الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الاختيار الصحيح لدرع التميز: كريم عبدالعزيز وُلد نجمـًا وأصبح واحدًا من الناس

ملامحه الشرقية تجعله قريبًا منّا، فعندما تراه تجد أن أداءه قريبٌ من قلبك تتفاعل معه وقت فرحه ووقت غضبه، عندما يتعرض للظلم أو يعود لينتقم. فكل دور قدّمه النجم «كريم عبدالعزيز» يُعتبر فريدًا من نوعه، حتى إن كان هناك بعض التيمات المكررة فى أعماله، إلا أن أداءه التلقائى والذى يستطيع من خلاله أن يتوحد مع إحساس الجمهور يجعله مميزًا. فهو يتسم بخفة ظل المصريين والتى يستطيع بها أن يضفى على أى دور يقدمه مَهما كانت صعوبته أو جديته لمحة كوميدية بسيطة، مما مكنه من التربع لسنوات فى قلوب الجماهير.    



 

وبَعد 23 عامًا من تألقه بالفن قررت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى منحه درع التميز والذى يحمل اسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وذلك بافتتاح الدورة الـ43 من عمر المهرجان أمس.. كريم عبدالعزيز نجم اقترب من الناس، وعبّر عن أوجاعهم وهمومهم فاستطاع أن يجمع بين احترام الجمهور وتحقيق أعلى الإيرادات بالسينما المصرية.

 نجم فى الثالثة من عمره

لم يكن «كريم» يتمنى التمثيل فى صغره، ولكن وفقًا لفكرة أبيه المخرج الكبير «محمد عبدالعزيز»، ظهر بمشهد صغير وهو فى الثالثة من عمره بفيلم (البعض يذهب للمأذون مرتين) مع النجوم «عادل إمام، نور الشريف ولبلبة». ليختاره «عادل إمام» بعدها وهو فى عمر الخامسة ليقوم بدور البطل الطفل فى فيلم (المشبوه)، والذى يُعتبر من أهم علامات السينما المصرية.. وقد أعجب الجمهور بأداء الطفل الصغير الذى كانت أغلب أحداث الفيلم تدور حوله. ورُغم  اعتراف «كريم» فى أغلب اللقاءات بأنه لم يكن يعلم بأنه يقوم بالتمثيل؛ فإن الثناء على أدائه يعود لتوجيهات المخرج الراحل «سمير سيف»، والذى يُعتبر أول من اكتشفه.

 تخرّج «كريم» فى معهد السينما عام 1997؛ حيث كان يُعد نفسه ليكون مخرجًا ويسير على خُطى والده وعمّه المخرج «عمر عبدالعزيز»، إلا أن حبه للوقوف أمام الكاميرا كان أقوى فقرر خوض أول تجربة لاختبار الممثلين بفيلم (إضحك الصورة تطلع حلوة) والذى فتح له باب الشهرة، فهو يُعتبر من أكثر نجوم جيله حظا، ليجتمع فى أول أفلامه مع النجمين الراحلين «أحمد زكى» و«سناء جميل»، بتوقيع المخرج «شريف عرفة». والذى يَعتبره «كريم» الأب الروحى له والذى أثبت له بأنه «يصلح» كممثل.

قدّم «كريم» بعد ذلك عددًا كبيرًا من الأعمال ما بين السينما والتليفزيون، منها (الباشا تلميذ، واحد من الناس، أبو على، والفيل الأزرق 1،2) وغيرها من الأعمال التى لاقت نجاحا جماهيريًا كبيرًا؛ خصوصًا أنه كان يتناول مشاكل المواطن المصرى العادى. وقد قال «كريم» فى تصريحات سابقة بأنه يحب الأعمال التى تمس الناس بشكل مباشر. 

خفيف الروح

استطاع «كريم عبدالعزيز» أن يُعبر عن المواطن المصرى فى مختلف مراحله العمرية وبمختلف الفئات الاجتماعية. رفض فكرة حصره فى أدوار فتى الشاشة الوسيم، وقرر خوض تجارب بأدائه التلقائى السَّلس، والذى يغلب عليه خفة الظل الخالية من الافتعال. ففى أصعب الأدوار والمواقف المختلفة تجد روحه الكوميدية تطغى على الأمر، تلك الحاسة التى ورثها بالفطرة من والده، والذى يُعد واحدًا من أبرز مخرجى الكوميديا بالسينما المصرية.

 كيمياء نادرة

تميزت أعمال «كريم عبدالعزيز» بثنائيات فنية ناجحة، فهو الأجدر على إنجاح أى عمل ثنائى مع زملائه، فهناك كيمياء بينه وبين «ماجد الكدوانى» و«طلعت زكريا»، و«منى زكى» و«غادة عادل»، والمخرجين «أحمد جلال» و«مروان حامد». 

 الاختيار الصحيح

ومؤخرًا، استطاع «كريم» أن يصل لقلوب الجماهير بوطنيته وحبه للأعمال التى تُعبر عن مصر، وذلك من خلال سلسلة من المسلسلات التى تتناول قصص المخابرات المصرية مثل (الزيبق) و(الاختيار2)، والأخير حقق علامة فارقة فى مشوار «كريم عبدالعزيز» الفنى ووضعه فى مكانة كبار النجوم فى مصر والعالم العربى.