الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأزهر والكنيسة تنبها للأمر حماية للأسر من الانهيار دورات المقبلين على الزواج الوقاية خيــر مــن الطلاق

فلسفة بناء الأسرة فريضة غائبة



لن نكون مبالغين إذا قلنا إن المجتمع الشرقى بشكل عام، والمصرى بشكل خاص، يفتقد الفهم الصحيح لفلسفة بناء الأسرة، فلم يعد يفكر الشباب المقبلون على الزواج فى الهدف الأساسى للزواج، وبدلاً من البحث عن بناء الأعمدة الرئيسية لبيت الزوجية الناجح، نبحث عن القائمة، كما لو كنا نفترض فى الزواج الفشل قبل البحث عن مقومات النجاح، فلم تحل قائمة منقولات الزوجية دون انهيار عش الزوجية نفسه.

وبينما يركز العروسان على نوع وخامة غرفة النوم وكذلك غرفة نوم الأطفال، لا يفكر أى منهما فى كيفية تربية هؤلاء الأطفال، ويتركون الأمر إما للتجريب فى الطفل الأول أو لخبرات الوالدين المتوارثة وهى ليست فى كل الأحوال خبرات صحيحة.

وفيما تلجأ بعض الفتيات حالياً إلى ظاهرة جديدة باتت فى انتشارها أشبه بصرعات الموضة، والتى تتمثل فى تجميد البويضات لمواجهة شبح تأخر قطار الزواج، لم يفكرن فى التعمق بمفهوم الأمومة الفطرى.

فى هذا الملف نطرح القضايا المختلفة التى تدور فى مجملها حول مفهوم وفلسفة الزواج، فى محاولة لطرح رؤية واضحة للواقع الاجتماعى الذى نعيشه الآن.

 

لا تزال معدلات الطلاق تقلق الجهات الدينية المختصة، خصوصاً أن نسبة كبيرة من حالات الطلاق تحدث نتيجة عدم الفهم الصحيح والعميق لتكوين الأسرة، وكذلك عدم إدراك حديثى الزواج لطبيعة التحديات التى تواجههم فى سنواتهم الأولى؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أن النسبة الأكبر من حالات الطلاق تحدث فى السنوات الخمس الأولى من الزواج، حيث تشير إلى أن 40 % من المتزوجين ينفصلون بعد خمس سنوات.

 

تجاوزت الاتصالات التى يتلقاها مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية والتى تتعلق بمشاكل الزواج والطلاق والأحوال الشخصية نحو 70 % من الكم الكلى للاتصالات اليومية، مقسمة على حسب طبيعة المشكلات التى يتلقاها المركز والتى بلغت حتى الآن 60 ألف مشكلة أسرية تدخلت فيها الوحدة وتم حل أكثر من 40 ألف مشكلة منها.

فى هذا الإطار اتخذت كل من دار الإفتاء المصرية والمؤسسات الكنسية المختلفة، خطوات ومبادرات من أجل توعية المقبلين على الزواج لعل أحدثها مبادرة دار الإفتاء حيث أطلق  د. شوقى علام، مفتى الجمهورية، مبادرة هى الأولى من نوعها لتقليل نسب الطلاق فى مصر، وهى تدريب المأذونين على التحقيق فى الطلاق، بالإضافة إلى مبادرة تأهيل المقبلين على الزواج التى لا تزال تنظم حتى اليوم.

أما على الجانب الكنسى فكان السبق للكنيسة الكاثوليكية، التى لا يوجد بها الطلاق من الأساس، ومن ثم رأت أن تفاقم المشكلات يمكن تداركها قبل إتمام الزواج من خلال دورات إلزامية للمخطوبين فى مختلف المحافظات.

ودشن الأزهر خلال شهر سبتمبر الماضى،أولى فعاليات برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية «تأهيل المقبلات على الزواج» بالمدينة الشبابية ببور سعيد، بحضور أساتذة وعلماء جامعة الأزهر ومركز للفتوى الإلكترونية.

وأوضح الأزهر الشريف، فى بيان له، أن فعاليات دورة تأهيل المقبلات على الزواج، التى ينفذها مركز الفتوى الإلكترونية، ضمن برنامج التوعية الأسرية الذى استمر لمدة ثلاثة أيام، تم خلالها تأهيل مائتى فتاة من خلال دعمهن بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة، وللحد من ظاهرة الطلاق المنتشرة بين الشباب فى السنوات الأولى من الزواج.

دورات مجانية

يقول أحد أعضاء مركز الفتوى: إنه بمتابعة الأزهر لارتفاع نسب الطلاق سعى لتقديم دورات مجانية على مستوى المحافظات لتأهيل الشباب المقبلين على الزواج من الذكور والإناث، ولا يشترط سن معينة للتقديم كما لا يشترط بها سن معينة للمتقدمين بل لكل من يرغب فى الاستفادة من محتوى الدورات ويتم التقديم من خلال الموقع الرسمى لمركز الفتوى،على أن تتناول هذه الدورات الشق الدينى لدور الشباب والفتيات فى العلاقة الزوجية وتوضيح ما عليهم من حقوق وواجبات تجاه بعضهم البعض بما شرع كتاب الله وسنة رسوله، مستهدفين بذلك تصحيح بعض الأفكار الخاطئة التى انتشرت أخيراً بين الشباب، مثل عدم تفهم الشباب لاستقلال الفتيات ماديا، أو رفض الفتيات لبعض الضوابط الدينية بين الزوجين مثل حق استئذان الزوج فى بعض أمورها الخاصة وغيرها من الخلافات. 

اعتقاد خاطئ

ويؤكد أن هناك خلافات عديدة تسبب المشاكل بين الشباب فى مقتبل زواجهم قد تؤدى إلى الانفصال أهمها اعتمادهم على غير المؤهلين لحل النزاعات فيما بينهم، وقله الوعى الدينى للشباب ووعيه بأهمية الزواج، فالشباب يعتقدون أن الزواج قرار فردى وأثره فردى وهذا أمر خاطئ بل هو منظومة متكاملة تشكل مجتمعا بأسره، وكذلك المعايير الخاطئة التى يتم على أساسها الزواج، خاصة الجوانب المادية، وغيرها من الخلافات التى تنتهى بمجرد الوعى وهذا ما تسعى إليه دورات تأهيل المقبلين على الزواج. 

ويشير إلى اهتمام الدورات بالشق النفسى لتقويم شخصية المتدربين بطريقة صحيحة وإعداده بحد أدنى من المرجعية الدينية التى يحتكم إليها فى أموره، واختيار شريك حياته المناسب، مع التأكيد على أهمية التأهيل النفسى والفكرى لتحمل فكرة الزواج ومسئوليته، فالزواج هو نصف دين المرء و حث الرسول صلى الله عليه و سلم على الزواج فى حديثه» يا معشر الشباب من يستطيع منكم الباءة فليتزوج، و من لم يستطع فعليه بالصيام»، فالزواج ضرورة على كل مسلم راشد بالغ عاقل، بل إن التمنع عن الزواج دون عذر يعد إثما يتبع صاحبه، ففى الزواج عفة للنفس و استقرار للروح، مما ينعكس بالطبع على استقرار المجتمع ودعمه. 

27 وحدة

ويقول: إنه تم تخصيص 27 وحدة خاصة  بمبادرة «لم الشمل» تغطى جميع محافظات الجمهورية تستقبل اتصالات الجمهور على الخط الساخن (19906) فى أيام العمل الرسمية من 9 صباحًا وحتى 4 عصرًا، وعبر الرسائل النصية (SMS) عن طريق الرقم (1020)، وتستقبل الوحدة الجمهور بمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية لأطراف النزاع فى مختلف محافظات الجمهورية، وهذه المقرات تستقبل المواطنين يومياً، ويوجد بكل مقر سبعة أعضاء من الرجال والنساء (إخصائى فى علم الاجتماع، وإخصائى نفسى، وعلماء الدين)، وعندما يتعذر الحل على اللجنة فى مقر المحافظة، يجرى رفع الأمر إلى مقر الوحدة بالمشيخة وبحث القضية من قبل أعضاء المشيخة ونزول أعضاء اللجنة إلى أطراف المشكلة إذا تطلب الأمر.

وتنفرد الوحدة بسابقة الأولى من نوعها فى تقديم المساعدة للمقبلين على الزواج تكمن فى أن دور الوحدة لا ينتهى بمجرد الانتهاء من دورات الزواج بل يمتد معهم للفتوى فى مشاكلهم والقضايا الخاصة بهم وبأسرهم والعمل على حلها على يد مختصين، إما إلكترونيا أو عن طريق الهاتف أو تتواصل الوحدة مع أصحاب المشاكل ويطرقون أبواب بيوتهم لحل الخلاف فيما بينهم، كأحد الطرق التى تنتهجها الوحدة لتخفيف العبء عن الشباب و خوفهم من الزواج ومسئوليته عن طريق تقديم المشورة والتواصل مع مختصين لإعداد أسر سوية فى المستقبل لإنشاء أجيال أكثر استقرارا.

كما أكد على  دور الوحدة الذى تجاوز البيوت وصولا لساحات المحاكم بطلب من القضاة تعرض الوحدة تقاريرها ونتيجة تدخلها فى حل النزاع المعروض على المحكمة لكون هذا التقرير يمثل نوعا من الاسترشاد للسادة القضاة ورؤساء النيابة لحسم الأمر بشكل نهائى وفى أحيان أخرى تصل النزاعات إلى المحكمة وأثناء فترة التقاضى تلجأ إلى وحدة لم الشمل فتصلح فيما بينهم ويذهب طرفا النزاع للتنازل أمام القضاء بعدما حلت الوحدة مشكلتهما وأعطت كل ذى حق حقه و يقر كل من الأطراف المتنازعة بإقرار صلح حرصا منهم على بقاء الود والرحمة بالبيوت.

تأهيل مطلوب

من جهتها تشيد الدكتورة ناريمان يوسف، الإخصائى النفسى بمركز الإرشاد النفسى بجامعة عين شمس، بدور الدورات التى يقدمها الأزهر وأثرها على الشباب، حيث ارتفع  وعى الشباب الملحوظ مؤخرا بضرورة التأهيل للزواج كخطوة أساسية فى الحياة، كما يسعى للتأهيل للعمل والتعليم، وأبسط الأمور فى الحياة تحتاج للتدريب والتعرف على قواعدها لتتم بشكل صحيح، وكذلك الزواج الذى يعد مشروع بناء أفراد فى المستقبل.

وتضيف: على الرغم من تقديم مراكز الإرشاد النفسى بالجامعات لدورات لتأهيل المقبلين على الزواج إلا أنه لا بد من تعاون الأزهر بتقديم هذه الدورات بشكل مكثف أكثر مع الشباب سواء داخل الجامعات أو خارجها، وكذلك ضرورة تعاون الجامعات فى بروتوكول موحد مع دورات الأزهر والكنائس لتأهيل المقبلين على الزواج لأن المراكز تتناول الشق النفسى والمجتمعى والأزهر والكنائس يتناولون الشق الدينى بشكل أكثر تخصصا مما يؤهل الشباب من الجوانب كافة للاستعداد لاتخاذ خطوات فعليه وصحية عند الزواج. 

وتابعت يوسف، أنه على الرغم من الوعى الملحوظ بأهمية هذه الدورات إلا أن درجة الوعى الموجودة على أرض الواقع ليست كافية للإقرار أن منظومة الزواج فى مصر تسير بشكل صحيح ولكنها فى طريقها لهذا الاتجاه، ومسئولية الوعى بالطبع لها جزء كبير على مؤسسات المجتمع المدنى ودورها فيه ولكنه على السواء يقع على الشباب أنفسهم.

وتشير إلى أن أكثر من 80 % من المتقدمين لهذه الدورات على مستوى مصر من الفتيات، بينما قله قليلة جدا من الشباب الذكور الذين قد يسعون للتفكير فى مثل هذه الدورات، وهذا يشير بالطبع لمدى تقدير الطرفين لمسئولية الزواج وأن النسبة تتفوق عند الإناث مما يسبب خللاً صارخاً فى العلاقات الزوجية المستقبلية، لعدم وجود الوعى الكافى لدى المتأهلين للزواج من الذكور، والسبب وراء هذه الظاهرة فى الأساس يرجع إلى التربية الخاطئة، فتتربى الفتيات أنها محملة على كاهلها مسئولية البيت وحدها بينما الرجل يتحمل المسئوليات الخارجية خصوصا المادية، وهذا بالطبع من الأفكار المدمرة التى تسببت فى كثير من المشاكل التى تنتهى بالطلاق، لأن بعد الزواج تكتشف الفتيات كم المسئولية الثقيل الذى تحمله وحدها، بسبب عدم وعى الطرف الآخر أنهم شركاء فى العلاقة و أن كلا منهم له دوره.

وتوضح أن دورات التأهيل تتبنى فكرة الزواج الصحيح أى العلاقة التى لا يستنزف فيها طرف للآخر، لذلك تعتمد الدورات على مصادر موثوقة و خبراء متخصصين لتصحيح المفاهيم الخاطئة التى تربى عليها أغلب الشباب وكذلك تهيئتهم لحياة جديدة مختلفة تماما، مما يحتم ضرورة اختيار أماكن موثوقة للتقديم فى هذه الدورات سواء فى الجامعات أو خارجها.

برنامج مودة

ويقول الدكتور مجدى كمال المتخصص فى علم المشورة والحاصل على دبلومة مركز المشورة الأرثوذكسية بالمعادي: إنه فى 2019 بتكليف من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى وبالتعاون مع الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى فى ذاك الوقت تم عمل اجتماعات لمناقشة هذه الدورات وكنت حاضراً بها مع نيافة الأنبا دانيال وأبونا مكاريوس لتنفيذها على كل الدولة للحد من مشكلة الطلاق ثم وضع برنامج تحت اسم «مودة» ليطبق فى الجيش والأزهر وكل الدولة وكان المفترض بالجيش أن الشخص لن يحصل على شهادة الخدمة العسكرية إلا بعد اجتياز الكورس وتم تحديد مدة الكورس 30 ساعة وتم الاتفاق أن الكنيسة تعمل كما هى والأزهر كما هو ولكن يتم التعميم على مستوى الدولة، ولكن بعد تولى دكتورة نيفين القباج لم يتم النقاش فى هذا الأمر مرة أخرى.

معهد فريد

على جانب آخر يقول د. منير عبدالمسيح فرج مؤسس ومدير معهد القديس يوسف للعائلة والحياة والبيواتكس - بالكنيسة الكاثوليكية المصرية: تم عمل دورات للمقبلين على الزواج منذ عام 1994 بعد المؤتمر العالمى للسكان الذى عقد فى سبتمبر 1994 حيث قال البابا يوحنا بولس الثانى بابا روما  فى ذاك الوقت: إن العائلة هى علبة  مجوهرات ثمينة ولكنها تمر بأزمات وصعاب على كل المستويات فى كل أنحاء العالم، ومن هنا بدأنا التفكير ماذا يمكن أن نفعل للعائلة وماذا نقدم حتى نقلل من هذة الصعوبات، فبدأت الكنيسة الكاثوليكية بعمل مركز تحت اسم مركز العائلة ثم بعد فترة تحول إلى معهد ماريوسف للعائلة والحياة والبيواتيك، ويعتبر هذا المعهد فريدا من نوعة فهو المعهد الوحيد المعترف به فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذى يقوم بتدريس تنظيم الأسرة الطبيعى ويقدم دورات المقبلين على الزواج من مختلف الطوائف والأديان، وأصبحت هذه الدورات إلزامية بالكنيسة الكاثوليكية لعقد الزواج منذ 1996. 

وأضاف د. فرج أنه تم عمل 60 دورة شملت 4074 زوجا اجتازوا هذه الدورات من القاهرة، الاسكندرية، سوهاج، والأقصر ونحن الآن فى الدورة 61، وتستغرق الدورة 6 شهور يحضر كل اثنين مقبلين على الزواج الجمعة الأولى من الشهر وهى يوم كامل به 5 محاضرات بالإضافة إلى اللقاءات الخاصة والاستشارات من المحاضرين. 

52 % سعداء  

وأشار إلى أن هذه ساعدت الدورات فى تقليل نسب الطلاق بشكل كبير، وأنه تم عمل استبيان رأى على 650 فرداً ممن حضروا الإعداد وأصدقاؤهم وتبين الآتي: 94 % ممن حضروا الإعداد تزوجوا، و2 % فسخوا، 92 % راضون عن الإعداد والمادة المقدمة، و8 % غير راضين عن المادة،

65 % الموضوعات غطت أكثر مما توقعوا، 52 % سعداء بحياتهم الزوجية، 7 % ميقدروش يحكموا، و5 % تعساء، 6 % عملوا جلسات مرافقة وأرشاد وكانت مفيدة.

معهد كنسى

فى السياق يقول مايكل إدوارد مسئول معهد الرعاية والتربية بالكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس: إنه يتم تدريس هذه الدورات للمقبلين على الزواج بمعهد الرعاية والتربية وهو معهد كنسى قبطى أرثوذكسى تابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مقره الكاتدرائية المرقسية -الأنبا رويس- القاهرة.

 وأضاف أن الرئيس الأعلى للمعهد قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووكيل المعهد هو نيافة الأنبا موسى الأسقف العام للشباب. وبدأت الدورات منذ عام 2016 نظم خلالها المعهد 28 دورة ونحن الآن فى الدورة 29، واجتاز الدورة أكثر من 3 آلاف شاب وفتاة مقبلين على الزواج. وهذه الدورة يتم تدريسها ضمن الأنشطة الإثرائية التى يقدمها قسم الإرشاد الأسرى،ويعتبر هذا القسم أحد الأقسام التسعة لمعهد الرعاية.

وأكد إدوارد أنه ليس هناك نظام ثابت للدورة التدريبية ولكن كل إيبارشية تقوم بتنظيمها بما يتناسب معها وبالمحاضرين لديها، أما فى الكاتدرائية فهناك طريقتان لاجتياز الدورة إما عن طريق الحضور لمن هم داخل القاهرة أو أونلاين لمن بالخارج فى أى دولة عربية أو أوروبية.

ليس اجبارياً 

ومن جانبه يقول القس مخلص وليم سامى راعى الكنيسة الإنجيلية الأولى بامبابة ورئيس لجنة التربية المسيحية بمجمع القاهرة الإنجيلي: بدأنا هذه الدورات منذ أربع سنوات للشباب المقبل على الزواج كما يوجد أيضا أسر حديثة الزواج وأيضا شباب ليس مخطوبين ولكنهم يفكرون فى الارتباط. وهذه الدورة تستغرق شهرين يحضر فيها كل شاب وشابة 8 مرات وكل مرة محاضرة حوالى 3 ساعات، وهى لا بد فيها من الحضور وتعقد بالكنيسة الإنجيلية بالأزبكية، ويوجد دورات بقصر الدوبارة، وأيضا فى الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة.

وأضاف سامى أن هذه الدورات ليست إجبارية لتتميم الزواج، ولكن وعى الشباب هو الذى يقوده للبحث عنها، فنحن نساعد هؤلاء الشباب على المعرفة الصحيحة بالأسرة والمشاكل التى تتعرض لها وكيف يتجنبها ويستطيع العبور بها للأمان، فلدينا العديد من الموضوعات المهمة مثل كيف ترى الزواج؟، معايير اختيار شريك الحياة، التفاهم والتواصل ولغات الحب الخمسة، الغفران داخل الأسرة، الأولويات وتأثير الميديا، الجنس والعلاقة الحميمة، إدارة الوقت والمال، المشاجرة الناجحة، كما إنه يدرس مجموعة من المتخصصين فى مجال المشورة والطب وعلم النفس وعلم الاجتماع والأباء بالكنيسة مثل د.نبيلة لويس نخلة، د.عفت شوقى،ليلى فرج، د.إيهاب شاكر.

أزمات أسرية

فى السياق نفسه يقول الأب تامر سعيد، سكرتير مجمع القاهرة الإنجيلى المشيخي: فكرنا فى عمل هذه الدورات منذ 4 سنوات ونحن فى الدورة الثامنة حيث تعقد دورتان فقط خلال السنة، وهناك 300 شاب وفتاة اجتازوا هذه الدورات وتعطى شهادة للمتدرب فى نهاية الدورة.