الفريق العصار مهندس المهام الصعبة
نجحت مصرُ فى تنظيم واحد من أكبر المَعارض العالمية خلال الفترة من 29 نوفمبر حتى 2 ديسمبر، «إيديكس2021» للصناعات الدفاعية والعسكرية.. هذا النجاح الذى سبقته ترتيبات عديدة وجهود ليست وليدة اليوم؛ ولكنها ترجع إلى مساعٍٍ قبل سنوات والتى تكللت باستضافة القاهرة لأول مرّة للمَعرض فى 2018 بتنظيم من القوات المسلحة، وأيضًا بجهود من وزارة الإنتاج الحربى التى كان يترأسها وقتها «الفريق/ محمد العصار» الذى يستحق عن جدارة «وسام الاحترام» لما قدّمه من خدمات متعددة فى مجال التسليح والتصنيع العسكرى والعلاقات والتعاون المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة.
وُلد الفريق «محمد سعيد العصار» فى 3 يونيو 1946، حاصل على بكالوريوس هندسة من كلية الفنية العسكرية، وماچستير الهندسة الكهربائية، ودكتوراه الهندسة الكهربائية، وهو متزوج وله 3 أولاد؛ حيث شارك فى حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر كأحد عناصر أطقم إصلاح كتائب صواريخ الدفاع الجوى.
تقلد العصار «وزير الإنتاج الحربى السابق» جميع الوظائف الرئيسية لمنظومة التأمين الفنى للدفاع الجوى، ومساعد رئيس هيئة التسليح للبحوث، ورئيس هيئة تسليح القوات المسلحة، ثم مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح، ثم مستشار وزير الدفاع للبحوث الفنية والعلاقات الخارجية.
شغل الفريق «العصار» منصب عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال الفترة بعد ثورة 25 يناير 2011؛ حيث كان مسئولاً عن ملف العلاقات الخارجية، بالإضافة إلى الاتصال بالإعلام والقوَى السياسية.
كان له دور بارز خلال ثورة 30 يونيو، وكان أحد الحضور بمؤتمر 3 يوليو، والذى انتهى بالإعلان عن الانحياز لإرادة الشعب المصرى، ونهاية حُكم الإخوان.
نال العديد من الأنواط، منها نوط الواجب من الطبقة الأولى، ونوط الخدمة الممتازة، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وميدالية مقاتلى أكتوبر 73، ووسام جوقة الشرف «مرتبة قائد» من فرنسا وغيرها.
فى 19 سبتمبر 2015 أدى «العصار» اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى وزيرًا للإنتاج الحربى فى وزارة شريف إسماعيل.. ونجح فى النهوض بعدد من الصناعات العسكرية وكذلك تطوير المصانع الحربية بشكل كبير.. وشهد عهده استضافة مصر للمرّة الأولى معرض الصناعات الدفاعية «إيديكس 2018».
فى 26 يونيو 2020 أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قرارًا بترقيته إلى رتبة فريق فخرى مع منحه وشاح النيل.
رحل عن عالمنا الفريق فخرى «محمد سعيد العصار»، فى 6 يوليو 2020 بعد رحلة معاناة مع المرض، لم يبخل فيها على وطنه وعمله لحظة واحدة، حتى إنه فى أشد فترات تعبه كان يخرج من المستشفى إلى مقر عمله بالوزارة؛ ليباشر مهامه المطلوبة منه بكل جدّيّة ووطنية كما كان عهده دومًا.
