الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قصص نجاح ملهمة لنماذج مصرية اعتمدت على العمل الجاد: مبدعــات حققن أحلامهن بأفكار خارج الصندوق

كل يوم جديد تشهد مصر نماذج مُلهمة للمرأة المصرية المبدعة، التى أثبتت أنها نصف المجتمع الحقيقى تكافح سعيًا نحو تحقيق أحلامها بالعمل الجاد والتفكير خارج الصندوق.



«روزاليوسف» تستعرض بعضًا من هذه النماذج الناجحة، التى أضاءت سماء المعرض بمشغولاتهن اليدوية والحِرَفية؛ بل إن بعضهن مَهدن الطريق لغيرهن وتوسعن فى أنشطتهن لمد يد العون للنساء فى مجتمعاتهن.

 «إن جى كرافتس» 

الدكتورة إنجى معتز، صاحبة الـ29 عامًا، تخرّجت فى كلية الصيدلة جامعة القاهرة، رُغم أن مهنة الصيدلة هى مهنة والديها، إلا أنها لم تعمل بها سوى عامين فقط، وعندما لم تجد نفسَها فى هذه المهنة، ومع صعوبة التوفيق بين العمل وحياتها الشخصية، أطلقت مشروعها الخاص «إن جى كرافتس» (NG crafts) للمشغولات اليدوية؛ لتحقيق حلم الطفولة؛ حيث إنها أحبت تلك الحرفة منذ الصغر بسبب جدتها التى كانت تحرص على تعليمها المشغولات اليدوية نهاية كل أسبوع، فأتقنت هذه الحرفة وأبدعت فيها.

 سر النجاح

تقول د.إنجى معتز: إن بداية عملى فى هذا المشروع لم تكن سهلة، وأدركت أنه حتى أبدأ مشروع المشغولات اليدوية يجب أن يكون لدى أيدٍ عاملة، فبدأت بتشغيل سيدتين ثم طورت من مهاراتهما وأعطيتهما تصاميمى لتنفيذها مع تزويدهما بالخامات المطلوبة، وكنت كل يوم أتعلم شيئًا جديدًا حتى أصبح لدىّ ورشة بعدما كانت العاملات لدىّ يعملن من منازلهن وأصبح يعمل معى 12 سيدة. 

وتضيف: أهلى وزوجى لم يعترضوا لكن كان الأمر غريبًا فى البداية بالنسبة لهم، فهم كانوا يرون أننى صيدلانية ناجحة ولا داعٍ للمُجازفة، لكن بإصرارى أصبحوا داعمين لى، فأنا من أوائل الذين بدأوا التفكير خارج الصندوق والعمل بمجال أحبه وليس بالضرورة أن يكون مجال دراستى، واليوم أصبح الأمر أسهل؛ حيث يمكن للطبيب أن يعمل فى مجال اليوجا مثلاً؛ لأن الشغف هو سر النجاح، لا توجد قاعدة ولا يوجد مستحيل، فتحقيق ذاتك يبدأ من حبك وشغفك بما تقوم به.

 أعمال خيرية

وتواصل: كل يوم يكبر مشروعى أكثر من اليوم الذى قبله ويصبح لدىّ التزام تجاه السيدات العاملات معى؛ لأنهن أصبحن ملتزمات ماديًا والعمل معى أصبح مصدر دخل لهن، كما اتجهت عبر هذا المشروع نحو الأعمال الخيرية، ففى السنوات الخمس الأخيرة دربت العديد من السيدات، منهن الصم والبكم من محافظة الأقصر، وحينها أدركت أن الإعاقة الحقيقية هى الاستسلام. 

وتقول د.إنجى: تعلمت منهن الكثير على المستوى الشخصى، فهن لا ينظرن للإعاقة بل كل التركيز هو أن تكون أعمالهن دقيقة وفى أحسن صورة، هن مبدعات. 

وتضيف: كما شاركت أيضًا مع مؤسّسة بهية لسرطان الثدى فى وحدة الدعم النفسى، وقمت بتدريب السيدات وإقامة ورش لمحاربات السرطان لأن النفسية الجيدة هى نصف العلاج، فالحِرَف اليدوية تساعد على التخلص من الطاقة السلبية. 

وتشير إلى أنها تعرفت على معرض «تراثنا» عن طريق جهاز تنمية المشروعات بعدما أعلنوا عنه وتقدمت وتم اختيارى، وبالفعل المعرض جميل والتنظيم أكثر من رائع والدعاية الخاصة به شىء مشرّف لمصر، سعيدة بوجود مشاركين غيرى من جميع أنحاء مصر، كما ساعد المعرض فى التقريب بين المصريين وتعرفت على الثقافات المختلفة. 

 زخرف

دينا عباس وإيمان حسن صديقتان تخرّجتا فى كلية الهندسة قسم العمارة منذ 5 سنوات، تعملان فى مجال العمارة حتى الساعة الخامسة مساءً ثم تمارسان إبداعهما ليلًا فى مشروعهما «زخرف» بالتصميم والرسم والتلوين على مختلف الخامات. 

بدأ شغفهما بالرسم والتصميم فى أوقات الفراغ أثناء الدراسة بالجامعة، بالرسم على أغطية الهواتف ثم رسم اللوحات المميزة والمصممة بشكل مبتكر. 

بعد التخرّج والعمل بمجال العمارة قررتا بدء مشروع صغير يجمع بين الهواية وتنفيذ لوحاتهما الفنية وإبداعهما على السيراميك وأطباق البورسلين والخشب بكل أنواعه وأطلقتا على المشروع اسم «زخرف». 

وأضافتا: تعرّفنا على المعرض بالصدفة عام 2019، أثناء استضافتنا فى أحد البرامج التليفزيونية الشهيرة فى بدايتنا وتلقينا اتصالًا من الدكتورة نيڤين جامع وزيرة التجارة والصناعة وحينها كانت الدكتورة نيفين رئيس جهاز تنمية المشروعات المتوسطة ومتناهية الصغر، وسعدنا كثيرًا عندما أخبرتنا أن الجهاز منحنا مكانًا فى المعرض لعرض أعمالنا كدعم من الدولة.

وبَعدها استقبلتنا الدكتور نيڤين جامع بمكتبها بكل الحب والدعم، فهى أول من منحنا الفرصة وفتحت لنا باب الانطلاق نحو تحقيق أحلامنا، وأيضًا هى دائمة السؤال والاطمئنان علينا كأننا بناتها.

 اكتشاف الموهبة

سالى زكى، مهندسة ميكانيكا تبلغ من العمر47 عامًا، تزوجت وهى فى الفرقة الأولى وأنجبت، لم تعمل بمجال دراستها وتفرغت لحياتها الزوجية والأولاد. 

تقول سالى: كنت أعتقد أنى لا أملك أى موهبة ولا أمارس أى نشاط أو هواية، لكن أهدانى ابنى الأكبر عُقدًا وأعجبنى التصميم جدًا ومن هنا أعجبتنى فكرة التصميم والعمل فى مجال الإكسسوارات فبدأت مشروعى سنة 2015، وكان عمرى حينها 40عامًا وأسميته باسمى سالى زكى، ووجدت تشجيعًا من الأهل والأصدقاء وشعرت أننى محظوظة وتخلصت من الإحساس بالفراغ والمَلل.

وتضيف: بدأتُ تسويق منتجاتى بين المعارف والأصدقاء ثم على صفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، وبعد إطلاق الماركة بشهرين حصلت على منحة فى مجال تصميم وتشكيل المعادن من وزارة الصناعة وحصلت على دورة فى تصميم المجوهرات، وبعد سنتين اتجهت إلى صناعة الجلد الطبيعى وأدخلته فى مختلف المنتجات اليدوية مثل الحقائب والأحزمة وغيرها ثم بدأت فى إضافة النحاس والاكسسوارات إلى تصميمات الجلد فتصبح الحقيبة لها روح وحركة. 

لا يوجد مستحيل 

وتؤكد سالي: إن الأحلام تتحقق بالعمل الجاد والمثابرة، فالعلم وتطوير الذات لا يوجد لهما عمر معين ولا قواعد، كل شخص بداخله طاقة ومواهب خفية هو فقط من يستطيع أن يخرجها للنور ويستغلها بشكل صحيح المهم هو الإصرار والمرور بالتجارب المختلفة حتى نستقر على هدف معين، لذا أقول لكل سيدة وفتاة عليك الإيمان بحلمك وصدّقيه واعلمى أن كل شىء تقولينه سيتحقق شرط السعى والاجتهاد.

 مصممة أزياء 

تخرّجت هبة الزمر فى كلية التجارة الخارجية، عشقت منذ الصغر الرسم والموضة والألوان وفى المرحلة الثانوية بدأت أحلامها وشغفها بالفنون وتصميم الملابس تكبر.

تقول هبة: كنت أرسم التصميمات على المانيكان وأنفذها فى أى أتيليه وكانوا يبدون إعجابهم بتصاميمى، واشترى أصحاب الأتليهات تصاميمى وبعت أول تصميم بـ100 جنيه وكان يُعتبر هذا أول إنجازاتى وشعرت بالفخر بنفسى، ثم توالت الطلبات على رسوماتى وأثناء دراستى فى الفرقة الثانية بكلية التجارة افتتحت أتيليه وأسميته «ست البنات»، وذلك بفضل زوجى الذى آمن بموهبتى وشجعنى، ثم أطلقت ماركة «مانديلا فاشون»، ومع كل نجاح أصبح عندى إصرار على التعلم وتطوير الذات أكثر وأكثر، وصممت على تعليم السيدات الحرفة، فقررت إعطاء دورات تدريبية فى تعليم التفصيل والخياطة.