الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إنجاز العمر لنجمة العمر: نيللى.. ضحكة الطفولة التى لم يغيرها الزمن

ما أن ترى وجهَها البشوشَ إلا وتعود بك ذاكرتك إلى مَراحل الطفولة، تتذكر غناء واستعراضات وفوازير رمضان، فالنجمة القديرة «نيللى»، كانت وستظل رمز النعومة والرشاقة وخفة الظل، مَلامحها الأجنبية لم تجعلها يومًا غريبة على قلوب المصريين. فشعرها الأصفر المتطاير كان يميز روحها الجميلة، وأعمالها حفرت اسمَها بخيوط من الذهب فى ذاكرة السينما المصرية.



 

فنانة شاملة بمعنى الكلمة، تستطيع أن تُدخل البهجة عليك بغنائها وحركاتها الاستعراضية، وتستطيع أن تبكيك على معاناتها، وقد تجتمع الضحكات والدموع فى عمل واحد. مشوار امتد لأكثر من 60 عامًا من الإبداع قدمت خلالها ما يقرب من 120 عملاً ما بين المسرح والسينما والتليفزيون والفوازير والبرامج الإذاعية.

«نيللى» منحها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى جائزة «الهرم الذهبى التقديرية» لإنجاز العمر، وتم ذلك أمس فى حفل افتتاح الدورة الـ43 للمهرجان.

 تفوقت على أختها

استمدت «نيللى» موهبتها منذ صغرها، فقد ورثت كل المواهب الخاصة بأختها الطفلة المعجزة «فيروز»؛ حيث بدأت الدخول لعالم السينما عام 1953 من خلال عملها بفيلم (الحرمان) أمام القدير «عماد حمدى» ومن إخراج «عاطف سالم». لم يكن دورها كبيرًا فهى قدمت دور أختها فى الصغر ثم أكملت «فيروز» باقى قصة الفيلم.

لتظهر موهبة قوية تتمتع بها الطفلة «نيللى» فى أفلام عديدة بعد ذلك، منها (عصافير الجنة)  و(رحمة من السماء) وغيرهما. ولكنها لم تكمل مشوارها الفنى كطفلة مثل أختها. وتوقفت لعدة سنوات، ثم عادت فى منتصف الستينيات من القرن الماضى بفيلم (المراهقان). 

كان هدف «نيللى» محددًا منذ البداية، فهى لن تكرر مسيرة أختها؛ خصوصًا أنها منذ الظهور الأول، دخلت فى مقارنة ظالمة معها. فنجم «فيروز» ارتفع فى مطلع الخمسينيات كطفلة استعراضية معجزة، مدعومة بسلسلة من الأفلام الناجحة والتى تتناسب وتلك الفترة الزمنية.. بينما لم تنجح أى طفلة أخرى فى جذب الأنظار لها أو أن تكون بطلة للأفلام.

لذلك قررت «نيللى» الابتعاد عن تلك المقارنات التى طالت كل الأطفال الذين ظهروا على شاشات السينما وقتها واختارت أن تكمل طريقها فى الفن بعد وصولها لسن المراهقة. بدأت تختار وتحب التمثيل وتتعلق به أكثر حتى إنها قررت التخلى عن كل شىء من أجله. واستطاعت أن تثبت نفسَها كنجمة كبيرة بتقديم مختلف الأدوار. 

 علامات فى السينما المصرية

رُغم تصنيف «نيللى» كممثلة استعراضية وكوميدية من الدرجة الأولى؛ فإنها قدمت أدوارًا مهمة شكلت علامات للسينما المصرية منذ الستينيات وحتى آخر فيلم قدمته عام 1995 والذى كان بعنوان (قط الصحراء).. وكان من أهم أعمالها (نورا، الرجل الذى فقد ظله، زوجة بلا رجل، امرأة زوجى، غدًا يعود الحب، امرأة بلا قيد، طائر الليل الحزين، العذاب امرأة، حادث النصف متر والغول).

وتفوقت أيضًا فى الأعمال التليفزيونية والمسرحية والإذاعية على حد سواء؛ حيث كان آخر مسلسل تقدمته (قصاقيص ورق) عام 2005، ورُغم أنها لم تقرر الاعتزال؛ فإنها صرّحت فى بعض البرامج التليفزيونة بأنها قررت الابتعاد لأنها «شبعانة شهرة» وترفض كل الأعمال التى تُعرَض عليها لأنها تحاول الحفاظ على الصورة التى يعرفها عليها جمهورها.

جمهور الصغار قبل الكبار

روحها الطفولية كانت سر قربها من الجماهير بمختلف أعمارهم.. فهى ملكة الفوازير، ومن أوائل النجوم الذين حملوا راياتها بالتليفزيون المصرى؛ حيث بدأ الأمر معها منذ عام 1975 فى فوازير (صورة وفزورتين) ثم استمرت فى تقديم الفوازير لأعوام متتالية كان أشهرها (الخاطبة) عام 1981.. ثم انقطعت «نيللى» عن العمل بالفوازير لمدة 9 سنوات وعادت مرة أخرى لتقدم الفوازير فى خمسة أعوام متتالية، ومنها (عالم ورق) و(صندوق الدنيا) و(أم العريف) و(الدنيا لعبة) وانتهت مسيرتها بعالم الفوازير عام 1996 بتقديم فوازير (زى النهاردة).

لم تترك «نيللى» موهبة فنية إلا وقدّمتها فبجانب حبها للإذاعة وعملها كمذيعة لبعض البرامج، كانت مطربة من الدرجة الأولى، وفتاة استعراض دخلت كل البيوت بأعمالها، وعلى رأسها أوبريت (اللعبة) الشهير بتوقيع الراحل «رحمى»، والذى يُعَد من أهم الأعمال التى جعلتها قريبة من جمهور الأطفال ولا يزال نجاح الأوبريت مستمرًا منذ عام 1985 حتى الآن مع الأجيال الجديدة.