الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حظ «الهضبة».. كنترول «بابلو».. و«روبى» فى حتة تانية: حصاد 2021 الغنائى.. عام التنوع الموسيقى

مع نهاية عام 2021، من المهم جدًا التذكير بأهم الأحداث الفنية، لكى يدرك القائمون على صناعة الموسيقى والغناء فى مصر، ما هى الأعمال الفنية التى قام الجمهور بالتجاوب معها، لكى تستمر نجاحات العام الماضى، ولكى يقوم من لم يحالفهم التوفيق فى بذل الجهد والعطاء والتعلم من أخطاء هذا العام.



إذا كنا نريد أن نتحدث عن الألبوم الأفضل هذا العام، فيجب علينا أولاً أن نؤكد على مفهوم «الألبوم»، وهو أن يكون لدينا مجموعة من الأغانى المنفصلة المتصلة، بحيث تحمل كل أغنية رسالة ما، وتصلح أن تكون أغنية منفردة، ولكنها عندما توضح داخل «ألبوم مجمع» فهى تكون بمثابة «حلقة» داخل سلسلة كبيرة، تؤدى فى النهاية إلى رسم صورة متكاملة معينة.

هو ما لم يحدث هذا العام سوى فى ألبوم «حمزة نمرة»، (مولود سنة 80)، ومجموعة من ألبومات الراب، ومنهم (كنترول) لـ«مروان بابلو».

العامل المشترك بين ألبومى «حمزة»، و«بابلو»، أن الاثنين مشتركان فى صناعة الأغانى، عكس باقى ألبومات «البوب» التقليدية، والتى تحول فيها المغنى إلى شخص يقوم بانتقاء الأعمال المرسلة إليه على «واتساب» وتأديتها، وكأنه يتجول داخل «سوبر ماركت».

انحيازى لألبوم «مروان بابلو» يأتى من أنه يقوم بالكتابة والتلحين لنفسه، وكذلك يقوم بأمور الهندسة الصوتية، ويتدخل فى صناعة «التوزيعات الموسيقية»، بل صنعها فى أغلب الأغانى، حتى أغنية (دون) التى لم يصنع موسيقاها «بابلو»، فهى من تنفيذ «شادى معمر» الذى تعاون مع نجم الراب الكندى العالمى «دريك» وهو ما يعطى لنا نبذة عن حالة الشغف التى يتعامل بها صناع الراب المصرى مع أغانيهم.

وأيضًا عبقرية ألبوم (كنترول) تأتى فى أن «بابلو» يقوم بغناء تجربته الشخصية، ويحكى عن وقائع عاشها بنفسه فى الإسكندرية، داخل بيئة فاسدة وملوثة، مليئة بالأحقاد والنفاق والكذب والفقر والتعدى على القانون وانتشار المخدرات، ورغم كل ذلك استطاع أن يحول كل هذه الأدوات إلى منتج غنائى راقص يستمع إليه الشباب فى السيارات وفى التجمعات.

ولأن الألبوم يتحدث عن قصص ذاتية، فكان من الطبيعى أن أشعر بحالة الصدق التى يؤدى بها نجم الراب المصرى، كما أن أهمية «بابلو» تأتى أيضا فى مساهمته الفعالة فى تحويل الراب من شكل غنائى جمهوره محدود جدا، إلى فن له جماهيرية واسعة بين الشرائح العمرية والاجتماعية المختلفة على مستوى الجمهورية، والدليل على ذلك حفلته الضخمة التى أقامها هذا العام وحضرها الآلاف من الجمهور، كما تصدرت أغانيه ترند يوتيوب لحظة صدورها، بخلاف استعانة الشركات الإقليمية الكبرى به، لكى يكون وجهتها الإعلانية، لتأثيره على جيل الشباب والمراهقين.

أما «عمرو دياب» فهو بلا أى شك مغنى العام، وذلك لنشاطاته فى الحفلات الغنائية داخل وخارج مصر، ولأغانيه الناجحة التى يصدرها بشكل متقطع طوال الموسم، وعلى رأس هذه الأغانى (أنت الحظ) من كلمات «تامر حسين» وألحان «عزيز الشافعى»، وتوزيع «وسام عبدالمنعم»، والتى تصدرت قوائم يوتيوب الأكثر استماعًا لأسابيع متتالية بعد صدورها، وعلى المستوى الفنى فهى أغنية «مصرية» بامتياز فى كلماتها وإيقاعاتها وألحانها، والأمر نفسه لأغنية (رايقة) من كلمات «أيمن بهجت قمر»، وألحان «محمد يحيى»، وتوزيع «طارق مدكور».

«عمرو دياب» أيضًا له أكثر من نصف مليار دقيقة استماع على منصة من المنصات الديجيتال المتخصصة فى عرض الموسيقى إلكترونيًا، وعلى مدار السنة تم سماع «عمرو دياب» على يوتيوب أكثر من 912 مليون مشاهدة، وهذا رقم ضخم للغاية.

أما عن أغنية العام فهى بلا منازع، للفنانة العائدة للساحة الغنائية بقوة، «روبى»، والأغنية هى (حتة تانية) والتى صاحبتها حالة من الجدل الشديد فور صدورها، وانقسمت الآراء حول «روبى» وقدراتها الصوتية، وهل هى تصلح لتقديم حفلات «لايف» أم لا؟، وذلك بعد انتشار مقاطع لها وهو تؤدى بشكل غير جيد أمام الجمهور، ولكن بغض النظر عن كل ذلك فهذه الأغنية بمفردها استطاعت أن تحصل على أكثر من 142 مليون مشاهدة على موقع الفيديوهات «يوتيوب»، وهو رقم كبير، خاصة أن فيديو الأغنية لا يحتوى على أى مقاطع راقصة لـ«روبى»، وهو ما يؤكد على أن الأغنية كمحتوى صوتى نجحت فى تلبية احتياجات الجمهور، وهذا ينسف كل النظريات والتحليلات التى قدمها النقاد ضد «روبى» وموهبتها كمغنية.

أما أفضل حفلة فبلا شك هى لمغنى الراب «ويجز»، فبرغم أن حفلة «عمرو دياب» فى مدينة العلمين الجديدة هى الأضخم من حيث الحضور الجماهيرى، وهى الحفلة التى صعد فيها الجمهور للبنايات المجاورة لرؤية نجمهم المفضل، واضطر الأمن للتدخل لتفريق التجمهر الشديد خارج المساحة المخصصة الحفل، ولكن يبقى حفل «ويجز» بصورته الشهيرة التى انتشرت على السوشيال ميديا هى الأهم بسبب حالة الجدل التى صاحبتها.

حالة الصدمة الكبيرة التى وقعت على الجمهور غير المهتم بسماع المزيكا ولم يكن يعلم من هو «ويجز»، وما هو الراب أساساً، إلا بعد الحديث عن الصورة والنقاش حول أغانى الراب، وهو ما أعطى شعبية لهذه الأغانى، لأن هناك قطاعات كبيرة لديها حب الاستطلاع واستكشاف ما كانت تجهله، وهو أمر مهم للغاية.

أما عن أفضل شاعر وأفضل ملحن، فهما الثنائى، الشاعر «تامر حسين» والملحن «عزيز الشافعى»، وذلك نظراً لحجم الأغانى الناجحة التى قدماها هذا العام مع الكثير من المغنين، مثل «عمرو دياب، سميرة سعيد، هانى شاكر، لطيفة، آدم، رامى صبرى»، وغيرهم، فحالة التناغم بين هذا الثنائى واضحة جداً، لدرجة أن أى مستمع يستطيع التعرف على أعمالهما دون البحث عن اسميهما على التيترات الخاصة بهذه الأغانى، وهذا هو قمة النجاح.

أما فيما يخص أغانى المهرجانات، ففيديو «حسن شاكوش» مع «ياسمين رئيس» هو الأعلى مشاهدة على يوتيوب، متجاوزًا الـ 130 مليون مشاهدة.

ولكن بشكل عام، فهذا العام من الناحية الموسيقية يعتبر متميزاً لأننا لم نشهد أى تفوق لأى شكل موسيقى على آخر، بل على العكس تماماً هناك حالة من التنوع الموسيقى بين الأشكال المختلفة، وهذا أمر يصب بالطبع فى مصلحة المستمع الذى أصبح لديه خيارات عديدة، ويستطيع أن يجد ما يعبر عن حالته المزاجية فى أى وقت، وبأكثر من شكل غنائى!