الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«جدها» السياسى «محمد فائق» وزير الإرشاد فى عهد عبدالناصر «نادية شنب» حلقة وصل فنية بين مصر وإفريقيا

اسمعهن..



«روزاليوسف» تقدم مساحة حرة للتعرف على الموهوبات فى المجالات المختلفة.. نلقى الضوء على الأفكار.. التحديات.. الطموح.. نقدمهن للوسط الثقافى والفني..

من هنا تبدأ الرحلة فاسمعهن..

رُغم انتمائها لعائلة سياسية فى المقام الأول، فجدها هو السياسى البارز محمد فائق، رئيس مجلس حقوق الإنسان سابقًا ووزير الإرشاد فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؛ فإنها قررت أن تسلك طريقًا آخر وتُغرّد خارج السّرب وتترك دراسة علم الاجتماع والرياضيات وتتجه للموسيقى لتصبح همزة الوصل بين مصر وإفريقيا فنيًا.

 

نادية شنب، شابة مصرية فى أوائل الثلاثينيات، مُغنية ومُلحنة وكاتبة أغانٍ، يمتد مشوارها الفنّى لأكثر من 10 سنوات. حصلت على درجة بكالوريوس (مع مرتبة الشرف) فى الموسيقى من معهد ليفربول للفنون المسرحية (LIPA) وماچستير (بامتياز) فى دراسات صناعة الموسيقى.

غاصت فى بحار الموسيقى بدراستها فى معهد ليفربول للفنون الاستعراضية فى بريطانيا، وانطلقت فى رحلتها الموسيقية المنفردة بألبومها الغنائى الأول «المحروسة»، الذى ظهر عام 2012، وتخلط فى رؤياها الفنية بين تأثرها بالألحان الشرقية والتقليدية ولمسات من الموسيقى الغربية، كما تجيد التغنى باللغتين العربية والإنجليزية.

وقدمت «نادية» العديد من الحفلات داخل مصر فى ساقية الصاوى، وقدمت حفلًا غنائيًا كبيرًا تحتضنه درب 1718 للفنون فى مصر القديمة.

وفى حوارها لمجلة «روزاليوسف»، كشفت نادية شنب تفاصيل رحلتها الفنية وكيف تحاول دمج جذور الموسيقى الإفريقية بالطابع المصرى.

 حب الموسيقى

بدأت رحلتها فى عالم الموسيقى من عمر الـ 10 سنوات وكانت ملتحقة بالكورال فى المدرسة، وكانت دائمة المشاركة فى كل ما له علاقة بالغناء من مسرحيات وعروض وغيرها.

كما التحقت فى فترة من الفترات بالأوبرا والتدريب مع المايسترو سليم سحاب، وبدأت فى تنمية الغناء ودراسته باحترافية أكثر للخروج من منطقة الموهبة.

بعد ذلك دخلت فى منطقة التلحين والكتابة، فكان ذلك فى سن الـ 14 سنة، وفى المرحلة الثانوية بدأت فى دراسة المزيكا.

 تجربة ليفربول

سافرت «نادية» إلى ليفربول مرتين لدراسة الموسيقى والتخصص فى مجال إدارة الموسيقى وصناعتها وكيفية تأثيرها على الشعوب والمجتمعات، وحقوق الملكية الفكرية وتعرفت على جنسيات متعددة.

واختارت «نادية» أن تطل على جمهورها المصرى بعد عودتها من لندن عبر ألبوم خاضت خلاله مغامرة كتابة كلمات الأغانى بجانب تلحينها وغنائها بنفسها، وظهر بشكل مينى ألبوم يضم أربع أغنيات تحمل كل منها حالة موسيقية مختلفة، بين الرومانسية ووجع الفراق فى الأغنية الرئيسية «حبيت أقولك»، وبين التجريب الموسيقى والتأثر بالموسيقى الشرقية التقليدية فى أغنية «السكة طويلة»، مع تجربة ملامسة عالم الموسيقى السودانية بأغنية «بالسلامة»، إضافة إلى توليفة فكرية بين الأمل فى المستقبل والتعلق بخيبات الماضى وتغييرات الواقع فى أغنية «دق».

كما تحرص «نادية» على إظهار مَعالم مصر السياحية أثناء تصوير أغنياتها، فصورت أغنية «حبيت أقولك» فى الفيوم وأبرز الفيديو كليب المناطق السياحية الجذابة.

 جولات إفريقية

تعددت رحلات «نادية» إلى عدة دول إفريقية منها كينيا ونيچيريا وغانا، وقابلت العديد من الفنانين الأفارقة، منهم المطرب النيچيرى المشهور «سيون كوتى».

كما حضرت حفلات كثيرة لتتعرف على أنواع الموسيقى لتنتقى منها ما يمكن مزجه بالفن المصرى لإعادة التواصل بين مصر وجذورها الإفريقية.

وتتعاون «نادية» فى الوقت الحالى مع العديد من الفرق الإفريقية، منها «راش» الكينية، وهى تنتمى لموسيقى «الروك»، وحصلوا على جائزة إفريقية عام 2019، وذلك فى أغنية من تأليفها وأضافت الفرقة لها اللغة السواحلية بجانب العربية والإنجليزية، وكذلك فرقة «ستيكس» النيچيرية.

وأثناء تواجدها بنيچيريا، قامت «نادية» بإحياء حفلتين فى «ليجوس»، وذلك ضمن فعاليات مهرجان «فاليبريشن»، وقدمت أغانى تراثية قامت فيها بمزج اللغة العربية بالإفريقية. وفى كينيا، عقدت عدة ورش لكتابة أغانٍ مع فرق كينية لتعلم تراثهم.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى «نادية» إلى زيادة انتشار الموسيقى الإفريقية من خلال التعاون مع سفارات الدول الإفريقية فى مصر من خلال إقامة فاعليات واستضافة فرق إفريقية والتعاون معها لتقديم حفلات داخل مصر من أجل التبادل الثقافى.

وفيما يخص أغانى المهرجانات، ترى «نادية» أن لكل عصر الموسيقى الخاصة به وكل شعوب العالم تتوالى عليهم أنواع متعددة من المزيكا.

وانتقدت محاربة البعض لهذا الشكل من الأغانى، موضحة أن لكل جيل أصواتًا مختلفة والجمهور هو الحَكم فى النهاية.

وقالت «نادية» أنها تفاجأت عندما أعجب جمهورها بساقية الصاوى بأغنيتين لم تتوقع أن تلقا صدى كبيرًا وهما «حبيت أقولك» و«بالسلامة»، وأوضحت أن الأذواق كثيرة ومتعددة والتكنولوچيا أصبحت متوفرة بشكل أكبر من السابق، فلا يمكن أن يمنع جمهور من أى لون من الموسيقى.

 الاهتمام بالمرأة

تعكف «نادية» فى الوقت الحالى على تجهيز أغنية عن المرأة تتناول وضع المرأة فى مصر، وتنتقد تجاهُل أهميتها ودورها وقدرتها على تحقيق إنجازات ونجاحات، وفرض أنماط معينة من التعامل عليها.

كما تتناول فيها قضية التحرش، ودور السيدات فى التخلص من كل هذه القيود ومحاربة هذه الظواهر.

وتسعى «نادية» من خلال الأغانى التى تقدمها أن تشجع المرأة الضعيفة على تغيير حياتها؛ خصوصًا أن المؤسّسات الحالية تقف بجانب المرأة وتدعمها بشكل أكبر وتعمل على تمكينها.

كما تنشغل حاليًا بوضع لمساتها الأخيرة على مشروع ألبومها الثالث الطويل الذى تتعمق خلاله بروح موسيقى القارة الإفريقية، وتلخص فيه رحلتها فى دراسة وتحليل الموسيقى التقليدية إبان رحلاتها الاستكشافية في غانا ونيچيريا وكينيا.