الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قبل الختام نرصد رسائل الدورة الـ 30: مهرجان الموسيقى العربية.. أكثر من مجرد غناء

أيام قليلة وتصل الدورة الثلاثون من مهرجان الموسيقى العربية إلى محطتها الأخيرة؛ حيث تختتم النجمة الكبيرة «ماجدة الرومى» يوم الاثنين المقبل فعاليات المهرجان العريق، ليسدل الستار على واحدة من أنجح الدورات؛ حيث رفعت غالبية حفلاتها شعار «كامل العدد».



نجاح هذه الدورة سمح- كالعادة- لعشاق الطرب بالحصول على وجبة غنائية ضخمة، استطاعوا من خلالها أن يلتقوا بمطربيهم المفضلين من كل أرجاء الوطن العربى، وأن يستمعوا لأصوات أبناء وبنات الأوبرا المتميزين، والتى تطل عليهم يوميًا لتجدد الأمل داخل نفوسهم فى أن مصر ستظل منبع الغناء الأصيل طالما ظلت دار الأوبرا المصرية ترعى تلك الثروة التى لا تنضب أبدًا، لكن تأثير هذه الدورة تجاوز هذا الأمر بكثير.. وفى السطور التالية نتعرف على الرسائل المختلفة التى أرسلها مهرجان الموسيقى العربية هذا العام..

 السعودية تغنى فى حب مصر

حل المطرب السعودى الكبير «عبادى الجوهر» ضيفًا على مهرجان الموسيقى العربية لأول مرّة رُغْمَ مشاركة العديد من الفنانين السعوديين فى الدورات الماضية، لكن حضور «عبادى» كان له مذاق مختلف، فلطالما استضافت فنادق القاهرة حفلات هذا الفنان صاحب التاريخ الغنائى الطويل، والتى تجاوزت أسعارها مئات الدولارات؛ لا سيما أن جمهورها فى الأغلب يقتصر على أبناء الجاليات الخليجية المتواجدة فى مصر بالتزامن مع الحفل بغرض الدراسة أو السياحة، وفى حفل مهرجان الموسيقى العربية تواجد عدد كبير منهم وعلى رأسهم معالى السفير السعودى، لكن الفنان المخضرم استطاع من خلال خبرته أن يعى طبيعة المكان وعظمته، فأهدى مصر أغنية وطنية بعنوان: (مصر آيات فى كتاب) نالت استحسان الجمهور المصرى؛ حيث تقول كلماتها: (مصر آيات فى كتاب.. مصر قلبى فيها داب.. مصر آيات ما هى آية.. مصر سهراية وحكاية.. مصر ترنيمة مَحبة.. ونيل بيسلطن غنايا..مصر أمُّ الدنيا أنت.. فى قلبى وفى عينى سكنتى.. مش هاوفى إن قلت أحبك.. ما أنت أكثر من حبيبتى).

 مصر تقوم بالواجب بدلاً عن لبنان

واحدة من الليالى المهمة فى المهرجان كانت ليلة الاحتفال بمئوية قديس الطرب الفنان اللبنانى الكبير «وديع الصافى» التى أحياها نجله «أنطوان وديع» بمشاركة الفنان اللبنانى صاحب الصوت الجبلى القوى «معين شريف»، الذى اعتبره الفنان الراحل تلميذه، وابنه الروحى، بالإضافة إلى صوت مطربة الأوبرا الفنانة «أميرة أحمد» التى غنت (على رمش عيونها)، كما شاركت نجله «أنطوان» فى تقديم دويتو غنائى بغناء موال (شاهين) وأغنية (حب الدنيا)، وبالطبع شكر «أنطوان» وزارة الثقافة المصرية التى كانت أول مؤسّسة تقيم حفلة تأبين لوالده بعد رحيله، وهى أول مؤسّسة تحتفى بمئويته، لكن الكلمة المؤثرة حقًا هى التى قالها الفنان «معين شريف»؛ حيث قال (مصر أم لبنان ولذلك قامت بالواجب عنها)، مشيرًا إلى الأحداث السياسية غير المستقرة التى تمر بها لبنان، مختتمًا حديثه بتمنيه دوام الاستقرار لمصر لتظل قِبلة العرب.

 جمال سلامة.. لا يزال حيًا بفنه

كواليس عديدة تمتلك تفاصيلها «روزاليوسف» حول خلاف نشب بين أسرة الموسيقار الراحل «جمال سلامة» بخصوص الشخص المخول بتسلم تكريمه عشية افتتاح المهرجان على إثر خلاف على الإرث، والحقيقة أن الأحداث التى سبقت ليلة التكريم كانت تنذر باحتمالية إفساد اللحظة المرتقبة؛ حيث تمَسَّك أشقاءُ الموسيقار الراحل بتسلم التكريم؛ بينما أصرت طليقته على تسلمه بدلاً من نجله الأكبر الذى يعيش فى ألمانيا، حتى استقر الأمر قبل الحفل على أن تتسلم التكريم ابنته الصغيرة «دينا» ليتم احتواء الأزمة ويظهر الحفل بشكل براق، ومبهر؛ حيث عزفت وزيرة الثقافة الدكتورة «إيناس عبدالدايم» عددًا من مؤلفاته على آلة الفلوت، فى لمسة وفاء نادرة، لكن المفاجأة الحقيقية فى المهرجان هى غناء المطرب «أحمد إبراهيم» لأغنية وطنية جديدة لم يغنها من قبل بعنوان (يا مصر أنت الروح)، هى آخر ما كتب الشاعر الراحل «عبدالرحمن الأبنودى» وآخر ما لحن الموسيقار الراحل «جمال سلامة» ليثبت أن الفنان باقٍ بفنه وإنْ رحل.

 تقارب وحميمية ولقطات عفوية

يَعتبر الفنانون والجمهور دار الأوبرا المصرية بيتهما الثانى، وبالتالى جاءت الحفلات بها نوع من التقارب والحميمية، مع بعض من اللقظات العفوية التى تدعم فكرة التقارب تلك، وتجعل من التصرف بأريحية هو الشعار الذى يرفعه النجوم على خشبة المسرح، وعلى سبيل المثال رقص جمهور حفل «عاصى الحلانى» الدّبكة معه، بينما استجاب جمهور «وائل جسار» لطلبه، واستخدموا فلاش الموبايل لخلق جَوّ رومانسى أثناء تأديته لأغنية (النهاية واحدة)، أمّا المطربة «مى فاروق» فقد طلبت من ابنتها «زينة أشرف» أن تصعد على المسرح لتؤدى أغنية (كيفك أنت) وعقب انتهاء ابنتها من الغناء وتحية الجمهور لها، قَبّلتها، وداعبت الجمهور قائلة (هتقعّدنى فى البيت)، أمّا «مدحت صالح» فقد أعرب عن سعادته لمشاركة نجله «أدهم» فى إخراج الحفل معلقًا (شفتوا الزمن؟!).

 ساعة لقلبك

على مسرح الجمهورية، وفى سابقة للمهرجان تم تقديم مونولوجات واسكتشات فرقة (ساعة لقلبك) الشهيرة بقيادة المايسترو «صلاح غباشى»، ورُغم أن الأمر قد بدا غريبًا بعض الشىء على روح المهرجان؛ فإنه من الجميل يتم توثيق تلك الأعمال الخالدة، وتحمل مسئولية تعريف الأجيال الجديدة بها، لا سيما أن (ساعة لقلبك) يُعد إحدى العلامات فى تاريخ الإذاعة المصرية.