الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عندما تخلى (الجان) عن وسامته من أجل الإنسانية: ظافر العابدين: بطل فيلمى واقعى ولدىّ أمل فى غدٍ أفضل

«علاقة أب وابن ووطن» هذا كان ملخص ساعة ونصف الساعة تقريبًا من فيلم (غدوة) أول أفلام النجم «ظافر العابدين»، كمخرج ومؤلف، فهى قصة قد تبدو من خارجها أنها تخص المواطن التونسى فقط كبعد سياسى، ولكن تصل بأبعادها الإنسانية لكل مواطن بالعالم. ولم يتوقع البعض خروج «العابدين» عن الأدوار المألوفة له، فقد قام بتغيير جلده وأدائه وتحدى نفسه بتقديم عمل تونسى بأساليب عالمية.



وبعد اختيار لجنة الفيبريسى بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى للفيلم كأفضل فيلم فى الدورة الـ43 التى اختتمت الأحد الماضى، كان لـ«روزاليوسف» هذا الحوار مع «ظافر العابدين» والذى كشف لنا الكثير عن أسرار الفيلم واعماله المقبلة.

هل كنت تتوقع الفوز بجائزة بعد مشاركتك بمهرجان القاهرة؟

مشاركتى بالمهرجان فى حد ذاتها شرف لى خاصة أنه تمت مشاركته للمنافسة بالمسابقة الدولية بالمهرجان، ولم أكن أسعى للجوائز، كما أننى سعيد بأن عرض العمل الأول لى هنا بمصر التى أحمل لها ولجمهورها مكانة خاصة فى قلبى. فهذه ليست المشاركة الأولى لى بالمهرجان، فقد شاركت من قبل بأعمال قمت ببطولتها وأيضا كعضو بلجنة التحكيم.

فى البداية ما سبب اختيارك لفكرة فيلم (غُدوة)؟

منذ سنوات وأخى كان يعانى من أزمة نفسية بسبب حبه لبلاده تونس وإعطائه الكثير لها، بينما عندما أًصيب بمرض السرطان تأخر التأمين بالدولة بتوفير العلاج اللازم له، لا ندرى ما السبب الذى يجعل العلاج يتأخر لمدة تزيد على العام. ولولا استطاعتنا كأسرة بتوفير العلاج له خلال هذه الفترة لكان الأمر كارثيًا. فتأزمت حالة أخى كثيرًا لتأخر دولته التى يحبها عليه، رغم أنه يعطى لها كل حياته، ولا يتأخر عن دفع تأميناته وغيرها من حقوق الحكومة. ومن هنا بدأت أفكر فى العمل، وكيف أن يكون المواطن فى انتظار العدل والمساواة من دولته.

هل شخصية «حبيب» الحقوقى مستوحاة من شخص ما؟

ليس بالضبط، ولكنه مستوحى من الواقع، فهو شخص يدافع عن حقوق الإنسان ومهموم بالمواطن، ولكنه لا يرمز لشخص بعينه. فنحن عندما كنا نفكر بتقديم شخصية تدافع عن حقوق المواطنين وجدنا أن المحامين الحقوقيين هم الأكثر دفاعًا عن الآخرين ويتعرضون للكثير من المشكلات بسبب عملهم، ومن هنا وقع اختيارنا على المهنة، وبدأنا فى نسج الشخصية، وبالطبع بها قصص من الواقع ولكنها ليست لنموذج واحد.

كيف كانت التحضيرات النفسية للدور؟

استعنت بخبراء من الأطباء خاصة أن الدور به تركيبة نفسية معقدة جدًا، فهو شخص يبدو من الخارج أنه يعانى من مرض نفسى يفقده الامل فى كل شىء، بينما هو فى الواقع شخص متفائل، لذلك لم ينه حياته بالانتحار ولم يستسلم ولديه دائمًا أمل بالغد، ويظل يحاول ويطالب بحقوق المظلومين. فأردت توصيل فكرة أن ما يقابل الإنسان من معوقات لتحقيق حلمه أو الوصول لغد أفضل ليس معناه الإستسلام، بل على العكس فما نواجهه فى الحاضر هو ما سيرسم المستقبل، وهذا ظهر بوعد ابنه له بأنه سيكمل مسيرته ويحمل عنه الراية.

ألم تتخوف وأنت تقدم عملاً سياسيًا أن يحسبك البعض على توجه معين؟

أنا لم أتحدث عن أى توجهات سياسية، والعمل أيضًا ليس سياسيًا فأنا بنيته على القصة الإنسانية والعلاقة بين الأب والابن، فهو يحكى عن المواطن التونسى وتأثره بما حوله من أحداث. فلا يمكننى أن أقدم قصة أحد المواطنين دون التطرق للتغيرات التى تحاوطه، وإلا سأفقد المصداقية، ولكن العمل كانت فكرته الربط بين الماضى والحاضر والمستقبل، فالنضال من أجل حقوق المواطن التونسى سيكملها ابنه فى النهاية أى أنه هناك دومًا أمل فى غد أفضل.

لماذا اخترت هذا العمل ليكون أول مشروع إخراجى لك؟

فكرة العمل صممت أنا على كتابتها وإخراجها وتقديمها لأننى أريد أن أوصل تلك الرسالة بهذه الرؤية. فأردت أن أقدم تلك القضية بوجهة النظر الإنسانية وكنت متحمسًا لإظهارها للنور. وبشكل عام أنا بدايتى بالفن كانت من خلال الإخراج، فأنا عملت كمساعد مخرج لتعلم التمثيل من خلف الكاميرا، ورغم استمرارى بالعمل بالتمثيل فإن حلم الإخراج ظل يراودنى منذ سنوات ولكنه كان مؤجلاً.

لماذا لم يشهد مهرجان «قرطاج» التونسى العرض الأول للفيلم بدلاً من المشاركة به بمهرجان القاهرة؟ 

بالفعل عرضت العمل فى البداية على اللجنة الفنية بمهرجان «قرطاج»، وذلك لأنه عمل تونسى ويهم المجتمع التونسى فكان من الطبيعى أن تشهد بلاده العرض الأول.. ولكنهم رفضوه، ولا أدرى أسباب الرفض حتى الآن، ولم أسأل عنها، ولكنى شرفت وسعدت كثيرًا بمشاركته بمهرجان القاهرة السينمائى لأن مصر بلدى الثانى واحتضنتنى وأحس بالراحة بها ومع ناسها.. كما أسعدنى رد فعل الجمهور الذى شاهده من مصر ومن مختلف أنحاء العالم العربى، فتفاعلهم أسعدنى بوصول الرسالة الإنسانية لهم.

ما أصعب مشهد قدمته بالعمل كمخرج أو كممثل؟

كل مشاهد العمل صعبة جدًا وتحتاج لتركيز وتفاعل وجهد نفسى كبير، سواء كنت أمام الكاميرا أو خلفها، ولكن تحضيرات الفيلم واختيار الممثلين كانت الخطوة الأهم، لكى يكون لكل شخص منهم مكانه الصحيح..وبالمناسبة كنت قلقًا فى بداية التصوير من فكرة كونى أمثل أمام الكاميرا وأتابع خلفها فى نفس الوقت، ولكن مع بداية التصوير واحتراف فريق لعمل الذى عمل معى كانت الأمور سهلة ومرنة كثيرًا.

هل تحضيرات الفيلم أثرت على أعمالك الأخرى؟

ليس تمامًا، فالعمل أخذ فى تحضيراته وقتًا أقل من بعض الأفلام المشابهة له، خاصة أننى لم أستغرق وقتًا طويلاً فى إقناع المنتجة «درة بوشوشة» وباقى فريق العمل، كما أن كتابته مع السيناريست «أحمد عامر» كانت فى وقت قياسى، ولكن ما حدث من معوقات كانت خارجة عن إرادتنا، حيث توفيت والدتى بعد أول أسبوع من التحضيرات، والتى أهديتها هى ووالدى نجاح العمل، كما واجهنا ظروف الإغلاق بسبب فيروس الكورونا لفترة.

هل كنت ترغب بتغيير نمطية الأدوار المعتاد عليها فأنتجت لنفسك هذا العمل؟

أنا دومًا ما أبحث عن الجديد والمختلف فى الأدوار التى تعرض على، وأول دور قدمته فى مصر من خلال مسلسل (فيرتيجو) كان لشخص أبكم وكان يحمل تحديًا كبيرًا بالنسبة لى، ولكنى أنتجت هذا الفيلم لإيمانى بالفكرة والرسالة. فالفنان لا ينتج لنفسه لكى يقدم ما يريده، ولكن لإيمانه بشىء ما. فدخول الممثل لعالم الإنتاج يجب أن يكون مبنيًا على عمل متكامل وهدف محدد وليس لمجرد المشاركة بأدوار تشبع رغباته.

هل سيتم عرض الفيلم تجاريًا بتونس؟

من المؤكد سيتم طرحه قريبًا، ولكنى لم أحدد موعد طرحه بعد، وأنا أتمنى أن يتم عرضه ويصل لكل الجمهور العربى فى مختلف أنحاء العالم سواء عن طريق دور العرض أو المنصات الرقمية.

هل هناك مشاريع إخراجية جديد؟

نعم هناك مشروع لفيلم إنسانى اجتماعى درامى أعد له منذ 10 سنوات تقريبًا وأتمنى العمل عليه قريبًا، كما أننى يشرفنى تقديم عمل مصرى من إخراجى أيضًا، ولكنى لن أقدم أى عمل كمخرج إلا بعد إيمانى به وإحساسى أنه سيضيف لى. 

ما المشروعات الفنية الجديدة التى تعمل عليها؟

أنتظر عرض فيلم (العنكبوت) مع نخبة من نجوم مصر. وأعمل حاليًا على استكمال تصوير الجزء الثالث من مسلسل (عروس بيروت).