الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كارلوس كيروش بين كأسين: بروفة عربية للفراعنة قبل حلم الوصول للعالمية.. والبرتغالى ينتقل من الاختبار إلى الامتحان

دخل منتخب مصر الأول، تحت قيادة مدربه البرتغالى كارلوس كيروش، فى مَعمَعة المباريات ودهاليز البطولات، وأصبحت أعين النقاد الرياضية وميكروسكوبات الاستوديوهات التحليلية ومنصات الميديا المصرية، تترقب حركاته وتفكيره ولعبه وأسلوبه داخل وخارج الملعب، وتضع المقارنات صوب أعينها؛ لينتقل البرتغالى كيروش من فترة الاختبار إلى فترة الامتحان وإثبات الذات أمام الجمهور.



تُعَد مشاركة منتخب مصر الأول، تحت قيادة فنية لـ«كيروش»، فى كأس العرب فى نسختها الجديدة التى تقام فى دولة قطر، فى الفترة فى 30 نوفمبر حتى 18 ديسمبر، فى المجموعة الرابعة، والتى تضم كلًا من منتخبات الجزائر، والسودان، ولبنان، بروفة قوية لمجموعة اللاعبين لتحقيق الانسجام والتناغم المفقودين بين الجهاز الفنى الجديد بقيادة البرتغالى كيروش، والذى تولى المهمة الفنية عقب إقالة اللجنة الثلاثية بقيادة أحمد مجاهد، الجهاز الفنى السابق بقيادة حسام البدرى، بعد تذبذب وتراجُع المستوى، رُغم أنه لم يخسر أى لقاء، لكنه لم يحتمل الصمود أمام الموجة الجماهيرية الحادة، والتى طالبت اللجنة الثلاثية بسرعة التخلى عن «البدرى» وجهازه خوفًا من حدوث شىء فى المستقبل لا تحمد عقباه.

واستقر باللجنة الثلاثية أن تتعاقد مع «كيروش»، والذى نجح هو  أيضًا فى تحقيق الفوز، ولكن الأداء لا يزال لغزًا مُحَيرًا، ويُربك الجماهير ويجعلهم لا يشعرون بالأمان فى الفترة المقبلة، لذلك تعد بطولة كأس العرب بمثابة نقطة تحوُّل بين كيروش والفريق؛ ليحدث التناغم ويتحقق التوافق بين فكرة البرتغالى ومجموعة اللاعبين، ويحدث تعوُّد على طريقة لعبه فى الجولات المقبلة.

من الجوانب الإيجابية أيضًا خلال هذه البطولة ظهور أكثر من لاعب فى «سكواد» المنتخب الأول، لم ينضموا من قبل، أمثال  أحمد ياسين مدافع البنك الأهلى ومحمد عبدالمنعم مدافع سموحة، ومروان داوود ظهير أيسر إنبى، بالإضافة للحارس محمود جاد من إنبى، ومحمد صبحى حارس مرمى فاركو، وعمر كمال عبدالواحد لاعب الزمالك، المعار لنادى فيوتشر، ومهند لاشين لاعب وسط طلائع الجيش، وأسامة فيصل مهاجم البنك الأهلى.

نجح كارلوس كيروش، فى تحقيق مكاسب عديدة بجانب التأهل للمرحلة الحاسمة فى تصفيات كأس العالم، وجاء نجاحه التالى فى قاعدة الاختيارات الكثيرة للمنتخب المصرى والذى كان  واضحًا عندما أصر على ضم عمر مرموش المحترف بالدورى الألمانى، رُغم بُعده عن الأضواء فى أول مبارياته الرسمية مع منتخب مصر أمام منتخب ليبيا، والذى كان متصدرًا قمة المجموعة قبل اللقاء أمام الفراعنة، وجاءت مشاركته فعالة حين نجح النجم الواعد عمر مرموش من خلال تصويبته الصائبة فى بداية الشوط الثانى فى حسم اللقاء وخطف الثلاث نقاط، والتربع على قمة المجموعة، ومن ثم التأهل للمرحلة الحاسمة، ومن قبلها قام باستبعاد كل من مجدى قفشة ومحمد شريف، ثم طارق حامد ورمضان صبحى، ليُظهر العين الحمراء ويُكشر عن أنيابه فى البدايات للجميع؛ لرفعه شعار لا كبير فى المنتخب والباب مفتوح للجميع.

ينظر بذكاء البرتغالى كارلوس كيروش، لهذه البطولة لتحسين الأداء الفنى، مع رفع المعدل البدنى، ساعيًا إلى حصد أولى بطولاته وألقابه مع الفراعنة؛ لتعطى له دافعًا قويًا خلال لقائَىْ مُلحق المونديال، مع كتابة أول حرف من اسمه البارز مع الجماهير والإعلام، وجاء هذا فى تأكيد البرتغالى كيروش أن التأهل لكأس العالم 2022 بقطر، والفوز بالمباراة الفاصلة التى لم يتحدد طرفها الثانى بَعد، يُعد الأهم وشغله الشاغل، ويأتى فى المرتبة الثانية الوصول إلى كأس الأمم الإفريقية. موضحًا أن العام الحالى يُعد صعبًا؛ لأن به بطولتين، هما أمم إفريقيا فى شهر يناير، ثم يأتى كأس العالم، وإن كان الأهم بالنسبة له هو كأس العالم، ولكنه يلعب دائمًا لتحقيق الفوز فى المباريات حتى اللقاءات الودية.

جاءت مشاركة الفراعنة، فى بطولة «كأس العرب» فى نسختها العاشرة، بعد غياب دام لـ 9 أعوام فى البطولة التى انطلقت فى عام 1963، وتُعد هذه هى المشاركة الثالثة لمنتخب مصر الأول؛ حيث سبق أن شارك عامَىْ 1988 ونجح فى الوصول للدور نصف النهائى، قبل الخسارة أمام سوريا بركلات الترجيح، بينما شارك للمرة الثانية فى كأس العرب فى عام 1992، فى البطولة التى أقيمت بسوريا، ونجح منتخب مصر الأول، فى تحقيق اللقب للمرة الأولى والأخيرة، لذلك يبحث الفراعنة مع البرتغالى كيروش، فى قنص ثانى لقب لهم فى تاريخ المشاركات بكأس العرب.