ما تحقق خلال الأشهُر الماضية عقب تفعيل الأمم المتحدة للعملية السياسية باختيار لجنة من 75 عضوًا لتشكيل سُلطة تنفيذية جديدة فى البلاد، فضلاً عن تفعيل دور لجنة «5+5» العسكرية للإعلان عن وقف إطلاق النار وفتح الطرُق المغلقة وتبادُل الأسرَى.

وكان «إعلان القاهرة» مبادرة البداية لتفعيل العملية السياسية فى ليبيا والتى عانت من حالة جمود منذ سنوات بسبب التدخلات الخارجية التى أثرت بشكل كبير على الوضع الداخلى لليبيا، وشهد العام 2021 تتويجًا لإعلان القاهرة بعد نجاح ملتقى الحوار السياسى الليبى خلال جلساته بچنيف فى انتخاب سُلطة تنفيذية جديدة ممثلة فى رئيس مجلس رئاسى ونائبين ورئيس حكومة وحدة.

وتدعم مصر جميع خيارات أبناء الشعب الليبى سواء بالذهاب للانتخابات الرئاسية أو التشريعية، وكذلك توحيد المؤسّسات العسكرية والأمنية فى البلاد بعد إصلاحها لتأمين مقدرات أبناء ليبيا، والانطلاق نحو إعادة إعمار المدن المدمرة والشروع فى تنمية البلاد.

 فلسطين

فيما يتعلق بقضية العرب الأولى فلسطين، أعلنت مصر منذ مجىء الرئيس «السيسى» إلى السُّلطة أن هذه القضية على رأس أولوياته، وأن إيجاد حل لها يعيد الاستقرار إلى المنطقة، حيث تبنت القاهرة موقفًا ثابتًا يسعى إلى التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن الحقوق الفلسطينية، ويقوم على الأسُس والمرجعيات الدولية.

وعقب اندلاع الأزمة الأخيرة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال يوم 8 مايو الماضى، وقف الرئيس داعمًا ومساندًا للقضية بالفعل قبل القول؛ حيث عملت مصر على تقديم جميع السُّبُل والمساعدات فى إعلان الهدنة ووقف إطلاق النار فى غزة، كما عملت على تقديم مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار فى قطاع غزة، نتيجة الأحداث الدامية.

وقد أشادت الدول الكبرى والفاعلة فى المشهد الفلسطينى بالدور الكبير الذى لعبته مصر بوقف الحرب الأخيرة على غزة.

كما أشادت الفصائل الفلسطينية فى غزة بالدور الكبير الذى لعبته مصر.

 العراق 

كانت القضية العراقية من أهم القضايا التى والى الرئيس «عبدالفتاح السيسى» اهتمامًا كبيرًا لها منذ توليه مقاليد الحُكم فى مصر، وقد شهد العام الجارى العديد من الخطوات التى عملت على استقرار العراق بصورة كبيرة سواء سياسيًا أو اقتصاديًا، وشهدت العلاقات «المصرية- العراقية» مزيدًا من التعاون المثمر الذى صاحبته تفاهمات سياسية لاستقرار البلد الشقيق.

وكانت زيارة الرئيس «عبدالفتاح السيسى» للعاصمة بغداد، يونيو الماضى، واحدة من أهم الزيارات الرسمية التى أوضحت مدى عمق العلاقات الثنائية بين البلدين؛ خصوصًا أنها أول زيارة لرئيس مصرى منذ نحو 30 عامًا، وقد عقدت خلال هذه الزيارة «قمة بغداد» الثلاثية بين مصر والأردن والعراق.

كما شهدت القمة تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بين القاهرة وبغداد وعمان والتى من شأنها الارتقاء بمستوى العلاقات إلى آفاق أرحب.

وفى فبراير الماضى، وقّعت مصر 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم فى مختلف القطاعات، بما فى ذلك النفط والطرُق والإسكان والتشييد والتجارة، بعدما وافق مجلس الوزراء العراقى فى ديسمبر 2020 على تجديد عَقد إمداد الهيئة المصرية العامة للبترول بإجمالى 12 مليون برميل من خام البصرة الخفيف لعام 2021.

كما يخطط العراق لإنشاء خط أنابيب يستهدف تصدير مليون برميل يوميًا من الخام العراقى من مدينة البصرة فى جنوب البلاد إلى ميناء العقبة الأردنى على البحر الأحمر.

وكان «الكاظمى» أطلق تعبير «الشام الجديد»، لأول مرّة خلال زيارته للولايات المتحدة أغسطس الماضى، وقال حينها لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إنه يعتزم الدخول فى مشروع استراتيچى يجمع القاهرة ببغداد، وانضمت إليه عمان، لتكوين تكتل إقليمى قادر على مواجهة التحديات.

 لبنان

تؤكد مصر دائمًا على قوة العلاقات «المصرية- اللبنانية» فى ظل التحديات التى تواجهها بيروت خلال هذه الفترة الحرجة، وقد كانت القاهرة من أوائل الدول التى سارعت بتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للشعب اللبنانى الشقيق لمواجهة محنة انفجار ميناء بيروت البحرى، وفى أغسطس العام الماضى، شارك الرئيس «عبدالفتاح السيسى» فى المؤتمر الدولى لدعم لبنان.

وخلال الأحداث الدامية فى منطقة الطوينة أكتوبر الماضى، كانت مصر من أوائل الدول التى دعت جميع الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس، والابتعاد عن العنف تجنبًا لشرور الفتنة، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للبنان وشعبه فى إطار الالتزام بمحددات الدستور والقانون.

كما عملت الدولة المصرية على حل أزمة الوقود التى ضربت لبنان وأدت إلى تفاقم الوضع الإنسانى فيها، فكان إعلان القاهرة بإمداد لبنان بالغاز المصرى من خلال اتفاقية رباعية ضمت أيضًا سوريا والأردن.

وأجرى وزير الطاقة والمياه اللبنانى ريمون غجر أول زيارة خارجية لمصر، أوائل أكتوبر الجارى، وصرّح خلالها: «حرصت أن تكون مصر هى أول دولة أزورها تقديرًا للدور المحورى لمصر فى منطقة الشرق الأوسط، وجهودها لمساندة ودعم لبنان».

 السودان

تُعد العلاقات «المصرية- السودانية» علاقات استراتيچية وأزلية؛ حيث الرابط الحيوى والتاريخى بين شعبى وادى النيل، ويمتد التعاون بين البلدين ليشمل جميع القطاعات، وقد دعمت مصر بقوة مسار السلام فى السودان، كما أجرى الرئيس «عبدالفتاح السيسى» فى 6 مارس الماضى زيارة للخرطوم، وفى 11 من الشهر ذاته قام باستقبال «عبدالله حمدوك» فى القاهرة، وأسفرت الاجتماعات عن تكثيف البلدين لسُبُل التعاون إزاء التحديات المشتركة وفى مقدمتها ملف سد النهضة الإثيوبى.

كما عملت مصر على تقديم عدة مساعدات للدولة الشقيقة.

كما عملت القاهررة والخرطوم على التركيز على المشروعات الاستراتيچية للوصول لمرحلة التكامل، لا سيما مشروع الربط الكهربائى بين البلدين. وجرى الاتفاق على البداية الفعلية لتنفيذ برنامج تدريب الدبلوماسيين، بجانب الشروع فى تنفيذ الاتفاقات مع الوزارات ذات الصلة.

 جنوب السودان

فى 28 نوفمبر 2020، أجرى الرئيس «عبدالفتاح السيسى» زيارة إلى دولة جنوب السودان هى الأولى من نوعها منذ الإعلان عن تأسيس جنوب السودان. كما حرصت مصر على دعم جوبا فى شتى المجالات والمشروعات الاساسية والتنموية.

ووفى أكتوبر الماضى، استقبل الرئيس المصرى رئيس جنوب السودان سيلفا كير فى قصر الاتحادية؛ حيث أكد الرئيس «السيسى» على استمرار دعم ومؤازرة مصر لجنوب السودان فى الفترة الراهنة ارتباطًا بتنفيذ استحقاقات اتفاق السلام المنشط الموقّع فى عام 2018، والتحديات المرتبطة بجائحة كورونا ومخاطر الفيضانات والأزمة الغذائية.

كما أوضحت الإدارة المصرية أن هذه الزيارة عكست خصوصية العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين على مستوى القيادة السياسية والحكومتين والشعبين، والتى توجت مؤخرًا بعَقد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة فى القاهرة فى شهر يوليو 2021.