الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مأساة إنسانية سببها «المناخ» الأعاصيـر تزلزل الولايات المتحدة

أسبوع قاسٍ شهدته الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن ضربت الأعاصير عدة ولايات وخلّفت مئات القتلى وآلاف المشردين وخسائر بلغت مائة مليار دولار.. وتتوالى التحذيرات من التغيرات المناخية وسط توقعات بأن الأسوأ لم يأتِ بعد.



ورُغم هذه الظروف القاسية؛ لم تعلن الولايات المتحدة الإغلاقَ العامَّ، وأعلن الرئيس الأمريكى حالة الطوارئ فى الولايات التى تضررت فقط، وبسبب الخسائر الضخمة فى الولاية، أعلنها الرئيس الأمريكى منطقة كارثة كبرى.

 

قُتل أكثر من مائة شخص فى خمس ولايات أمريكية فى وسط وجنوب البلاد بسبب أعاصير وعواصف اعتبر الرئيس چو بايدن أنها «مأساة تفوق التصور».

وجاء الإعصار فى الوقت الذى ألحقت فيه عواصف أخرى خرابًا فى ولايات أمريكية عدة. وقبل كارثة الإعصار، اجتاحت عاصفة مستودعًا لشركة أمازون فى ولاية إيلينوى الأمريكية.

وأوضح بايدن عبر تويتر، أنه اطلع على آخر التطورات الميدانية، مضيفًا «نعمل مع حكام (الولايات) لضمان توافر ما هو ضرورى لنا للبحث عن ناجين».

وتم الإبلاغ عن أكثر من 30 إعصارًا فى ست ولايات على الأقل، بما فى ذلك ميسورى وتينيسى وميسيسيبى. ويقول خبراء الأرصاد الجوية فى «سى إن إن» إن امتدادًا يزيد على 250 ميلًا من أركنساس إلى كنتاكى ربما يكون قد تعرّض لإعصار عنيف طويل المسار.

 المجهول

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أكدت مؤخرًا أن المناخ العالمى دخل فى المجهول وقالت فى تقرير لها إن «كوكب الأرض يتحول أمام أعيننا. من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال يؤدى ذوبان الكتل الجليدية والظواهر المناخية القصوى فى كل أرجاء الأرض إلى تضرر أنظمة بيئية وشعوب».

وحذر علماء من أن التغير المناخى يزيد من شدة العواصف ووتيرتها، مما يمثل تهديدًا متزايدًا لمناطق تشهد ظروفًا مناخية قاسية بالفعل.

وحسب تقرير المنظمة الدولية؛ فقد كلفت مظاهر الطقس المتطرف الولايات المتحدة خسائر قياسية بلغت 100 مليار دولار فى عام 2020.

 واعترف چو بايدن بأن «العلماء ظلوا منذ سنوات يحذروننا من أن الطقس المتطرف سيصبح أكثر تطرفًا بمرور الوقت، وهو ما نشهده فى الوقت الحالى».

 مأساة إنسانية

وقد انتشرت صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعى لمبانٍ دمرتها العواصف والأعاصير فيما تناثرت قضبان الحديد الملتوية والأشجار المقتلعة وحجارة الطوب فى الشوارع تاركة وراءها واجهات منازل مدمرة.

وفتحت وكالة إدارة الطوارئ الاتحادية الأمريكية الملاجئ وأرسلت فرقًا وإمدادات من الوجبات والمياه.

وأكدت وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية، أن سكان ولاية كنتاكى استيقظوا ليجد الكثير منهم أنهم من دون كهرباء أو غاز أو حتى سقف فوق رءوسهم، ووجدوا منظرًا طبيعيًا أصابته سلسلة من الأعاصير القوية.

وقالت السُّلطات إن أملها ضئيل فى العثور على ناجين تحت الأنقاض، لكن عمال الإنقاذ واصلوا تنظيف الحقول من الأنقاض، وأنقذ السكان متعلقاتهم التى عثروا عليها.

 ولحقت أضرار بالعديد من مقاطعات كنتاكى من جراء الإعصار الأقوى على الإطلاق، والرياح المرافقة له والتى تجاوزت سرعتها 300 كيلومتر. واعتبرت مدينة مايفيلد التى تضم عشرة آلاف نسمة الأكثر تضررًا فى الولاية.

كما تواصل فرق الإنقاذ جهودَها لإنقاذ الموظفين فى المنشأة فى إيلينوى والتى سُوّى ثلثها بالأرض. وكان الموظفون فى دوام ليلى لتسليم طلبيات قبل أعياد الميلاد. وتخوفت وكالة كولينسفيل لإدارة حالات الطوارئ من «خسائر بشرية كبيرة» مع «العديد من الاشخاص العالقين فى مستودع أمازون».

وقالت وسائل إعلام أمريكية نقلاً عن مسئول محلى، إنه تمّت محاصرة عشرات الأشخاص فى دار لرعاية المسنين فى شمال شرق ولاية أركنسو الأمريكية بعد تعرُّضها لإعصار أدى إلى مقتل شخصين وإصابة خمسة.

الإعصار الذى اجتاح دار رعاية المسنين فى مدينة مونيت كان من بين سلسلة من الأعاصير فى المنطقة.

 تاريخ عنيف مع الأعاصير

اجتاح أعنفُ إعصار فى تاريخ الولايات المتحدة ميزورى وإلينوى وإنديانا عام 1925، ما أسفر عن مقتل 747 شخصًا. وقد تسببّت أعاصير فى أبريل 2020 من تكساس إلى كارولاينا الجنوبية، مرورًا بميسيسيبى وچورچيا وتينيسى وأركنسا، بمقتل 32 شخصًا على الأقل. 

كما قُتل 25 شخصًا على الأقل عندما ضربت أعاصير شديدة ولاية تينيسى ومنطقة ناشفيل فى مارس 2020. وفى 2019، قتلت أعاصير عنيفة 23 شخصًا على الأقل وتسببت بأضرار جسيمة فى شرق ولاية آلاباما.

وفى 2015، تسببت الأعاصير مع وصول سرعة الرياح إلى 320 كيلومترًا فى الساعة، فى محو شوارع بأكملها وجُرفت الطرُق السريعة ودُمّر نحو 600 مبنى.

أمّا فى 2014؛ فقد تأثرت ولايات ميسيسيبى وتينيسى وأركنسا وقُتل ما لا يقل عن 35 شخصًا فى سلسلة من الأعاصير اجتاحت ست ولايات فى وسط وجنوب البلاد وهى ميسيسيبى وآلاباما وتينيسى وأركنسا وأيوا وأوكلاهوما.

ولقى 20 شخصًا على الأقل- منهم سبعة أطفال- حتفهم فى 2013 فى أعاصير قوية اجتاحت أوكلاهوما وصنفت فى الفئة 5 (من أصل 5 على مقياس فوچيتا) مع رياح تفوق سرعتها الـ320 كيلومترًا فى الساعة.

وفى 2012، فى الوسط الغربى فى الولايات المتحدة، ضرب نحو 80 إعصارًا ولايات كنتاكى وإنديانا وأوهايو وتينيسى وإلينوى، ما أسفر عن مقتل 38 شخصًا على الأقل، بعد يومين على موجة سابقة مماثلة تسببت بـ13 وفاة.

وفى 2011، ضرب إعصار بلغت سرعته 320 كيلومترًا فى الساعة مدينة چوبلين فى ميزورى (وسط) وتسبب بمقتل 161 شخصًا، وفى العام نفسه ضرب نحو 300 إعصار الجزءَ الجنوبى الشرقى من البلاد، ما أسفر عن مقتل 354 شخصًا فى آلاباما؛ حيث انمحت بلدات بأكملها تقريبًا مثل توسكالوسا من الخريطة، وفقدت نحو 250 ضحية. وتأثرت أيضًا تينيسى وميسيسيبى وچورچيا وأركنسا وفيرچينيا.