الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ملتقى الملوك وقبلة رؤساء العالم بالقاهرة: كواليس الفن والسياسة بنادى الجزيرة

بينما كان الخديو إسماعيل يتأمل المنظر الخلاب لحديقة السرايا الخاصة به على ضفاف النيل بمنطقة الجزيرة شمال منطقة الزمالك ، بدأت الفكرة تدور فى رأسه ويستحسنها،  خاصة أنه وقتها كان يستعد لاستضافة الإمبراطورة الفرنسية «أوجينى» بالتزامن مع افتتاح قناة السويس.



لا يزال منظر حديقة السرايا الجميل فى ذاكرة الخديوى، ورغم مرور السنوات قرر تنفيذ فكرته واختيار مكان لممارسة سباق الخيل المفضل له، وعلى الفور دون تردد، أشار إلى اختيار وتخصيص الحديقة لتكون حلبة لسباق الخيل ، لتجرى بها أول بطولة لسباق الخيل. 

وبذلك تصبح تلك الحديقة هى أول خطوة فى إنشاء كيان نادى الجزيرة والنادى الرسمى لممارسة سباق الخيل أول نشاط رياضى منظم فى مصر.

 

وكانت الدفعة الأولى من أعضاء النادى من الباشاوات الأكابر رواد السراى الملكى، وأصدقاء الخديو إسماعيل، والعائلة المالكة، وتوسع نشاطه ليصبح نادًيا رياضيًا وثقافيًا واجتماعيًا، يرتاده أبناء الطبقة الراقية ورفقاؤهم، حتى جاء عام اليوم الموعود فى 4 نوفمبر 1886، ومنحت الحكومة المصرية حق التراخيص لنادى الخديوى الرياضى للانتفاع بمساحته التى بلغت وقتها 146 فدانًا و22 قيراطًا و12 سهمًا، حتى جاء عهد الملك فاروق، لتغيير اسمه فى عام 1914 من نادى «الخديو إسماعيل الرياضى» إلى نادى «أمير الصعيد»، نسبة إلى الملك فاروق، لكن لم يستمر هذا الاسم إلا عامًا واحدًا، ليستقر الرأى على تسميته «نادى الجزيرة الرياضى».

ومن وقتها أصبح نادى الجزيرة مزارا ترفيهيًا لملوك وأمراء العائلة الملكية قبل الثورة، وتحتفظ الأرشيفات بصور تذكارية لزيارات الملكين فؤاد الأول ونجله فاروق لمضمار سباق الخيل بالنادى،وقد تولى إدارته العديد من الشخصيات السياسية الكبرى مثل الزعيم مصطفى النحاس باشا.

ومنذ تأسيس نادى الجزيرة فى عهد الخديو إسماعيل إلى عهد الملك فاروق الأول، تعاقبت على مجلس إدارته العديد من الشخصيات المهمة فى المجتمع الملكى من الأمراء والنبلاء، مطعمًا ببعض المشاهير الأوروبيين الذين كانوا موجودين فى مصر لدواعى الحكم والسياسة، وكان أشهرهم على الإطلاق، المنتدب البريطانى فى مصر الشهير اللورد كرومر فى الفترة من 1883-1907.

ومن المهم الإشارة إلى أنه فى نهايات القرن الـ19، كان هناك « نادى إنجليزى عريق» بدأ نشاطه فى بريطانيا بالربع الأول من القرن التاسع عشر، وفى مصر بدأ نشاطه فى شارع عدلى بعد سنوات قليلة من الاحتلال البريطانى لها عام 1882 واستمر فيه حتى احتراقه.

واعتبر وقتها مع «نادى الخديو» أرقى ناديين فى مصر يضمان أعضاء من صفوة الأرستقراط الإنجليز فقط، وظل «نادى العشب» لا يقبل عضوية مصريين خلافًا لنادى الجزيرة الذى سمح بعضويتهم فيما بعد.

وساهمت الإنجليزية المفرطة لنادى العشب وعدم فتحه العضويات للمصريين فى زيادة شعبية نادى الجزيرة أو الخديو إسماعيل فى ذلك الوقت، وجعلته محل تقدير بالنسبة للمصريين فى مواجهة النادى الآخر الذى اعتبروه رمزًا استعماريًا بامتياز لمحتل بلدهم غير المرحب به، خاصة أن تلك الفترة شهدت بشكل قوى صعود التيارات السياسية التى رفعت شعار مقاومة الاحتلال.

 ثوار يوليو فى نادى الجزيرة

وبعد ثورة الضباط الأحرار 1952 وزوال العهد الملكى وإعلان الجمهورية، انضم لعضوية نادى الجزيرة، مجلس قيادة الثورة، حتى أنّ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أطلق عليه وقتها نادى «أولاد الذوات»، وبعد تولى عبدالناصر الحكم، وافق فى عام 1956 على مذكرة قدمها «محمد حسن جميعى» وكان رئيسًا للجنة المؤقتة التى عينها عبدالناصر لإدارة النادى،فى ذلك الوقت، ومفادها طلب الموافقة على احتفاظ النادى بمساحة إضافية ليتسنّى استقبال عدد أكبر من الأعضاء الجدد على أسس قومية سليمة، وتم تسليم مساحة من أرض النادى للمجلس الأعلى لرعاية الشباب فى 20 فبراير 1957، لتنفصل عن النادى الرئيسى،وتخصص للعامة من أبناء الشعب، وهى ما يطلق عليه حاليًا «مركز شباب الجزيرة» لتنخفض مساحة النادى الرئيسى «الجزيرة» لتصبح 52 فدانًا و17 قيراطًا و11 سهمًا.

تطور الأمر بعد الانفتاح فى عهد الرئيس السادات، حيث سارع عدد كبير للانضمام للعضوية لاختلافه على أندية شهيرة مثل الأهلى والزمالك اللذين يعتمدان فى المقام الأول على أنشطة كرة القدم، أما نادى الجزيرة فالأمر مختلف لأنشطته المتنوعة مع امتيازه بالهدوء وسحر المكان والطبيعة الخلابة التى تجذب الجميع منذ الدخول.

 هوانم نادى الجزيرة

للنادى تاريخ يمتد لأكثر من 150 عامًا يُعد نادى الجزيرة أعرق الأندية الرياضية فى مصر على الإطلاق، كما تحتفظ أسواره العالية وأشجاره المعمرة تاريخًا وحكايات هوانم مصر، التى ارتبطت قصصهن بالنادى العريق، فكما ذكرنا أن الخديوإسماعيل قد أسس قصر الجزيرة عام 1869 وأحاطه بالحدائق الغناء لتكون مقرًا لإقامة الإمبراطورة أوجينى إمبراطورة فرنسا خلال زيارتها لمصر أثناء افتتاح قناة السويس.

وكان للأميرات والهوانم أدوار كبرى فى مسيرة النادى العريق تتنوع ما بين الأنشطة الرياضية والاجتماعية كجهود الإغاثة وغيرها من المساهمات المجتمعية ،خصوصًا فى أوقات الأزمات كجهود التمريض والإغاثة كتفشى الكوليرا فى نهاية الأربعينيات.

ومن بين أشهر العضوات خلال تلك الفترة، شقيقات الملك الأميرات: فوزية، وفايزة، وفايقة، والأميرة نيفين عباس حليم حفيد محمد على باشا، وزينب هانم الوكيل زوجة مصطفى باشا النحاس، وغيرهن الكثيرات.

ومن بين الفنانين الذين عرفوا بعضويتهم فى النادى،الموسيقار فريد الأطرش الذى كان يحرص على حضور سباقات الخيل، وفى إحدى تلك السابقات فاز بالرهان لكن فرحة الفوز ضاعت عندما علم بمصرع شقيقته أسمهان عام 1944.

 «أمير الصعيد».. أقدم نادٍ للفروسية ورياضات أخرى

فى العام 1914 تغيّر اسم نادى الخديوى إلى نادى الجزيرة الرياضى، ثم جاء الملك فاروق ليتغير اسم النادى إلى «أمير الصعيد» نسبة إليه، وظل بهذا المسمى لنحو عام ثم عاد إلى اسمه مرة أخرى، ومثلما كانت له الريادة فى مسابقة الخيل أدخل أيضًا رياضات مختلفة إلى نشاط النادى.

وجرى أول سباق للخيل عام 1883 على أرض النادى، معلنًا بدء رياضة سباق الخيل فى مصر، لأول مرة، على غرار أندية السباق العريقة فى بريطانيا، وفى 4 نوفمبر 1886 رخصت الحكومة لنادى الخديوى الرياضى الانتفاع بمساحة من الأرض، بلغت فى جملتها 146 فدانًا و22 قيراطًا و12 سهمًا، وتم الانتهاء من مدرجات السباق الخشبية عام 1889 وظلت تستقبل محبى رياضة سباق الخيل طوال 60 عامًا انتهت بنهاية آخر أشواط موسم سباق 48- 1949 فى يوم 8 إبريل 1949، ليبدأ تنفيذ المدرجات الخرسانية الحالية التى افتُتحت فى بداية موسم 1949- 1950 فى يوم 4 نوفمبر 1949.

وتُعد هذه المدرجات من أروع التصميمات المعمارية للمنشآت الرياضية، التى قام بتصميمها المهندس المعمارى «كاتارينشيك»، وهو يوغسلافى الأصل، ومقيم بالإسكندرية، واستخدمت مواسير المدافع المضادة للطائرات أثناء الحرب العالمية الأولى فى حمل السقف الخرسانى.

وارتبط اسم النادى برياضة سباق الخيل ارتباطًا وثيقًا، حيث كان نادى الجزيرة الرياضى ونادى الإسكندرية الرياضى- سبورتنج، الذى أُنشئ فى عام 1890، على علاقة وطيدة، إلى حد أنه كانت لجنتا سباق الناديين تقومان بصياغة قوانين ولوائح السباق فى مصر، والتى كانت مستوحاة على نحو كبير من النظم المعمول بها فى أندية سباق الخيل فى بريطانيا، ولم يقتصر النادى فيما بعد على رياضة سباق الخيل وحدها، وإنما أدخل أغلب رياضات الأطلنطى مثل الجولف والكريكيت والتنس والبولو والكروكيه والسباحة والبريدج.

 إدارات مختلفة لنادى الجزيرة.. وبصمة «الميجور» 

كان مجلس الإدارة يضم الصفوة من المصريين والأجانب، أبرزهم اللورد كرومر، المعتمد البريطانى العام، منذ عام 1883 حتى عام 1907، كذلك ضم النادى الكثير من الأمراء والنبلاء والباشوات والبكوات والأرستقراطيين والأعيان وقائد القوات البريطانية فى مصر وقائد القوات الجوية البريطانية فى مصر وكبار ضباط الجيش البريطانى ونخبة مختارة من الأجانب المقيمين ،وغيرهم من المصريين ممن كان لهم تأثير فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر.

وبتغيير ظروف مصر السياسية صدر قرار الرئيس جمال عبدالناصر، الذى كان رئيسًا لمجلس الوزراء حينئذ فى 18 إبريل سنة 1956 بتخصيص مساحة من أرض نادى الجزيرة الرياضى للمنفعة العامة، لتكون مركزًا للنشاط الرياضى لجمهور الشعب ولتوسيع معهد التربية البدنية للبنات، وتم بالفعل الاستيلاء عليها.

وفى 6 يونيو 1956 قرر الرئيس عبدالناصر إضافة مساحة إضافية للنادى لتيسير قبول أكبر عدد من الأعضاء، مع تحرى الدقة فى اختيار الأعضاء الجدد على أسس قومية سليمة، وتخفيض رسوم الدخول، حتى لا تكون الناحية المادية عقبة فى سبيل الالتحاق بالنادى واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتسهيل اشتراك الرياضيين الممتازين أو الذين يُنتظر منهم الوصول إلى درجات رياضية عالية، وتم تسليم مساحة من أرض النادى للمجلس الأعلى لرعاية الشباب فى 20 فبراير 1957 لتصبح مساحة نادى الجزيرة الرياضى 52 فدانًا و17 قيراطًا و11 سهمًا.

وفى عام 1953 أصبح الصاغ أحمد مراد محل مستر «بيلى» سكرتيرًا للنادى، حيث تم اختياره لسببين، الأول لرغبة الدولة فى أن يتولى الإدارة مصرى، والثانى لأنه ضابط بالجيش، ورياضى، وصاحب خلق رفيع، وكان «الميجور»، كما أطلق عليه الأعضاء آنذاك متزوجًا، ويسكن فى جاردن سيتى، فانتقل إلى مقر إقامة سكرتير النادى بالفيللا المجاورة للجانب الغربى، والمشغولة باللجنة الثقافية حاليًا، وكان يبلغ من العمر 31 سنة. وشارك «الميجور مراد» فى المسئولية عدد من المراقبين (الكنترول)، الذين أصبحوا تدريجيًا من المصريين، وكانت جميع الصلاحيات معطاة لهم، وترأسهم لمدة طويلة من الزمان الريس عثمان. وآمنت إدارة النادى بالفصل بين السلطات، فكانت الإدارة، ممثلة فى «الميجور» ومعاونيه، هى السلطة التنفيذية، بينما أعضاء مجلس الإدارة، سواء منتخبين أو معينين، هم السلطة التشريعية، التى تختص بوضع السياسة العامة واللوائح المنظمة للنادى، وكان من أشهر معاونى «الميجور» المرحوم عبدالرحيم أبوعوف.

فى تلك الفترة التى شهدت التحول الاشتراكى فى مصر ضم أحمد مراد المدرب الأمريكى، «أليكس»، إلى موظفى النادى للإشراف على الرياضة مع كارالى وتولى «أليكس» مسئولية خلق فريق السباحة، الذى كان فى قمة تألقه، وكان أعضاؤه من أبطال مصر، وكما انطلق فريق السباحة انطلقت كرتا اليد والتنس، وأُنشئ فريق كرة القدم، وكان جميع اللاعبين من الهواة، الذين لا يحصلون على أى مقابل، ويخلعون فانلة النادى فى الملعب لإعادتها إلى الإدارة لأنها عهدة.

وكان مراد يحرص على مشاهدة جميع مباريات الفرق الرياضية بالنادى، ويدخن البايب بشراهة، أو يكتفى بوضعه فى فمه دون دخان، حسب سير المباريات، وقررت الدولة تكوين مركز لرعاية الشباب بأرض الجزيرة، وبنوا أسوارًا مانعة عند تراك سباق الخيل، فما كان من «الميجور» إلا أن تدخل وقام بنفسه ومع رجاله من عمال النادى بهدم السور، بعد موافقة المسئولين، كما أنه أعاد بتدخله بكوات وباشوات النادى عندما صدرت التعليمات بمنعهم من دخوله. وحوّل «الميجور» جميع أعضاء كرة السلة فى عصرها الذهبى من أعضاء رياضيين إلى أعضاء عاملين مكافأة لهم وتشجيعًا من ناحية وتوفيرًا لميزانية النادى من ناحية أخرى.

وشهد النادى أجمل سنواته فى هذه الفترة، وكان «الميجور» أحمد مراد صباحًا ومساءً يصول ويجول فى كل أرجائه، ويتمتع بحب واحترام الكبار والصغار، لدرجة أن أولياء الأمور كانوا يلجأون إليه لحل مشكلاتهم مع أولادهم.

وعندما شعر مراد بعدم توفير الإمكانيات المادية من قِبَل المسئولين للنادى، لم يرغب فى الاستمرار فى موقعه، وترك النادى رسميًا عام 1977 وهو حزين وآسف، فقد كان يعتبر نادى الجزيرة هو ابنه الأكبر والغالى، وكانت الخضرة بالنسبة له من أساسيات النادى والدخول والخروج من جميع الأبواب ذهابًا وإيابًا للسيارات، وهناك جرس لنداء عربات التاكسى الواقفة على النيل، كما تزايد عدد أعضاء النادى بشكل كبير خلال وجوده.

يستكمل النادى تاريخه، فقد أصدر الملك فاروق مرسومًا ملكيًا بصدد إنشاء نادى للفروسية داخل منطقة الجزيرة 1938 وافتتحه فى 30 أبريل 1940، وتم إشهاره كهيئة رياضية فى 3 فبراير 1976بقرار من رئيس الوزراء آنذاك، ويعد نادى الفروسية بالجزيرة من أقدم الهيئات الرياضية العاملة بالاتحاد المصرى للفروسية، ما جعل النادى يكتسب تاريخًا خاصًا مليئًا بالمحافل الدولية وإفراز عدد كبير من الفرسان الدوليين والأوليمبيين على مر العصور حتى الآن.

والآن يتولى العقيد أحمد مصطفى منصب المدير التنفيذى لنادى الفروسية بالجزيرة، حيث إن إعداد بطل فى الفروسية يتطلب إعداد حصان متميز فى عدة نواحٍ منها «البيطرية، الصحية، التغذية»، كما أن هناك درجة عالية جدًا من الحساسية يجب أن تكون سمة من سمات الفارس كى يلاحظ الحالة المزاجية للحصان «قلق أو تعب» فيبدأ فى التعامل معه ليكون فى أحسن حالاته.

وداخل النادى أيضا نخبة من استشاريين الطب البيطرى وكوادر فنية لتشغيل وتدريب الخيول والمتدربين على كل المستويات، كما أن هناك نظامًا تعليميًا للمتدربين حتى نصل بهم إلى قمة الاحتراف وهذا يتطلب ثقلًا فى المهارات الأساسية للفارس وكيفية التعامل مع الحصان، لذلك نستقطب متدربين من الخارج لنقل المهارات للفرسان المصريين.

ويضم ما يقارب إلى 160 حصانًا، منها خيول مملوكة للنادى وخيول مملوكة للأعضاء، أما الخيول المملوكة للنادى فتعمل فى المستويات المختلفة سواء للأطفال المتدربين وفرق الناشئين المشتركين فى بطولات الاتحاد المصرى للفروسية، أما الخيول المملوكة للأعضاء فهى خاصة بهم.

واهتمامًا بصحة الخيول التى تعتبر من المهام الأولى أنشأ مول متخصص يوجد به كل مستلزمات الفروسية « ملابس، تعاليق الخيول، الأدوية» بحيث تساعد الفرسان على الطمأنينة داخل النادى، كما أننا ندعم رياضة الفروسية خاصة «قفز الموانع والسدود وأيضًا نشترك فى البطولات المتبعة للاتحاد المصرى للفروسية، أو البطولات الدولية التى تقام على أرض مصر، ورياضة فن ترويض الخيول، ورياضة التقاط الأوتاد» كل تلك الرياضات تابعة لمنظمة الاتحاد المصرى للفروسية.

العمر المتوسط للأحصنة الموجودة بالنادى من 20 إلى 25 سنة، وهناك خيول تجاوزت الـ30 عامًا ولكنه يكون خارج الخدمة الرياضية، كما يوجد الصالون الخاص بالنادى ويضم لوحات تاريخية وبعض الكتب القديمة فى رياضة الفروسية.

يذكر أنه من فرسان نادى الجزيرة النجم أحمد مظهر الذى أصبح فما بعد رئيس التحكيم؛ والكاتب يوسف السباعى والفرسان « كريم الزغبى، نائل نصار، صالح الدهان، علاء مسيرة، محمد طاهر زيادة، محمد سليم زكى، جمال حارس، علوى غازى، فاروق الحينى،أحمد السقا.»

أشهر رواد النادى «من كل دول العالم»

دائما ماكان رواد النادى من المشاهير فى مختلف المجالات، منهم د. عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق وأحمد ماهر وزير الخارجية الأسبق وعصمت عبدالمجيد أمين عام جامعة الدول العربية سابقًا والسفير على ماهر واللواء حبيب العادلى وزير الداخلية ود. أحمد درويش وزير التنمية الإدارية وغيرهم من وزراء مصر على مدار سنوات عديدة منذ إنشائه وحتى الآن.

فضلاً عن رجال الأعمال والاقتصاد والبيزنس الذين يحرصون بصفة مستمرة على التواجد بالنادى، بجانب أشهر نجوم الرياضة فى العالم خاصة فى رياضتى الفروسية والتنس التى اشتهر بها النادى على مدار تاريخه ،ومن أشهرهم لاعب التنس العالمى «بورج» الذى اعتاد على المشاركة فى بطولة مصر الدولية للتنس التى كانت تقام بصفة سنوية على ملاعب التنس الخاصة بالنادى والتى شهدت حضور العديد من نجوم ومشاهير العالم ووصلت فى وقت من الأوقات فى شهرتها بطولة «ويمبلدون» بإنجلترا ويصل إجمالى عدد أعضاء نادى الجزيرة إلى 70 ألف عضو.

حتى أن أوباما فى زيارته الأولى لمصر استقل الطائرة الهليوكوبتر من ملعب البولو فى نادى الجزيرة للذهاب إلى مقر جامعة القاهرة لإلقاء خطابه، بالإضافة إلى الأمير «وليم» ولى عهد بريطانيا الذى حضر ً للنادى للعب مباراة كريكيت «اللعبة الإنجليزية الشهيرة»ن إضافة إلى «الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم» حاكم دبى وبعض الأمراء والملوك العرب الذين يحرصون على الحضور لسباقات الخيل التى ينظمها النادى سنويًا.

بجانب مشاهير الأدب والإعلام منهم إحسان عبدالقدوس، محمد حسنين هيكل وأنيس منصور والإعلامى طارق حبيب وسمير صبرى وشافكى المنيرى وعائشة راتب وعبداللطيف المناوى ودرية شرف الدين وغيرهم.. ومن الوسط الفنى فاتن حمامة وعمر الشريف وعزت العلايلى وممدوح عبدالعليم ونهال عنبر ويوسف شاهين ونادية مصطفى والموسيقار عمر خيرت وفريدة فهمى ومحمود رضا وشقيقه على رضا.

والآن يتردد يوميًا ما بين ستة وسبعة آلاف عضو لممارسة هواياتهم سواء الجولف، الكروكيه، التنس، الخيل، السباحة، كرة السلة، كل حسب لعبته المفضلة أو على أقل تقدير المشى بصفة منتظمة، ويبلغ عدد أعضاء نادى الجزيرة حاليًا وفقًا لأحدث الإحصاءات نحو 75 ألف عضو.

 حكاية إحسان عبدالقدوس مع النادى

دائما ما كان الاتهام الذى يوجه للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس هو أنه كاتب فتيات نادى الجزيرة ونساء الطبقة الراقية، رغم أنه هو من كتب « ياعزيزى كلنا لصوص»  وهو من دافع عن العمال والمظلومين قبل 23 يوليو فى « شئ فى صدرى « وهو من فضح الجهاز السرى فى «لا تطفىء الشمس»، لكن نادى الجزيرة ظل يشكل معنى الطبقة الأرستقراطية التى تتصارع فى نفسه مع طبقة عائلة والده.. وهو الصراع الذى عبر عنه بأشكال مختلفة فى رواياته.

لم يقتصر ذلك الاهتمام على الجمهور فقط، فبعد تأميم الصحافة فى 24 مايو 1960، كان الرئيس عبدالناصر يؤسس لمرحلة جديدة أثناء اجتماعه بعدد من قيادات وأعضاء مجالس إدارات الصحف والمجلات فى القصر الجمهورى.

خلال كلمته فى الاجتماع، كان لعبدالناصر العديد من الملاحظات السلبية على الصحافة آنذاك، وراح ينتقد ذلك وبالتفصيل علنًا أمام الحضور، موضحًا نوعية المجتمعات التى يريد أن تسلط الصحافة الضوء عليها قائلاً: «الأمر المهم فى رأيى أن نحدد طريقنا، نسأل أنفسنا إيه هدفنا؟ ما هو المجتمع اللى عاوزين نعيش فيه؟ هذا هو الموضوع الأساسى،المجتمع الذى نريد أن نعيش فيه.. المجتمع الذى نريد أن نبنيه.. هذا المجتمع بالقطع مش مجتمع القاهرة نادى الجزيرة ولا السهرات بتاعة بالليل.. أبداً مش هو دا اللى إحنا عاوزينه، مش هى دى بلدنا بأى حال من الأحوال».

كانت رسالة الرئيس عبدالناصر هى الخروج من المجتمع الأرستقراطى فى نادى الجزيرة والنظر إلى عموم الطبقات والمجتمع المصرى،وعدم حصر المشكلات على مايدور فى تلك الطبقة العليا.

.. ويكتب عن سبب الهروب من الأهلى إلى نادى الجزيرة

على صفحات هذه المجلة فى عام 1958 كتب إحسان عبدالقدوس مقالاً يستنكر فيه الأوضاع فى النادى الأهلى قال فيه:

«أنا أهلاوى منذ فتحت عينى على الدنيا، وكان والدى عضوًا فى النادى الأهلى حتى قبل أن يتزوج والدتى، وكنت فى صباى لا أعرف ناديا أو أفضل سوى النادى الأهلى.

وأعضاء مجلس إدارة النادى الأهلى على مر السنين كلهم أصدقائى وأفخر بصداقتهم، ولكنى أتمنى فى انتخابات النادى القادمة أن يرسبوا جميعاً.

من بين أعضاء مجلس الإدارة الوزير الناجح والمزارع الناجح والاقتصادى الناجح والموظف المحترم، والفنان المشهور والكاتب الكبير، لكن ليس من بينهم من يستطيع أن يكون عضو مجلس إدارة ناد رياضى اجتماعى ناجحًا. وكانت نتيجة سوء الأوضاع أن تفككت الحياة الاجتماعية داخل النادى،وتفسّخت، وتسلل معظم الأعضاء إلى نادى الجزيرة ولم يعد يربطهم بالنادى إلا الذكريات.

كانت النتيجة أيضًا أن تفككت الحياة الرياضية وأصبح الأهلى بدل أن يضع تقاليد رياضية جديدة كما كانت عادته ينحدر إلى مستوى الرياضة بلا تقاليد.

أرجو ألا يغضب منى أصدقائى الأهلاوية أعضاء مجلس إدارة النادى الأهلى فليس مما يعيبهم ألا يكونوا أعضاء مجلس إدارة ولكن ما يعيبهم ويعيبنا كأعضاء أن نعجز عن الارتقاء بنادينا».

بهذه الطريقة كان ينتقد الأوضاع فى النادى الأهلى، ويرصد من خلالها سبب الهروب الكبير إلى نادى الجزيرة الذى شهدته تلك الفترة.

 نادى الجزيرة  فى الأدب والروايات

حظى نادى الجزيرة بالكثير من الحفاوة والحضور فى الأدب، فكما ظهر ذلك فى روايات الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس وغيره من كتاب نفس الجيل نجده  أيضًا فى الكثير من الروايات، ليس كمجرد ناد أو مسرح للأحداث، لكنه رمزًا لحكاية التاريخ الذى استمر لأكثر قرن ونصف القرن.

نجد على سبيل المثال فى رواية «بيرة فى نادى البلياردو» لوجيه غالى يصف هذه البقعة الخضراء على نهر النيل فى القاهرة: نادى الجزيرة. طُرقٌ مشجَّرة ومستقيمة مثل السهم، وحمَّامات سباحة بلون فيروزى ساطع، وعضوية حصرية - نادى الضباط البريطانيين السابق هو واحة من الاستقرار. تحت ظلِّ الأشجار القديمة يلعب الأثرياء لعبة البولو، ولعبة البريدج أيضًا، الجميع هنا يعرفون جيِّدًا ميول بعضهم السياسية وأوضاعهم المالية ومخططات زواجهم.

ويشير إلى الشخصية الرئيسية فى الرواية: «هكذا هى الحال اليوم. وهكذا كانت فى تلك الأيَّام، عندما تهيَّأ الشاب «رام» لكى يقضى فى النادى مساءً يبدو لا نهاية له، يصفه الكاتب وجيه غالى بمثل هذا الطيف وبمثل هذا الصفاء وفى الوقت نفسه بمثل هذا اليأس الذى لا يمكن الفرار منه، بحيث أنَّه يعكس فى هذه الصفحات القليلة سحر روايته المرير «بيرة فى نادى البلياردو»، التى أعيد اكتشافها من جديد.

رام شابٌ مسيحى، قبطى من أسرة أرستقراطية، ولكنه للأسف شخص مُعْدَم، يقترض خمسة جنيهات من نادل فى النادى، كعادته فى كسب قوت حياته. يلعب بهذه الجنيهات «البريدج» مع أشخاص أمريكيين يتجاهل غباواتهم، مثلًا حينما يعملون وبعناد من اسم عبدالكريم «أبراكادابرا». يشرب البيرة ويفوز بمبلغ مائتى دولار. ثم يريد الذهاب للسباحة.

السيدة الأمريكية لا تملك مايوهًا للسباحة، ورام يريد أن يستعير لها واحدًا من صديقة له. «هل هى أجمل منى»؟ تسأله الصديقة المصرية. ويجيبها: «على الأقل هى لم تعد عذراء غبية مثلك». من خلال هذه الملاحظة الوقحة يتَّضح أنَّنا - وبصرف النظر عن النادى - لسنا فى مصر الحالية ذات الحشمة والحياء، بل فى مصر الخمسينيات، فى حقبة كان يبدو فيها لبضعة أعوام كلُّ شىء ممكنًا وقد انهار فيها كلُّ شىء».

بهذا المقطع الصغير من رواية غالى الشهيرة، كان يصف معاناة تلك الطبقة الأرستقراطية داخل النادى الشهير بشكل بديع.

كما نجد أيضا الكاتب أشرف العشماوى فى رواية «سيدة الزمالك» مثل الجرّاح، يبحث بمهارة نادرة عن أصول العطب والعلل التى أصابتنا كمجتمع من خلال استقراء التاريخ بشكل مغاير لكل ما تعلمناه، وجزء من هذا التاريخ كان نادى الجزيزة.

«سيدة الزمالك» هى رواية ممتعة ومرهقة فى نفس الوقت، وتتطلب جهدًا كبيرًا من القارئ- كعادة كل الأعمال الأدبية الكبرى- من أجل الإمساك بالحكاية أو قل الحكايات التى تتوالد من رحم الحكاية الأم، والتى تبتعد ثم تقترب ثم تبتعد، وهكذا حتى نصل إلى النهاية، ونكتشف معها أن تلك المتاهة التى نسجها الكاتب ببراعة- والتى تضعه فى مصاف كبار الحكائين المصريين- لم تكن سوى الحيلة الأدبية التى أراد أن ينكأ بها جراح الماضى، بغية تطهيرها. فى الرواية تنضم نادية إحدى شخصيات الرواية، بعد أن تكبر إلى مجموعة الرواة لتحكى لنا كيف عاشت وترعرعت بين أبيها عباس وعمتها زينب، التى ظلت تحاول تقليد بولا هانم بعد وفاتها فى كل شىء، على أمل أن تصبح نسخة منها، بخاصة بعد ما عانت كثيرًا من النظرات الفوقية من أهل الزمالك وأعضاء نادى الجزيرة لها، مُستغِلة نفوذ عباس الذى استفحل بعد أن غيّر جلده وتقرّب من نظام يوليو وأصبح من رجاله المخلصين، فى إسقاط لا تخطئه عين القارئ على صعود فئات اجتماعية من أسفل الهرم الاجتماعى إلى أعلاه بعد يوليو 1952.

يرصد الكاتب محاولة الصعود بين الطبقات والتى يعد نادى الجزيرة رمزها الأهم قائلاً: «تمكّنت زينب من الحصول على عضوية نادى الجزيرة، وفى نفس لحظة حصولها على الكارنيه الجديد تُمزِّق القديم الذى كنت تحمله ولكنه خاص بالمربيات، وكأنها تحاول مسح كل ما يمت للماضى بصلة».

 جاسوس فى النادى.. ومنع عمرو دياب من العضوية

خلال الـ20 عامًا الأخيرة، شهد نادى الجزيرة العديد من المواقف المثيرة للجدل، بينها رفض مجلس إدارته قبول عضوية الفنان عمرو دياب، بسبب مؤهله الدراسى المتوسط، إذ إنّ لائحة النادى كانت تقصر منح العضوية العاملة لأعضائه من الحاصلين على مؤهلات عليا فقط، بدعوى الحفاظ على درجة رقى أعضاء الجمعية العمومية للنادى.

ومن المواقف المثيرة التى تم زجّ اسم النادى بها، تردد الجاسوسة الحسناء هبة سليم، على النادى باستمرار فى بداية السبعينيات، وكانت أخطر جاسوسة تم تجنيدها من قبل الموساد أثناء دراستها بالعاصمة الفرنسية باريس فى بداية السعبينيات.

نادى يضم أول مقبرة للحيوانات الأليفة

بعد دقائق قليلة من عبورك بوابة النادى الرئيسية تجد المقبرة التى تعج بشواهد الكلاب المدفونة بها محاطة بأسوار ملاعب الغولف، تلك اللعبة الأرستقراطية، وكذلك أغلى أنواع الأشجار، فى رسالة مفعمة بالحب لحيوان، إنها لكلب، واضح منها مدى تعلق صاحبته به، حتى أنها تنتظر لقاءه فى الآخرة.

تحمل شواهد تلك القبور رسائل الأعضاء إلى كلابهم المفقودة منها مثلاً: «بدون وعى،بدون فهم، تغرب شمسك، ترحل فى ذهول، فى صمت مؤلم جريح، تختنق المشاعر، لكن الحقيقة أصعب مما تقال، فوجع رحيلك عظيم، كان أثقل من أن يتحمله البكاء، حبيبى، سيظل قلبى يبكيك حتى نلتقى».

وأيضا: «سأظل أحبك طول العمر.. سأفتقدك»، «الحبيب الغالى.. دراك»، «أرقد فى سلام يا ميشو…معنا دائماً فى قلوبنا»، وعبارات أخرى مكتوبة باللغات الأجنبية جميعها تحكى قصصًا كبيرة وكثيرة من الحب المتبادل بين الكلاب والبشر تحويها أغرب مقبرة فى مصر.

لا يمكن السماح لغير الأعضاء بدفن كلابهم فى هذه المقبرة، والإجراءات قائمة على أن يتكلف أصحاب الكلاب بجميع التكاليف وتجهيزات الدفن، ولابد من إصدار تصريح بالدفن من رئيس النادى شخصياً».

وتحوى تلك المقبرة الفريدة من نوعها فى مصر الكثير من القصص الأخرى، فى مقبرة الكلاب الموجودة داخل جدران نادى الجزيرة على كورنيش نيل القاهرة بقرب جبلاية اتحاد الكرة وبجوار النادى الأهلى،حيث تضم رفات ألطف الكائنات وأخلصها للإنسان، ولا تندهش حينما تعلم أن تلك المقبرة على مساحة أكثر من 200 متر مربع، توجد فى أغلى مكان بمصر تقريبًا، بل فى داخل أغلى نادى فى البلاد أيضًا.

وبينما يعد النادى هو الأغلى فى مصر، حيث يتصدر نادى الجزيرة قائمة أغلى عضوية بالأندية الرياضية فى مصر بقيمة 1٫140٫000 جنيه لفرع النادى بمنطقة الزمالك، و353.4 ألف جنيه لفرع النادى بمدينة السادس من أكتوبر، وتصل رسوم تجديد العضوية السنوية 2420 جنيهًا.

 وبات الدخول له حلمًا ليس سهلًا، إلا أن كلاب أعضاء النادى لها مكان مخصص لدفنها مع شواهد ترثيهم. فكرة المقبرة تعود لعهد الأمراء الإنجليز فى فترة الاحتلال البريطانى لمصر، كتقليد كان يجرى فى بلادهم ودول أوروبا، وتم تخصيص هذا المكان لمقبرة الكلاب بعد سنوات قليلة من تأسيس النادى عام 1882، ليصبح النادى الوحيد فى مصر الذى يسمح لأعضائه بهذا التقليد.

أعضاء النادى من الأمراء الإنجليز فى تلك الفترة كانوا يأتون لمصر ومعهم كلابهم التى يحبونها بشدة ومن ثم أرادوا تكريمها بعد موتها. وصار هذا التقليد مستمرا بين أعضاء النادى حتى الآن.

لا تحوى المقبرة كلابًا فقط بل قططًا أيضًا كتب أصحابها أنعية مفعمة بالحزن والحب، الدفن فى هذا المكان لا يتم بعشوائية بل له نظام وللمقبرة مسئول عن الدفن وظفه النادى لهذه المهمة بالتحديد.

وحتى وقت قريب، كان هناك حارس شهير يدعى «عم طلبة» هو مسئول الدفن منذ 25 عامًا حتى توفى وتولى مكانه حسب الله محمد، وشهرته «روسيا»، حيث يستقبل هناك كل من يأتى لدفن كلبه أو قطته ويجلس بجوار الشاهد يبكى بحرقة ويتولى أيضا مهمة مواساتهم، فى مشهد يؤكد أنه أحيانًا تكون الحيوانات وفية أكثر من بعض البشر، حتى أن رئيس نادى الجزيرة المهندس عمرو الجزارين كان لديه كلبان من فصيلة «ريتمو» و«سماش»، دفنهما مؤخرًا فى نفس المقبرة التى تحوى فصائل نادرة وغالية الثمن ومعظمها يتم استيراده من الخارج، بحسب مصادر من داخل النادى.

 إنجازات رياضية وصرح جديد

لنادى الجزيرة دائما إنجازات عديدة على المستوى الرياضى ويسعى مسئولوه للاحتفاظ بتلك الإنجازات مع مزيد من المراكز المتقدمة فى الفترة المقبلة ويأتى على رأس هذه الإنجازات حصول فريق كرة السلة للرجال على المركز الثانى فى بطولتى الدورى والكأس ،وحصول فريق السيدات على بطولة كأس مصر، وفريق الناشئين على الدورى والناشئات حققن بطولة الدورى العالم.

وفى السباحة حصل لاعبو النادى على المركز الأول فى بطولة الجمهورية لسن 15 و17 سنة وعلى إثره تم اختيار اللاعبتين أمينة مجدى وفريدة هشام للانضمام للمنتخب الوطنى للسباحة ،وفى الاسكواش حصل اللاعب كريم سامى على المركز الأول لبطولة المحترفين بالولايات المتحدة الأمريكية.

وفى الجمباز الإيقاعى تأهلت خمس لاعبات لأولمبياد سنغافورة وفى السلاح فازت اللاعبة فرح البطراوى بالمركز الأول لبطولة الأندية العربية بالإسكندرية.

وفى كرة الماء حصل فريق النادى لسن 15 سنة على بطولة الجمهورية.

وحقق الفريق الأول للرجال المركز الثانى فى بطولة الجمهورية.

وفى مسابقات صيد الأسماك حصل اللاعب سيف عادل على المركز الأول فى بطولة العالم.

من ناحية أخرى حصل النادى على قطعة أرض مساحتها 52 فدانًا بمحافظة 6 أكتوبر لتكون فرعًا جديدًا للنادى وطبقًا لتأكيدات أعضاء مجلس الإدارة فإن هذا الفرع سيكون على أعلى مستوى ومشابه لحد كبير للصروح الرياضية الأوروبية خاصة أن المسئول عن التصميمات إحدى الشركات الأمريكية الكبرى المتخصصة فى مجال الأندية ،وتشير الإحصائيات الأخيرة للنادى إلى أن تكلفة هذا الفرع يصل ل «375» مليون جنيه وسيساعد هذا المبنى على تخفيف حدة الضغط من قبل الأعضاء على الفرع الرئيسى بسبب التكدس المرورى الشديد الذى يعد صداعًا فى رأس المسئولين عن النادى والأعضاء أيضا ومن المتوقع أن تحل هذه الأزمة عقب الانتخابات المقبلة بإقامة جراج متعدد الطوابق لانتظار السيارات.

يتطلع أعضاء نادى الجزيرة لمرحلة جديدة فى تاريخه الكبير، الذى يُعد أحد أهم الأندية الموجودة فى العاصمة المصرية القاهرة، حيث يتميز النادى بكونه ناديًا رياضيًا وثقافيًا واجتماعيًا وله دور اجتماعى بَنّاء فى المجتمع، ويحوى طبقة راقية من المجتمع المصرى وكان شاهدًا على بعض الأحداث السياسية والدولية المهمة.